الفرق بين السنن الواجبة والسنن المستحبة
ما هو الفرق بين السنة الواجبة والسنة المستحبة
كان الرسول صلى الله عليه وسلم، ما ينطق عن الهوى إنما كل كلامه هو وحي يوحى من عند الله جل وعلا، سواء بألفاظ الوحي أو كانت بوحي وألفاظ النبي المنزه عن الخطأ صلى الله عليه وسلم، ومن هنا كانت أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله هدى للناس، وطريق ودليل، ولم تكن أفعال بشر عادية، واستمدت السنة أهميتها، من أهمية النبي صلى الله عليه وسلم، مصطفى الرحمن من بين البشر، لذلك فإن السنة فيها:
-
ما هو مقرر ومؤكد لما جاء في القرآن الكريم.
-
ومنها ما هو مفصل لما جاء في القرآن.
-
ومنه ما هو تخصيص العام في القرآن.
-
منها ما هو تقليد المطلق في القرآن.
-
السنة تشرع أحكام قد تكون لم ترد في القرآن.
ومن هذا تتضح مدى أهمية السنة واعتبارها في الدين الإسلامي، والسنة واجبة هي سنة على المسلم وجوب القيام بها، مما يعني لو اتفق الناس على عدم فعلها والإتيان بها حوربوا لمنعهم لها، ومن تلك السنن الأذان، ختان الذكور، العقيقة، الأضحية، الغسل لصلاة الجمعة، طواف الوداع، العمرة، صلاة الكسوف، صلاة العيد، صلاة الوتر.
أما السنن المستحبة، فهي سنن تعد أهميتها في المرتبة التي تلي السنن الواجبة، وهيفي أغلب العبادات، حيث يوجد سنن مستحبة في أكثر من موضع منها لبس الجديد في العيد، صلاة الضحى، وهناك سنن مستحبة في الأضحية وسنن مستحبة في الصلاة، وسنن مستحبة في العيدين وكذلك في الوضوء، وأيضاً في الصلاة، وغيرها من السنن.
ومما سبق يتضح أن الفرق بين السنة الواجبة، والسنة المستحبة، هو أن السنة الواجبة إذا اتفق على تركها من بعض الناس فيجب قتالهم، السنن المستحبة في أغلبها سنن فردية، وواجب المسلم اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
والأصل في أوامر الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوجوب، ولكن لو أمر اعتاد النبي ولم يتركه هو سنة واجبة، أما ما اعتاد النبي عليه ولكن خالف العادة أحياناً فهي سنة مستحبة، وبذلك يمكن اعتبار الفرق في أمر قيام النبي صلى الله عليه وسلم به دون توقف، أو القيام به دائم والتخلي عنه أحياناً.
والسؤال بعد الفرق بين السنن الواجبة والسنن المستحبة، هل يأثم تارك السنن المؤكدة بحسب أقوال أهل العلم فإن من يترك السنن المؤكدة لا يأثم، لكن الدوام على تركها، عند البعض من أهل العلم مما يمس المروءة، وبهذا لا يكون تارك السنن المؤكدة آثم، إلا في حالة التعمد والدوام. [3]
الفرق بين السنة والمستحب عند الحنفية
ترد استفسارات عن الفرض أو الواجب والسنة، و
الفرق بين المندوب والمستحب
، الفرق بين السنة والمستحب عند الحنفية، وعند باقي المذاهب الإسلامية المعتبرة، يرى أصحاب المذهب الحنفي أن النوافل والتي هي جمع كلمة نافلة هي الزيادة، وفي الاصطلاح هي ما ليست فرض وليست واجب، فتعم السنن والمستحبات والتطوع الغير مؤقت.
وتجدر الأشارة إلى أن أصحاب المذهب الحنفي يرون أن تارك السنة المؤكدة هو أثم، ويرون أن الإثم هنا أقل من إثم تارك الواجب، ويتضح من كلام أصحاب المذهب الحنفي أن الإثم هنا عائد على من ترك السنن المؤكدة على الصحيح منها، ولا يأثم عندهم من ترك سنن الصلوات، والإثم لمن ترك الواجب أشد من ترك السنة المؤكدة، وما يزيد على الفرض وما يزيد على الواجب يسمى سنة و مستحب ومندوب و المؤكد منها ما كان النبي يفعلها بالدوام صلى الله عليه وسلم.
الفرق بين السنة والمستحب عند المالكية
كما سبق توضيح الفرق بين السنن الواجبة والسنن المستحبة ، تبقى في هذا الأمر بعض الاستفسارات الهامة مثل
الفرق بين السنن والفروض
، والفرق بين السنة والمستحب عند أصحاب المذهب المالكي.
النافلة عند أصحاب المذهب المالكي هي الزيادة، وفي الاصطلاح هي ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فعل دائم بل تركه أحياناً، وفعله في بعض الأحيان، ولا يترك النبي صلى الله عليه وسلم الأمر كله لأنه صلى الله عليه وسلم كان مما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم أن أعماله في البر لا تترك كاملة.
أما فيما يخص السنة فهي لغة الطريقة وفي الاصطلاح، ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر بقيامه به في جماعة وأدام فعله، ولم يرد ما يدل على أنه واجب، ويعد من المؤكد في السنن ما زاد أجره مثل الوتر. [1]
الفرق بين السنن المؤكدة والسنن الرواتب
يختص الدين الإسلامي وتشريعاته وأحكامه بما لا يختص به غيره، وهو من كماله وجماله، فقد شرع الدين في أفعال الناس ما يفرض عليهم ويوجب فعله حتى تبقى الرابطة بينهم وبين ربهم ودينهم متصلة وتأكد هذا المعنى مع انتشار الحياة المادية في العصر الحالي، وظهور أهمية وقيمة الجانب الروحاني في حياة الناس، ولذلك كان فيها أيضاً ما هو من السنن، والتي تعد دليل لمن أراد أن يقترب.
-
السنن الراتبة
السنن الراتبة هي السنن التي تتبع غيرها أو تتوقف عليها، ومنها السنن القبلية للصلوات المفروضة ومنها كذلك السنن البعدية، وهي صلوات مؤقته بوقت غير أوقات الفرائض، وفيها تتضمن صلوات العيد وصلاة الضحى.
وقال العلماء ومنهم الخطيب الشربيني (فمنه الرواتب، وهي على المشهور التي مع الفرائض، وقيل: ما له وقت” )، وهذه السنن الرواتب مستحبة عند الجمهور من الفقهاء، ويرى الحنابلة أنه يكره ترك السنن الرواتب بلا عذر.
-
السنن المؤكدة
أما السنن المؤكدة فهي كما ورد عن العلماء ما كان يواظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، مع عدم الترك وهي سنة مؤكدة، وإن كانت مع تركها في بعض الأوقات فهي غير مؤكدة ودليلها ترك النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً.
وفي قول العلماء أنها سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من السنن المؤكدة والتي تقترب من الواجب، ومن يقوم بها له الأجر، ومن لا يقوم بها ليس عليه ذنب، مع اللوم والعتاب على من لا يؤديها، بل إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى أن من لا يؤديها تسقط عنه العدالة وخاصة إذا واظب على تركها، والفيصل في الأمر هو مداومة النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وعدم تركه لها.
أما ضابط السنن الراتبة، هي تبعيتها لصلوات أخرى في توقيت معين، وهو ما يشير لوجود سنة راتبة وسنة مؤكدة، مثل سنن قبلية للصلوات، وكذلك السنن البعدية، وهي مؤكدة قيام النبي صلى الله عليه وسلم بها وعدم التخلف عنها، وهي تعد عشر من الركعات.
وفي الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح، كانت ساعة لا يُدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين” متفق عليه. [2]