مقتطفات من ” رواية ألف شمس ساطعة ” واقتباساتها
ملخص قصة رواية ألف شمس ساطعة
هل سمعتم من قبل عن مقولة أن قراءة كتاب تشابه السفر لأماكن وأزمان وإن بعدت؟ هذا هو حال هذه الرواية، قديمًا لم يكن معروفًا عن أفغانستان الكثير غير الحرب والفقر واختطاف الحياة من قبل كارهي الحياة، كانت دولة تعيش في حرب على الاتحاد السوفيتي ثم بمرتع لطالبان وحربهم الكريهة باسم العقيدة على كل ما هو جميل ومبدع.
هذه الرواية قاسية جدًا على أقل تقدير لكن ماذا نعرف حقيقة عن القسوة؟ لا يُقصد هنا التقليل من معاناة أي إنسان أو أن نطالب بسذاجة من الكادحين أن يتقبلوا حقيقة واقعهم الكريه فقط لأن ذلك الواقع لا يقارن بما مر على أفغانستان، هنا يجب أن نتسائل لأن ما مر على الحياة والأحياء في أفغانستان هو أمر يجب أن تخجل منه الإنسانية.
هذه رواية عن الحب والصداقة، والأمومة والفقد، الفراق، هدفها الأول هو إظهار معاناة النساء الأفغان، حيث يصور امرأتين من جيلين مختلفين لكل منهما معاناتها الخاصة التي خاضتها في صغرها، ثم يجمعهما القدر في بيتٍ واحد خاضعتين لزوجٍ واحد دفعتهما الظروف للزواج منه.
الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن مريم، الطفلة ابنة الزنا –الحرّامي- ذات الخمسة عشر عامًا التي لم يعترف بها أبيها حفاظًا على سمعته وإن ظل يصرف عليها، عاشت مع أمها صغيرة وكانت السبب في انتحارها، ثم انتقلت للعيش مع أبيها الذي تخلص منها سريعًا بتزويجها بدون رضاها، وهو ما جعلها ساخطة عليه وأخبرته أنها لا تريد أن تراه مجددًا ورفضت رؤيته عند زيارته لها بعد سنين من زواجها، ثم أجبرت على معايشة حياتها الجديدة في مدينة بعيدة عن مدينتها، وبدأت معاناتها مع زوجها بعد أن أسقطت جنينها.
الجزء الثاني، عن حياة ليلى، وهي فتاة ولدت بعد أن تزوجت مريم برشيد، في ذات الشارع، بعد أن أحتل السوفييت أفغانستان، نشأت في ظل النظام الشيوعي حيث سُمح للمرأة بأن تتعلم وأُنشأت مدارس للبنات، نشأت هي وطارق معًا من صغرهما، وشبّا معا، وأحبا بعضهما، وبعد خروج السوفييت وإقامة دولة أفغانستان الإسلامية أغلقت مدارس البنات وقُيدت الحريات، واشتعلت الحروب الداخلية التي دمرت المدينة بأكملها، وفرّ الناس إلى الدول المجاورة: باكستان وإيران، وكُتب لها ولطارق الافتراق عندما قرر أبويّ طارق الفرار من الحرب، وقبل أن يفترقا يتلاقيا بروحهما، ويرحل ويترك بذرته بداخلها، وبعد فترة من الزمن تقرر عائلتها الرحيل لكنهم كانوا تأخروا كثيرًا، وبعد موت أبويها إثر صاروخٍ دمر منزلهم دعاها رشيد للإقامة في منزله بعض الوقت إلى أن تُشفى، وسيعرض عليها الزواج لاحقًا وستوافق لأن رسولٍ أخبرها بموت طارق، ولأن بطنها في سبيلها إلى الانتفاخ، وتزوجت رشيد وأصبحت هي ومريم تحت سقفٍ واحد، وسيعانون من الذل ضروبًا في كنف هذا الرجل.
وهكذا حين تصارعت مريم مع ليلى في بداية الزواج لم يكن الأمر من أجل الزوج، ولكن من أجل إثبات وجودها المنفي من الجميع حتى الأشياء التي كانت تقوم بها مريم لخدمة الزوج والبيت لهو الأمر الوحيد الذي كان يشعرها بذلك لذلك دافعت باستبسال عن وجودها في البيت، يوجد الكثير من المشاهد العنيفة في النص وهي أمر يثير الغيظ ويثير السخرية فنحن لسنا بمعزل عن ما حدث هناك، لكن الخلل الذي أشار له حسيني تعاني منه مجتمعاتنا بشكلٍ أو بأخر بدرجة تعلو في مكان وتقل في مكان آخر لكنها حتما موجودة.
مريم وليلى امرأتان من جيلين مختلفين، لكل منهما أفكارها عن الحب والعائلة، تجمعهما الحرب والفقد في بيتٍ واحد، وحين تزداد الأخطار التي تحدق بهما – في بيتهما كما في شوارع كابل – تتراجع خلافاتهما، وتنشأ بينهما رابطة أخوة تغير مسار حياتهما، وتفتح أبواب المستقبل أمام الجيل التالي،
في هذه الرواية يعرض لنا الحسيني البطولات التي تقوم بها المرأة، والتضحيات التي تبذلها، من أجل حماية عائلتها، ويكشف لنا كيف أن ما يبقينا على قيد الحياة هو الحب، بل مجرد ذكراه أحياناً.[1]
ألف شمس ساطعة اقتباسات
- لا يستطيع المرء أن يحصي الأقمار التي ترتعش في أسقفها، ولا الألف شمس الساطعة التي تختبئ خلف جدرانها، وكم شمسًا على تلك الأرض تنطفئ وتنتهي ولا يشعر بها أحد، كوني بطلة لروايتك، كوني شمسًا لا تغيب.
قد يحيط بنا الظلام من كل جانب وقد تشتد ظلمته حتى نقنط من أي بصيص نور أو إشراقة أمل فإذا بشمسٍ ساطعة تُشرق في سماء أيامنا تبدد ظلمتها وتحيلها منيرة وضاءة، فماذا إن لم تكن شمس ساطعة واحدة بل ألف شمس ساطعة.
- بينما كانت نساء لندن وباريس يلاحقن شغفهن بالموضة والفن، كانت هناك نساء منسيات في ضواحي كابول وجوانبها يلاحقن الحياة عساها ولو ليوم تمنحهن الحق في الحلم.
- ما المعنى من تعليم فتاة مثلك؟ إنه كتلميع منفضة، لن تتعلمي شيئًا ذا قيمة في تلك المدارس، هناك شيء واحد فقط، فقط مهارة وحيدة لامرأة مثلي ومثلك نحتاجها في الحياة، ولن يعلمونك إياها في المدرسة، فقط مهارة واحدة، وهي التحمل.
- قلب الرجل مثير للأسى، إنه مثير للأسى يا مريم، إنه ليس كرحم الأم، لن ينزف الدم، لن يتوسع ليصنع لكِ منزلًا.
- كل قصة أفغانية مرسومة بالموت والحزن الذي لا يتصور، وبالرغم من ذلك ترى الناس يجدون طريقةً للبقاء والاستمرار.
- كل ندفة ثلج هي تنهيدة ثقيلة من امرأة محزونة في مكانٍ ما في العالم، كل تلك التنهيدات التي تنساق باتجاه السماء تتجمع في الغيوم ثم تتساقط بهدوء على شكل قطع صغيرة على الناس.
-
مخطئون فيما قالوه عن الماضي، لقد تعلمت كيف أدفنه، إلا أنه دائمًا يجد طريقه للعودة.[1]
حول مؤلف رواية ألف شمس ساطعة
خالد الحسيني كاتب أفغانستاني ولد في مدينة كابول عام 1965 لكنه انتقل منها فيما بعد إلى لندن، وتخرج من مدرسة الاستقلال الثانوية في سان خوسيه كاليفورنيا، وحصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، ثم التحق بجامعة الطب وحصل على دكتوراه في الطب.
مارس مهنة الطب لأكثر من عشر سنوات لكن اختلف الأمر بعد إصداره رواية عداء الطائرة الورقية، فهو يعمل حاليًا مبعوث النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لديه أيضًا ألف شمس ساطعة ورواية رددت الجبال الصدى.[2]
أراء بعض القراء عن ألف شمس ساطعة
وفقًا للموقع الشهير good Reads حيث يستطيع كل قارئ أن يُدلي برأيه بوضوح وصراحة سنترككم مع بعض الأراء حول الرواية:
- رواية مميزة ومذهلة بحق، قدرتها على جعلك تعيش الألم والمعاناة خلال قرائتها قدرة مذهلة وعجيبة، تجذبك حتى النهاية.
-
هذا العمل أخّاذ، كُتِب بطريقة بسيطة يتخللها تعقيدات الحياة، شخصيات طريّة يُمكنك مشاهدتها وأنتَ تقرأ، تقفز معها، تحاول صّد ضربة هُنا وإيقاف صاروخٍ هناك، تبكي تارةً وتحاول إيجاد الضحك تارةً أخرى لتبكي مُجددًا، (خالد حسيني) قاص من النوع الذي يأخذ بيدك لتقلّب الصفحات، لتعيش مع شخصياته، لتشاهد الحُطام والأشجار، لتفهم أنّ الحياة ليست على ما يُرام، فكُل شيء ينقلب رأساً على عقب في لحظة ما،
هذه الرواية تُصيب القارئ باليأس، بالرغبة بالبُكاء، هذه الرواية خطيرة لمن يحمل في صدره قلبًا هشًا، ستسلب منك النوم، ستدخل شخصياتها في أحلامك، سترى كُل شيء أمامك.
-
بعد أن توقفت الدموع، يمكنني أن أكتب قليلًا عن هذه الملحمة، لا أدري فعلًا ماذا سأكتب، لأول مرة ينتابني شعور كهذا عندما أنهي كتابًا،
أشعر بأن الدموع ستطفر من عيني في أية لحظة،
أشعر بأنني عشت في هذه المأساة، وشاهدت ما شهدت مريم وليلى.[3]