اسباب تسمية نوح عليه السلام بأبو البشر الثاني

لماذا سمي نوح بأبو البشر الثاني

يتساءل البعض منا عن لماذا أطلق على سيدنا نوح عليه السلام لقب أبو البشر الثاني، من المعروف أن سيدنا نوح عليه السلام هو نبي من الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى لتوعية الإنسان بدين الحق، وتبليغ الناس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويبعدون عن عبادة الأوثان ويؤمنون بالله وحده ويرجع تسمية سيدنا نوح عليه السلام بلقب أبو البشر الثاني للأسباب التالية:

  • أطلق على سيدنا نوح لقب أبو البشر الثاني لأنه تم بعثه بعد أبو البشر الأول آدم عليه السلام.
  • ولأن جميع البشر الذين كانوا مع سيدنا نوح عليه السلام على متن السفينة قد أهلكوا ولم يبقى على السفينة غير سيدنا نوح وذريته.

وما سبق يشير إلى أن كافة البشر الذين لم يهلكهم الطوفان وظلوا موجودين على السفينة من نسل سيدنا نوح عليه السلام وأكد على ذلك كتاب الله سبحانه وتعالى المقدس وذلك في الآية القرآنية حيث قال سبحانه وتعالى: ” وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ” (سورة الصافات).

والآية الكريمة تدل على أن كافة البشر الموجودين حالياً إلى يومنا هذا من نسل سيدنا نوح و نسل سيدنا آدم عليهما افضل الصلاة والسلام.[1]

قصة سيدنا نوح عليه السلام

  • يعد سيدنا نوح عليه السلام هو أول نبي يبعثه الله سبحانه وتعالى في البشرية، حيث بُعث سيدنا نوح إلى قومه بعد ما انتشر الفساد بينهم وقاموا بعبادة الأصنام، وهو نبي من الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى لتوعية الإنسان بدين الحق، وتبليغ الناس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويبعدون عن عبادة الأوثان ويؤمنون بالله وحده.
  • قد ولد سيدنا نوح عليه السلام بعد وفاة سيدنا آدم عليه السلام بحوالي 126 عام كما ذكره ابن جرير وعاش سيدنا نوح ألف سنة إلا خمسين عاما وقيل إن كل تلك السنين هي مدة رسالته.
  • وكان سيدنا نوح عليه السلام إذا استيقظ أو نام أو شرب أو أكل إلى آخره يشكر الله ويحمده كثيراً ويذكر نعمته عليه ولهذا قال الله تعالى عن نوح “إنه كان عبداً شكوراُ” واختار الله عبده الشاكر وأرسله ليكون نبيا إلى قومه لهدايتهم وإرشادهم إلى طريق الحق، وبذلك تبدأ

    قصة نوح

    عليه السلام حيث خرج سيدنا نوح عليه السلام إلى قومه وبدأ دعوته وقال لهم يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
  • استمر سيدنا نوح عليه السلام بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده ويبتعدوا عن عبادة الأصنام، ولم يلق رسول من الأذى مثلما لقى سيدنا نوح عليه السلام من طول مدة إقامته وهو يدعو قومه إلى الإيمان بالله عز وجل ، وكان قومه أشد عليه من أظلم الناس وأكثرهم تمرد وكفر وعصيان لله، وكذبه قومه وقالوا إنه مجنون ويقول ما لا يعقل ولا يؤمن به عاقل. وانهالوا عليه قومه بالسب واللعن والتخويف والوعيد، فقال لهم سيدنا نوح عليه السلام يارب إنى ضعيف لا أستطيع مقاومة هؤلاء فانتقم منهم وانتصر لدينك} كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر”.
  • وعندما يئس سيدنا نوح عليه السلام من صلاحهم ورأى أنهم لا يوجد فيهم خير وتوصلوا إلى أذيته وتكذيبه بكل الأفعال و الأقوال، قام بدعوة غضب عليهم فاستجاب الله إلى دعواته حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه المقدس “ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم. “
  • مر الكثير من الأعوام ولازال سيدنا نوح عليه السلام يقوم بدعوة قومه وكلما قام بدعوتهم إلى عبادة الله والإيمان به فروا منه، وكلما قام سيدنا نوح بدعوتهم ليغفر الله لهم ذنوبهم وخطاياهم وضعوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق “فلم يزدهم دعائي إلا فرارا”.
  • وفي ذات يوم من الأيام أوحى الله إليه “أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن” ، و أوحي الله عز وجل له أن لا يحزن على قومه وأمره الله سبحانه وتعالى أن يصنع سفينة فقال سيدنا نوح إلى ربه “رب انصرني بما كذبون وقال تعالي: “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ”.وأخبره الله سبحانه وتعالى أنه سوف يصنع هذه السفينة بعلم من الله وتعليمه وتنفيذاً لتوجيهاته ومساعدة الملائكة.
  • وبدأ سيدنا نوح عليه السلام بعد ذلك يغرس الشجر ويزرعه لكي يصنع منها السفينة ، وانتظر سيدنا نوح عدة سنوات ثم قطع ما زرعه من شجر وبدأ في نجارته ، وبدأ سيدنا نوح عليه السلام يبني السفينة ، وكان كلما يمر عليه الكفار فيرونه يقوم بصنع السفينة فيسخرون منه لعدم وجود أنهار قريبة أو بحار، وقال “إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون” ثم انتهى سيدنا نوح من صناعة السفينة وجلس ينتظر أمر الله. وأوحى الله إليه أنه إذا فار التنور فهذه علامة تدل على بدء الطوفان وأمره الله سبحانه وتعالى أن يحمل فى السفينة من كل حيوان وطير أو دابة على الأرض زوجين اثنين.[2]

بداية الطوفان

  • بدأ سيدنا نوح في الصعود إلى السفينة هو ومن آمن به وبربه وكان عددهم قليل “حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل”.
  • اندفعت المياه وخرجت من كل فتحات الأرض، و انهمرت من السماء الكثير من الأمطار، وارتفعت المياه أعلى من الناس حيث تجاوزت قمم الأشجار والجبال حيث قال “ففتحنا أبواب السماء بماء منهمرہ وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدرہ وحملناه على ذات ألواح ودسر”.
  • وعندما بدأ الطوفان قال تعالى: “وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ” فرد عليه قائلاً: “قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ” فرد نوح عليه السلام: “قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ”.
  • واستمر الطوفان ولم يعد باقياً من الحياة والأحياء دون السفينة التي تحمل سيدنا نوح ومن معه من المؤمنين وبعد مرور زمن مات كل المؤمنين الذين كانوا معه في السفينة ولم يتركوا من بعدهم ذرية تخلفهم إلا

    ابناء نوح

    عليه السلام الذين تركوا من خلفهم ذرية تفرقوا في الأرض وقاموا بتعميرها.[2]

آباء البشر الثلاثة

قد تم ذكر أن لقب أبو البشر قد تم إطلاقه على ثلاثة أشخاص كما ذُكر في كتب التاريخ والسير وهم:


  • سيدنا آدم عليه السلام

يعتبر سيدنا آدم عليه السلام هو أول إنسان خلقه الله سبحانه وتعالى، وقد خلق زوجته حواء من ضلعه وأسكنهم الله سبحانه وتعالى في الجنة، ثم وسوس لهما الشيطان بأن يأكلون من ثمار شجرة قد نهاهم الله سبحانه وتعالى عنهم فأكلا من تلك الشجرة ثم تابا إلى الله سبحانه وتعالى بعد ذلك فأنزلهم الله سبحانه وتعالى إلى الأرض، وكان كل البشر من نسلهم، وذلك دليل على أن جميع الناس هم أولاد سيدنا آدم عليه السلام وبذلك سمي بـ أبو البشر الأول.


  • سيدنا شيث بن آدم

ويكون سيدنا شيث هو ابن سيدنا آدم عليه السلام، وقد قال بعض المؤرخين أن جميع البشر من نسل سيدنا شيث ما عدا والديه وإخوته، حيث قال الطبري: “فمنه كان النسل، وأنساب الناس اليوم كلهم إليه دون أبيه آدم، فهو أبو البشر إلا ما كان من أبيه وإخوته ممن لم يترك عقباً”.


  • سيدنا نوح عليه السلام

سيدنا نوح عليه السلام هو أول نبي يبعثه الله سبحانه وتعالى في البشرية، حيث بُعث سيدنا نوح إلى قومه بعد ما انتشر الفساد بينهم وقاموا بعبادة الأصنام، فأهلك الله الكافرين منهم بالغرق بواسطة الطوفان، ولم ينجو معه إلا القليل ممن آمنوا معه، و

عاش قوم نوح

فترة من الزمن وقيل أن جميع من كانوا معه قد ماتوا مع أهلهم، ولم يبقى إلا سيدنا نوح عليه السلام وأهله، فكان جميع من جاء من البشر بعدها من نسل وصلب سيدنا نوح عليه السلام، وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه المقدس: “وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ” {سورة الصافات:77}.[3]