أسباب عدم رفع الأعمال إلى الله

رفع الأعمال إلى الله

وكل الله سبحانه وتعالى بكلاً من الملكين وهم الملك الذي على اليمين والملك الذي على الشمال بكتابة كل أعمال ابن آدم الصالحة منها والغير صالحة وقال تعالى في كتابه العزيز (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) سورة (ق الآية 18) وتتصف هذه الملائكة بالدقة في كتابة جميع الأعمال الكبيرة منها والصغيرة بالإضافة إلى تحديد الزمان والمكان الخاص بكل عمل تم كتابته على ابن آدم وتقوم هذه الملائكة برفع الأعمال التي سجلت على ان آدم في مواقيت محددة وذكر ذلك في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله عالم بكل أعمال عباده التي في السر والأعمال التي في العلن والتي سجلتها الملائكة والتي لم تسجلها الملائكة بعد، والحكمة من هذا هو العظة من خلال بعد الناس عن أي سيئة بعد علمهم بأن جميع أعمالهم سوف تعرض يوم القيامة على المولى عز وجل.

وأوضح الله سبحانع وتعالى أن المؤمنين سوف تأخذ كتاب أعمالها باليمين فهذا فوز عظيم والكافرون سوف تأخذ كتاب أعمالها بالشمال فهذا شقاء وهلاك ويكون حابط الأعمال، وحبط الأعمال هو الشرك بالله أو الردة عن دين الله سبحانه وتعالى حيث كان يقوم بعبادة الله عز وجل ثم أشرك ظاو تراجع أو أرتد فبذلك تحبط جميع أعماله وقال سبحانه وتعالى (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سورة الأنعام الآية 88) وقال تعالى في كتابه العزيز (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (سورة الزمر الآية 65 و 66) وقال تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ۝ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ۝ وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ۝ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ۝ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ۝ وَيَصْلَى سَعِيرًا) (سورة الأنشقاق من الآية 7 إلى الآية 12)

وأوضح الشيخ عويضة عثمان مدير الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية بأن هناك فرق بين عرض الأعمال على الله ورفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى حيث أن يتم رفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى ثم يتم عرض الأعمال على الله عز وجل بعد رفعها فبذلك يعني أن رفع الأعمال تعني ان ترفع الملائكة جميع أعمال العبيد إلى الله عز وجل في مواعيدها المحددة والعرض هو أن ينظر الله سبحانه وتعالى في أعمال العباد وهذا هو

الفرق بين عرض الأعمال ورفع الأعمال

إلى الله سبحانه وتعالى.

وعند إنتهاء أجل الإنسان تقفل صحيفة أعمال أبن آدم فيما يخص جميع أعماله وينقطع عمله من الدنيا إلا ثلاث وهم صدقة جارية مثل بناء مستشفى أو بناء جامع أو علم ينتفع به مثل تأليفه لكتب مفيدة ينتفع منها الناس أو شراءه كتب مفيدة ووضعها في مكتبه لمن بحاجه إليها أو بناء مدرسة ومن الممكن أيضاً أن يكون له ولد صالح يدعوا له بعد وفاته.

متى ترفع الأعمال إلى الله

للإجابة عن سؤال

متى ترفع الأعمال إلى الله

سبحانه وتعالى فقد ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية أن أعمال أبن آدم تعرض على الله عز وجل يومياً وأسبوعياً وسنوياً أيضاً وبخصوص الأعمال التي ترفع يومياً فإنها ترفع مرتين المرة الأولى تكون في النهار وهذه للأعمال الخاصة بأعمال فترة الليل والمرة الثانية ترفع الأعمال في الليل الخاصة بأعمال فترة النهار وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس كلمات وقال (أن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل) وقال ابن حجر في فتح الباري (أن الأعمال ترفع آخر النهار فمن كان حينئذ في طاعه بورك في رزقه وفي عمله والله أعلم).

وبخصوص الأعمال التي ترفع أسبوعياً فهي ترفع في يوم الأثنين ويوم الخميس ولذلك يستحب الصيام في ذلك اليومين من الأسبوع وفي حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً إلا إمرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول أتركوا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم فلذلك يجب على المسلم أن يأتي بالمودة إلى أخيه المسلم عن طريق إفشاء السلام واللقاء بالوجه البشوش أو عند الزيارة فلا يجوز هجر المسلم لأخاه المسلم ثلاثة أيام وثبت ذلك في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل لمسلم أن يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) أما الذي يزيد عن ذلك فإنها معصية عظيمة والمصر عليهاعلى خطر أو ذنب عظيم لأن شؤم هذه المعصية سبب في حرمان صاحبها من مغفرة ذنوبه وعدم عرض أعماله على الله سبحانه وتعالى وعدم رفعها أيضاً ونعلم من ذلك أن المسلمين المتخاصمين لا ترفع أعمالهم بل ويحرموا من مغفرة ذنوبهم وهذه مصائب على العبد كبيرة.

وبخصوص الأعمال التي ترفع سنوياً فهذه الأعمال ترفع في شهر شعبان وقد روى أسامه بن زيد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ذلك شهر يغمل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) ولذلك تكون الأعمال وقت الغفلة من الأعمال المحببة عند الله سبحانه وتعالى.

أسباب عدم قبول الأعمال

هناك العديد من الأسباب وراء عدم قبول الأعمال ولكن أعظمها عند الله سبحانه وتعالى بل وأخطرها الشرك بالله عز وجل وعند الكفر بالله سبحانه وتعالى فذلك يبطل جميع أعمال الإنسان ويكون غير مقبول له الدعاء بسبب كفره وشركه لأن ما يدعوا الله عز وجل بقلب غافل لا يقبل دعائه لأنه لا يشعر بعظمة وقدرة الله عز وجل.

ومن الأسباب الأخرى أكل الإنسان للحرام فالإنسان الذي يقبل بأكل الجرام عن طريق قبول الربا أو القيام بالسرقة أو القيام بالنهب أو الخيانة أو أخذ ما ليس لك حق فيه أو قطع صلة الرحم او عقوق الوالدين كل هذه معاصي يقوم بها الإنسان تمنع من قبول الأعمال.

صحة رفع الأعمال إلى الله في يوم عرفة

هناك الكثير من الأقاويل حول رفع الأعمال في يوم عرفة إلى الله عز وجل فيما عدا المتخصمين ولكن لا يوجد حديث شريف أو آية ف القرآن الكريم تنص أو تأكد هذه الأقاويل ولكن هذا لا ينفي فضل يوم عرفة حيث ان الأعمال في يوم عرفة أحب إلى الله سبحانه وتعالى عن الأعمال في غيرها من الأيام.[1]