متى تبدا صلاة القيام في رمضان ؟ “

فضل صلاة قيام رمضان

فرض الله تعالى علينا صيام شهر رمضان المبارك ليحقق الإنسان التقوى، كما ورد في الأية الكريمة ” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، أما صلاة تراويح رمضان فهي صلاة بها يسمو السلم حيث يناجي ربه عز وجل ويتلو آيات القرآن الكريم، وهي سنة عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لكنه تركها خوفًا من أن تفرض علينا، لكن المسلمون ظلوا يصلونها فرادى في منازلهم وفي المسجد حتى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلما دخل المسجد ووجد كل فرد يصلي فرادى داخل المسجد فجمع الناس على تميم الداري وأبي بن كعب رضي الله عنهما.

وقد حثنا النبي عليه الصلاة والسلام على عدم ترك صلاة القيام لما لها من فضل كبير، فقد ورد في الحديث الشريف عن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله عز وجل ومنهاة عن الإثم ومكفر السيئات ومطردة للداء عن الجسد”.

“عليك وكثر السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال رسول الله صلى الله علية وسلم لأبي ذر يا أبا ذر ما ينفعك ذلك اليوم؟ قال بلى بأبي وأمي قال ” صم يوما شديد الحر ليوم النشور وصل ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وحج حجة لعظام الأمور وتصدق بصدقة على مسكين أو كلمة حق تقولها أو كلمة شر تسكت عنها ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن أبي هريرة قال، قلت يارسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فانبئني عن شيء إذا فعلته دخلت الجنة، قال ” أطعم الطعام وافش السلام وصل بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام”.[1]

وكل تلك الأفضال تختص بصلاة قيام الليل سواء في رمضان أو غيره، لكن في رمضان تضاعف الأعمال الصالحة، ويكون للأعمال الصالحة فيه فضل عظيم ولذلك يجب أن يحرص المسلمون على إحياء ليل رمضان حتى لو بركعتين، وقد اعتاد المسلون منذ عهد عمر بن الخطاب على إقامة صلاة ليل رمضان في جماعة، زكانوا يصلون ركعات طويلة جدًا اقتداءًا بسنة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ولذلك سميت صلاة قيام ليل رمضان بصلاة التراويح، وهذا هو

الفرق بين التراويح وقيام الليل

.

وقد ثبت أيضًا أن المسلمون قد صلوا صلاة ليل رمضان في جماعة خلف النبي عليه الصلاة والسلام، لكنه امتنع عنها خوفًا من أن تفرض على الأمة.

متى تبدأ صلاة القيام في رمضان

يعتقد بعض الناس أن صلاة قيام ليل رمضان تكون في العشرة أيام الأواخر فقط في رمضان، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا، حيث تبدأ صلاة القيام من أول ليلة في رمضان بعد صلاة عشاء أخر يوم شهر شعبان وقبل السحور الأول من رمضان، وصلاة قيام الليل تصلى كل العام فكل صلاة بعد صلاة العشاء سواء في رمضان أو في غيره فهي صلاة قيام ليل، لكن في شهر رمضان الكريم تسمى صلاة القيام بصلاة التراويح لأن الناس تصليها في جماعة فيستريح الإمام والمصلين كل أربع ركعات.

متى نصلي صلاة القيام في رمضان

يمكن أن نصلي قيام الليل في كل الأيام في أول الليل أو أخره أو أوسطه، وافضل القيام هو قيام أخر الليل، وصلاة التراويح في رمضان تكون في أول الليل، وللصلاة في الثلث الأخير من الليل فضل كبير، حيث أنه الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا.

متى نصلي صلاة التهجد في رمضان

التهجد هي الصلاة التي تصلى بعد النوم ، أي أن من ينام بعد العشاء ثم يستيقظ ليصلي صلاة الليل فإنه بذلك يصلي صلاة تهجد سواء كان في شهر رمضان المبارك أم في غيره، أما من يظل مستيقظًا بعد صلاة العشاء ويصلي فإنه يصلي صلاة قيام الليل، وهذا هو

الفرق بين صلاتي التهجد وقيام الليل

.

كيفية صلاة ليل رمضان الصحيحة

أما عن

كيفية صلاة قيام الليل

فقد ورد عن أمنا عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي صلاة الليل مثنى مثنى، أي ركعتين ويسلم ثم ركعتين ويسلم.

وعن بن عباس قال “بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهو عند ميمونة، فقام حتى ذهب ثلث الليل أو نصفه استيقظ فقام إلى شن فيه ماء فتوضأ وتوضًات معه، ثم قام فقمت إلى جنبه على يساره فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي كأنه يمس أذني كأنه يوقظني، فصلى ركعتين خفيفتين قد قرأ فيها بأم القرآن في كل ركعة ، ثم سلم ثم صلى حتى صلى إحدى عشرة ركعة بالوتر، ثم نام فأتاه بلال فقال: الصلاة يارسول الله فقام فركع ركعتين ثم صلى بالناس”.

وقد ثبت في العديد من الأحاديث أن النبي لم يزد في صلاة الليل عن 11 ركعة، لكن الزيادة ليس فيها مانع مادام لا يشق ذلك على الناس أو إذا كان الإنسان يصلي بمفرده ولا يؤم الناس، لأن الإمام إذا زاد في الصلاة فقد يدفع ذلك بعض الناس للانصراف قبل الركعة الأخيرة.

وفي الحديث السابق ذكر

طريقة صلاة القيام في رمضان

وأيضًا جواز صلاة القيام جماعة في المنزل، فيجوز للمسلم أن يصلي بأهله قيام ليل رمضان وغير رمضان، فإذا كان المسلم يصلي في منزله مع مأموم رجل واحد أو صبي واحد فإن الإمام يقف على اليسار وعلى يمينه المأموم  بحذاءه فلا يتقدم عنه ولا يتأخر، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام مع بن عباس.

أما إذا كان معه رجل وامرأة فيقف الرجل بجوار الإمام مباشرة مثل الكيفية السابقة، وتقف المرأة خلفهما، أما إذا كان المأموين رجلين أو أكثر فيصطفوا خلف الإمام، ومن خلفهم النساء.

ويجوز للمسلم في الركعة الأخيرة (ركعة الوتر ) أن يدعو الله تعالى بما يشاء ويسمى دعاء الوتر بدعاء القنوت، وهو يقال بعد الرفع من ركعة الوتر، ويفضل أن يرفع المسلم يده في دعاء القبول، لما في ذلك من أسباب القنوت، ومن أفضل

دعاء قيام الليل

،الدعاء الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام للحسن بن علي رضي الله عنهما ” اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما اعطيت، وقني واصرف عني شر ماقضيت”.

هل يجوز تكرار السور في صلاة التراويح

ذهب بعض العلماء لكره تكرار نفس السورة في الركعتين سواء في صلاة الفرض أو في قيام الليل، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قد ورد في السنن أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قرأ سورة الزلزلة في ركعتي صلاة الصبح، وهذا دليل على أن تكرار السور في صلاة التراويح لا حرج فيه.[2]

حكم القراءة من المصحف في قيام ليل رمضان

ورد في صحيح البخاري أن السيدة عائشة رضي الله عنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في قيام رمضان، وكان يقرأ من المصحف، ولذلك أجاز العلماء القراءة من المصحف في قيام ليل رمضان، ويجوز أيضًا القراءة من الجوال، أما إذا كان المصلي مأمونًا فيجب أن يستمع لقراءة الإمام ولا يقرأ من مصحف أو جوال.