اضرار الفضول على حياة الفرد

مخاطر الفضول على حياة الفرد

إن الفضول عبارة عن محفز قوي يقودنا إلى اكتشافات مهمة واستكشاف المجهول، لكن بحثًا جديدًا يظهر أن فضولنا يكون قويًا في بعض الأحيان لدرجة أنه يقودنا إلى اختيار النتائج التي يحتمل أن تكون مؤلمة وغير سارة والتي ليس لها فوائد واضحة حتى عندما تكون لدينا القدرة على تجنب هذه النتائج تمامًا.

يمكن للفضول أن يجذب البشر للبحث عن معلومات ذات عواقب وخيمة يمكن توقعها، لهذا السبب فإن له العديد من المخاطر المختلفة ويجب أن يتم الحد من الفضول والتقليل منه للوقاية من المخاطر التي تنتج عنه.

أظهرت الأبحاث السابقة أن الفضول يدفع الناس للبحث عن تجارب بائسة بما في ذلك مشاهدة المشاهد الرهيبة واستكشاف التضاريس الخطرة، ولقد ذكرت الأبحاث أن هذا الفضول ينبع من رغبة البشر العميقة في حل حالة عدم اليقين بغض النظر عن الضرر الذي قد يسببه، مما دفع الكثير من الأشخاص للتسائل حول


هل الفضول مرض نفسي


؟

لهذا السبب فإنه يُنظر إلى الفضول غالبًا على أنه نعمة بشرية إلا أنه يمكن أيضًا أن يكون لعنة بشرية، في كثير من الأحيان نسعى للحصول على معلومات لإرضاء فضولنا دون التفكير في ما سيحدث عندما نفعل ذلك.[1]

هل الفضول إيجابي أم سلبي

بجانب معرفة


معنى الفضول


فلابد من معرفة إذا كان الفضول يعتبر أمر إيجابي أم سلبي، ولقد ذٌكر في العديد من الدراسات إن أحد العوامل التي تؤثر على ما إذا كان الفضول هو شعور إيجابي أم سلبي هو المدة التي يجب أن تنتظر فيها الإجابة التي تبحث عنها، حيث أن الفضول هو شعور مألوف بين الناس، ولكن بمجرد أن نفحص هذا الشعور فإن الفضول يكشف عن نفسه على أنه عاطفة معقدة بالفعل.

في الواقع يمكن أن يكون الفضول سلبي وإيجابي في نفس الوقت، والعديد من المشاعر المختلفة وأكثر من ذلك، مثل الشهوة للفضول وجوه إيجابية وسلبية، إن موضوع رغبة الفضول هو المعلومات، حيث أن الفضول هو معرفة ما لا نعرفه حتى هذا الوقت.

وبكل تأكيد فإنه ليس كل مشاعر الفضول متشابهة حيث يمكن أن يكون الفضول ممتعًا إلى حد ما، أو أكثر أو أقل تفاقمًا، ويمكن أن يكون سبب في الإصابة بالمشاعر المضطربة والحزن والاكتئاب، فلقد كان علماء النفس فضوليين بشأن هذا السؤال وبدأ فضولهم يؤتي ثماره.

تشير إحدى أبرز نظريات الفضول وهو نموذج فجوة المعلومات، إلى أن الفضول ينشأ عندما يلاحظ الشخص فجوة في معرفته، والتي تثير الفجوة الشعور بالنقص، والذي بدوره يحفزها على ملء الفراغ، ويمكن أن يكون الفضول مكرهًا؛ دافع عاطفي للحصول على المعلومات ربما كلما كانت الفجوة أكبر أو أكثر كلما زاد الشعور بالكره.

تستند حسابات الفضول الأخرى إلى التمييز بين الوجوه الأكثر سلبية وإيجابية من وجهة نظر واحدة يأتي الفضول في نوعين: الحرمان وهو حاجة قوية ولكن غير مرضية للمعرفة، والاهتمام وهو البحث عن المعلومات بدافع المتعة المتوقعة، والتي تعكس  التوازن المتغير بين الرغبة حول ما نحتاجه مقابل الشيء الذي نستمتع به.

بمجرد أن ندرك أن للفضول العديد من الوجوه وهي ليست جميعها ممتعة بنفس القدر  ويمكننا التفكير في ما يؤثر على طبيعة تجربتنا في حالة معينة؛ لهذا السبب يجب أن يتم السيطرة على الفضول حتى لا يكون الجانب السلبي من الفضول سبب في العديد من العواقب في الحياة.

تجارب حول الفضول

لقد تم إخبار نصف الأشخاص بأنهم سيشاهدون الفيديو بعد تأخير قصير مدته دقيقة واحدة فقط، ولقد تم إخبار نصفهم أنه سيكون هناك تأخير لمدة 30 دقيقة في البداية يكملون خلالها مهام أخرى مثيرة للاهتمام، في بداية هذا التأخير أشار الجميع إلى مدى شعورهم بالفضول حيال محتوى الفيديو، وكذلك إلى أي مدى شعروا بمشاعر سلبية مثل عدم الراحة مقابل المشاعر الإيجابية مثل السعادة.

كانت النتيجة الرئيسية أنه في حين أبلغت كلتا المجموعتين عن مستويات متساوية من الفضول كان الفضول مصحوبًا بمزيد من المشاعر السلبية لأولئك المشاركين الذين يواجهون تأخيرًا طويلاً مقابل تأخير قصير، علاوة على ذلك لم تكن هذه المشاعر السلبية مجرد نتيجة لمعرفة المزيد عن 30 دقيقة إضافية من المهام في تجربتين من التجارب، ولقد توقع جميع المتطوعين أن تستمر التجربة نفس المقدار من الوقت؛ لذا فإن الشيء المتنوع كان فقط ترتيب المهام، ومن ثم التأخير بين التعرف على الفيديو والحصول على مشاهدته.

يجادل الباحثون بأن هذه النتائج تلقي الضوء على الفضول، وذلك عندما لا يتم إرضاء فضولنا في أي وقت قريب فإننا نركز على عدم المعرفة على فجوة المعلومات نفسها، وهذا أمر مكروه إلى حد كبير، ولكن عندما يكون فضولنا على وشك الرضا فإننا نركز على المعرفة تقريبًا، أو القرار المتوقع، وهو تجربة أكثر إيجابية من وجهة النظر هذه، حيث يعكس وجهي الفضول مزيجًا مختلفًا من عدم المعرفة مقابل شبه المعرفة.[2]

هل الفضول نتائجه مؤلمة

إن الفضول وسيلة تزيد من رغبتها في معرفة المعلومات التي نجهلها، والمشكلة تكمن في أن الفضول يمكن أن يكون سبب في الفصو على نتائج غير مرضية ومعرفة معلومات يمكن أن تسبب الضيق أو الحزن للشخص، العديد من الأمور عندما نجهلها فإن هذا يكون افضل، حيث أن الكثير من المعلومات يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الحالة النفسية، بل أنها يمكن أن التأثير على حياة الفرد بالكامل.

على الرغم من أن العديد من الأشخاص يذكر أن الفضول يعتبر بداية المعرفة والتعلم، والتي كانت سبب في البحث ومعرفة الكثير من المعلومات حول مختلف الاكتشافات الكونية، ولكن على الجانب الآخر فإن الفضول يمكن أن يكون سبب في معرفة العديد من الأسرار التي تسبب الضيق والحزن إلى الشخص، وعلى العكس يمكن أن يكون ممتع ووسيلة لمعرفة أخبار جيدة كان يجهلها الشخص.

ظاهرة الفضول للأطفال

إن ظاهرة الفضول عند الأطفال تعتبر من الأمور الجيدة التي يمكن من خلالها معرفة العديد من المعلومات التي تساعد الطفل على فهم الحياة ومعرفة الكثير من المعلومات، على العكس بالنسبة إلى الكبار فإن الفضول في كثير من الأحيان لا يعتبر من الأمور الجيدة، والفضول بين الأزواج يمكن أن يكون سبب في العديد من المشاكل بين الأزواج وبين الأصدقاء وتؤثر على حياة الفرد بشكل واضح.[3]