من هم الهكسوس ؟ “
الهكسوس والفراعنة
غزو الهكسوس مصر بشكل مفاجئ وكان ذلك سبب في وجود حكم أجنبي في البلاد على حكمها وعرفها وحدث ذلك في منتصف فترة المملكة الوسطى وكان لذلك الغزو تأثير على حضارة مصر القديمة في الثقافة وتم تدوين 23 أسم من ملوك الهكسوس المنقوشة على الآثار حيث يوجد ثلاثة أسر من أسر الهكسوس حكموا مصر وهم الأسرة 15 وتتكون من 6 ملوك والأسرة 16 وتتكون من 32 ملك والأسرة 17 وتتكون من 43 ملك.
من هم الهكسوس
هم شعوب بدائية وبدوية من أصول مختلفة كما يقال أنهم من وسط وشرق آسيا وأختلف العديد من المؤرخين في وصف نمط حياتهم وثقافتهم حيث دخلوت مصر واحتلوها في فترة ضعف عند نهاية حكم الدولة الوسطى بالتحديد في نهاية حكم الأسرة 14 وأستمر حكمهم لمدة 100 عام ولكن أثناء حكمهم لم تكون الأمور والأوضاع هادئة بل كان هناك العديد من الثورات ومقاومات من الشعب ولم تتصف فترة الهكسوس سوى بالتخريب والسرقة والسلب وتم طرد الهكسوس بحرب قوية شنها عليهم المصريون وكانت النتيجة بأن تم طردهم جميعاً على يد
الملك أحمس
الأول وذلك كان خلال عهد الأسرة الحديثة ولم يوجد عهد للهكسوس بعد ذلك في التاريخ ولكن كان لذلك الحدث أثر على النظام العسكري عند الفراعنة بعد الدفاع على هجوم وغزو الهكسوس
ولكن تبين بعد ذلك بأن يوجد شعوب أخرى من الشعوب المحيطة لمصر تريد أيضاً احتلالها فظل النظام العسكري للفراعنة بعد تغير النظام القتالي لهم يقوم بالدفاع عن البلاد وتوسعت حدود مصر وأقامت أول وأكبر امبراطورية في العالم وقتها من الأناضول في الشمال إلى القرن الأفريقي جنوباً ومن الصحراء الليبية غرباً حتى الفرات شرقاً وتم تسميتهم من قبل بعض الكتاب والمؤرخين بأسم ملوك الخيل وظل حكمهم لمدة 300 عام وكانت هذه هي الدولة الحديثة التي أسسها كامس الأخ الأكبر للملك أحمس.
ضعف الفراعنة واستيلاء الهكسوس على الحكم
حكموا الفراعنة مصر بداية من العام 3100 قبل الميلاد وحتى عام 30 قبل الميلاد حتى
أنتهت الحضارة الفرعونية
ولكن للأسف خلال فترة حكم الفراعنة لم يكونوا دائماً أصحاب السيطرة على الأراضي سيطرة كاملة وخلال العام 1800 قبل الميلاد كان يحكم مصر مجموعة من الفراعنة الضعاف في الحكم لذلك لم يستطيعوا الحفاظ على النظام وإدارة البلاد إدارة جيدة فأستطاعوا الهكسوس الغزو على البلاد والسيطرة على الحكم وبالتحديد على الجزء الشمالي في مصر وتركوا الفراعنة مسؤلين على جزء صغير في أراضي مصر الجنوبية.
وكانت هناك اخلافات كثيرة بين الهكسوس والفراعنة في الشكل وهذا ما أوضحتوه علماء الآثار وأيضاً في هناك العديد من الأختلافات في الأسماء وطريقة ملبسهم وذلك ما أوضحتوه الأعمال الفنية القديمة حيث أظهرت ملابسهم الطويلة متعددة الألوان ولكن الملابس المصرية كان يغلبها اللون الأبيض كما حدد الباحثون أن الهكسوس كانت لهم عاصمة في موقع مميز في دلتا النيل تسمى وقتها أفاريس وهي على بعد 120 كيلو متر شمال شرق القاهرة.
طرد الهكسوس من مصر
تولى الملك أحمس الحكم قبل أن يتم عامه العاشر وظلت والدته تشجعه على التدريب على القتال مع المحاربين وظل هكذا حتى أصبح عمره 19 عام، حيث قام أحد رجال الملك أحمس بإستلام رسالة من ملك الهكسوس مرسلة إلى ملوك النوبة يحثوهم على الزحف إلى طيبة مما أثار غضب الملك أحمس وقام بتجهيز جيشه وقام بالهجوم على الهكسوس وأستطاع هزيمتهم خلال عدة معارك بل وطردهم من البلاد وأستطاع أيضاً القيام بثلاث حملات متتالية وكبيرة على بلاد النوبة لتأديب الأمير الذي تعاون مع الهكسوس وأصبحت بعد ذلك القيادة في الحكم لملوك طيبة المصريين وهذا خلال حضارة مصر القديمة[1].
الهكسوس والنبي يوسف
كان زمن النبي يوسف عليه السلام والنبي يعقوب عليه السلام أثناء زمن أحتلال الهكسوس على مصر القديمة وتم الأستدلال على ذلك من آيات الله سبحانه وتعالى في الأيات الكريمة (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُم) وقوله سبحانه وتعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ إنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ)، وكان النبي موسى عليه السلام عاشر أثناء المملكة الجديدة أي بعد طرد الهكسوس من مصر.
أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشر
قال مانيتون المؤرخ المصري القديم بأن أحمس الأول هو بداية ملوك الأسرة الثامنة عشر بالرغم من أن أسرته كانت تسيطر على جزء كبير من البلاد خلال فترة الأسرة السابعة عشر وكان خلال هذه الأسرة السابعة عشر سادت وأستمرت استعباد الشعب المصري لفترة قرن ونصف القرن ثم بدأت صفحة جديدة للبلاد خلال حكم الملك أحمس الأول وساد خلال هذه الفترة أستقلال البلاد بعد طرد الغزاة من البلاد.
أعماله الحربية في الخارج والداخل
تولى الملك أحمس الحكم بعد حكم الأسرة السابعة عشر وتابع الحروب العظيمة ضد الهكسوس التي ذكرها التاريخ بأنها حروب الأستقلال ولم تكمل أ{بعة أعوام حلى حكمه حتى نجح في طرد الهكسوس من البلاد ثم ذهب بجيشه حتى بلاد زاهي (فينقيا) ثم أحرز أنتصاراً عظيماً ثم عاد مرة أخرى نحو الحدود الجنوبية لينجح في الانتصار على السود الذين أستغلوا أنشغاله للزحف والدخول إلى شمال الحدود المصرية ثم قامت الثورتين (آتا) ثم الثورة (تتاعان) الذي كان وراء قيامهم الهكسوس مرة أخرى ولكن أستطاع أن يهزم كلاً منهما مرة أخرى.
طرد الهكسوس
قضى أحمس الأول على الهكسوس في مصر بعد أن وصفهم بالأمة الحاكمة، علماً أنه لم يقضي على نفوذهم الثقافي من مصر وهناك العديد من الادلة التي تؤكد على استمرار ثقافة الهكسوس في مصر لمدة طويلة في عهد الاسرة الثامنة عشر وذلك بعد طردهم من البلاد. كما ضرب تحتمس الثالث الهكسوس ضربة قاضية حطمت آمالهم في فلسطين و آسيا، ومع ذلك طبعت ثقافة و عادات وطرق حياة الهكسوس في حياة أهل كنعان (سكان فلسطين) و في وفود العبرانيين على كافة البلاد[1].
ملوك الهكسوس في ورقة تورين
(ورقة تورين) هي أحد قوائم الملوك المصرية والتي تحوي على أسماء ستة ملوك من الهكسوس حكموا مائة وثماني سنين، وهي تعتبر القائمة الاشمل من بعض القوائم اليونانية ولكنه مع الأسف تم تمزيق بعض الاجزاء بها، كما يوجد قائمة (قاعة الأجداد) والتي توجد في متحف اللوفر بعد أن تم نقلها من معبد تحتمس الثالث بالكرنك، وهناك قائمة في العرابة وأخرى في سقارة ولكنهما قائمتان مجردتان من تاريخ و حياة الهكسوس كنوع من الانكار والاحتقار لهم بما أنه تم وصفهم بالاعداء المغتصبين لمدة طويلة حتى بعد طردهم و هروبهم من مصر.
رواية مانيتون عن الهكسوس
روى مانيتون في بداية كلامه أن ملك الهكسوس قد وجد مدينة أورايس قائمة عند وصله، بينما عاد ليستكمل كلامه موضحاً أن ملك الهكسوس هو أول من أسس مدينة أورايس، الامر الذي يعد تناقضاً في سرده. أوضح بعض المؤرخون المتن اليونانيون منهم (ادوارد مير) والاستاذ (ينكر) على أن «أن المتن يكون منطقيًّا عندما نفهم أن رواية «مانيتون» تحمل في ثنايا ألفاظها أن الهكسوس قد وجدوا مدينة مشيدة عند دخولهم البلاد تُدعَى «أواريس»، واتخذوها عاصمة مختارة لملكهم، وأنهم قد أصلحوها وأمروا بتحصينها.» وبتلك النتيجة تعدو رواية مانيتون قابله للصحة ومن رأي ينكر «ولكن المدينة كانت على حسب التعاليم الإلهية منذ أقدم العهود هي مدينة «تيفون» (أي ست).» ومن ذلك نستنتج أن الهكسوس كانوا قد انتخبوا (اورايس) عاصمةً لهم وهي المدينة التي كانت تقدس فيها (ست) منذ أن اتخذها هذا الاله موطناً له قبل الاسرة الرابعة.
كما ذكرت متن (ورقة ساليية) وصفاً يدل على أن الهكسوس انتخبوا الاله (ست) إلهاً لهم. فقد اتخذ الملك (أبو فيس) الاله (ستخ) إلهاً له و أقام له معبداً خاصاً على أن يكون تجليل خالد لذلك الاله بجوار مقره الملكي، فقد كان يقدم له القربان بشكل يومي بينما كان وجهاء القوم يحملون الاكاليل على عكس ما كان يفعله الناس في معبد الاله (رع حوراختي). [2]