ما هو الاكتئاب الجزئي
الاكتئاب الجزئي الذي يُشار إليه على أنه اكتئاب مزمن، هو اكتئاب أقل شدة من الاكتئاب العام. عند الإصابة بالاكتئاب الجزئي، يمكن أن تستمر أعراض الاكتئاب لفترة من الوقت، الأشخاص الذين يعانوا من الاكتئاب الجزئي يمكن أن يعانوا أيضًا من نوبات من الاكتئاب العام، وهذا يسمى الاكتئاب المزدوج. في أنظمة التصنيف التشخيصية الحديثة ، يُشار الآن إلى الاكتئاب الجزئي والاكتئاب المزمن باسم اضطراب الاكتئاب المستمر. [1]
ما هو الاكتئاب المزدوج
يمكن أن يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب الخفيف الذي يفي بالمعايير التشخيصية للاضطراب الاكتئابي المستمر من نوبات اكتئاب كبرى. وعندما تنتهي نوبة الاكتئاب الكبرى، يعود المريض إلى الحالة السابقة من الاكتئاب المزمن. يشار إلى هذا التواجد المشترك لاضطراب الاكتئاب الجزئي واضطراب
الاكتئاب
العام بالاضطراب المزدوج.
حيث مع مرور الوقت، يعاني حوالي أكثر من نصف الأشخاص المصابين بالاكتئاب الجزئي من تفاقم الأعراض التي تؤدي لظهور متلازمة الاكتئاب العام بشكل كامل بالإضافة إلى وجود الاكتئاب الجزئي. [3]
ما الذي يسبب الاكتئاب الجزئي
لا يدرك الباحثون السبب الرئيسي وراء الاكتئاب الجزئي أو الاكتئاب بشكل عام. يمكن أن يكون
الاكتئاب وراثيًا
، لكن العديد من الأشخاص المصابين لا يكون لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب، ويمكن ألا يعاني الأشخاص المصابين بتاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب من اية اضطرابات اكتئابية. يمكن ايضًا أن تلعب الوظائف الطبيعية في الدماغ ومسارات الخلايا العصبية التي تربط مناطق الدماغ المختلفة التي تتحكم بالمزاج دورًا في ظهور الاكتئاب. ضغوطات الحياة الرئيسية، الأمراض المزمنة، الأدوية والاضطرابات في العلاقات أو في العمل يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالاكتئاب الجزئي لدى الأشخاص المعرضين بيولوجيًا للإصابة بالاكتئاب.
أعراض الاكتئاب الجزئي
أعراض الاكتئاب الجزئي مماثلة لأعراض الاكتئاب العام لكن يمكن أن تكون أخف في الشدة، وهي تتضمن:
- الحزن أو المزاج السيء في معظم الأيام أو تقريبًا كل يوم.
- فقدان الاهتمام بالأمور التي كانت في السابق مثيرة للاهتمام
- تغيرات كبيرة في الوزن (زيادة أو نقصان أكثر من 5% من الوزن في الشهر) أو تغيرات الشهية
- الأرق أو الإفراط في النوم تقريبًا كل يوم.
- الاضطراب الجسدي الواضح الذي يمكن ملاحظته من قبل الآخرين
- التعب أو فقدان الطاقة بشكل يومي
- الشعور باليأس أو انعدام القيمة، أو الشعور بالذنب المفرط كل يوم.
- اضطرابات في التركيز أو اضطرابات في اتخاذ القرار بشكل يومي
- أفكار متكررة بالموت أو الانتحار، خطة انتحارية، أو محاولات انتحارية. [1]
غالبًا ما تبدأ أعراض اضطراب الاكتئاب المستمر في الظهور خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة. قد يبدو الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب الاكتئاب المستمر عصبيين أو متقلبين المزاج أو متشائمين لمدة طويلة. قد يظهرون أيضًا مشاكل في السلوك وضعف الأداء في المدرسة وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين في الأحداث والمواقف الاجتماعية. قد تظهر الأعراض لدى الأطفال والمراهقين وتختفي على مدى عدة سنوات، وقد تختلف شدتها بمرور الوقت.
تشخيص الاكتئاب الجزئي
من أجل إجراء تشخيص دقيق، يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي. قد يقوم الطبيب أيضًا بطلب بعض الفحوصات الدموية أو الاختبارات المخبرية من أجل استقصاء بعض الاضطرابات الطبية التي يمكن أن تسبب هذه الأعراض. في حال عدم وجود أي تفسير جسدي لهذه الأعراض، يمكن أن يبدأ الطبيب بالشك بوجود مرض نفسي.
قد يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة من أجل تقييم حالة المريض العقلية والنفسية. من الضروري أن يكون المريض صادقًا بشأن الأعراض التي يعاني منها. إجابات المريض يمكن أن تحدد فيما إذا كان مصابًا بالاكتئاب الجزئي أو أي اضطراب نفسي آخر.
يقوم الأطباء عادةً بتشخيص الاكتئاب الجزئي بناءً على الأعراض المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5). الأعراض المدرجة للاكتئاب الجزئي في هذا الدليل تتضمن:
- الاضطراب المزاجي كل يوم والذي يدوم تقريبًا كل اليوم
- نقص الشهية أو الإفراط في تناول الطعام
- صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا
- التعب أو انخفاض الطاقة
- انخفاض التقدير الذاتي
- انخفاض التركيز أو صعوبة في اتخاذ القرار
- الشعور باليأس
من أجل أن يتم تشخيص البالغين بالاكتئاب الجزئي، يجب أن يعانوا من المزاج المكتئب أغلب اليوم، وكل يوم تقريبًا لمدة سنتين أو أكثر. أما من أجل تشخيص الأطفال أو المراهقين بهذا الاضطراب، يجب أن يعانوا من المزاج المكتئب أغلب اليوم، وتقريبًا بشكل يومي لمدة سنة على الأقل.
علاج الاكتئاب الجزئي
علاج الاكتئاب الجزئي يتضمن الأدوية والعلاج بالكلام. يُعتقد أن الأدوية أكثر فعالية من العلاج بالكلام عند استخدامها بمفردها. مع ذلك غالبًا ما يكون العلاج بالكلام والأدوية هو أفضل حل علاجي.
الأدوية
علاج الاكتئاب الجزئي يمكن أن يتم من خلال مضادات الاكتئاب، وهي تتضمن:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، مثل فلوكستين (بروزاك) وسيرترالين (زولفت)
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ، مثل أميتريبتيلين (إيلافيل) وأموكسابين (أسيندين)
- مثبطات استرداد السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs) ، مثل ديسفينلافاكسين (بريستيك) ودولوكستين (سيمبالتا)
يمكن تجربة الأدوية المختلفة من أجل معرفة الخيار العلاجي الأفضل. هذا الأمر يتطلب الصبر، لأن العديد من الأدوية يمكن أن تستغرق أسابيع عديدة من أجل ظهور الفعالية.
يجب التحدث إلى الطبيب في حال كان المريض قلقًا بشأن الأدوية التي يتناولها. قد يقترح الطبيب إجراء تغيير في الجرعة أو الدواء. لا يجب التوقف أبدًا عن تناول الدواء وفقًا للتوجيهات دون التحدث إلى الطبيب أولاً. قد يتسبب التوقف عن العلاج فجأة أو تفويت عدة جرعات في ظهور أعراض شبيهة بالانسحاب ويزيد أعراض الاكتئاب سوءًا.
العلاج بالكلام
العلاج بالكلام هو خيار علاجي مفيد من أجل الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الجزئي. رؤية المعالج النفسي يمكن أن تساعد الشخص على تعلم كيفية:
- التعبير عن أفكاره ومشاعره بطرق صحية
- التعامل مع عواطفه
- التأقلم مع التغيرات الحياتية أو الأزمات التي يواجهها الشخص.
- معرفة الأفكار، السلوكيات، أو العواطف التي يمكن أن تحفز العواطف.
- استبدال الأفكار والمعتقدات السلبية بأفكار إيجابية.
- الحصول على الرضى والقدرة على التحكم بمجريات الحياة
- تحديد أهداف واقعية في الحياة.
يمكن ان يتم العلاج بالكلام بشكل فردي أو في مجموعات. مجموعات الدعم تعتبر مثالية من أجل الأشخاص الذين يودون مشاركة مشاعرهم مع أشخاص آخرين يعانوا من نفس الاضطرابات.
التغيرات الحياتية
الاكتئاب الجزئي هو اضطراب طويل الأمد، لذلك من الضروري المشاركة بشكل فاعل في الخطة العلاجية. القيام ببعض التعديلات في نمط الحياة يمكن ان يساعد بشكل كبير على تقدم الخطة العلاجية، ويمكن ان يساعد في زيادة فعالية الأدوية والتخفيف من الأعراض. هذه العلاجات تتضمن:
- ممارسة التمارين الرياضية على الأقل ثلاث مرات أسبوعيًا
- تناول حمية تحتوي على كمية كبيرة من الأطعمة الطبيعية، مثل الفواكه والخضروات.
- تجنب الكحول
- تناول بعض المكملات، مثل عشبة سانت جون وزيت السمك
- ممارسة اليوغا والتأمل
- كتابة المشاعر والأفكار
إنذار الاكتئاب الجزئي
بما أن الاكتئاب الجزئي مرضًا مزمنًا، بعض الأشخاص يمكن ألا يتعافوا مطلقًا بالشكل التام. يمكن أن يساعد العلاج العديد من الأشخاص على إدارة أعراضهم، لكن هذا الأمر لا ينجح من أجل جميع الأشخاص. بعض الأشخاص يستمروا في المعاناة من الأعراض الشديدة التي يمكن أن تؤثر على حياتهم الشخصية أو العملية. [2]