عائلة كوري العلمية.. أنجبت ٢٣ عالم وحصدت ٤ جوائز نوبل


قصة ماري كوري

لقيت عائلة كوري سيطاً وإثارة للجدل بعد ان اصبح الزوجان ماري وبيير كورى أكثر العائلات العلمية تميزاً فى التاريخ فأكسبتهم أبحاثهم المشتركة فى البولونيوم المشع والراديوم، جائزة نوبل فى الفيزياء مع هنرى بيكريل، وبعد ثمانى سنوات، حصلت مارى كورى على جائزة نوبل الثانية فى الكيمياء لفصل البولونيوم والراديوم، فلم تصبح ماري فقط أول امرأة فى العلوم تفوز بجائزتى نوبل، بل أصبحت أيضاً أول امرأة يتم تعيينها أستاذاً فى جامعة السوربون.


عائلة نوبل

  • في 20 أبريل 1902، نجحت مارى وبيير كورى في عزل أملاح الراديوم المشعة من بيتشبلند وهو معدن، ف مختبر فى باريس.
  • كانت مستوحاة من تجربة الفيزيائى الفرنسي هنرى بيكريل عام 1896 حول الفسفور أو الظاهرة التى تسمح لأجسام معينة بالتوهج فى الظلام.
  • تمكنوا من العثور على آثار لعنصرين مشعين – البولونيوم (العنصر 84) والراديوم (العنصر 88).
  • شاركت كورى جائزة نوبل عام 1903 مع زميلها الباحث بيير كورى وبيكريل لعملهما المشترك فى النشاط الإشعاعى.


أسماء الـ 23 عالم من عائلة كوري

  1. بول فرنسوا كوري (طبيب)
  2. اوجستين هوفر سليلة العالم الشهير والرياضي يوهان بيرنولي
  3. يوجين كوري (طبيب)
  4. صوفي كلير دوبوي (طبيب)
  5. جاك كوري ( فيزيائى)
  6. ماري ماسون (فيزيائى)
  7. موريس كوري (فيزيائية)
  8. دانيال كوري (فيزيائى)
  9. بيار كوري (فيزيائى)، حاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء سنة 1903
  10. ماري كوري فيزيائية وكيميائية حاصلة على جائزة نوبل سنة 1903 و 1911
  11. إيرين جوليوكوري (1897–1956)، فيزيائية حاصلة على جائزة نوبل سنة 1935
  12. فردريك جوليو كوري (1900–1958)، فيزيائى حاصل على جائزة نوبل سنة 1935
  13. بيير جوليو-كوري (احيائى)
  14. آن جريكوروف( أحيائية) ابنة جورج غريكوروف وكوليت روديت.
  15. مارك جوليو ( عالم أعصاب)
  16. آلان جوليو ( عالم أحياء)
  17. هيلين لانجفان جوليو ( عالمة فيزياء نووية)
  18. ميشيل لانجفين (فيزيائى) ابن أندريه لانجفين ولوسي دوبوس، حفيد باول لانجفين وجين داسفو.
  19. فرانسواز لانجيفين ميجانجوس(فيزيائى)
  20. كريستيان ميجانغوس(فيزيائى)
  21. إيف لانجفين (عالم فيزياء فلكى)
  22. إيف كوري إيف كوري، كاتبة فرنسية، من مواليد باريس بفرنسا وكانت مستشارة للأمين العام لحلف الناتو.
  23. هنري لابويسي (ديبلوماسى أمريكى، حائز على جائزة نوبل للسلام سنة 1965)[2]


حقائق هامة عن ماري كوري

  • في عام 1903، حصلت

    ماري كوري

    على جائزة نوبل فى الفيزياء مما يجعلها أول امرأة فى العالم تفوز بالجائزة.
  • فى عام 1911، صنعت التاريخ مرة أخرى عندما أصبحت أول امرأة تفوز بجائزتى نوبل.
  • منحت ماري جائزة نوبل فى الكيمياء لعام 1911 بعد أن تمكنت من إنتاج الراديوم كمعدن نقى، فأثبت هذا وجود العنصر الجديد بما لا يدع مجالاً للشك.
  • ومع ذلك، لم تكن هذه آخر جائزة نوبل لعائلة كورى.
  • ذهبت جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1935 إلى إيرين كورى وزوجها والباحث المشارك فريديريك جوليو لعملهما المشترك على التوليد الاصطناعى لعناصر مشعة جديدة.
  • تلقت عائلة كورى ما مجموعه أربع جوائز نوبل، وهي أعلى جائزة تفوز بها عائلة واحدة، ولديهم أيضاً ميزة فريدة تتمثل فى وجود ثلاثة أعضاء حائزين على جائزة نوبل فى العائلة.


ولادة النشاط الإشعاعى

أثناء إلقاء محاضرة فى الأكاديمية الملكية للعلوم فى ستوكهولم فى السويد فى عام 1911، شاركت كورى بعض التفاصيل الهامة حول “العناصر المشعة” والظاهرة المسماة “النشاط الإشعاعى”، وتحدثت أيضاً عن الخصائص الكيميائية للراديوم، والعنصر الجديد الذى كان أكثر إشعاعاً بمليون مرة من اليورانيوم، وكان الراديوم فى الأملاح الصلبة أكثر إشعاعاً بحوالى 5 ملايين مرة من وزن مماثل لليورانيوم.


الرجوع إلى اساسيات


النشاط الإشعاعى

يشير النشاط الإشعاعى إلى الجسيمات المنبعثة من النواة نتيجة لعدم الاستقرار النووي، إنها العملية التي تفقد بها النواة الذرية غير المستقرة طاقتها بالإشعاع، ويُطلق على أكثر أنواع الإشعاع شيوعاً إشعاع ألفا وبيتا وجاما، ولكن هناك عدة أنواع أخرى من التحلل الإشعاعى، حيث تُحدد معدلات التحلل الإشعاعى عادةً من حيث نصف عمرها، ويرتبط نصف العمر لنوع نووي معين بمخاطره الإشعاعية، وأن فحص كميات منتجات الاضمحلال يجعل من الممكن التأريخ الإشعاعى.


تطبيقاته

  • الاستخدام الطبى: يتم علاج العديد من الأمراض مثل السرطان عن طريق العلاج الإشعاعى، وتعقيم الأدوات الطبية والغذاء هو تطبيق شائع آخر للإشعاع.
  • الاستخدام العلمى: تستخدم جسيمات ألفا المنبعثة من النظائر المشعة فى التفاعلات النووية.
  • الاستخدام الصناعى: تستخدم النظائر المشعة كوقود لمفاعلات الطاقة الذرية، وتستخدم أيضاً فى التأريخ الكربونى


الكيمياء والفيزياء والنشاط الإشعاعى

باستخدام مساحة عمل مؤقتة، بدأت مارى كورى، فى عام 1897، سلسلة من التجارب التى من شأنها أن تكون رائدة فى علم النشاط الإشعاعى، وتغير عالم الطب، وتزيد من فهمنا لبنية الذرة.[1]


الحياة المبكرة والتغلب على العقبات

اشتهرت ماري كورى بالعمل الذى قامت به فى باريس، ولكنها ولدت فى وارسو، بولندا، عام 1867، باسم ماريا سكلودوفسكا، فكانت الأصغر بين خمسة أطفال، وكان والدايها معلمين، فكان والدها يدرس الرياضيات والفيزياء، وكانت والدتها مديرة مدرسة خاصة للبنات، فتغيرت الظروف بالنسبة لعائلة ماري فى العام الذي بلغت فيه العاشرة من العمر، فتوفيت والدتها وفقد والدها وظيفته، فاستأجر والدها غرفا النوم، وكان على ماريا أن تنام على الأرض.

حتى عندما كانت فتاة صغيرة، كانت ماريا مهتمة بالعلوم، فاحتفظ والدها بالأدوات العلمية فى المنزل فى خزانة زجاجية، وكانت مفتونة بها، فأثبتت ماريا نفسها فى وقت مبكر كطالبة استثنائية، وفي ذلك الوقت، كانت روسيا تحكم بولندا، وكان على الأطفال التحدث بالروسية في المدرسة، وفى الواقع، كان تدريس التاريخ البولندى أو اللغة البولندية مخالفاً للقانون، ومع ذلك، تخرجت ماريا من المدرسة الثانوية عندما كان عمرها 15 عاما، مع أعلى الدرجات، وأرادت أن تواصل تعليمها فى الفيزياء والرياضيات، لكن الأمر سيستغرق عقودا قبل أن تقبل جامعة وارسو النساء، فعرفت ماريا أنها ستضطر إلى مغادرة بولندا لمواصلة دراسته ، وسيتعين عليها كسب المال للقيام بهذه الخطوة.

وفى غضون ذلك، أرادت شقيقة ماريا، برونيا، دراسة الطب، معاً، فتوصلوا إلى إتفاق بإن تعمل ماريا للمساعدة فى دفع تكاليف دراسات برونيا للطب ومعندما اصبحت برونيا طبيبة، كانت تساعد في دفع تكاليف تعليم ماريا، وعندما جاء دور ماريا، لم ترغب فى مغادرة عائلتها أو بلدها، لكنها كانت تعلم أن ذلك ضرورى، فاختارت باريس لأنها أرادت الالتحاق بالسوربون فى باريس حيث ستتاح لها الفرصة للتعلم من العديد من كبار المفكرين فى تلك الحقبة.


ماري كوري في باريس

فعندما سجلت ماريا في جامعة السوربون، وقعت على اسمها باسم “ماري”، وعملت بجد لتعلم الفرنسية، من بين 1800 طالب هناك، فكان هناك 23 امرأة فقط، ولا يزال الكثير من الناس يعتقدون أن النساء لا ينبغى أن يدرسن العلوم، لكن ماري كانت طالبة متفانية، فاستأجرت مساحة صغيرة فى العلية وغالباً ما كانت تدرس في وقت متأخر من الليل، وفى عام 1893 أجرت ماري امتحاناً للحصول على شهادتها فى الفيزياء، وهو فرع من فروع العلوم يدرس القوانين الطبيعية، ونجحت فى اجتياز هذه الاختبارات، وحصلت على أعلى الدرجات، وكانت أول امرأة تحصل على شهادة فى الفيزياء من جامعة السوربون.

فكرت ماري بجدية فى العودة إلى بولندا والحصول على وظيفة كمعلمة هناك، لكنها التقت بعالم فرنسى يدعى بيير كوري، وفي 26 يوليو 1895 تزوجا، واستأجرا شقة صغيرة فى باريس ، حيث كسب بيير راتب متواضع كأستاذ جامعى، وواصلت مارى دراستها فى جامعة السوربون، فى سبتمبر 1897، فأنجبت ماري ابنة تدعى إيرين.

في غضون ذلك، كان العلماء فى جميع أنحاء العالم يقومون باكتشافات مثيرة، وفى العام الذى تزوج فيه الزوجان كورى، اكتشف العالم الألمانى فيلهلم رونتجن ما أسماه (الأشعة السينية)، وهو الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من بعض المواد الكيميائية فى ظل ظروف معينة، فكان هذا الاختراق بمثابة حافز لعمل ماري الخاص.

بدأ علماء آخرون بتجربة الأشعة السينية، والتى يمكن أن تمر عبر المواد الصلبة، أثناء البحث عن مصدر الأشعة السينية، فوجد الفيزيائي الفرنسي أنطوان هنري بيكريل أن اليورانيوم يطلق شكلاً جديداً تماماً من الأشعة غير المرئية، وهو شعاع ضيق من الطاقة، فأرادت ماري كوري أن تعرف السبب، وكان حل هذا اللغز من أعظم إنجازاتها.


ماذا اكتشفت ماري كوري

عرفت ماري كوري وعلماء آخرون فى عصرها أن كل شيء في الطبيعة يتكون من عناصر، والعناصر عبارة عن مواد لا يمكن تقسيمها إلى مواد أخرى، مثل الذهب واليورانيوم والأكسجين، فعندما ولدت ماري، لم يكن هناك سوى 63 عنصراً معروفاً. (تم تحديد 118 عنصراً اليوم)، وفى الوقت الذي بدأت فيه عملها، اعتقد العلماء أنهم عثروا على جميع العناصر الموجودة، لكنهم كانوا مخطئين، بدأت ماري باختبار أنواع مختلفة من المواد الطبيعية، فكانت إحدى المواد عبارة عن معدن يسمى “بيتشبليند”، فيعتقد العلماء أنها تتكون أساساً من الأكسجين واليورانيوم، لكن اختبارات ماري أظهرت أن البتشبلند أنتج أشعة سينية أقوى بكثير من هذين العنصرين وحدهما، فبدأت تُفكر أنه يجب أن يكون هناك عنصر غير مكتشف فى Pitchblende جعلها قوية للغاية

ولإثبات ذلك، احتاجت إلى الكثير من مادة البتشبلند لإجراء اختبارات على المادة ومختبر لاختبارها، ساعدها بيير فى العثور على معمل خلف مدرسة السوربون للفيزياء والكيمياء، وهناك وضعت ماري القار فى أوانى ضخمة، وقلبته وطهته، وطحنته إلى مسحوق، وأضافت مواد كيميائية إلى المادة وحاولت عزل جميع العناصر الموجودة فيها، وكانت تخلط كل يوم كتلة غليان بقضيب حديدى ثقيل بحجمها تقريباً، وبعد شهور من هذا العمل الشاق، وجدت ماري وبيير ما كانوا يبحثون عنه، وفى عام 1898، اكتشفت ماري عنصراً جديداً كان أكثر إشعاعاً بـ 400 مرة من أى عنصر آخر، فأطلقوا عليها اسم “بولونيوم” نسبة إلى بلدها الأم، وفى وقت لاحق من ذلك العام، أعلن الكوريون عن وجود عنصر آخر أطلقوا عليه “راديوم”، من الكلمة اللاتينية التى تعني “شعاع”، ولقد أطلق إشعاعاً أكثر بـ 900 مرة من البولونيوم، فابتكرت ماري أيضاً مصطلحاً جديداً لتعريف خاصية المادة هذه: “النشاط الإشعاعي”.

استغرق الأمر من عائلة كوري أربع سنوات شاقة لفصل كمية صغيرة من الراديوم عن البتشبلند، وفى عام 1902، تمكنت عائلة كوري أخيراً من رؤية ما اكتشفوه داخل المعمل المغبر، فشاهدت عائلة كوري توهجها الفضى والأزرق والأخضر، وتذكرت ماري لاحقاً هذا بوضوح: “كان من دواعى سرورى أن ندخل معملنا فى الليل ونرى فى كل مكان حولنا الصور الظلية المضيئة للأكواب والكبسولات التى تحتوى على منتجاتنا ” (سانتيلا ، 2001)، حيث قدمت ماري نتائجها إلى أساتذتها، واقترحت أن الأشعة القوية أو الطاقة المنبعثة من البولونيوم والراديوم هى فى الواقع جزيئات من ذرات صغيرة تتفكك داخل العناصر. تتعارض النتائج التى توصلت إليها ماري مع الاعتقاد السائد بأن الذرات صلبة وغير متغيرة، وفى الأصل اعتقد العلماء أن التعلم الأكثر أهمية عن النشاط الإشعاعى هو اكتشاف أنواع جديدة من الذرات، لكن بحث كوريز أظهر أن الأشعة لم تكن مجرد طاقة تطلق من سطح المادة، ولكن من أعماق الذرات، فكان هذا الاكتشاف خطوة مهمة على طريق فهم بنية الذرة.[3]