ما هو ” فن العيالة ” وادواتها ومناطقها

ما هو فن العيالة

يعتبر فن العيالة» نوع من الفن الذي يحاكي قصص النصر او البطولات او المواقف الشجاعة ، وهو يحتاج لحنجرة قوية التي تروي أمجاد البلاد السابقة والمشرفة فالعيالة تعد قص للتاريخ والميراث عريق، ويقوم العيالة بسرد الامجاد ويستشهد به في كل الاحتفالات الوطنية والاجتماعية التي ترتبها الإمارات داخل البلاد او خارجها، ويرجع شهرتها الكبيرة لهذه النوعية من الفن التراثي لأهميته التراثية والشعبية وهو ما يصور الهوية والتراث الاماراتي ، تم توثيق فن العيالة داخل القائمة ليكون صورة للتراث الثقافي اللا مادي من خلال منظمة اليونيسكو.
وايضاً ان فن العيالة يعتبر من الفنون الأدائية والشعبية الاكثر شهرة في الإمارات، وهي معروفة بين أهل الساحل والبدو أيضاً، ولها دلائل وطنية تعكس احداث معارك واحداث وانتصارات والبطولات، وفيه يصطف الرجال فرقاً في شكل صفين متقابلين، ويكون الرجال متلاصقين بعضهم إلى بعض ، ويقوم كل واحد بوضه يده اليسرى وراء الظهر لزميله ، ويشرعوا بحركات متتالية ، تقوم على تحريك الرأس مع الاكتاف مع تحريك العصي التي يمسكها مع دق الطبول المصاحبة للفرقة.
فن العيالة لدى البدو يمكن ان يظهر بالرقص مع البندقية ويطلق عليه فن الرزيف الذي تغير اسمه فيما بعد للحربية ، كما قيل إن فن العيالة يشتهر لدى أهل الخليج مع تغير الاسم ، حيث يعرف بالمملكة العربية السعودية وبالكويت وفي البحرين بالعرضة اما بسلطنة عُمان يوجد كلا من العيالة والرزيف.[1]

أدوات فن العيالة

توجد أدوات للعيالة مثل اي فن آخر، وهب أدوات إيقاعية مشتركة في


الفنون الشعبية في الامارات


وتقوم على الإيقاع ولكن ليس بهل لحن موسيقى ، إلا الفن هذا حصل به تحديثات في الفترة الاخيرة ، ولكنها ليست امور رئيسية به . يعتبر فن العيالة فن شعبي عتيق في الامارات ، ادوات العيالة هي الدفوف مع الطوَس أو تعرف بالصناجات .
المرواس هو شكل من الطبل الكبير يحمله الاكبر في الفرقة أو قائد الفريق ليقوم بالقيادة ويتم المسك ببيده ويضرب باليد الثانية ، ويمكن أن تصبح اليد التي بها الطبل بالعزف أو تنظيم الإيقاع ، أما التخامير عبارة عن طبلان متنوعة في الحجم وفي الشكل وتتسم بالإيقاع المتنوع ويدأ كل منهما بالعزف بلساحة، كما يتقابل إلى جانبها عازفا الطوس والادوات الاخرى للعيالة .[2]

كيفية ممارسة العيالة

لبدء العيالة يقوم قائد الفرقة بوضع الإيقاع والتدقيق على نظمه. ويصطف عازفو الطبل الذين معهم الطبول الضخمة ذات الحجم الصغير ومعهم كل من الدفوف والطوس النحاسية في صفوف الفرقة.

يشتمل العرض على عدد من الرجال يعرفوا باشم الجويلة أو أيضاً باليوّيلة إذا قيلت بالإماراتية، حيث يقوموا بالحركة  الدائرية كبيرة وفق إيقاع الطبول، وهم يحملون العِصي مع السيوف أو منهم يحمل البنادق، ثم يدفعوا بها للهواء من وقت العرض ، ثم يلقطها مرة اخرى.

بالإضافة إلى هذا، تشتمل “النعاشات” مع ظهور مجموعة من البنات اللاتي يلبسن الفساتين المزركشة الإماراتية التي تعرف بالمخوّر، حيث يصطفن أمام صفوف الرجال، ويرقصن بالشعور من ناحية إلى الآخرى على صوت الطبول. ويدل رقصهن إلى وثقهم بالحماية التي يقوم بها راقصي رقصة العيالة الذين يقفون بكل شهامة.

المقامات الموسيقية المستخدمة في العيالة

ويقول ابن العتيبية أن لها انواع ، وتجزئة إلى ثلاثة أنواع وهم العيالة البحرية أو الساحلية والعيالة البرية أو العيال الريفية، والتي كانت تؤدى داخل الواحات، كما تعرف أيضا نوع من عيالة العين والتي تنتشر داخل مدينة العين، توجد أيضا العيالة الجبلية، و كل نوع يختلف هذه عن غيره من خلال الأداء او من الحركة ومن الألحان والادوات الإيقاعية، تتماثل كلها في المظهر الخارجي الذي ينشأ بحسب وجود الصفين المتقابلين، يتم تنفيذ الحركات بانتظام من حيث الأداء او الألحان. واعتبرت العيالة البحرية أو الساحلية الأكثر ظهورا في الامارات.

ويقال عن العيالة الريفية ان الرجال يقوموا بالوقوف بشكل صفين متقابلين، وهم بيدهم العصي مغنين بالنشيد أو ما يعرف بالشلة ، ويشرع الرقص اول ما يطلق إشارة البدغ من حامل الطبلة الرئيسي أو الكاسر ، ويبدأون بالتمايل في حركات تظهر قوة الفارس الأصيل الظافر . وخلال هذا الأداء تقوم فرقة المحترفين منهم أو الهواة بالرقص والتمايل بحركات العيالة المعروفة والمنتشرة في كل الامارات. [3]

الغناء في العيالة

من خلال أداء الفرقة الفنية لفن العيالة، يشرع الرجال بالغناء في نفس الوقت يؤشر قائد الفرقة  بالبدايو ففي هذه اللحظة يقوم عازفي الطبول بالطرق بشدة على طبول، ويشرع الصفان بالرقص المستمر لمدة طويلة، وفي خلال هذا تتمايل فرقة الطبول في نحو الصف المقابل بينما يتمايل حملة السيوف او البنادق أو العصى في اتجاه  عكسي ، حيث يبدأ أحد الصفين بغناء سطور شعرية والاناشيد أو القصائد وهنا تنزل مجموعة الصف الثاني فور سماعها لهذه الاشعار ، وتاخذ المجموعة المقابلة مكانها وتبدأ في تكرار الغناء وتقوم المجموعة الأولى بنفس الانحناء، وهكذا يؤدى كل غناء شعري ، بينما يقوم رئيس الفرقة بالتنقل فيما بين الصفان خلال غنائهم لبيت القصيدة. وبهذه الحركات يقوم الصفان بتبادل قول القصائد ويظل الأداء والانحناء والرقص على إيقاع الطبول المنغم حتى ينتهي العرض ويتم التبادل فيما بين الفرقتان حتى ينتهي العرض.

تكوين فرق فن العيالة

من المعروف أن العيالة مكونة من فرقة العيالة وهي تصل لخمسون شخصاً وكلما كان العدد زيادة كانت القيمة الفنية للأداء والحركات افضل وكذلك الفرقة التي تضفي اجواء الشجاعة والشهامة. وتقوم فرق العيالة باستخدام الطبل بشكل أساسي ، وهذه الطبول منها «الرأس» ذات الشكل الكبير، و«التخامير» التي تكون أصغر التي تساهم  في رفع طبل الرأس الكبير على تنظيم الإيقاع، و«الطيوس» التي تصنع من النحاس، هذا بالإضافة إلى «الطار» وايضا الدف، واستعمال العصا المصنعة من الخيزران الرفيع التي تدل في شكلها إلى شكل الرماح أو السيوف».

أهمية فن العيالة

العيالة تعتبر هي الفن الاماراتي التقليدي الأكثر توضيحاً لتراث والتاريخ الإمارات، وهذا الفن يعرف أيضاً باسم الرزيف، وهو فن قائم على الفنون جماعية تشتمل الحركات وغناء الاناشيد ، ويتم القيام بهذا الفن خلال المناسبات الاجتماعية على سبيل المثال خلال الأعياد او بالأفراح  او في المناسبات الاماراتية الوطنية، وهناك اهتمام دائم على القيام بها وعرضها خلال المحافل الدولية وفي أثناء المهرجانات كونها من الفنون المحلية الأكثر ارتباط بالتراث، وفن العيالة هو رقص وطني لذلك هو تجسيد لكل من الشجاعة والفروسية والبسالة .[4]

ما يميز فن العيالة

ويشتمل فن “العيالة” على الرقصات حركية وعلى المقطوعات الغنائية المختلفة مصحوباً بالعزف وبالرقص مع القيام بالانشاد الجماعي ويتم اطلاق الطلقات النارية والتحرك مع حمل السيوف وايضا الخناجر والبعض بالبنادق ، وكل هذا في خلال عرض رائع يوضح القوة والرجولة ، تلك الأمور التي ترجع إلي حياة الامارات وبدوها والصحراء.

ويتنوع طريقة رقصة “العيالة” لدى البدو داخل الامارات عن طريقة أدائها لدى الحضر، وفي مناطق البادية تقوم الفتيات بالرقص والتمايل مع الرجال الرقص، وفي الرقص يقوم احد الراقصين من الرجال من الصف رافعاً خنجره ويبدأ الرقص  في شكل مبارزة مع واحدة من الفتيات اللاتي يتوسطن الصف ، وتظل المبارزة الراقصة إلى أن يستسلم أحدهما فيطلع من الحلقة وسط غناء الحضور وهتفاتهم.[5]