كيف تصبح صديق ” مثالي ؟ “
تعريف الصداقة
هناك العديد من التعريفات الأكاديمية والعلمية للصداقة، ولكن يبقى المفهوم الحقيقي للصداقة كامن في معناها لأنها معنى أكثر من إنها كلمه أو مفهوم، فكل فرد يمكنه تعريف الصداقة من منظوره الخاص ومن خلاصة تجاربه وصداقاته.
ومن المنظور الديني للصداقة، فنجدها من أهم الأمور التي ذكرت في السنة النبوية المباركة، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يهتم بالصداقة والتوعية عن أهميتها وكيفية اختيار الصديق والرفاق، فيقول صلى الله عليه وسلم”من لا صديق له، لا ذخر له” كما يقول الحبيب المصطفى في
معايير اختيار الصديق
” من غضب منك ثلاث مرات فلم يقل فيك شراً، فاتخذه لنفسك صديق”.
وتعرف الصداقة من منظور علم النفس بأنها عطف يتبادله الأفراد، ويتمنى كل طرف للأخر الخير والسعادة، والصديق هو من يعيش مع صديقه كل أحواله، ويتحد معه في الذوق والرأي وتسره مسرات صديقه وتحزنه أحزانه، ويتخلص التعريف بأن الصداقة لها مقومات أساسية، وهي المعاشرة والتشابه في الذوق والرأي والمشاركه الوجدانيه[1].
كيف أكون صديق مثالي
المثالية لا تعني أن يكون الشخص كالتمثال، فالجميع بشر يمكن أن يخطأ ويصيب، ولكن المثالية في الصداقة تعني أن يكون الشخص جيد بالنسبه لصديقه، وجوده مفيد ومميز في حياته، يعرف
حقوق الصديق
، ومتطلبات العلاقة التي تجعله
الصديق الوفي
الصدوق الذي يحتذى به.
ولكي يكون الشخص صديق مثالي، يجب أن يتوافر فيه
صفات الصديق الصالح
، والتي تتمثل في[2][5]:
-
الصدق مع الرفاق
الصدق هو قيمة كبيرة لكل فرد، وواجب على النفس أن تكون صادقة لكي يكون الشخص حقيقي، فالكاذبون لا يأذوا رفاقهم وذويهم فقط، بل يأذي الكاذب نفسه اولاً، فيحتقر من داخله ثم من العامة، ولكي يكون الفرد صديق مثالي وسوي، فأول ما يجب عليه فعله أن يكون صادق مع أصدقائه.
فإن كلمة الصداقة كبيرة لا يمكن تحمل مسؤوليتها سوى الصادقين، كما أن صراحة الأصدقاء يمكنها دوماً أن تجعلهم أفضل، وتجعلهم يتقبلوا عيوبهم ويعالجوها، فلا خير في صديق يجامل صديقه دون أن يخبره بالحقيقة، ويجعله أفضل، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم”الصديق الصدوق من نصحك في عيبك، وحفظك في غيبك، وآثرك على نفسه”.
-
دعم الأصدقاء
كل شخص في الحياة يحتاج للدعم ولو لفترة في حياته، وخير داعمين للشخص هم رفاقه، الذين يشيروا له على نقاط قوته، ويخبروه بأنه قادر على فعل المستحيل وتخطي الصعاب، كما يخبروه بأنه قادر على أن يجتاز تلك المرحلة ويصل إلى هدفه، والدعم لا يتوقف عن الدعم النفسي أو المعنى الذي يشتمل على الكلمات، فالمساعدة في كل الأمور التي يحتاج فيها الرفيق ذلك، واجب من
حقوق الأصدقاء
على رفاقهم.
يقول الإمام الحسن بن على رضى الله عنهما” اصحب من إذا صاحبته زانك، ومن خدمته صانك، ومن أردت منه العون أعانك، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت شد صولك، وإن ممدت له يدك بفضل مدها، وإن بدت عنك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه إبتداك”
-
الولاء وعدم التقلب
لا خير في صديق لا يدوب أبداً، ويتقلب وفقاً للمواقف والمصالح، فالصديق الحقيقي لا يمكن أن يستغنى عن صديقه مهما حدث، وهذا الفرق بين الصداقة الحقيقية و
الصداقة المزيفة
، كما أن الصديق الحقيقي يقف بجاتنب صديقه، إلى أن تمر المحن، وينجلى الظلم، ويدافع عنه أمام الجميع، وهذا حق الصداقة، فدائماً ما يقولوا لنا الأجداد
الصديق وقت الضيق
، وتلك الكلمات رغم بساطتها، إلا إنها حقيقية ومناسبة لكل الازمان، فلا خير في صديق يتخلى عن رفيقه وقت ضيقه أو حاجته.
ما السلوك الذي يجعلني صديق جيد
هناك مجموعة من السلوكيات التي يسلكها الصديق الحقيقي، ويجب أن يتبعها ولا يخزل من وثقوا فيه ومن أجمل الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصديق[3][4]:
-
أن تكون جدير بالثقة
الصديق الحقيقي هو من يمكنه أن يحفظ سر أصدقائه، ولا يفشي عيوبهم ولا يتحدث عنهم إلا بالخير، حتى وإت حدث بينهم خصومة وهذا وارد بين كل الأشخاص والرفاق، فلا خير في صديق يتحدث عن صديقه بالسوء ويتحدث عن أسراره ويهتك حرمته ويتخطى حدوده في العلاقة الغنسانية الراقية، التي من مقوماتها الأساسية النبل والإخلاص والصدق والثقة والشعور بالامان والراحة.
وعلى جانب أخر فالثقة لا تعني أن يحفظ الشخص سر صديقه ولا يتحدث عنه بالسوء، بل يجب أن لا يخيب ثقته فيه، فلا يخونه ولا يكون شخص سيء ويصدم صديقه فيه، فكن صادق وكن أمين ورحيم وودود، فكلنا زادت محاسن الفرد زاد حب رفاقه والعامة له، وشعر الجميع بالراحة والأمان في علاقاتهم به.
-
الاحترام المتبادل
من أهم مقومات العلاقات الناجحة في حياة المرء، الاحترام فإن تخلى المرء عن حياءه فلم يتمسك به أحد، فلا يجوز على أي جانب سواء الديني أو الأخلاقي او الإنساني او الاجتماعي التخلي عن الاحترام بين الأفراد، إذ يجب أن يحترم المرء صديقه، ويحترمه لا تعني فقط أن لا يلفظ به السوء، بل يعني أن يحترم حرمته، وقراراته، وطبائعه، ودينه وعائلته.
كما أن الاحترام يشمل أن يسمع الصديق مشكلات صديقه حتى البسيط منها، دون كلل أو ملل، والأهم من ذلك دون سخرية أو تقليل من شان مشكلات صديقه لأن ذلك يضعف العلاقة ويبدد الصداقة.
ما السلوك الذي ارغب في تعديله لاكون صديقا افضل
يجب أن يرغب المرء دوماً في أن يكون أفضل، ويتجه نحو تعديل السلوك الخاص به، لكي يصل إلى أعلى
درجات الصداقة
، فالناس يعزفوا عن الشخص السيء، ويرغبوا في الشخص الخلوق الودود الكريم الطيب.
فدائماً ما تدل
مسميات الصداقة
عن ما يجب أن يكون الشخص عليه، فيجب أن يكون الشخص جليس جيد، ورفيق محب، وخليل صادق الود خلوق، ومن الاشياء التي يجب على المرء تغيريها:
-
السخرية من الآخرين
ليس من مكارم الأخلاق أن يسخر الشخص ممن حوله، وقد يظن الناس أن هذا الامر يجعله محبوب ومرغوب، ولكن على العكس تماماً، فالناس لا تأمن من يسخر من غيرهم أو منهم ولا يحبوا مجالسته، لو كانوا أسوياء، لذا يجب العزوف تماماً عن هذه الصفة الزميمة التي نص الدين الإسلامي في القرآن والسنة على الأبتعاد عنها ونهى نهي قاطع عن ممارستها.
-
التعالي والتكبر
الشخص المتكبر لا يحبه الناس ولا يحبه الله عز وجل، فالله لا يحب المتفاخرين ولا المتعاليين ولا المتباهين بنسبهم ومالهم، فالتواضع من مكارم الأخلاص، فلا يجوز للشخص أن يتعالى على رفاقه أو أصدقائه حتى وإن كان لديه ما لا يملكوه، فهناك
شخصيات لا تصلح للصداقة
أولهم المتعالي.
-
البعد عن النفاق
يجب أن يبتعد الشخص عن نفاق رفاقه ومن حوله، لأن النفاق ليست ميزة ولا مجاملة ولا رقة قلب، فأسوأ
أنواع الأصدقاء
المنافقين، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال” آيات المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر”. صدق الرسول الكريم، لذا فيجب على الشخص أن يبتعد عن النفاق، ولا يكذب ولا يخون ولا يفجر في الخصام أبداً.