قصص عن جبر الخواطر
جبر الخواطر
نعيش الآن في عالم كبير ومزدحم، يحتاج الكثير من الناس الحصول على المُساعدة بشتى الطرق سواء كانت مساعدة مادية للفقراء والمساكين أو مُساعدة معنوية سواء إلى الأهل أو الأصدقاء، والمساعدات المالية حثنا الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أن الإسلام وضعها فريضة علينا ألا وهي الزكاة، ولكن جبر الخواطر يعتقد البعض بأنه شيء ثانوي غير هام مُقارنة بالمُساعدة المادية، إلا أن كما نبهنا رسول الله أن الزكاة فرض حثنا على جبر الخواطر بقوله “تبسمك في وجه أخيك صدقة”، لذلك جبر الخواطر لا يقل أهمية عن الزكاة أو الفرائض الأخرى بل هي مُكملة للدين.
كما يعتبر جبر الخواطر أو المُساعدة من الأمور التي لا تأخذ الكثير من الوقت ولا تجعل مواعيدنا مكتظة، فهي من أبسط الأمور التي يمكنك القيام بها سواء داخل محيطك الصغير أو داخل مجتمعك الكبير، سواء كنت فقير أو تملك مال وفير، يحتاج جبر الخواطر فقط أن تكون إنسان.
مواقف عن جبر الخواطر
توجد
أقوال في جبر الخواطر
كثيرة والتي تؤكد لنا أن جبر الخواطر ما هو إلا عمل تقوم به يردهُ الله لك بشكل مُختلف، وبالطبع أهمية المساعدة لا تُشكل أهمية واحدة بل تمتد لتصل إلى المجتمع ككل، فهناك فئة كبيرة من الناس يحتاج إلى المُساعدة والمُساعدة هنا ليس المقصود بها المادية فقط، حيث يأخذ جبر الخواطر أشكال مُتعددة منها المُساعدة المادية أو الجسدية أو المعنوية والتي تأخذ الأخيرة أيضًا أشكال مُتعددة، من رحمة الله علينا أنه لم يضع ضوابط أو تقويم للجبر ليسهل على جميع الناس القيام به، وتزدحم سيرة الرسول بالكثير من الأقوال عن جبر الخواطر تجعل الإنسان أكثر شوقًا إلى أنه يقوم به.
كقول الرسول “من يرفع عن مؤمن كآبة الدنيا، ينقذه الله من مشقة الآخرة”، ومن أول وأبهى صور الإيمان هو المساعدة لوجه الله تعالى، فهذا التصرف نابع من الرحمة والعطف الذي حثنا الله سبحانه وتعالى عليه في الحياة الدنيا، ومن إحدى أبسط أشكال جبر الخواطر هو الدعاء في الخفاء، وهو ليس الأبسط بل والأسرع بإذن الله في جبر الخاطر من يدعى له وأيضًا الداعي، لأن الملائكة تردد الدعاء بقولها ولك المثل، وتوجد الكثير من القصص التي تُحكى أن الله سبحانه وتعالى أجبر بخاطر من يقوم بالمساعدة في نفس التوقيت.[1]
قصص واقعية عن جبر الخواطر
من إحدى القصص المؤثرة التي تترك تأثير كبيرًا في القلب حال رجل بسيط كان يشعر بالضيق بسبب المعيشة التي أصبحت صعبة ولديه مسئوليات كبيرة، ولكنه وجد رجل أفقر إلى الله وساعدهُ بما يستطيع وهو يعلم أن الله كريم ومساء ذات اليوم أرسل الله له مال مكافأة من وظيفته، عند سماع تلك القصص يشعر الإنسان أن جبر الخواطر هو فعل صادر من العبد إلى الله فقط، فهو فعل تقوم به وإذ تجد مردود هذا الفعل في نفس التوقيت، وهنا تتجلى عظمة وكرم الله سبحانه وتعالى في جبر خواطر العباد الطيبين الذين لديهم رحمة في قلوبهم بغيرهم.
ومن أفضل صور جبر الخواطر هى مساعدة الناس في الأمور الشاقة التي يقوموا بها، فهناك قصة عن حياة أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه ( كان يزور أبو بكر سيدة مسنة ضريرة لا ترى، كان يساعدها في الأعمال المنزلية ولكنها لم تكن تعلم بأنه أبو بكر الصديق، وأحتفظ أبو بكر بهذا العمل إلى أن راءه رفيق له ).
مواقف من الحياة عن جبر الخواطر
التبرع بالصدقات من أفضل صور جبر الخواطر كما ذكر
كتاب جبر الخواطر
وهو من أفضل الكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” اتقوا النار ولو بشق تمرة”، فالصدقات لم يقيدها الله سبحانه وتعالى بل تُركت لقدرة العبد على الإعطاء، وشهر رمضان من أعظم الأشهر التي يمكنك التصدق بها فهي من أفضل الأشهر التي يمكن للعبد أن يتقرب لله عزوجل فيه، كما يُضاعف الله سبحانه وتعالى للعبد الحسنات التي تُذهب السيئات بإذن الله، كما يوجد الآلاف من المحتاجين في شهر رمضان والأكثر حاجة للطعام والصدقات بشكل عام.
من صور جبر الخواطر أيضًا هي دفع ثمن البقالة لشخص ما، فهو من الأفعال البسيطة ولكنها تترك أثر كبير في نفس الإنسان المتطوع والشخص الذي حصل على المنتجات مجانًا، وإن الله يخص عباده المحتاجين ليحصلوا على المساعدة، لذلك تأكد أن من تلقى تلك المساعدة هو أحوج الناس إليها، ومن أفضل المواقف الحياتية التي تروى لنا عن جبر الخواطر هي سيدة مُسنة تُطعم الحيوانات بما تملك وإذ بالله سبحانه وتعالى يرزقها بالطعام من مجموعة من الشبان الذين يقدمون المساعدات لوجه الله، والله يعلم أنه في أشد الحاجه للطعام إلا أنها لم تبخل أن تعطي لأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى كريم.[2]
خطبة عن جبر الخواطر مكتوبة
سئل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عن أكثر الأفعال التي يدخل بها الإنسان الجنة، قال الحبيب له ” التقوى وحسن الخلق” وبالطبع من أبهى صور التقوى وحسن الخلق هو جبر الخواطر وتقديم المساعدة بدون مُقابل لوجه الله تعالى، ومن الآيات القرآنية التي جاءت عن جبر الخواطر
- { فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [يوسف : 15].
- { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [ القصص : 85].
- { وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } [ النساء : 8].
- { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } [سورة الضحى : 9-10]. [3]
وتوجد الكثير من الآيات التي أنزلها الله على عبده محمد تجلت بها أفضل صور جبر الخواطر ومنها:
- {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى].
وهنا تتجلى رحمة الله سبحانه وتعالى بفؤاد العباد الذي تارًة يعلو وتارة أخرى يسقط فحث الله سبحانه وتعالى في نفوس المؤمنين بقوله أطمئن ياعبدي إن الله سبحانه وتعالى سوف يعطيك فترضى، وهنا أجبر الله سبحانه وتعالى خاطر العباد المكروبين.
- {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [القصص:85].
كان الرسول الحبيب أحب الناس إلى مكة وفي يوم أُجبر من سخط الكفار تركها، فوعده الله سبحانه وتعالى بلطف بقوله يا محمد سوف نردك إليها مرة أخرى فلا تحزن لتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا أجبر الله جل علاه خاطر النبي.
- {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [المائدة:118].
عندما سمع الرسول تلك الآيه بكى بشدة ورفع يديه وقال أُمتي أُمتي وبكى الحبيب، فقالت الله جل علاه يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم بما يبكي محمد، ولكن سأله جبريل ما يبكيك؟ ثُم رجع مرة أخرى فأخبر الله سبحانه وتعالى فقال الله جل له إنا سنرضيك في أُمتك ولا نسوءك، فأجبر جل علاه بخاطر النبي، فمن تلك المواقف والآيات والأحاديث يتبين لنا أن ما توجد عبادة أفضل من عبادة جبر الخواطر لأنها تبين الرحمة الموجودة لدى العبد، ويحب الله عبادهِ الذين يملكون ليونة القلب،فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.[4]