ما أكثر ؟ ” الأسباب التي تؤدي إلى الخصومة بين الناس
أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الخصومة بين الناس
-
سوء الظّن
إن بعض الظّن إثمٌ، وسوء الظن خطأ كبير يقع به الإنسان، فقد يعتقد الشخص بأخيه أو أحد أصدقائه سوءً، بينما في الحقيقة هذا الأمر ليس فيه، ولم يأتِ به، وبالتالي فيجب التيقن جيدًا من الحقيقة قبل الحكم على الناس.
-
التّعامل بطريقة متعالية مع النّاس
فهذه من التصرفات المشينة التي نهانا الله عن فعلها في قوله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحًا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا) وأيضًا في قوله عز وجل ( ولا تصعر خدك للناس) فالكبر من الأمور التي تزكي الكراهية بين الناس، وتجعلهم يشعرون بالبغضاء تجاه الشخص الذي يتعالى عليهم، والشخص المغرور لا ير إلا ذاته، وحتى لو كان هناك أحد أفضل منه فإنه لا يقر بذلك، وينظر للشخص الذي هو دونه باستعلاء مما يجعله مذمومًا لدى الخلق أجمعين
-
حُبّ النّفس
والإنسان يجب أن يحب نفسه حتى يستطيع أن يحب غيره، لكن ما نقصده هنا بحب النفس هو الأنانية، بمعنى أن يهتم الشخص بنفسه دون غيره، وألا يهتم سوى لمصالحه الخاصة، حتى لو أدى ذلك إلى إيذاء الآخرين لصالحه مما يزكي الكراهية بين الناس.
-
الغيبة
والنّميمة
الغيبة والنميمة تؤديان بقائلهما إلى المهالك، وقد نهى الله تعالى عن الغيبة في قوله سبحانه ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه ) وقد قال الرسول صلوات الله وسلامه قال (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال: ((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنَّهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، ثُمَّ قال: بلى، أمَّا أحدهما: فكان يسعى بالنَّمِيمَة، وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله، قال: ثُمَّ أخذ عودًا رطبًا، فكسره باثنتين، ثُمَّ غرز كل واحد منهما على قبر، ثُمَّ قال: لعله يُخفف عنهما مالم ييبسا)
وقد قال الإمام الغزالي رحمه الله (اعلم أن الذكر باللسان إنما حرم؛ لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه فالتعريض به كالتصريح والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام) ولو علم الشخص بما قاله عنه أخاه في غيبته لكره لقائه وما عاد بينهما ود.
-
السخرية من الآخرين
وهي من أكثر ما يزكي الكراهية والحقد بين الناس، فإن اسوأ شيء بالنسبة للإنسان أن يسمع من يسخر منه ويقلل من شأنه أمام الآخرين، وقد نهانا الله عز وجل عنها بنص قرآني في سورة الحجرات، فقد قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فنهى الله عن الطعن في الآخرين والاستهزاء بهم بكل أشكاله، ومنها مناداة الشخص بلقب يكرهه، لأن أيضًا من الأشياء التي تغذى الحقد، وتوغر صدور الناس ضد بعضهم.
-
الوقيعة ونقل الكلام
فإن نقل الكلام بين الناس بنية الإفساد يجعل الناس يتباغضون ويتشاحنون ويقاطعون بعضهم، وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم «ألا أخبركم بخياركم» قالوا بلى، قال «الذين إذا رؤوا ذكر الله، أفلا أخبركم بشراركم؟»، قالوا: بلى. قال: (لمشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت)
-
سوء الخلق
وهو معاملة الناس بغلظة وسبهم، وعدم مسامحتهم وقسوة القلب وهو أحد المنابع الرّئيسية للخصومة؛ إذ أن سوء الخُلُق يحمل بين طياته الكثير من الخصال السّيّئة التي تجعل الشخص مكروهًا من خلق الله، وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حسن الخلق في أحاديث كثيرة، نذكر منها عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج)) والحديث رواه الترمذي.
الدين الإسلامي يرفض الخصومة بين الناس
فالفجر في الخصام شرٌّ للمتخاصمين؛ لأنه يوسع مسافة الخلف بينهم، ويزيد من اشتعال نار الكراهية في قلوبهم، وقد ذكر فيما رواه البخاري عن عائشة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ” ويقصد بالأَلَدُّ الشخص الشديد التعَسَفِ في خصامه، وقد ورد أن
أنواع الخصام
اثنان:
- خصام شرعي
- خصام غير شرعي
فالخصام الشرعي أقل من ثلاث ليالي، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، ولكن قد تتجاوز مدة الهجر ثلاث ليالٍ لغرض شرعي، وذلك مثلما هجر الرسول الثلاثة المتخلفين عن غزوة تبوك، فإن كان للهجر تأثير ايجابي فإنه يغدو محمودًا، مثل قريب لك يعصي الله، وتعلم أنك لو هجرته فسيتوقف عن معصيته فممكن أن تهجره عندها، ولو كان الهجر سيزيد من عصيانه وعناده فلا داعي لأن تهجره.
ومن آداب الدين الإسلامي للحد من الخصومة بين الناس، ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى، وَإِذَا قَضَى”، وورُوِيَ عن ابن عباس أن رسول الله- صلَّى الله عليه وسلم- قال: “كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ لا يَزَالَ مُخَاصِمًا”.
وروى أن يهوديًّا كان له دَيْنٌ عند رسول الله؛ فجاء يتقاضاه، وجذب ثوب الرسول عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وقال: “إنَّكُم يا بَنِي عبدِ المُطِّلِبِ قَومٌ مُطْلٌ!؛ فَانْتَهَرَ عُمَرُ هَذَا اليَهُودِيَّ، وَأَغْلَظَ لَهُ فِي الْقَولِ؛ فَابْتَسَمَ رَسُولُ اللهِ، وَقَالَ لِعُمَرَ: “أَنَا وَهُوَ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ يَا عُمَرُ، تَأْمُرُنِي بِحُسْنِ القَضَاءِ، وَتَأْمُرُهُ بِحُسْنِ التَّقَاضِي”، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث. وأمر عمر أن يقضيه حقه، ويزيده عشرين صاعًا لما روَّعَه؛ فقال اليهوديُّ: أشهدُ أنكَ رسولُ اللهِ!. [1]
أقوال عن المحبة بين الناس ونبذ الخصومة
- ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد المودة، والعداء بعد الإخاء!
- خير الإخوان من إذا استغنيت عنه لم يزدك في المودة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها.
- تحتاج القرابة إلى مودة، ولا تحتاج المودة إلى قرابة.
- اعلموا أن من نعم الله المودة والمحبة بين الناس.
- رفيق درب أنيس خير من رفقة جماعة.
- عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيراً كثيراً قد لا تراه العيون أول وهلة.
- إننا بالغريزة نحب ذلك الشخص الذي يعرف ما يريده، ويتصرف كما لو كان يتوقع الحصول عليه، فالناس لا تحب المترددين والفاشلين.
- لا شيء يخلصنا من المصائب كالخير الذي نفعله.
- أن تحسن الظن فتندم، خير من أن تسيء الظن فتندم.
- الحل لتهزم من يكرهك ويحاول أن يؤذيك، هو أن لاتبادله نفس الشعور، المحبة دائما هي الأقوى.
- أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وعفا عن قدرة، وأنصف عن قوة.
- إذا تبقى بينك وبين الناس شعرة فلا تقطعها.
- إذا لم يكن لديك شيء تعطيه للآخرين، فتصدق بالكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، وخالق الناس بخلق حسن.