إفطار مريض السكر في رمضان

شهر رمضان المبارك شهر الصيام والعبادة، وهو أكثر الشهور التي يقدم فيها العبد عبادته وإخلاصه ابتغاء مرضات الله، وتعتلي الإنسان حالات صحية ومرضية تؤثر على صحته وعلى عبادته، ومن تلك الحالات الصحية الخاصة الإصابة بمرض السكري، أو داء السكري، منا يدفع أصحاب هذه الإصابة للتساؤل حول متى يفطر مريض السكري في رمضان.

ولمعرفة متى يفطر مريض السكري في رمضان نتابع السطور التالية، والتي تحتوي على معلومات تهم المصابين، وأسرهم للتعامل مع داء السكري، وتقدم النصائح والمعلومات الخاصة بالمرض كالتالي.

يتميز مصابي السكر في شهر رمضان بخصوصية لحالتهم ربما تختلف عن باقي الحالات والإصابات، حيث أن بعض المصابين بمرض السكري يمكنهم الصيام والقيام بكامل العبادات بشكل اعتيادي بلا مشكلة، والبعض الآخر يسبب لهم الصيام خطر متفاقم على صحتهم.

لذلك يجب على من هم مصابون بمرض السكري الانتباه إلى عدة نقاط صحية غاية في الأهمية، ليتمكنوا من الحفاظ على حياتهم وصحتهم، وإتمام الصيام في أمان تام، وهذه الخطوات المتبعة هي:

الحفاظ والانتباه إلى كميات ونوعيات الأكل التي يتم تناولها خلال اليوم الواحد وبمعنى أدق في الفترة التي يبقى هي الشخص فاطر من بعد أذان المغرب وحتى أذان الفجر.
تقسيم الطعام بين وجبة الإفطار وجبة أخرى والسحور ووجبة ثالثة على أن تكون وجبة السحور متأخرة جدا، مع مراعاة

اكلات مرضى السكر في رمضان

.
شرب الماء بكميات كبيرة والسوائل عامة في فترة الإفطار، مع مراعاة الابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات السكرية حتى لا تتسبب في العطش والجفاف في ساعات الصيام.
لا يقوم المصاب بالسكري بعمل مجهود إلا باستشارة الطبيب المختص، وخاصة في الساعات المتأخرة من الصيام.
قياس سكر الدم بشكل دوري خلال فترات الصيام، ويفضل قياسه فترة العصر.

إذا راعى المصاب بالسكري ما سبق من النصائح وتعليمات الطبيب المختص، وحدثت له الأعراض التالية والتي تدل على انخفاض مستوى السكر في الدم، يتوجب عليه عدم إكمال الصيام، وضرورة الإفطار، وهذه الأعراض هي ما يلي :

الدوخة.
التعرق الشديد.
الشعور بالدوار.
رجفة في اليد.
ارتفاع درجة حرارة.
اسهال.
قيء.
انخفاض مستوى السكر عن سنون أو ارتفاعه عن ثلاث مائة ملليغرام/ ديسيلتر في الدم.

ضرورة قياس السكر أثناء الصيام

مع ضرورة مراعاة قياس نسبة السكر في الدم، ومعرفة المعدل الغير طبيعي، وضرورة مراعاة عدم تجاوز المعدل انخفاض أو ارتفاع عن الحد الطبيعي، وأن مخالفة هذا الحد تستوجب الإفطار والتعامل الطبي المناسب، سواء من خلال تعليمات الطبيب المسبقة أو اللجوء للاتصال بالطبيب.

كذلك فإن خطورة الصيام تزداد في حالة وجود أمراض أخرى مصاحبة لمرض السكر، ومن بعض تلك الأمراض التي لا يجب لصاحبها الصيام إذا كان مصاب بالسكري ما يلي :

الإصابة بالفشل الكلوي.
وجود إصابة في الشريان التاجي.
وجود هبوط حاد لعضلة القلب.
وجود حمل المرأة لدى المصابة بمرض السكري.
الإصابة بالسكري عند الأطفال. [1]

متى يأخذ مريض السكر الأنسولين في رمضان

يقوم كثير من المصابين والمرضى بداء السكري بالصيام في شهر رمضان المبارك، ويتناولون جرعات الدواء بشكل منتظم ويراعون احتياطات متى يفطر مريض السكري في رمضان، وغيرها من المحاذير الهامة لصحتهم.

ولكن ما هو تفضيلات جرعات الأنسولين، والدواء لمرضى السكر في شهر رمضان، يفضل العودة دائما للطبيب المعالج والسؤال والاستفسار منه لكل حالة على حدة، ومراعاة ظروف مرض كل شخص، وتداخلات الادوية ووجود أمراض اخرى.

ولكن على الأغلب ما تكون جرعات الأنسولين مقسمة على الوجه التالي بين وجبات الطعام من وقت الإفطار وحتى وقت الإمساك كما يلي بحيث تقسم ثلثي حقنة الأنسولين قبل الإفطار و ثلث قبل وجبة السحور، هذه القسمة تتحدد حسب الجرعات الأقل من أربعين وحدة في اليوم.

والتقسيم السابق للجرعات ينطبق على الحالات التي تتناول جرعات تزيد عن أربعون وحدة في اليوم، أما أصحاب الجرعات الأقل من أربعون وحدة في اليوم، فإنهم يمكنهم تناول الإنسولين مرة واحدة دون تقسيمها، مع مراجعة الطبيب في حالة الحاجة لتغيير نوعية الإنسولين ومداه.

بالنسبة لمرضى السكري الذين يتناولون جرعات حبوب إذا كانت الحبوب من نوع قصير المدى يمكن تناولها أثناء تناول السحور، مع مراعاة إجراء تحليل معرفة نسبة السكر بعدها وإذا كان مستوى السكر مرتفع عن ثلاثمائة يجب على المريض أن يفطر لعدم تدهور الحالة والإصابات الشديدة للمخ والقلب وبشكل خاص في المرضى كبار السن.

وبخلاف ما سبق فإن نقص السكر بشكل حاد أمر خطير، لذلك يجب العمل على قياس السكر في خلال اليوم وإذا وصل إلى سبعين درجة أو أقل يعاد قياس السكر بعد ثلاثون دقيقة فإذا أعطى نفس النتيجة او اقل يجب على مريض السكري الصائم أن يفطر.

أما إذا كان قد وصل القياس لخمسين من المرة الأولى فلا حاجة هنا للأنتظار لنصف ساعة، ويجب على المريض أن يفطر فوراً، دون انتظار أذان المغرب مهما كان الوقت المتبقي حتى ولو ما تبقى لأذان المغرب ثواني، لأن ذلك قد يتسبب في حدوث غيبوبة سكر، ولابد من الاهتمام بتناول الخضار وشرب السوائل.

كفارة مريض السكري في رمضان

يحتاج مريض السكر في بعض الأحوال إلى الإفطار في شهر رمضان والامتناع عن الصيام سواء بطلب مباشر من الطبيب، أو بسبب الإعياء المفاجئ سواء، لوجود امراض اخرى، او الشعور ببعض الاعراض الطارئة، أو الخلل في مستوى السكر في الدم.

عدم تناول الأدوية والعقاقير الطبية، ليس أمر محرم في ذاته عند الغالب من جمهور العلماء، ولكن المنهي عنه بشكل مؤكد هو أذى النفس وإيقاعها في التهلكة،

مصداق لقوله تعالى وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}،

وإذا كان عدم تناول الدواء سبب في الموت أو الأذى فلا نهي عن تركه.

ومريض السكر ليس الجميع بنفس الحالة، وقد يضطر للإفطار، لتناول جرعات الدواء أو لتناول الطعام لضبط مستوى السكر وهنا يسأل المريض متى يفطر مريض السكري في رمضان.

تختلف الحالات باختلاف شدة الإصابة والضرر الناتج عن الصيام، فإذا كانت الحالة الصحية لمريض السكر تمكنه من الصيام دون ضرر، فلا مشكلة في صيامه أما إذا كان الشخص مضطر للإفطار لسبب صحي فعليه أن يفطر، ويقضي بعد رمضان إن استطاع، وإن تعذر عليه الصيام قبل حلول شهر رمضان الذي يليه ولم يصم ما عليه يجب عليه إخراج كفارة لأنه تأخر، أما إذا كان عجزه عن الصيام مستمر فلا يجب عليه القضاء.

كفارة تأخير قضاء شهر رمضان هي مد واحد وهي من غالب طعام أهل البلد ، وتخرج في كل يوم عن أيام الإفطار، والمقصود بالمد هو حوالي ما يوازي سبعمائة جرام من الأرز. [2]

كيف ينظم مريض السكري طعامه في رمضان

يحتاج المريض أن يعلم جيداً متى يفطر مريض السكري في رمضان، كما أنه من الضروري أن ينظم

جدول غذائي لمرضى السكري في رمضان

، وأن يتبعه، وذلك حفاظاً على سلامته وصحته، ويمكن لمريض السكري تنظيم طعامه في رمضان بالشكل التالي :

الإسراع في تناول الفطور بمجرد سماع الأذان.
تأخير وجبة السحور قدر الإمكان.
الاعتماد على الماء بكثرة.
تناول الخضروات والفاكهة كوجبة ثالثة بين الوجبتين.