ما هو مرض السعي للكمال وعلاماته
ماهي الكمالية
تعد الكمالية هي الرغبة الدائمة من قبل الأشخاص في الصور للصورة المثالية الكاملة الخالية من أي خطأ أو عيب، وتعد الكمالية صفة إيجابية تدل على القوة وليس الضعف، فدائما نجد الأشخاص يستخدمون مصطلح الكمال من أجل وصف لأمر مثالي. كما أثبتت الكثير من الدراسات العلمية أن الكمالية ليست سعي للوصول للأفضل والكمال لا يتعلق بالإنجاز، بل أن كثير من الأشخاص يهربون إلى الكمالية حتى لا يلوم أحد عليهم إذا قصروا أو تهاونوا في أداء شيء ما. [١]
مرض السعي للكمال
يرغب الأشخاص المصابين لمرض السعي للكمال أو ما يسمى
مرض الشخصية المثالية
في إنكار العيوب الموجودة بشخصياتهم ويرغبون في التخلص من المشاعر السلبية التي تحيط بهم، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل يقوموا بنقد الآخرين بصورة غير لائقة، فذلك يساعدهم على إخفاء عيوبه ويظهرون الفضيلة المبالغ بها، وأثبت الباحثون أن للسعي ورا الكمالية دور كبير في الإصابة بكثير من الاضطرابات النفسية والشخصية التي تصيب الأشخاص مثل القلق والاكتئاب وقد تؤدي إلى الانتحار، وقد تظهر الرغبة في الكمال عند الأشخاص عندما يفقدون الثقة بنفسهم وبجسمهم ويعتقدون أنهم غير مقبولين ويتجنبون المواقف الاجتماعية خوفا من التنمر والاحراج وإليكم أمثلة لمرض السعي للكمال :
- قضاء وقت طويل في عمل شيء لا يستدعي كل هذا الوقت.
- عدم الرغبة في مشاركة الآخرين في أفراحهم وخاصة نجاحهم في الأمور المهنية.
- تجنب تجربة أشياء جديدة مع الأصدقاء خوفا من عدم النجاح بها وعدم الظهور بشكل مثالي.
- الرغبة في اجتياز كافة الاختبارات بجدارة واعتقاد خسارة نقطة في أحد الاختبارات فشل كبير.]٣]
علامات الشخصية الكمالية
يرغب الكثير من الناس دائما في تحقيق الكمال والوصول إلى السلوك المثالي في كافة مجالات الحياة، ومن أهم علامات الشخصية الكمالية والصفات التي تتواجد في الشخصية الكمالية:
- عدم القيام بأي أمر أو مهمة دون دراستها بشكل متقن والتأكد من إمكانية القيام بها على أكمل وجه ممكن.
- النظر إلى ثمرة المشروع النهائية قبل النظر في التفاصيل البدائية لأن ذلك يجعل لديك تركيز أعلى ويزيد من الحماس في إكمال المهمة بأفضل صورة وبعمل متقن.
- لا يري الشخص الكمالي أن المهمة انتهت إلا عندما يحصل على نتيجة مرضية تستحق المجهود المبذول بها.
- التأني في العمل وأخذ وقت كافي لأداء مهمة ما أطول من اللازم لإنجازها.[١]
أنواع الكمالية
لا يوجد هناك أنواع مميزة أو محددة للكمالية، بل تشترك في سلوكيات متشابهة وتختلف في الدوافع التي تهدف إليها والنتائج التي ترغب في الوصول إليها وإليكم بعض أنواع الكمالية:
الكمالية المتفق عليها اجتماعيا
يعد هذا من أحد أنواع الكمالية والتي تستخدم بكثرة في المجتمع وخاصة على العمال في الوظائف التي يتطلب عملها لدقة وتركيز عالي كالمهندسين المعماريين والأطباء، حيث أن ضغط العمل لهؤلاء الأشخاص يزيد من توترهم وقلقهم بصورة مبالغ بها مما يؤدي إلى الانتحار في الكثير من الأحيان. ولا يقتصر تطبيق الكمالية الاجتماعية فقط على الأشخاص المذكورين فقط، بل يتم تطبيقها أيضا على الأشخاص الذين يخضعون لمعايير ثقافية عالية والأشخاص الذي يرغبون في تحقيق أهداف كبيرة غير واقعية، وقد وجد هذا النوع في المجتمع نتيجة لضغط الوالدين على أبنائهم مما يجعلهم راغبين في الوصول للمثالية وتحقيق الكمال.
الكمالية في المعايير الشخصية
حيث يلتزم الأشخاص الذين يمارسون الكمالية الشخصية بالعديد من المعايير التي تحفزهم على ذلك، وقد يظن البعض أن هذه المعايير تعقيديه وعالية إلى حد ما ولكن هذا يكون بالنسبة للأشخاص الأخرى أما بالنسبة للأشخاص الذي وضعوا هذه المعايير فيكون الأمر محبب ومحفز لهم. ويعتقد الكثيرين أن الكمالية التي تعتمد على المعايير الشخصية تكون صحية إلى حد كبير وذلك لأنها تسعد على التخلص من الأرق والإجهاد، فبحسب الدراسات العلمية أن الأشخاص الذي لديهم معايير مثالية يكونوا أقل عرضة للعادات الضارة.
الكمالية في النقد الذاتي
ويعد هذا النوع من أغرب أنواع الكمالية وذلك لأنه يزيد من الخوف والقلق تجاه الأهداف الذي يضعها الشخص لنفسه بعكس أنواع الكمالية الأخرى التي تعزز الشعور بالتحفيز تجاه الأهداف، وأثبتت الدراسات أن هذا النوع من الكمالية لا يؤدي إلا للمشاعر السلبية والقلق المستمر وجلد الذات باستمرار ومعاتبتها على كل ما تقوم به مما يضعف الثقة بالنفس ويزيل الرغبة في النجاح وتحقيق الأهداف.
مجالات الكمالية
تؤثر الكمالية في حياة الإنسان بشكل كبير واحترق كافة مجالات حياته ليس مجالات واحد فقط كما يعتقد الكثيرين، بل أن لها تأثير كبير على الكثير من المجالات في مواضيع مختلفة، وسوف نعرض لكم أهم مجالات الحياة التي قد تؤثر عليها الكمالية وهي كالآتي:
تأثير الكمالية في المظهر الجسدي
حيث تؤثر الكمالية على هذا الحيز من حياة الإنسان بصورة كبيرة وقد تفقده الثقة بالنفس في الكثير من الأحيان، كما تجعله مضطرب دائما بشكل الزينة الخارجية والمظهر الجسدي فينفق الكثير من الوقت والمجهود في اختيار الملابس وتصفيف الشعر ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل من الممكن أن يصل الإنسان إلى الامتناع عن الطعام وادمان الرياضة والحميات الغذائية.
النشاط البدني
دائمًا نري رغبة كبيرة من قبل الرياضين في الوصول للكمالية والسعي إليها وخاصة ألعاب القوى أو السباقات مما يدفع اللاعب في قضاء وقت طويل في التمارين من أجل المنافسة والوصول للكمال.
النظافة الشخصية والاعتناء بالصحة
عندما تقرأ هذه الفترة للوهلة الأولى تظن أن الكمالية تضيف تأثير إيجابي للصحة ولكن الأمر عكس ذلك تماما، لأن في هذا المجال من الكمالية قد يتوقف الشخص عن تنظيف أسنانه أو تصفيف شعره أو أي أمر آخر لأنه فشل في إنجازه قبل ذلك، بالإضافة إلى أنه يصيب الجسم بالعديد من الأمراض نتيجة لحرمان الجسم من تناول وجبات متنوعة لاتباع صاحب الكمالية نظام غذائي صارم.
في العلاقات والصداقات
حيث يرغب الشخص الذي يسعي للكمالية في وضع معايير مثالية للعلاقات وللتعامل مع الأشخاص مما يسبب بهم جهد في التعامل ونفور من قبل الأصدقاء أو الأحباب.
المدرسة ومكان العمل
العمل والمدرسة هم أمور روتينية في حياتنا جميعا ومعتادة أما عند الأشخاص الكماليين فهي أمر شاق وذلك لأنهم يبذلون مجهود كبير من أجل القيام بأي مهمة بالإضافة إلى عدم مبادرتهم في البدء بأي عمل الا بعد دراسته وفصحه مقدماته ونتائجه أولا.
المحافظة علي البيئة المحيطة
نظافة المنزل أمر ضروري ونفعله جميعا كل يوم ولكن يستغرق هذا من الكماليين وقت ومجهود كبير كل يوم وذلك لرغبتهم في المحافظة على البيت نظيف ومرتب بحسب معايير المثالية والكمال.
فحص الحديث والكتابة
يرغب الشخص الكمالي في التكلم والكتابة بدقة كبيرة وجودة عالية ولكن في الكثير من الأحيان قد يحدث ذلك بطريقة عكسية مما يسبب حديث غير لائق نتيجة للتردد والفحص المبالغ فيه، كما نري أيضا الكماليين يتجنبون الكتابة خوفا من الوقع في او أخطاء تخالف الكمال الذي يسعون إليه.[٢]