ما هي العلوم السياسية ومجالاتها
مفهوم العلوم السياسية
العلوم السياسية هي علم اجتماعي يعود تاريخه إلى 2500 عام مع أعمال أفلاطون وأرسطو، والمقصود منها هو “دراسة الدولة ومؤسساتها”، وتطور هذا العلم مع الزمن.
وتركز العلوم السياسية على نظرية وممارسة الحكومة والسياسة على المستويات المحلية والوطنية والوطنية والدولية.
تعتبر العلوم السياسية تخصص كلاسيكي يتعامل مع دراسة الظواهر السياسية، ووالتي تهدف إلى تعميق الفهم البشري لأشكال وطبيعة العمل السياسي وتطوير أدوات نظرية لتفسير الظواهر السياسية بمختلف اتجاهاتها، مثل الديمقراطية والبرلمانات والسياسيين والانتخابات والحكومة، ورغم أن الأغلبية يتبنون المعنى التقليدي لهذا العلم إلا أن علم السياسة الحديث لا يقتصر على ما يحدث على مستوى الدولة، حيث أن علم السياسة يعني في الأساس تبني منظور سياسي لأي جانب من جوانب الحياة البشرية، ويمكن أن يكون لأي شيء صفة سياسية مرتبطة بالسلطة أو الهوية أو أهداف العمل منها الفن والثقافة والأخلاق واللغة والأسماء والمفاهيم وما إلى ذلك يمكن أن يتم فهمها على أنها تحتوي على خصائص سياسية مهمة.
كما يجب أن يمتلك عالم السياسة درجة عالية من الفضول الفكري، و”التفكير النقدي الجيد والكتابة، يقوم علماء السياسة بفحص العمليات والأنظمة والديناميكيات السياسية لكل بلدان العالم وكيفية تأثيرها على مكوناتها، كما يُجري معظم علماء السياسة في الولايات المتحدة أبحاثًا في أحد المجالات الأربعة بما في ذلك السياسة الوطنية أو السياسة المقارنة أو العلاقات الدولية أو النظرية السياسية، والتي تشمل الواجبات الآتية:
- البحث في النظم السياسية الوطنية أو العلاقات الخارجية لبلد ما
- تحليل وتقييم السياسات أو القوانين
- توقع الاتجاهات السياسية والاجتماعية المستقبلية
- جمع وتحليل استطلاعات الرأي العام
- متابعة الاحداث الجارية والقرارات السياسية وتقييم اثرها
مهارات العلوم السياسية
تعمل دراسة العلوم السياسية على تطوير مهارات بحثية وكتابية وتحليلية قوية وتفتح مجالات مختلفة من الأعمال والوظائف التي لا تقتصر على الحكومة أو السياسة، ولكي تنجح في دراسة العلوم السياسية، يجب أن يركز برنامجك الجامعي على المعرفة والمهارات التالية:
- فهم قوي لجمهورك
- القدرة على إدارة الأزمات وحل المشكلات
- مهارات الكتابة والبحث
- مهارات الخطابة والعرض التقديمي
- إجادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
مجالات عمل علوم سياسية
عن مجالات العمل لخريجي العلوم السياسية فيمكن أن يعمل اي من المناصب التالية :
- عالم سياسي
- محلل سياسات
- مساعد تشريعي
- أخصائي العلاقات العامة
- محلل أبحاث السوق
وهذه الأعمال هي الأكثر شيوعا ولكن هناك الكثير من الأعمال التي تتعلق بهذا التخصص.[1]
اقسام العلوم السياسية
قسم الخبراء مجال العلوم السياسية إلى خمسة تخصصات فرعية هي النظرية السياسية، والسياسة المقارنة، والعلاقات الدولية،السياسة الأمريكية، المنهجية السياسية، السلوك السياسي.
النظرية السياسية
تهتم هذه النظرية بأسس المجتمع والمؤسسات السياسية، ويركز على الطبيعة البشرية والأغراض الأخلاقية للارتباط السياسي.
يعتمد المنظرون السياسيون على الكتابات السياسية الدائمة من اليونان القديمة حتى الوقت الحاضر وعلى الكتابات المختلفة للفلاسفة الأخلاقيين.
كما تركز النظرية السياسية على البحث التجريبي في الطريقة التي تعمل بها المؤسسات السياسية في الممارسة العملية، لذلك تسعى النظرية السياسية إلى تعميق التفكير السياسي وتحفيز المواطنين على العمل السياسي المسؤول والإبداعي.
السياسة المقارنة
في هذه المجال يقارن بعض العلماء والباحثين الأنظمة السياسية المعاصرة من أجل الحكم على الأنواع التي تقدم أفضل قيم معينة: النظام ، والمساواة ، والحرية ، أو الأمن الاقتصادي والرفاهية لمواطنيها.
وهناك من يرى أن الغرض الرئيسي من السياسة المقارنة هو توفير فهم لكيفية ولماذا تقوم المجتمعات المختلفة بتطوير أنواع مختلفة من المؤسسات السياسية.
وهناك من يستخدم السياسة المقارنة كطريقة لاكتشاف القوانين والنظريات العامة التي ستشرح السلوك السياسي البشري وتنوعه.
العلاقات الدولية
يهتم مجال العلاقات الدولية بتطوير وشرح أسباب تفاعل الدول والجهات الفاعلة الدولية غير الحكومية، مثل الأمم المتحدة والشركات متعددة الجنسيات، والعلاقات الدولية هي مجال متنوع من حيث أنواع السلوك التي تتم دراستها.
كما أن كلا من الصراع الدولي، والحرب، يشكلان بؤرة تركيز مهمة في الميدان. لماذا تبدأ الحروب؟ من يفوز ولماذا؟ كيف يمكن منع الحروب؟ ما هو دور القانون والمنظمات الدولية؟ ويحدث هذا بسبب التغيرات العالمية وترابط دول العالم بعد التطورات العلمية والتكنولوجية أصبح الترابط يشكل نقاط مهمة تجعل سياسات الدول ترتبط بمصالح متداخلة، فأصبح العلماء أكثر وعيا بأهمية النشاط الاقتصادي الدولي.
وبناءا عليه يقوم العلماء بتحليل التجارة العالمية، والاتصالات، والتنمية، والاستثمار الأجنبي، والتمويل الدولي.
ومن المجالات المهمة التي يجب تناولها للدراسة هو كيفية اتخاذ الدول لقرارات السياسة الخارجية، كما هو الحال في سياسة الأمن القومي والردع النووي والسيطرة على التسلح وقرارات الإنفاق الدفاعي كنماذج للسياسات الخارجية.
السياسة الأمريكية
يسعى طلاب الحكومة الأمريكية إلى فهم السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى الدورات التدريبية حول الرئاسة الأمريكية والكونغرس الأمريكي والمحاكم، كما تقدم الوزارة دورات متخصصة حول مواضيع مثل الدور السياسي لوسائل الإعلام، وسياسة العرق، والقانون الدستوري، وتشكيل السياسات، وسياسة الدولة، والفكر السياسي الأمريكي.
المنهجية السياسية
يهتم مجال المنهجية السياسية بالأسس الفلسفية للعلوم السياسية والعلوم الاجتماعية وتصميم البحث التجريبي وتحليله وتجربة البحث الميداني العملي.
وتضم المنهجية السياسية هذه النقاط : القضايا الفلسفية المتعلقة بإمكانية علم السياسة، وأوجه التشابه والاختلاف بين العلوم السياسية والعلوم الاجتماعية الأخرى، وأنماط التفسير البديلة، وحقيقة ادعاءات المعرفة.
كما يتم فحص صياغة تصاميم البحث التجريبية وغير التجريبية لعمل استنتاجات سببية حول العمليات السياسية والسلوك، هذا بالإضافة إلى استخدام الإحصاء والرياضيات وأجهزة الكمبيوتر لتحليل البيانات السياسية الناتجة عن مثل هذه التصاميم البحثية.
كلية المنهجية السياسية لديها اهتمامات بحثية وتدريسية في مواضيع متنوعة مثل وسائل الإعلام ، والنظرية النسوية ، وسياسة اللغة ، والاقتصاد السياسي.
السلوك السياسي
يقوم العلماء بتعريف مصطلح “السلوك السياسي الجماعي” على نطاق واسع بحيث لا يشمل الأشكال الملموسة للسلوك السياسي (مثل التصويت والمشاركة)، ولكن يشمل أيضًا موضوعات مثل الرأي العام والاتصالات الجماهيرية وعلم النفس السياسي وغير ذلك.[2][3]
أهمية العلوم السياسية
تكمن أهمية العلوم السياسية في حقيقة أننا جميعًا نعيش داخل أنظمة سياسية ونتأثر بالتغيرات في الاقتصاد السياسي العالمي، خاصة مع التغيرات التي حدثت في العالم بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، نظرا لأن أغلب الدول بعد تلك الحروب جددت من أهدافها وخططها السياسية إضافة إلى ترابط العالم اقتصاديا بعداكتشاف النفط في نفس التوقيت الذي حدثت في الحرب العالمية، وهذا ساعد في تغيير أسس التعاون بين كل دول العالم وارتبط العالم كله بمصالح اقتصادية.
كما أنه تم عمل اتفاقيات وقانون دولي ترضخ له كل دول العالم وذلك لضبط أسس التعاون بين دول العالم، خاصة مع ظهور العولمة ، اهتمت شعوب العالم في فهم النظم السياسية للبلدان الأخرى، مما جعل علماء السياسة محل اهتمام وتقدير لأنهم يساعدوا في قراءة اتجاهات الدول السياسية ويوفرون العدسة التي يمكننا من خلالها فهم الاقتصاد السياسي العالمي، وتختلف النظرية السياسية عن الحقول الفرعية الأخرى في العلوم السياسية من حيث أنها تتعامل في المقام الأول مع التحليل التاريخي والمعياري ، بدلاً من التحليل التجريبي، لذلك لا يهتم المنظرون السياسيون بالقياس العلمي للظواهر السياسية بقدر اهتمامهم بفهم كيفية تطور الأفكار السياسية المهمة بمرور الوقت.[4]