هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء
هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء، يعتبر يوم الجمعة هو من الأيام المباركة والتى يسعى فيه المسلم الى الاستحمام والتطيب والتزين قبل الذهاب الى أداء صلاة الجمعة ، فقد ثبت أن غسل يوم الجمعة هو سنة مؤكدة عن النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_، حيث يستحب للمسلم أن يتطيب ويقوم باستخدام السواك، وأيضا ارتداء أفضل الثياب من أجل حضور صلاة الجمعة، وقد ورد عن عمرو بن سليم الأنصاري، قال: أشهَدُ على أبي سعيدٍ، قال: أشهدُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأن يَستنَّ، وأنْ يمسَّ طِيبًا إنْ وَجَد»،، والسؤال الجوهرى هنا هل أن غسل الجمعة يغني عن الوضوء، سوف نتعرف على هذا الأمر من خلال مقالنا.
هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء
- هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء، حيث قد أكد جمهور العلماء بأن المسلم إذا قام بالاغتسال بقصد التبرد أو التنظف، فان هذا الاغتسال هو من المباحات ولا يدخل في العبادة ولا يكفي عن الوضوء، لأن هذا الاغتسال ليس بقصد العبادة وإنما بقصد التنظف.
- أما إذا اغتسل بنية العبادة، مثل أن يكون اغتسل عن الجنابة لإزالة الحدث أو اغتسل غسل مستحب مثل غسل يوم الجمعة وقد نوى معه الوضوء فإن الوضوء فانه يدخل في الاغتسال، لأن الطهارة الصغرى تدخل في الطهارة الكبرى إذا نواها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» (رواه البخاري في صحيحه).
- أما إذا لم ينو دخول الوضوء في الاغتسال عن الجنابة أو عن غسل يوم الجمعة فإنه لا بد له من أن يتوضأ، لأنه لم ينو الوضوء وإنما نوى الاغتسال فقط والأفضل أن يتوضأ وضوء كاما ما عدا غسل الرجلين ثم يقوم بغسلهم وإذا فرغ يغسل رجليه وإن غسل رجليه مع الوضوء قبل الاغتسال فلا بأس، بل هذا هو الأفضل والأكمل.
- قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الاستحمام – إن كان عن جنابة – فإنه يغني عن الوضوء، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا»
- يسن الغسل فى يوم الجمعة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة وهى : المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية ومن الأدلة التى استندوا عليها ما يلى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» [الجُمُعة: 9]. وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ سياقَ الآية يُشير إشارةً خفيَّة إلى عدمِ وجوبِ الغُسل; وذلك لأنَّه لم يَذكُر نوعُ طهارةٍ عندَ السَّعي بعدَ الأذان، ومعلومٌ أنَّه لا بدَّ من طُهرٍ لها، فيكون إحالةً على الآية الثانية العامَّة في كلِّ الصلواتِ: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ… [المائدة: 6] الآية؛ فيُكتَفَى بالوضوءِ، وتحصل الفضيلة بالغسل. عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن تَوضَّأَ، فأَحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمَعَ، وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بَينَه وبينَ الجُمُعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، ومَن مسَّ الحَصَى فقدْ لغَا»، وَجْهُ الدَّلالَةِ: فيه دليلٌ على أنَّ الوضوءَ كافٍ للجُمُعةِ، وأنَّ المقتصِرَ عليه غيرُ آثمٍ ولا عاصٍ؛ فدلَّ على أنَّ الأمْرَ بالغُسلِ محمولٌ على الاستحبابِ.
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: «كان الناسُ يَنتابونَ يوم الجُمُعةِ من منازلِهم والعوالي، فيأتون في الغُبارِ، يُصيبُهم الغبارُ والعَرَقُ، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو أنَّكم تَطهَّرتُم ليومِكم هذا» وَجْهُ الدَّلالَةِ: قوله: «لو أنَّكم تَطهَّرتم ليومِكم هذا» يدلُّ على أنَّ غُسلَ الجُمُعةِ ليس بواجبٍ، حتى ولا على مَن له رِيحٌ تَخرُج منه، وإنَّما يُؤمَرُ به ندبًا واستحبابًا.
عن أبي سَعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أَشهدُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأنْ يَستنَّ، وأن يمسَّ طِيبًا إنْ وَجَد»، وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ غُسلِ الجُمُعة ذُكِر في سِياق السِّواكِ، ومسِّ الطِّيب، وهما لا يَجبانِ، وقوله: واجبٌ، يعني مُتأكِّد
هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء، استطعنا من خلال مقالنا ان نتعرف واياكم الى الاجابة الصحيحة المتعلقة بالسؤال المطروح، وتعرفنا على بعض الشواهد والأدلة التى استند اليها العلماء والفقاء الأربعة فى غسل الجمعة وهل أنه يغنى عن الوضوء، كل هذه الأمور تعرفنا عليها من خلال مقالنا هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء.