ما هي ” الفتن ؟ ” التي تكثر اخر الزمان
ما هي
“
الفتن؟
”
التي تكثر في آخر الزمان
تكثر الفتن في آخر الزمان وتتعدد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأهم ثلاث فتن حدثنا عنهم الرسول ، هم :
- فتنة الأحلاس .
- فتنة السراء .
- فتنة الدهيماء .
وتناولت
احاديث حذيفة بن اليمان عن الفتن
عدد من الفتن التي ستحدث في أخر الزمان، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، لن تقوم الساعة حتى يسبق يومها ثلاث فتن ، وفي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : ” كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني ، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل : انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى قسطنطين أي قسمين- فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ؛ فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من عدة .[1]
معاني مفردات الحديث وتفسيره
-
الأحلاس
:
الأحلاس وهو الكساء الذي يعلو ظهر البعير ، ويوضع تحت الرحل الخشبي، ومفرده حلس ، ويعتبر كساء ملازم للبعير دائماً ، ويقصد هنا الأحلاس أنه فتن ملازمة للناس وشبهت بالحلس لسواد لونه ، وتوحي بظلام الفتن وعدم مفارقتها للبشر . -
هرب
:
وتعني الفر بأن يفر ويهرب الناس من بعضهم ، وذلك لكثرة العداوة والحرب بينهم . -
حرب
:
يقصد بها سرقة مال الشخص ، وأهله وتركه دون أي شيء . -
فتنة السراء
:
وهي النعمة التي تجعل الناس في سرور من كثرة الصحة والعافية والغناء ، فيفرح الناس بتلك النعمة ، ويتمادوا في المعاصي . -
دخنها
:
تم تشبيه الفتن بالدخان ، حيث أنها تظهر وتثير مثل الدخان الذي يصعد من النار كلما القى بها حطب فتكاثر دخانها . -
من تحت قدمي رجل من أهل بيتي
:
ويقصد بالحديث من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويعد تنبيه على كونه يسعى في آثارها ، أو يملك أمرها . -
وليس مني
:
ويقصد بها أن هذا الشخص ليس من أخلائي وذلك لأنه يثير الفتن ، كما لنوح عليه السلام في قول الله تعالى ” أن ابني من أهلي ” فقال الله عز وجل ” إنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح “. -
ثم يصطلح الناس على رجل
:
يقصد بها أن الناس تجتمع على بيعة رجل . -
كورك
:
وهو ما فوق الفخذ . -
على ضلع
:
وهو مفرد ضلوع وأضلع وهو عظم الصدر ، ويقصد بها أن علاقة الناس بهذا الرجل لا تهدأ ولا تستقر ، وجاءت كلمة ضلع لتنم عن الضعف والصغر ، وتظهر ما اتفق عليه الناس، كونه ملك ضعيف ليس على خلق قليل العلم ، وذلك بعد اختلافهم . -
فتنة الدهيماء
:
وهي يقصد بها فتنة سوداء يصحبها طاعة عمياء غير مبررة . -
إلا لطمته لطمة
:
وتوحي بإصابة الفتنة لجميع الناس دون ترك أحد ، واللطم هو الصفع على الوجه ، وتصيب تلك الفتنة الأشخاص بمنحه لطامة . -
فإذا قيل انقضت
:
إذ اعتقد البعض أن الفتنة قد أزالت . -
تمادت
:
ويقصد بها زادت وامتدت . -
يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسى كافراً
: يكون الرجل فيها محافظاً على دينه ، ويحافظ على عرض ، ومال أخيه ومع ذلك يسمى كافراً ، ويستحل لنفسه الحرمات . -
إلى فسطاطين
: فريقين وقيل أن يرمز إلى مدينتين الفسطاط . -
فسطاط إيمان لا نفاق فيه
: يقصد به إيمان وتقوى خالصة . -
فسطاط نفاق لا إيمان فيه
: تدل على الكذب والنقص والخيانة . -
فانتظروا الدجال
: يقصد بها خروج المسيح الدجال .
هل نحن بأخر الزمان
“اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً” ، يقول الله تعالى أنه قد أتم الدين ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث بلغ للناس الدين كاملاً فقد أنهى عن كل ضرر ووصى بكل النفع .
وقد أبلغ الله الرسول بما يحدث في المستقبل ، وبعض فتن آخر الزمان حتى يعلم المؤمنين كيف ينتفعون وكيف يتلاشون الضرر قبل حدوثه ، وظهر ذلك في أحاديث ثابتة بشروا بها الرسول صلى الله عليه وسلم .وربما تكون في آخر الزمان طبقاً لحديث وقول الرسول “بعثت أنا والساعة كهاتين” رواه مسلم ، ولكن الله يعلم موعدها وحده ولم يعلم أحد سر الساعة غير الله ، وعن ما يقوله الناس عن حدوث الساعة ، وتحديد وقت لها ، ويضعون معايير لقرب حدوثها لا يجوز لأنه بدون علم مثبت ، قال الله تعالى “يسألونك عن الساعة ايان مرساها* فيم أنت من ذكراها* إلى ربك منتهاها* إنما أنت منذر من يخشاها” .
يسبق الساعة علامات كبرى وعلامات صغرى حيث وقعت العلامات الصغرى ، ولكن العلامات الكبرى لم تحدث بعد حيث قيل إذا بدأت واحدة جاءت التي تليها ، ولكن الشخص المؤمن يضع الآخرة أمام عيناه ويعمل لها دوماً ، ويعمل لحياته كأنما يعيش أبد الدهر دون معصية .[2]
قول السيدة عائشة رضي الله عنها عن الفتن
عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه”، فقلت : يا نبي الله وكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت ، فقال: “ليس أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه” .
وتعد الفتن في الدنيا أقسام، فتنة الشبهات في الدين والعقائد ، وفتنة الشهوات ، وتكون فتنة في السلوك والشهوات ، كما قال الله تعالى : ” فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم ، كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ، وخضتم كالذي خاضوا “.
وتأتي الفتن في الأولاد و المال وفتنة العلم والملك ، والنجاة من كل هذه الفتن يكون بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ، وتصبح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن بمثابة تثبيت المؤمن على الطريق الصحيح ويحميه تقلقل قلبه ، وقد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالتمسك بالعبادة والإكثار من الاستغفار ، وذلك عند الشعور بحدوث فتنة، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ” العبادة في الهرج كهجرة إليّ” صحيح مسلم ، كما قال النووي : ” وسبب كثرة فضل العبادة أن الناس يغفلون عنها ، ويشتغلون عنها ، ولا يتفرغ لها إلا أفراد “.[3]