هل لعنة المومياوات حقيقية ؟
اكتشاف لعنة الفراعنة
أصبحت لعنة الفراعنة مشهورة ومُتعارف عليها في جميع أنحاء العالم ليست لدى المصريين فقط، خاصًة بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون التي تم افتتاحها في عام 1922، اكتشاف تلك المقبرة كان واحدًا من أكبر الاكتشافات التاريخية، فهي واحدة من أحد المقابر الملكية القليلة التي تم اكتشافها من مصر القديمة.
الكشف عن تلك المقبرة كان نتيجة عناء وبحث طويل من قبل العالم البريطاني هوارد كارتر وراعيه اللورد كارنارفور الذين استطاعوا العثور على تلك المقبرة، في شهر فبراير سنة 1923 أي بعد أشهر قليلة من اكتشاف المقبرة أصيب كارنارفون بلدغة بعوضة، أصيب نتيجتها بعدوى شديدة مما أجبرته على قطع مكان اللدغة، أصيب بالتهاب رئوي حاد نتيجة تلك العضة ومن ثم توفي في 5 أبريل من عام 1923 بعد خمسة أشهر فقط من اكتشاف المقبرة.
أثارت تلك الحادثة ظهور الكثير من القصص حول وجود ما يسمى
لعنة الفراعنة
ومن هنا نمت أسطورة كبيرة في بريطانيا عن تلك اللعنة، ظهرت الكثير من الأحداث الغامضة أيضًا والتي أرتبطت بتلك اللعنة، كما أوضحت لنا
الحضارة الفرعونية
أن هناك الكثير من الجدران الموجود عليها بعض اللعنات التي تحذر الناس من إلحاق أي ضرر بالآثار المقدسة.
ومن الكلمات المكتوبة على بعض الجدران “يا كل من دخل هذا القبر، من يصنع شرًا على هذا القبر ويدمره، عسى أن يكون التمساح ضدهم في الماء، والثعابين ضدهم في الأرض، وفرس النهر ضدهم في الماء، والعقرب ضدهم في البر” ولكن بالرغم من وجود بعض الأقاويل عن لعنة الفراعنة القديمة إلا أن هناك الكثير من اللصوص الذين نجحوا في سرقة المقتنيات التي كانت تُدفن مع الفراعنة لاعتقادهم بالحياة بعد الموت وأنهم سوف يستخدمون تلك المقتنيات مرة أخرى، إلا أنهم لن يستخدموها بالطبع فهي بعد موتهم بشهور قليلة أصبحت في حوزة أناس آخرين غيرهم.
لعنة الملك توت عنخ آمون
الأشخاص الذين يؤمنون بلعنة توت عنخ آمون هم أكثر الناس الذين يروا أن وظيفة الحفريات والتنقيب عن الآثار هى الأكثر خطورة بل وتؤدي إلى الموت، ولكن بالرغم من الشائعات الكبيرة حول لعنة الملك توت عنخ آمون وتوقعهم أن التنقيب عن الآثار من أخطر الوظائف على الإطلاق عاش كارتر العالم البريطاني الذي اكتشف المقبرة بنفسه 17 عام بعد اكتشاف تلك المقبرة.
مات كارتر عن عمر يناهز 64 عامًا في منزله الموجود في انجلترا، بل وعاشت ابنة كارنارفون الذي حسب الأقاويل أصيب باللعنة، بل وهي كانت أيضًا من أوائل الأشخاص الذين دخلوا تلك المقبرة وتوفت عن عمر يناهز 79 عامًا، كما قال كارنارفون نُكتشف المقبرة أنه في خلال الثلاثين عام في التنقيب لم تكن لي تجربة يمكن أن أنسبها إلى لعنة من الفراعنة شعرت أن عملي مُبارك فيه فهو يُساعد الأجيال القديمة في معرفة واكتشاف التاريخ، ولكن بالرغم من ذلك حدثت لي الكثير من الأشياء العربية التي تجعلني في بعض الأحيان أتساءل حول ما إذا كان نوع من أنواع السحر المصري القديم في تلك المناطق التي أقوم بالتنقيب عن الآثار فيها.
إن كان هناك بالفعل ما يوجد بما يسمى لعنة الملك توت عنخ آمون فجميعًا نعرف أن كارنارفون بالتأكيد هو سبب تلك اللعنة، فهو الذي أعطى الإذن لصحيفة لندن تايمز لنشر جميع المعلومات المُكتشفة عن المقبرة، السبب الثاني هو موته المفاجئ بعد خمس أشهر من اكتشاف تلك المقبرة، الموت المفاجئ له فتح أبواب الكثير من القصص الخيالية مثل تعرضه لعضة من قبل الكوبرا.
من الروايات الغريبة التي قد تجعلنا في حيرة حول مدى مصداقية لعنة الفراعنة وهو قصة مؤلف كتاب “لعنة الفراعنة” والذي عرض على سؤال على الدكتور محرز المُكتشف والسؤال هو “هل تؤمن بلعنة الفراعنة؟”، كان رد محرز هو ” لا، أنا اكتشفت العديد من المقابر والمعابد والمومياوات أيضًا ولكن لم يحدث أي شيء غريب” ولكن مع ذلك توفى محرز في اليوم التالي.[1]
لعنة الفراعنة في القرآن الكريم
يوجد الكثير من القصص التي يرويها العديد من الناس والتي يثير التساؤل عندها، هل من الممكن أن يتفق الكثير من الناس على نفس الرواية بالرغم من وجود أولئك الأشخاص في أماكن مُختلفة؟، ويبقى التساؤل الثاني هل من الممكن أن يؤثر الميت بالفعل على المُحيط الخاص بالأحياء؟
أوضح لنا القرآن الكريم إجابة هذا السؤال بقول الله تعالى { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ } ( سورة النحل : 20 )، بالرغم من وجود الكثير من الروايات عن لعنة الفراعنة إلا أن الله سبحانه وتعالى أكد لنا أن الأموات لا يشعرون بشيء ولا يستطيعون بالتالي القيام بشيء إلا عند البعث.
من الآيات الأخرى التي ذكرت في القرآن الكريم قال الله تعالى { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } (سورة فاطر : 35 ) وتفسر تلك الآية إلى أن الأموات ليس لهم القدرة على التأثير أثناء الموت، بل والأدنى أن وإن ناديت عليهم لن يستطيعوا الإجابة، فكيف لهم أن يؤثروا على الواقع.[2]
قصص رعب عن الفراعنة
لعل من أشهر قصص أشباح الفراعنة تعود إلى 1570 إلى 1069 قبل الميلاد والتي تسمى بفترة الرعامسة، تم العثور في تلك الفترة عن بقايا فخار يوجد عليها بعض الكتابات الغريبة، تم ترجمة تلك الكلمات والتي تحكي تلك قصة رئيس كهنة آمون خونسمب الذي قابل شبح لا تهدأ روحه القبر وتظل تتجول في الأنحاء وتأذي وتدمر بين الحين والآخر للانتقام من أهل الأرض.
القصة موجودة بالكامل على أربعة من بقايا الفخار ولكن القطعة الأخيرة للأسف مفقودة، حتى أنه غير معروف ما سبب وراء موت هذا الشبح عندما كان إنسان وما الذي يريد الإنتقام منه من البشر، حتى أنه غير معروف حتى الآن هل الشبح مازال يسعى إلى الأنتقام، وما هي الطرق التي من الممكن أن يقوم باتباعها للانتقام من البشر.
القصة تدور حول شخص يقضي ليلة في المقبرة القريبة من طيبة، أثناء جلوس هذا الشخص شعر بأن هناك حفيف بصوت خافت من جانبه وعلم أن هناك روح تحاول التواصل معه، ذهب هذا الشخص إلى رئيس الكهنة بما أنه رجل دين حتى يُساعده في التحدث مع تلك الروح، كان هذا الشخص يريد أن يساعد تلك الروح في الحصول على السلام.
يعود الكاهن إلى منزله ويحاول استدعاء تلك الروح عن طريق وعدها بأنه سوف يساعدها في بناء قبر جديد و وضع بها كل المستلزمات التي تحتاجها الروح، كان الكاهن مُتلاعب مُحترف وكان يعرف ما الذي يتعب الروح، حينها يظهر الشبح ويقول أن اسمه نبوسيمخ، سأل الكاهن وما الذي يزعجك فقال أن قبره سقط ولا أحد يعرف مكان دفنه ولذلك لا أحد يقدم له القرابين.
عبر نبوسيمخ الروح عن خوفه وقال “مكشوف في الشتاء، جائع بلا طعام، روحي تائهة لا موطن لها”، أكد الكاهن إلى الروح أنه سوف يساعده في الحصول على ما يريد و يوعده بأنه وإن لم يستطع بناء له المقبرة سوف يترك له الخدم يساعدوه في تقديم له ما يحتاجه، الجزء الثالث من القصة مفقود ولم يستطع المستكشفين معرفة هل تم إرضاء تلك الروح أم أنها ما زالت تائهة تريد الانتقام من جنس البشر الذين أسقطوا قبره، ويبقى السؤال هنا هل من الممكن أن ينتقم منا المومياوات بعد نقلهم في
موكب المومياوات
أم أنهم أصبحوا متسامحين مع أحفادهم.[3]