خصائص الإرشاد الانتقائي وأهدافة

الإرشاد الانتقائي


يعد من أحد أهم ما يتميز به علم النفس، هو قدرته على مساعدة الناس وحل مشكلاتهم، والإرشاد النفسي هو واحد من فروع علم النفس، وهو فرع لعلم النفس التطبيقي، ويقوم الإرشاد النفسي على العلاقة ما بين المساعد أو المختص النفسي والمريض أو صاحب المشكلة، فهي علاقة بين طرفين اثنين.


والإرشاد الانتقائي ببساطة لغير المختصين هو قيام المرشد النفسي، أو الطبيب النفسي الذي يلجأ له المسترشد، أو المريض النفسي، أو من يحتاج لإرشاد ومساعدة، سواء على مستوى المشاكل النفسية، أو المهارية، أو مشاكل الحياة والعلاقات الأسرية، أو الوظيفية، أو العائلية، مثل مشاكل الازواج والمراهقين، والأبناء وغيرها.


يلجأ الشخص للمرشد لمساعدته، وعلى المرشد أن يقوم بدراسة وتحديد المشكلة، مع استخدام الإرشاد الانتقائي، وهو ما يعني أن يلجأ إلى استخراج ما يناسب من نظريات مدارس علم النفس ونظريات الطب النفسي، والاستفادة من كل النظريات، والمدارس دون الاعتماد على نظرية واحدة أو مدرسة واحدة.


وبعد الانتقاء والاختيار من النظريات والمدارس، مع النظر للإنسان بشكل متكامل لحياته، وصحته النفسية والعقلية والجسمانية، ووضع المشاعر والعواطف في الاعتبار، يضع المرشد على أساس كل ما سبق خطة العلاج، والانتقاء هنا يتم او يكون محتواه نظريات علم النفس، يختار منها ما يناسب ويفيد، ويتلائم مع حالة المسترشد.


وتقوم العلاقة بين الطرفين على أساس من التعاون الذي يقدم فيه الطرف المرشد العون والأرشاد ورفع الكفاءة والمهارة للطرف الأخر وهو المسترشد، لتخفيف أثر الصعوبات الحياتية التي تواجهه، وتقديم النصائح التي تساعده ورفع الكفاءة الشخصية للمسترشد، وتقوم العلاقة بين طرفي عملية الإرشاد، المرشد والمسترشد على الاحترام والود المتبادل بينهما، بهدف تحديد المشكلة بدقة، ووضع الخطط لحلها، وتحقيق الأهداف من تلك العلاقة، وتعاون الطرفين في تنفيذ الإجراءات والخطوات وقياس مدى نجاح المقابلة.


تعريف الإرشاد الانتقائي


والإرشاد الانتقائي هو الأسلوب القادر على الاستعانة والتوافق مع الاستفادة من المدارس العلمية في مجال علم النفس من ٱختلاف وإضافة، والاستعانة بهم وما في مجال علم طب النفس، والتوفيق بين كل ذلك مع مراعاة الاختلافات التي بينهم، وطريقة العلاج، وعلى كل مختص يقوم بالأرشاد النفسي أن يعمل عملية انتقاء يستطيع بها تقديم المساعدة المطلوبة.


ويجد المرشد من خلال نظريات علم النفس المتباينة والمختلفة، ومن خلال نظريات الطب النفسي، والمدارس العلمية الاختلافات المتعددة، فيعمل في الإرشاد الانتقائي على التوفيق والتكامل بينهم، وعلى الاعتماد على طرق العلاج لكل مدرسة، والتوفيق بين الجميع لما فيه مصلحة المسترشد.


يعتبر الإرشاد النفسي كونه فرع من فروع علم النفس التطبيقي وهو العلم الذي أحاطه التطور النمو والذي حدث بفضل ارتباط الإرشاد النفسي بغيره من العلوم الطبيعية والإنسانية،  وخاصة في الوقت الحالي، والأرشاد النفسي بشكله العام وهو عملية من عمليات استخدام العلم وما يقدمه بطريقة إنسانية للاستفادة منه، عن طريق شخص له الدرجة العلمية والتخصص والخبرة وعنده من القواعد والحس لتقديم أفضل ما لديه.


والإرشاد الانتقائي هو أعلى ما وصل إليه الإرشاد في صورة مثالية لتقديم خدمات الإرشاد مكتملة مع فنيات الإرشاد، ومواجهة المشكلة، والحالة، والموقف، والتغير، والفروق مع المسترشد، وبهذا فإن الإرشاد الانتقائي هو نضج وتكامل الإرشاد المرن الغير منغلق على وجهة نظر واحدة، وهو القابل لأي ما يضاف له، وأيضاً لكل مساهمة جادة تقوم على استخدام الفنيات والأدوات والإجراءات.


خصائص الإرشاد الانتقائي


كان عالم النفس الشهير ثورن يعاني في فترة من فترات حياته من مشكلة في النطق وهي المشكلة التي تتسبب في التأتأة ، أدت إلى رغبته في تعلم علم النفس، والتحق بكلية الطب، ثم قدم الإرشاد الانتقائي مستعين بالدمج بين علم النفس وعلم الطب في عام ألف تسعمائة وخمسون، ومن الخصائص التي يتميز بها الإرشاد الانتقائي ما يلي


  • الحقائق الغير مترابطة يمكن مزجها.

  • الإرشاد الانتقائي ثاقب في رؤيته.

  • النموذج الفكري في الإرشاد الانتقائي متباين متغير وليس ثابت.

  • الإرشاد الانتقائي يقوم على بحث علمي منهجي.

  • يأخذ من كل نظرية ما يصلح ودمجها بطريقة متناسقة.

  • كل نظريات العلم النفسي والطب النفسي صاحبة دور في عملية الإرشاد الانتقائي.

  • التجربة، والاستعانة مع التقويم والقياس والدراسة.

  • المسترشد له عواطف يراعيها.

  • مجال النظرية والنظرة الواحدة غير قائم في الإرشاد الانتقائي. [1]


أهداف الإرشاد الانتقائي


تعد أهداف الإرشاد النفسي هي ذاتها أهداف الإرشاد الشخصي الانتقائي، وهي التي تقوم بدورها بتحقيق المصالح المرجوة منها من صحة نفسية وعقلية، وهو ما يعني تقديم العون للناس حتى يمكنهم الحياة بشكل فيه صحة وسعادة أكبر، ويعد ما يلي هو أهداف الإرشاد الانتقائي.


  • تشخيص الحالات النفسية.

  • جمع مناهج الإرشاد النفسي.

  • استخدام التحليل التجريبي.

  • بيان العلاقات الموجودة المريض والمرشد.

  • بيان معيار وإحصاء مدى الفاعلية.

  • تحقيق الفائدة الأعم والأشمل.


نظرية الإرشاد الانتقائي التكاملي


تعد نظرية الإرشاد الانتقائي التكاملي، تقوم النظرية على جمع الأساليب الخاصة بالعلاج النفسي بطريقة تكاملية وانتقائية، وهذه النظرية تقوم على اعتبار الإنسان كله كيان واحد والتعامل على ذلك الأساس، من صحة جسمانية، وصحة عقلية، وانفعالات، وأحاسيس


منذ حوالي سبعون عام قدم ثورن بداية المحاولات في نظرية الإرشاد الانتقائي التكاملي، وبعدها بخمسة عشر عام قام دوميلر بمحاولات أخرى، ثم بعده بعشرة أعوام جديدة كان السائد في علم النفس وقتها بنسبة كبيرة قد أصبح العلماء النفسيين قد تحولوا للنظرية الانتقائية التكاملية.


محتوى النظرية بالنسبة للإنسان حيث يتأثر سلوك الشخص بعدة عوامل منها ما هي عوامل بيئية، وعوامل داخلية، وأن الإنسان يتشكل من عدة عوامل متباينة من تكوينه، وعوامل تشكله، ويعود السبب لعدم اعتماد المرشد على نظرية بعينها دون غيرها للأسباب التالية


  • اختلاف المرشدين ومواقفهم.

  • طبيعة السلوك الإنساني ومرونته.

  • طبيعة المرشد ومرونته.

  • محدودية مسؤولية المرشد.


مراحل العملية الإرشادية الانتقائية


تتعدد مراحل العملية الإرشادية في عملية الاتجاه الانتقائي، من استكشاف وتحديد المشكلة، ووضع البدائل، واتخاذ الخطوات الإجرائية والالتزامية، مع التقييم والتغذية الراجعة.


المرحلة الأولى هي مرحلة الاستكشاف وهي البداية في عمل المرشد، حيث يقدم المرشد على الاستماع للمرشد، ومعرفة مستوى عميق من الثقة، و التقبل لما يخرج من المسترشد، والبوح على أن يظهر المرشد التقبل والتعاطف للمسترشد.


المرحلة الثانية هي مرحلة معرفة المشكلة وحقيقتها، حيث يعرف في تلك المرحلة كل من المرشد والمسترشد، ما هي المشكلة، وما هي أسباب تلك المشكلة، وما هي المشكلة وتحدياتها.


المرحلة الثالثة هي مرحلة تحديد عدة بدائل، ويلعب المرشد في هذه المرحلة دور تجميع للحلول المقبولة، المعقولة، على أن تكون البدائل جيدة.


المرحلة الرابعة هي مرحلة المسترشد حيث يجب على المسترشد أن يتتبع الإجراءات والإرشادات والخطوات، حسب ما يناسبه وحسب ما لتلك الإجراءات من أولويات، مع دعم المرشد له باعتماد الخطوات بالموافقة عليها.


المرحلة الخامسة، وهي مرحلة تسمى في علم النفس باسم مرحلة التقييم والتغذية الراجعة، وهي مرحلة معرفة جدوى ما يحدث من تحديد مدى التقدم الذي وصلت له الحالة، ومدى تقدم الخطة مع التزام طرف العلاقة وهو المسترشد، مع انتهاء اللقاء مع المسترشد، مع تقييم الخطة، والالتزام بها للمقابلة التالية. [2]