اهم ما ورد في ” خطبة الوداع ” وتحليلها
ماذا تعرف عن خطبة الوداع
بعد ان بارك الله لرسول صلى الله عليه و سلم ، وأسس الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية ، و انضم الكثير من الناس الى الإسلام ، و ايضا انتشرت الدعوة في ارجاء الجزيرة العربية ، خطب الرسول صلى الله عليه و سلم خطبة الوداع ، لكي يشرح للمسلمين الأحكام الشرعية الإسلامية ، بالعودة الى المؤرخين و علماء الدين فان الرسول صلى الله عليه و سلم .
لم يكون له سوا خطبة واحدة و هي خطبة الوداع ، و اعلن الرسول صلى الله عليه و سلم في الخامس من شهر ذي القعدة في السنة العاشرة للهجرة ، عن موعد حجه في مكة المكرمة ، و خرج مع الرسول صلى الله عليه و سلم تقريبا ١٠٠٠ شخص مسلم من بينهم رجال و نساء .
و بدء الحج بقول الرسول صلى الله عليه و سلم قال لبيك اللهم لبيك لثلاث مرات متتالية و خطب الرسول بالمسلمين ثلاث خطب في خطبة الوداع ، و هي حجة التي لم يحج غيرها ، و كانت الخطبة الأولى في يوم عرفات على جبل عرفات ، و الخطبة الثانية صادفت في يوم النحر العاشر من ذي الحجة في منى ، و الخطبة الثالثة و الأخيرة كانت في منتصف ايام التشريق في منى ايضا .
نص خطبة الوداع الأولى في عرفات
كان يصادف يوم جمعة و يوم ، التقى الرسول صلى الله عليه و سلم بمجاميع كبيرة لم يرى مثلها من قبل ، و كانوا جميعهم من المسلمين من بينهم رجال و نساء و اطفال و كبار بالسن ، و قال الرسول صلى الله عليه و سلم ؛
نص خطبة الوداع
؛ (إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا، ألا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ، ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ، وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ مِن دمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ -كان مُسترضَعًا في بني ليثٍ فقتَلتْه هُذيلٌ-، فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ؛ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ، ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تكرَهونَه؛ فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ، وقد ترَكْتُ فيكم ما لَنْ تضِلُّوا بعدَه إنِ اعتصَمْتُم به: كتابَ اللهِ، وأنتم تُسأَلونَ عنِّي فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهَدُ أنْ قد بلَّغْتَ فأدَّيْتَ ونصَحْتَ؛ فقال بإصبَعِه السَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ وينكُتُها إلى النَّاسِ: اللَّهمَّ اشهَدْ -ثلاثَ مرَّاتٍ ) .
الخطبة الثانية في يوم النحر
في الخطبة الثانية التي حصلت في يوم النحر ، كانت خطبة مهمة جدا ، و تعددت الأقاويل و الروايات حولها و من هذه الروايات ؛
رواية ابي امامة الباهلي رضي الله عنه ، قد قال في يوم الثاني من خطبة الوداع سمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ؛ ( اتقوا اللهَ ربكُم، وصلّوا خمسكُم، وصُومُوا شهركُم، وأدّوا زكاةَ أموالكُم، وأطيعُوا ذا أمركُم، تدخُلوا جنةَ ربكُم).
و عن عمرو بن الأحواض رضي الله عنه قال ، قد سمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول في خطبة الوداع الثانية ، التالي ؛ (أيُّ يومٍ هذا؟ قالوا: يومُ الحجِّ الأَكبَرِ، قالَ: فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم بينَكم حرامٌ كحُرمةِ يومِكم هذا في بلدِكم هذا، أَلا لا يَجني جانٍ إلَّا على نفسِهِ، وألا لا يجني جانٍ على ولدِهِ ولا مولودٌ على والدِهِ، ألا وإنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يُعبَدَ في بلادِكم هذَه أبداً، ولَكن ستكونُ لهُ طاعةٌ فيما تحتقِرونَ من أعمالِكم فسيَرضى بِه ).
و عن الصحابي نفيع بن الحارث الثقفي ر ضي الله عنه ، قال ان الرسول صلى الله و سلم قال ؛ (إنَّ دماءكُم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحرمةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، وستلقونَ ربَّكم فيسألُكم عن أعمالِكم، ألاَ فلاَ ترجِعوا بعدي ضُلَّالاً، يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، ألاَ ليبلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ، فلعلَّ بعضَ من يبلغُهُ أن يكونَ أوعى لهُ من بعضِ من سمِعَهُ) .
الخطبة الثالثة في ايام التشريق
حدثت هذه الخطبة في منتصف ايام التشريق ، في منى و الذي كان يشتهر ايضا بيوم الرؤوس ، يعود السبب وراء تسمية هذا اليوم بهذا الأسم ، هو ان الحجاج كانوا يأكلون رؤس الأضاحي في هذا اليوم ، و الخطبة الثالثة في هذا اليوم كانت عظيمة جدا ، فقد تكلم الرسول صلى الله عليه و سلم عن حرمة قتل الناس و نهب الأموال .
و خدش الاعراض ، و شبه حرمة هذه الايام بحرمة البلد الحرام و الاشهر الحرام ، و كان الرسول يكرر هذا الموضوع كثير لشدة عظمة و أهميته هذه الامور ، و تكلم الرسول صلى الله عليه و سلم عن التوجيهات و التعاليم الاسلامية لمن لم يحظر الخطب الاثنان السابقة .
تحليل اهم ما ورد في خطبة الوداع
لماذا سميت حجة الوداع بهذا الاسم
؟ ودع الرسول صلى الله عليه و سلم الناس و تكلم عن الامور التي تنفع المسلمين في الدنيا و الأخرة ، و كذلك عن ثواب مساعدة الفقراء و المساكين ، و اكد الرسول صلى الله عليه و سلم في هذة الخطبة على عدة نقاط أهمها ؛
اولا ؛ اكد الرسول صلى الله عليه و سلم على ضمان حقوق النساء في الدين الاسلامي ، و الوصية بهم ، و اعطائهم الواجبات و حقوقهم المطلوبة ، و كشف الرسول صلى الله عليه و سلم عن منهج التعامل مع الناشز منهم . في ما يلي تحليل
اهم ما احتوت عليه خطبة الوداع
؛
ثانيا ؛ ترك الربا لان كان منتشر بشكل واسع في زمن الجاهلية ، و اكد على عقوبات الذي يستخدم الربا ، و اعطى مثال لذلك عمه العباس فقد كان رابي الى ان تاب الى الله سبحانه و تعالى ، والدليل على ذلك صدق الله العظيم على لسان النبي هود عليه السلام بقوله (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ).
ثالثا ؛ تحريم المسلمين على قتل الناس و اخذ الثارات فلا قصاص و لا دية ولا كفارة فيها ، وكذلك عن اخذ اموال المسلمين ، و قال الرسول صلى الله عليه و سلم ان حرمة ذلك مثلها مثل حركة الاشهر الحرام ، و الايام المباركة مثلا يوم عرفة ، و البلد الحرام ، لان كان الجاهلية العرب في الزمن القديم لا ينهبون و لا يقتلون في الاشهر الحرام ، و لا في بلاد الحرام .
رابعا ؛ الوصية التي تحتوي على مجموعة الحق ، بالرجوع الى كتاب الله سبحانه و تعالى ، و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم ، عندما امتثل لامر الله سبحانه و تعالى و قال ؛ ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) و كذلك قول الله سبحانه و تعالى في كتابة الكريم ؛ ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ).[1]