تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره

استحضار الماضي

يعد استحضار الماضي أحد الأمراض النفسية التي تزعج الأشخاص وتسبب لهم الوسواس القهري وذلك نتيجة للتفكير الزائد في أمور سلبية سابقة لا فائدة غير أنها تصيبك بالحزن واليأس وتجعلك متشائم وذلك إذا كان الشخص يستعيد ذكرياته السلبية، ولكن إذا كان الشخص يفكر في الأمور الإيجابية والجيدة التي حدثت له في الماضي مما يزيد من إقباله على الحياة والعمل من أجل مستقبل مبهج ومشرق. وبحسب الدراسات العلمية التي أجريت على الكثير من الأشخاص الذين يعانون من تذكر الماضي باستمرار فأثبتت أن عدد كبير منهم يفكرون في الماضي بشكل سلبي مما يؤثر على صحتهم النفسية والبدنية، ومن خلال هذا المقال سوف نعرض لكم

أسباب استرجاع الذكريات

وطرق التعامل معها. [١]

أسباب تذكر الماضي

يتميز عقل الإنسان بأنه واسع جدا ويتمكن من تخزين الكثير من المعلومات، وتنقسم ذاكرة الإنسان إلى ذاكرة طويلة المدى وذاكرة قصيرة المدى وغالبا ما ينسى العقل أمور موجودة في الذاكرة قصيرة المدى كالأسماء وأرقام الهواتف وغيرها. حيث أن العقل لا يقوم بتخزين التجارب التي يمر بها الإنسان يوميا فهي أمر عابر بالنسبة له وتختلف كل يوم ولكنه يسجل ويخزن التجارب القاسية التي شعر الإنسان بها بحزن أو صدمة ويسمى ذلك علميا انفصال عن الواقع وقد يحدث بعد احتفاظ العقل بهذه التجربة مجموعة من الاضطرابات وتسمي اضطرابات ما بعد الصدمة.

بهذا نجد أن تذكر الماضي قد يصيب بنوبات قلق واكتئاب لكثير من الأشخاص، لذلك يجب على الأشخاص المقربين من هؤلاء أن يساعدوهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة لكي يخرجوا من هذه الحالة، حيث يجب علينا أن نزيد من الشعور بالأمان بداخلهم حيث أن تذكر صدمة ما أو موقف ما وأنت في بيئة آمنة لا يكون ذات تأثير سلبي بعكس تذكرها وأنت مضطرب، وفي النهاية نؤكد أننا لا نستطيع أن نزيل ذكريات أو مواقف مؤلمة حدثت لنا فالعقل والقلب دائما يذكرنا بها ويؤلمنا مرة أخرى ما علينا فقط سوي تعلم كيفية التعامل معها حتى لا يسيطر علينا القلق والاضطراب دائما.

تذكر الماضي فجأة

تعد الأيام مرأه الناس تعكس ماضيهم بصورة كبيرة، وبسبب الماضي والذكريات الموجودة به يجعلك تتأثر بأقل المواقف التي تمر بها مما يزيد من القلق والتوتر لديك، ويكون ذلك بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع المواقف والتي تميل في كثير من الأحيان إلى القلق والتوتر، لذا يجب عليك أن تترك الماضي جانبا وتتعامل مع اليوم الحالي بما يجب أن تتعامل معه به فلا تقلق إلا إذا كان هناك أمر في هذا اليوم يتطلب القلق فلا تزعج نفسك بما حدث في الماضي أو ما سوف يحدث في المستقبل، فالماضي لا يمكن تغييره والمستقبل بيد الله.

فيجب عليك أن تتحكم بعواطفك والأفكار التي تدور في عقلك، كما يجب عليك أن تعترف لذاتك أنه يمكنك التحكم في كافة المواقف والأشخاص من حولك وأن القليل منها هو الخارج عن سيطرتنا، لأن هذه الطريقة تجعلك واعيا ومدرك لكل ما تقوم به وتبدأ بعد ذلك في إدارة عواطفك والتحكم بها بدلا من أن تتحكم بك وتسيطر عليك وعلى حياتك، وإذا تعذر عليك إدارة عواطفك وترغب في تغير هذه العواطف حتى تتمكن من التفكير والتعامل بوضوح مع أي أمر أو شخص يذكر تجربة مشابهه لتجربة ما في مضيك فعليك أتباع الأمور الآتية ووضعها في الاعتبار الأول:


  • التأكد من نية الشخص الأخر

فإذا ذكر صديق لك موقف عاطفي يشبه موقف في حياتك فيجب عليك أن تحسن الظن به ولا تعتقد أنه يرغب في مضايقتك أو إصابة قلبك بالحزن وخاصة إذا كان من الأشخاص القريبين منك، لذلك إذا حدث معك هذا الموقف يجب عليك أن تكون هادئا وصابرا وإذا رغبت في تجنب هذا الموقف فعليك أن تترك للآخرين مساحتهم الخاصة بهم لكي تحافظ أيضا على خصوصيتك.


  • التعامل مع الألآم الخاصة

حيث يجب عليك أن تتعامل مع أوجاعك والأمور التي تزعج بشكل متفهم فيجب عليك أن تفهم احساسك وما تشعر به وتدرك ما يؤلمك ولماذا، فبمعني أوضح يجب عليك أن تواجه مخاوفك ولا تهرب من المشاعر التي تؤذيك فحاول أن تتعامل معها وتتعلم طرق لإدارتها، كما يكون للعلاج النفسي دور فعال في هذه الأمور ويساعدك على زيادة الثقة بالنفس وتجنب كل هذا الألم.


  • القوة


    والثقة بالنفس

اذا مررت بموقف صعب في حياتك لا تستطيع أن تتجاوزه يجب عليك أن تثق بنفسك والحياة وبكل من حولك لكي تحسن حياتك وتغيرها للأفضل وتتعامل بقوة مع الجميع دون الخوف من ندبات القلب.[2]

إلى متى نتذكر الماضي

تتوقف قدرتك على استحضار الماضي على مدي قدرتك على السيطرة على الإدارية في ذاكرتك اللاإرادية، وذلك لأن الذاكرة اللاإرادية لا يمكننا التحكم بها أو التحكم فيما، وبحسب الدراسات العلمية أن الذاكرة اللاإرادية تحمل الذكريات العاطفية لذلك معظم الأشخاص يعانون من التفكير في الأزمات العاطفية الذي مروا بها في حياتهم دون رغبة منهم وذلك لأنه من الصعب التحكم في الذاكرة اللاإرادية.
كما أوضحت الدراسات الحديثة أن الفترة التي تقوم بها الذاكرة باسترجاع الماضي والأحداث القديمة لا تختلف سواء كانت الذكريات في الذاكرة الإرادية أو اللاإرادية، ولكن هناك مجموعة من التجارب التي أكدت أن الذاكرة اللاإرادية سجلت استعادة وصول أكبر وزيادة في وقت الاستبقاء بعكس الذاكرة الإرادية حيث انها تسجل معدل نسيان أسرع، وبهذا نجد أن استرجاع الذكريات الموجودة في الذاكرة الإرادية أقل فاعلية بمرور الوقت من استرجاع الذكريات الموجودة في الذاكرة اللاإرادية وذلك لأن الذكريات تتفاعل مع الإشارات والمواقف من حولك.
وإذا تحدثنا أكثر عن الإشارات فإننا نجد أن الإشارات المميزة تساهم بشكل كبير في استرجاع الذكريات فعلى سبيل المثال الرائحة تساعد في استعادة ذكريات من الذاكرة اللاإرادية، فكلما ابتعدنا عن ذكرى ما ورغبنا في عدم التفكير بها ربما تقابلنا إشارة أو علامة تذكرنا بها، أما إذا كانت لديك رغبة في استرجاع الذكريات الموجودة في الذاكرة اللاإرادية دائما فعليك أن تنشأ صندوق يحتوى على إشارات عديدة تمكنك من الوصول للذكريات الغير إرادية.
ويعد تذكر الماضي واسترجاعه أمر محير عند الكثيرين فجميعنا لدينا ذكريات إيجابية مبهجة عندما نتذكرها نسعد ويصبح لدينا أمل في الغد، وجميعنا أيضا لدينا جانب مظلم في الماضي لا نرغب في تذكره ونتمنى أن يرجع بنا الزمن مرة أخرى من أجل أن نمحيه، لذلك لا يمكننا أن نقول على تذكر الماضي نعمة أو نقمة فهو جزء من حياتك ومن رحلتك في الحياة يجب عليك التعايش معه ومحاولة التخلص من الجزء السلبي منه بمساعدة طبية حتى تتمكن من استكمال حياتك براحة نفسية وبدون ألم.[3]