قصة بلوتو و برسفونة
من هو بلوتو
“بلوتو” كان يدعي فى الأساطير اليونانية ب”هاديس”، “هاديس” هو إله العالم السفلي اليوناني القديم وهو المكان الذي تذهب إليه الأرواح البشرية بعد الموت وقد كان “هاديس” بالكاد يغادر مملكته، أهم أسطورة تتعلق ب”هاديس” هى اختطاف ابنة ديميتر “برسفونيه”.
من هى برسفونة
وفقًا للأساطير اليونانية كانت بيرسيفوني (التى أصبحت لاحقًا ملكة العالم السفلي) ابنة زيوس وديميتر (إلهة الحصاد والخصوبة) كما كانت تسمى “كور” وهو ما يعني “عذراء” ونشأت لتكون فتاة جميلة تجذب انتباه العديد من الآلهة ،ومع ذلك كان ديميتر تحب ابنتها الوحيدة حبًا هاجسيًا وقامت بإبقاء جميع الرجال بعيدا عنها.
بداية الخرافة
كان الخاطب الأكثر إصرارا ل”برسفونيه” هو “هاديس” (إله العالم السفلي) وقد كان رجلاً قاسياً في منتصف العمر يعيش في الظلام بين ظلال الموتى، لكن قلبه لان عندما رأى “برسيفونيه” ودهش من شبابها وجمالها ونضارتها وعندما طلب من ديميتر أن يتزوج ابنتها غضبت ديميتر وقالت انه لا توجد أدنى فرصة لحدوث ذلك، كان “هاديس” مكسور القلب وقرر أن يحصل على “برسيفونه” مهما حدث.
بيرسيفونه وزهرة النرجس
فى يوم ما بينما كانت الفتاة الصغيرة”بيرسفونيه” تلعب وتقطف الزهور جنبًا إلى جنب مع صديقاتها في واد ما وقالت انها رأت زهرة جميلة وساحرة أكثر من أي زهرة قد رأتها من قبل وهذه الزهرة كانت زهرة النرجس، فقامت “بيرسفونيه” بالإنحناء الى الأسفل لالتقاط الزهرة، ولكنها وجدت الأرض تحت قدميها تنشق ومن خلال الفجوة التي ظهرت خرج “هاديس” نفسه على عربته مع الخيول السوداء وقام بالإمساك ب”برسفونيه” الجميلة قبل أن تتمكن من الصراخ طلبًا للمساعدة وقام بالنزول معها إلى مملكته فى العالم السفلي في حين أن الفجوة في الأرض أغلقت بعدهم، إختطاف “بيرسيفونيه” حدث بسرعة لدرجة أن لا أحد من الفتيات الأخريات لاحظ حتى أنها رحلت وعندما أصبح من الواضح أنها مفقودة بدأ البحث الجدي عنها ومع ذلك رأى “زيوس” (ملك الآلهة) و”هيليوس” (آله الشمس) الحادثة بأكملها تتكشف أمامها وقررا أنه من الأفضل أن يبقيا هادئين وألا يتدخلا بما أن المسألة لا تعنيهما. [1]
الآلهة ديميتر تحاول انقاذ بيرسيفونه
تجولت “ديميتر” مذهولة ومحطمة القلب في الأرض تبحث عن ابنتها حتى نصحها صديقتها العزيزة “هيكتا” (إلهة البرية والولادة) بالسعي للحصول على مساعدة “هيليوس” إله الشمس الذي يرى الجميع من أجل العثور على ابنتها، شعر “هيليوس” بالأسف على ديميتر التى كانت تبكي وتتوسل إليه لمساعدتها وهكذا كشف لها أن “بيرسيفونه” قد اختطفت من قبل “هاديس” وعندما سمعت ذلك غضبت “ديميتر” وأرادت الانتقام ولكن “هيليوس” اقترح أنه لم يكن شيئًا سيئًا ل “بيرسفونيه” أن تكون زوجة “هاديس” وملكة الموتى.
و مع ذلك “ديميتر” لم تستطع أن تتخطى الأمر فقد كانت غاضبة من هذه الإهانة وتثق بشدة أن “هاديس”-الذى لم يكن لديه سوى أشخاص ميتين كشركاء يعيشون معه- لم تكن الزوج المناسب لابنتها الحلوة كما أنها غضبت من زيوس لعدم كشفه لها عن هذا، و لتقوم بمعاقبة الآلهة على حزنها وسكوتهم عن اختطاف ابنتها قررت “ديميتر” أن تأخذ إجازة طويلة وغير محددة من واجباتها كإلهة الحصاد والخصوبة وأدى ذلك لعواقب مدمرة حيث بدأت الأرض تجف ولم تنم المحاصيل وفقدت النباتات ثمارها وكانت الحيوانات تموت بسبب نقص الغذاء والمجاعة المنتشرة في الأرض بأكملها مما أدى إلى بؤس لا يوصف.
محاولات زيوس لإرضاء ديميتر
وصلت صرخات الناس الذين كانوا يعانون إلى الأوليمبوس (بلاد الآلهة) ولآذان زيوس ،لقد أدرك الإله الجبار أخيراً أنه إذا لم يفعل شيئاً بشأن غضب زوجته”ديميتر” فإن البشرية كلها ستختفي وذلك سيؤدي لهلاك الآلهة كذلك بسبب عدم وجود بشر يعبدونهم و يقدمون لهم القرابين وهكذا حاول إيجاد حل آخر يقوم بتهدئة “ديميتر” و يقوم بإسعاد “هاديس” فى نفس الوقت، ووعد زيوس “ديميتر” باستعادة “برسفونيه” لها إذا تم إثبات أن “برسفونيه” تم إيقائها مع “هاديس” ضد إرادتها، خلاف ذلك “بيرسفونيه” سوف تبقى مع زوجها.
بيرسيفونه في العالم السفلي
علم “هاديس” الماكر عن هذا الاتفاق و قرر خداع عروسه المترددة التي كانت تبكي طوال النهار والليل من اليأس واقنعها بتناول بعض البذور من فاكهة الرمان حيث أن فاكهة الرمان كانت طعام العالم السفلي ،وفي كل مرة كان شخص ما يأكل بعض البذور من هذا بعد فترة من الوقت يشتاق لحياته فى العالم السفلي عندما يغيب عنها لفترة، وعندما حدث التجمع أمام “زيوس” وتم سؤال “بيرسيفونيه” عن المكان الذي ترغب في العيش فيه،أجابت بأنها تريد العيش مع زوجها فى العالم السفلي وعندما سمعت “ديميتر” ذلك غضبت كثيرًا واتهمت “هاديس” أنه قام بخداع ابنتها بطريقة ما ولكنها لم تستطع اثبات ذلك، كان هناك قتال رهيب بعد هذا وهددت “ديميتر” بجعل الأرض بأكملها غير خصبة وغير صالحة للزراعة مما سيؤدي أن جميع سكان الأرض سيموتون موتًا محققًا، ثم تم التوصل إلى اتفاق حيث قرر “زيوس” أنه سيسمح لـ”بيرسيفونيه” بمغادرة العالم السفلي وترك زوجها “هاديس)” لنصف العام والبقاء مع والدتها النصف المتبقي منه، هذا الحل لم يسعد “هاديس” و لا “برسفونيه” ولكن لم يبق أي خيار سوى قبوله، هذا القرار هو التفسير لتغيير الفصول حيث عندما تصبح الأرض قاحلة وباردة فهذا معناه أن “بيرسيفونيه” مع “هاديس” فى العالم السفلي.
وبهذا أصبحت الجميلة “برسفونة” الزوجة الشرعية من ل”هاديس” و ملكة للعالم السفلي وخلال الأشهر الستة التي قضتها “بيرسيفونيه” في العالم السفلي كانت والدتها حزينة وليست في مزاج للتعامل مع الحصاد وهكذا كانت تترك الأرض لتبور ووفقًا لليونانيين القدماء كانت هذه هي أشهر الخريف والشتاء عندما لا تكون الأرض خصبة ولا تنتج المحاصيل وكلما ذهبت “بيرسفونيه” إلى الأوليمبوس للعيش مع والدتها تكون “ديميتر” متألقة من السعادة وتصبح الأرض خصبة ومثمرة مرة أخرى كانت هذه هي أشهر الربيع والصيف، لذلك تم إنشاء هذه الأسطورة لتفسير تغير الفصول والدورة الأبدية لموت الطبيعة وإعادة ميلادها.
الاحتفال بأسطورة بيرسيفونه
كان “Thesmophoria” مهرجانًا دينيًا مخصصًا لـ “ديميتر” إلهة الحصاد والخصوبة وابنتها “بيرسيفونيه” وقد تم الاحتفال به في وقت مبكر من القرن الحادي عشر حتى قبل الهجرة الأيونية إلى اليونان.
وكان مهرجان الخصوبة لضمان الأراضي الخصبة والحصاد الجيد وقد كان يقام المهرجان الذي كان يستغرق ثلاثة أيام في الشهر اليوناني (بينيبازيون) وهو الشهر الموافق لشهر أكتوبر ولا يُسمح بالمشاركة إلا للنساء المتزوجات من المواطنين، قبل تسعة أيام من بدء “Thesmophoria” تبدأ النساء الاستعدادات لذلك وفى هذه الأيام التسعة يقمن بالامتناع عن الجماع ويقمن بالنوم وحدهن ويتناولن الثوم للحفاظ على الرجال بعيدًا عنهن كما يشربم مستخلصاً من نبات “ليغوس” الذي يسرع بنزول حيضهن، وخلال ذلك المهرجان كانت النساء تذهب للعيش في أكواخ خارج المدينة.
خلال اليوم الأول من المهرجان، الذي كان يسمى “أنودوس” وهذا يعني الشروق كانوا يدفنون جثث الخنازير في حفرة كبيرة في الأرض، ومن هذه الحفرة كانوا يقومون بإخراج الذبائح التي دفنوها في العام السابق.
اليوم الثاني كان يسمى “نستيا” والذى يعني الصيام ،في ذلك اليوم صامت النساء واكتفين بأكل بذور الرمان و كن يخلطن لحم الخنزير الفاسد مع البذور ثم يقمن بوضعها على مذبح كبير، كما أنهن لم يتحدثن معظم اليوم وعند غروب الشمس يتم كسر الصيام والصمت مع كعك الطقوس في أشكال الأعضاء التناسلية الأنثوية.
اليوم الثالث كان يسمى”Kalligeneia” وهو ما يعني الولادة العادلة مما يعكس خصوبة المرأة، في هذا اليوم غنت النساء الأغاني الطقوسية وكانت تصعد النساء الأكبر سناً إلى المذبح لأخذ اللحم والبذور المختلطة ثم تدفن كل امرأة جزءاً منه في الحقول.[2]