اثر صلاة الفجر في الدنيا
ثواب وفضل صلاة الفجر في الدنيا
جعل الله تعالى
ثواب صلاة الفجر
عظيم بين جميع الصلوات المفروضة الخمس ومكانة كبيرة، وهو ما يستدل عليه من بدء سورة الفجر في أولى آياتها بقسم الله سبحانه (وَالْفَجْرِ)، وهي سبب من أهم أسباب دخول المؤمنين إلى الجنة، حيث انتهت سورة الفجر في آخر آياتها بقول الله جل وعلا (وَادْخُلِي جَنَّتِي)، ولكي يصل العبد إلى ذلك الفوز العظيم عليه أن يراعي الالتزام بصلاة الفجر في موعدها وقد ورد في التاريخ الكثير من
قصص عن فضل صلاة الفجر
، ونتيجة لذلك فإنه ينل أجر عظيم وفضل كبير في الحياة الدنيا، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
-
الفوز برضا الله سبحانه وتعالى، وهو ما تتحقق به الطمأنينة في النفس والسعاجة في الحياة، ويستدل على ذلك من قول الله تعالى في كتابه الحكيم : “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً”، [
الفجر، آية: 27-28
]. - الوقاية من النفس الأمارة بالسوء، حيث يكون العبد في ذلك حريصاً على أن ينل كتابه يوم الحساب بيمينه، وهو ما يتطلب منه جهاد أهواء النفس لكي يستمر ويثبت على ذلك، ومع المواظبة سوف تصبح صلاة الفجر يسيرة سهلة، بل وسوف تصير من أساسيات اليوم والحياة، إلى أن يبلغ بها مرتبة الطمأنينة والأمان والسكينة في الحياة.
-
تمييز للعبد الصادق عن غيره من المنافقين، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يقصر في أداء كل من صلاتي العشاء والفجر فإنه به من خصال المنافقين، ومن
ما قيل عن صلاة الفجر
قول
النبي الكريم “ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، لقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ، فيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِن نَارٍ، فَأُحَرِّقَ علَى مَن لا يَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ بَعْدُ”. [1]
فضل صلاة الفجر في التغلب على الشدائد والابتلاءات
الدنيا دار ابتلاء، ولا يوجد من لا يكون الابتلاء صعب عليه ولكن بالصبر والاستعانة بالله يمضي كل شيء بل ويفوز العبد بأجر الصابرين، ويكون لصلاة الفجر دور عظيم في ذلك والتي تعد من بين
البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
على النحو الآتي:
- يستمد المسلم الأمل في الحياة حين يواظب على صلاة الفجر، وبها يستطيع التغلب على ما يمر به في الدنيا من محن وابتلاءات، حيث تشير كلمة الفجر إلى بزوغ النهار بعد زوال الليل بظلامه.
- رعاية الله وحفظه للمؤمن وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ”. [2]
- مع حلول وقت الفجر تتوزع البركة في الأرزاق فمن نام ولم يستيقظ لها فاتته البركة في رزقه من مال وصحة وغيرها، أما من حضرها بارك له الله في رزقه وماله، وكما يقال في ذلك البركة في البكور والمقصوج بالبكور صلاة الفجر، وفي ذلك قال الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه “اللهمَ باركْ لأمتي في بكورِها”. [3]
-
إن صلاة الفجر تجلب لصاحبها النصر في أمور الحياة، وطيب النفس والنشاط في البدن والروح خاصة لمن يقول
اذكار بعد صلاة الفجر
، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ”. [4]
صلاة الفجر صلة بين العبد وربه في الدنيا
من فضائل المواظبة على أداء صلاة الفجر في الدنيا الصلة الدائمة والقوية بين العبد وخالقه على النحو الآتي:
- صلاة الفجر صلة قوية بين العبد وخالقه وهو ما يشتمل على النية والقول العمل الذي يؤديه في صلاة الفجر ومنها أولاً العبادة الاعتقادية، ثم اللفظية، ويأتي يعدها العبادة البدنية والقلبية، والتي يطهر المسلم من خلالها نفسه من الخطايا والذنوب وينل رضا الله وتوفيقه له في الحياة.
-
تدل صلاة الفجر على توحيد المسلم لله تعالى عبر توجهه إلى القبلة التي توحدت عليها الأمة الإسلامية جمعاء من كل مكان، وفي ذلك قال الله تعالى “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ”، [
البقرة، الآية 144
]. - الاستقامة والسير في الحياة الدنيا والآخرة على الطريق المستقيم، والتحلي بسلامة النفس والصدر والروح، والتمسك بمكارم الأخلاق، حيث يستشعر العبد المؤدي لصلاة الفجر مراقبة الله له وعنايته به، وعلمه بجميع أمره علانيته وسره.
كيفية المحافظة على صلاة الفجر
يوجد العديد من الوسائل التي تساعد في المحافظة على أداء صلاة الفجر بموعدها والانتظام عليها إلى أن تصبح عادة في حياة المسلم وجزء لا يتجزأ من يومه، ومن بين تلك الطرق والوسائل ما يلي:
-
النوم مبكراً:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبغض النوم قبل موعد صلاة العشاء، كما كان يبغض السهر بعده باستثناء حالات الضرورة مثل الجلوس مع الأبناء والزوجة، أو الإصلاح بين المتخاصمين، ومجالسة الصالحين أو للمذاكرة. -
اتباع آداب النوم:
هناك مجموعة من آداب النوم الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ما إن تم القيام بها قبل الخلود إلى النوم تعين على الاستقاظ للفجر ومنها التوضأ وصلاة ركعتين، ضبط منبه، والدعاء والذكر. -
الإيمان الصادق من القلب:
حيث يدفع الإيمان بصدق نحو العمل الصالح، والبعد عن ارتكاب المعاصي، والانشغال بالطاعات، والبعد عما يغضب الله من ذنوب. -
إدراك ما يتم نيله من أجر وثواب عظيم:
من غير المتوقع أن يدرك مسلم مدى ما لأداء صلاة الفجر من عظيم أجر وواسع فضل في الحياة الدنيا والآخرة ويغفل عن أدائها، أو التقصير بها. -
تجنب مصاحبة المنافقين أو التشبه بهم:
يميز أداء صلاة الفجر العبد المسلم الصادق عن المنافقين وهو ما ورد به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ أثقلَ الصَّلاةِ علَى المُنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ، ولَو يعلَمونَ ما فيهِما لأتوَهما ولَو حَبوًا”، فمن استيقظ من نومه لكي يؤديها فقد تبرأ من شبهة النفاق، وذلك لما يقوم به من جهاد النفس وتغلب على مشقة الاستيقاظ. -
التخفيف في الطعام قبل النوم:
حيث يصيب الطعام الكثير قبل النوم بالخمول مما يجعل الاستيقاظ لصلاة الفجر صعب.