هل تعلم ” اين يقع بحر الهدوء ؟ “

أين يقع بحر الهدوء

بحر الهدوء أو قاعدة الهدوء هو الموقع الذي هبط عليه البشر في يوليو عام 1969 وأنطلق السير على جرم سماوي لأول مرة، تم التخطيط لهذا الهبوط لأكثر من عامين حيث نظروا المخططون لأكثر من 30 موقع لمعرفة الموقع المناسب لهبوط الطاقم لاكتشاف القمر، في رحلة اكتشاف أفضل موقع تم الاستناد إلى صور عالية الدقة تم التقاطها من قبل المركبة الفضائية التي تدعى Lunar Orbiter لمساعدة الباحثين في الحصول على الموقع الأفضل للطاقم، وبعد دراسة العديد من الصور والمواقع تم اختيار موقع بحر الهدوء.

في بادئ الأمر كانت المنطقة المستهدفة عبارة عن قطعة تأتي بقياس 11.5 ميل من الشرق إلى الغرب بمقدار 3.0 من الشمال إلى الجنوب، حدثت بعض الأخطاء أثناء محاولة الهبوط الأولى ومنها ظهور بعض الأخطاء في الملاحة التي دفعت نقطة الدفع حوالي 3 أميال، تعددت محاولات الهبوط على تلك المنطقة إلى أن نجحت بعد تكرار المحاولات، لذلك تعتبر قاعدة الهدوء من أشهر المواقع لأنها بوابة استقبال البشر على القمر، فهي موقع أول هبوط بشري على جسم خارج كوكب الأرض لذلك تتمتع بأهمية ثقافية وتاريخية.[1]

تفاصيل رحلة الإقلاع سطح القمر

رحلة أبولو 11 هي الرحلة الفضائية الأكثر شهرة لأنها الرحلة التي هبطت من خلالها البشر لأول مرة على سطح القمر، قائد الرحلة هو نيل أرمسترونج، هبطت المركبة في 20 يوليو 1969 الساعة 20:17 بالتوقيت العالمي، وبتلك الرحلة أصبح أرمسترونخ هو أول شخص يخطو على سطح القمر، أندم إليه الطيار ألدرين بعد 19 دقيقة من أول خطوة لأرمسترونج على الأرض، أمضوا حوالي ما يقرب من ساعتين وربع خارج المركبة الفضائية وتم جمع ما يقرب من 21 كيلوجرام من المواد القمرية بهدف دراستها في الأرض.

قام الطيار مايكل كولينز بجولة في مدار حول القمر بمفردة أثناء وجود الطاقم على سطح القمر، وقام أرمسترونج وألردين ما يقرب من 21 ساعة و36 دقيقة على سطح القمر، تم تسمية الموقع بأسم بحر الهدوء قبل الإقلاع والانضمام إلى كولومبيا في مدار حول القمر، تم إطلاق أبولو 11 بواسطة صاروخ يدعى Saturn V من مركز كينيدي للفضاء الذي يقع في جزيرة ميريت في فلوريدا، تم إطلاق المركبة في 16 يوليو في 13:32 بالتوقيت العالمي، تلك الرحلة هي الرحلة الخامسة التابعة لوكالة ناسا لمحاولة اكتشاف القمر.[2]

هبوط الرحلة على سطح القمر

الهدف الأساسي من أبولو 11 هو هدف وطني تم تحديده من قبل الرئيس جون كينيدي في 25 مايو 1961 وهو القيام بالهبوط على سطح القمر والعودة مرة أخرى إلى الأرض، ومن أهداف الرحلة هو الاستكشاف العلمي بواسطة طاقم الوحدة القمرية، تم وضع كاميرا تلفزيونية لنقل جميع الإشارات إلى الأرض، وقع على عاتق الطاقم جمع بعض عينات من مواد سطح القمر لإعادتها إلى القمر للعمل على دراستها واكتشاف بعض المعلومات عن طبيعة سطح القمر، كما كان عليهم تصوير التضاريس القمرية الموجودة، عن طريق تلك الرحلة أصبحت الولايات المتحدة هي الوحيدة التي أجرت ببعثة إلى سطح القمر.

هبط المركب تقريبًا بعد السفر 240 ألف ميل في ما يقرب من 76 ساعة، دخلت أبولو 11 في مدار حول القمر في 19 يوليو ومن ثم في اليوم التالي الساعة 1:46 مساءًا تم الانفصال عن المركبة القمرية إيجل التي يديرها كل من أرمسترونج وألدرين عن وحدة القيادة الأم، بدأ النسر في الهبوط فوق سطح القمر في تحديد 4:17 مساءًا، هبطت المركبة على الحافة الجنوبية الغربية لبحر الهدوء، تم إرسال رسالة من قبل أرمسترونج إلى Mission Control الموجودة في تكساس قائلة “النسر هبط” وفي الساعة 10:39 مساءًا تم فتح المركبة القمرية وتم تسجيل الكاميرا التلفزيونية لحظة الهبوط وشاهدها مئات الملايين حول العالم بترقب لتلك اللحظة، في تحديد الساعة 10:56 مساءًا نزل أرمسترونج من السلم ومن ثم زرع قدمه على سطح القمر المسحوق.[3]

هل تستطيع أن ترى بحر الهدوء من الأرض

يسأل الكثير عن إمكانية رؤية تلك المنطقة بالتحديد من سطح القمر من الأرض، إلا أن تلك الإجابة بالطبع تحتاج إلى وجود بعض المعدات التي يمكن من خلالها رؤية سطح القمر بوضوح، مع التقدم العلمي والتكنولوجي للمعدات والأدوات المستخدمة في الكشف عن الفضاء أصبح من الممكن الآن رؤيتها.

قابل أرمسترونج الكثير من الأمور التي ولدت لديه الخوف، ومن الجدير بالذكر أن الخوف الأكبر كان لحظة الهبوط حيث رأها أرمسترونج أنها من اللحظات المجهولة قائل “كان هناك فقط ألف شئ يدعو للقلق”، ولكن قام بمحاولة مواجهة تلك المخاوف عن طريق وضع قدمه للمرة الأولى على سطح القمر، أندم إليه ألدرين وقام بوصف سطح القمر قائل “خراب رائع” مما أعطى وصفًا دقيقًا لحالة القمر، قاموا معًا باكتشاف سطح القمر لأقرب من ساعتين ونصف ومن ثم قاموا باللقطة الأكثر شهرة على الإطلاق وهو ترك علم لأمريكا تكريمًا لها على مجهوداتها في استكشاف سطح القمر للمرة الأولى.

تم وضع لوحة أيضًا حاملة ” هنا رجل من كوكب الأرض وطأت أقدامهم على القمر لأول مرة في يوليو 1969 جئنا بسلام للبشرية جمعاء”، ومن ثم انطلقا أرمسترونج وألدرين ويرسون مع كولينز، ومن ثم سقط الطاقم بالقرب من هاواي في 24 يوليو وعادوا الرجال إلى ديارهم بأمان.[4]

سبب تسمية البحار القمرية بهذا الاسم

القمر يتميز بوجود العديد من المظاهر الطبيعية الموجودة على سطحه، وتمت تسمية تلك الظواهر بعدة أثناء مثل تسمية بحر الهدوء بينما تم تسمية العديد من الحفر الموجودة على القمر بأسماء بعض المشاهير من العلماء والفلاسفة وأيضًا المستكشفين.

بالطبع قبل ظهور عصر اكتشاف القمر لم تكن تلك الظواهر معروفة أو مرئية واعتقد الكثير من العلماء أن هذا الجانب البعيد ربما يبدوا بنفس حالته من القرب، ومن ثم بدأ عصر جديد وتم اكتشاف الكثير من الظواهر الطبيعية الموجودة على سطح القمر وبالتأكيد لم يتم اكتشاف جميع تلك الظواهر، رسومات غاليليو للقمر من أشهر الرسومات التي توضح لنا الماهية العامة الموجودة على سطح القمر ولكن بالرغم من أنه قام برسم الكثير من الجبال والحفر إلا أنه لم يطلق عليهم اسمائه، ظهرت العديد من الخرائط مع تحسن التلسكوبات وتم تسمية بعض من تلك الخرائط بأسماء رسميها.

بالطبع مع رحلة مسبار لونا 3 في عام 1959 كان الاتحاد السوفيتي هو الدولة الأولى التي تصور جانب من القمر مما أدى إلى دهشة الجميع وتلك المناطق التي قام الاتحاد بتصويرها مناطق ماريا الكبيرة وهي مناطق بارزة بشكل واضح من الجانب البعيد لذلك يعتبر الاتحاد السوفيتي شارك أيضًا بدور لا يُستهان به في اكتشاف العديد من المعلومات عن سطح القمر.

ولم يستطع الاتحاد في إطلاق العديد من مسميات المشاهير وبعض الأشخاص على الظاهر الموجودة في القمر مثل تسيولكوفسكي وبحر موسكو، تم اعطاء اسم الجبال السوفيتية إلى خط خطى ساطع عبر الكرة الأرضية الجانبية البعيدة ولم يعد هذا الأسم مستخدمًا حتى الآن، تزايدت الفوهات التي تحمل الكثير من أسماء العلماء والمهندسين من جميع أنحاء العالم، وترجع تلك التسمية إلى تخليد ذكرى هؤلاء العلماء الذين ساعدوا في اكتشاف تلك الظواهر على سطح القمر من جميع أنحاء العالم، كما توجد هيئة خاصة في الموافقة على وضع تلك الأسماء على بعض الظواهر.[5]