ما هي متلازمة كلاين ليڤين

التعريف بمتلازمة كلاين ليڤين

متلازمة كلاين ليڤين (

Kleine-Levin Syndrome)

أو متلازمة فرط النعاس الدوري، وتعرف أيضًا بمتلازمة الجمال النائم، وهي اضطراب عصبي نادر يصيب الجهاز العصبي، ويتميز بدخول المصاب في فترات متكررة من النوم الطويل، وتغير السلوك، وفرط الشهية وتناول كميات كبيرة من الأكل، وحدوث تغيرات في السلوك، ونقص في الإدراك بالعالم المحيط خلال فترة الأعراض.

يعاني المصاب بهذه المتلازمة من فترات النوم المتواصل التي قد تصل لأكثر من يوم وليلة، ويستيقظ المصاب فقط لتناول الطعام بشكلٍ مفرط ويستيقظ للذهاب للحمام، ويعاني المصاب أيضًا من التشتت، وانعدام الطاقة تمامًا، واللامبالاة وعدم وجود العاطفة، ولا يستطيعون ممارسة حياتهم اليومية بشكلٍ طبيعي، فلا يستطيع المصاب الذهاب للعمل أو المدرسة، أو حتى رعاية أنفسهم، وحتى عندما يستيقظ المصاب يبقى طريح الفراش في حالة خمول وتعب وصمت، ولقد قال معظم المرضى عن أن كل شيءٍ من حولهم خارج حدود تركيزهم، وأنهم يكونون شديدو الحساسية من الضجيج وأي مصدرٍ للضوء.

يحدث هذا المرض في الأغلب لدى المراهقين، ولكن من الممكن أن يصاب به الأطفال أو البالغين وتظهر لديهم نفس الأعراض، وقد تختلف حدتها من شخصٍ لآخر، وتؤثر متلازمة كلاين ليڤين على الذكور المراهقين بشكلٍ كبير، وعند الإناث تحدث في الفئات العمرية الأكبر سنًا، وقد يكون المصابين بهذه المتلازمة طبيعيين تمامًا قبل ظهور الأعراض، والتي قد تستمر لعدة أيام أو أسابيع أو حتى شهور، لكنها تختفي بعد ذلك لفترة من الزمن، قد تكون تلك الفترة أيامًا أو أسابيعًا أو شهورًا أو حتى للعديد من السنوات وذلك دون أن يعاني المصاب من أي أعراض.

أعراض متلازمة كلاين ليڤين

يصاب المريض بأعراض المتلازمة حلال فترة المرض والتي قد تمتد لأسابيع كما ذكرنا، لكن بين الفترة والأخرى يكون المريض طبيعيًا ولا يظهر عليه أي أعراض وسلوكيات غير طبيعية، وتظهر هذه الأعراض في فترة الاستيقاظ من النوم المفرط عندما يكون المريض مصابًا، ويعاني المصاب خلال دورة المرض من الأعراض الأتية:

  • الفرط في الشعور بالنعاس وزيادة عدد ساعات النوم، حيث أن المصاب قد يذهب للنوم لمدة تزيد عن ال21 ساعة متواصلة، وقد يتخللها النهوض للذهاب للحمام، أو في بعض الحالات يستيقظ المريض لتناول الطعام، ولكن لا يستطيع القيام بأي نشاط غير ذلك مثل الذهاب للعمل أو ممارسة حياته اليومية.
  • الزيادة المفرطة في تناول الطعام، والشعور بالجوع والنهم دائمًا، ومن الممكن أن يقوم المصاب بتناول أطعمة لا يتناولها بالعادة، بل إنه حتى قد يكون يكرهها، ويحدث هذا العرض عند حوالي نصف المصابين وليس عند الجميع.
  • الإصابة بالإكتئاب، قد يظهر على المريض أعراض الإصابة بالإكتئاب، وقد تختلف حدته من شخصٍ لآخر، لكن هذا العرض يصيب في العادة النساء فقط دون الرجال.
  • فرط الرغبة الجنسية المتهتكة، أو السلوك الجنسي الفاضح، ويكون هذا العرض لدى الرجال فقط دون النساء، ونسبة ظهور هذا العرض ضئيلة جدًا.
  • في فترات اليقظة يظهر على المصاب بعض السلوكيات الغريبة، مثل الارتباك والتصرف كالأطفال، وغياب الشعور بالعواطف أو المشاعر، والخمول الشديد وتغير في السلوك، وفرط قلق، وحتى أن بعض المرضى يصبحون أكثر عدوانية، وقد يصاب المريض أيضًا بالهلاوس.
  • قبل الإصابة قد تظهر على المريض بعض الأعراض المرضية مثل الارتفاع في درجة الحرارة، والالتهاب في الجهاز التنفسي، وحدوث القيء المدمي، والإصابة بالتهاب الحنجرة وظهور أعراض الزكام، ثم تبدأ أعراض متلازمة كلاين ليڤين في الظهور من بعد ثلاثة إلى خمسة أيام.

أسباب متلازمة كلاين ليڤين

السبب المباشر وراء متلازمة كلاين ليڤين غير معروف حتى الآن، لكن تشير بعض الدراسات إلى أنه تلوث بيئي يصيب الجسد، لأن الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للدماغ وجميع الاختبارات العصبية والطبيعية الأخرى تشير إلى أن جسم المريض طبيعي، لكن ظهر في بعض التقارير باستخدام الأشعة المقطعية الفوتونية مؤخرًا أن المرضى أثناء النوبة يعانون من نقص في انسياب الدم في المنطقة المهادية، وتحت المهادية، والمنطقة الجبهية من الدماغ، وبعض الدراسات الأخرى أظهرت أن هناك بعض التغيرات التي تحدث في عمليات الأيض في عدة مناطق من الدماغ.

كل ما سبق لا يساعد على تحديد السبب المباشر وراء الإصابة بالمرض، لكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي دورًا في الإصابة به، أهمها:

  • وجود خلل في الجزء المسؤول عن عملية تنظيم النوم في الدماغ،وعن تنظيم درجة حرارة الجسم أو الشهية.
  • حدوث أي إصابة أو التعرض لأي عدوى في المنطقة الموجودة تحت المهاد.
  • وجود العامل الوراثي، فهذا المرض يكون وراثيًا في بعض الأحيان، وأحيانًا يحدث تغيرات جينية تسبب هذا المرض.
  • إصابة المريض ببعض الأمراض المناعية، مما يجعله عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.

علاج متلازمة كلاين ليڤين

لم يتم إثبات وجود أي علاج فعال بطريقة مباشرة لعلاج متلازمة كلاين ليفين، ولكن هناك بعض العقاقير الفعالة التي تم إثبات صحة تأثيرها على نسبة من المرضى في علاج بعض الاعراض وتحسينه ومن هذه الأدوية هي بعض الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب المزاج أو علاج مرضى الاكتئاب، وقد تساعد في تحسين بعض الأعراض المصاحبة للنوبة أو تساعد في تقليل مدة النوبة أو يمكن أن تمنع تكرار النوبة مستقبلًا.

ويعتبر أفضل هذه العقاقير هو دواء  الأمانتادين والذي أثبتت التجارب قوة تأثيره على 46% من المصابين فقط، ويساعد هذا الدواء في تقليل المدة الزمنية للنوبة، وأيضًا دواء الليثيوم والذي يساعد في تعديل المزاج المتقلب والحاد لدى 23% فقط من المرضى، ولكن لم يتم إثبات أن استخدام بعض الأدوية الأخرى كمضادات القلق يمتلك أي تأثير على حالة المرضى النفسية.

وقبل أن يبحث المصاب وعائلته عن العلاج الدوائي يجب أن يعلموا أن العلاج الأساسي والفعال يكمن في طمأنة أهل المريض أن المرض يحدث في دورات غير مستمرة، وأن دورة المرض هذه سوف تنتهي خلال بضع أيام، ويجب أن تحرص العائلة على الحفاظ على سلامة المريض أثناء مروره بالنوبة، ويكون ذلك عن طريق الحرص على بقائه داخل المنزل طوال تلك الفترة، وأن يتجنب التعرض للمواقف الخطرة مثل ذهابه بالقرب من حمام سباحة، أو الخروج من المنزل.

كما يجب على الطبيب القائم على الحالة أن يتواصل مع جهة دراسة أو عمل المصاب، وذلك لشرح الحالة المرضية التي يعاني منها المصاب، حتى تستطيع البيئة المحيطة التعامل مع الأمر دون أن يتعرض المريض لأي ضغط نفسي أو عصبي، كما يجب على الطبيب أن يطمئن المريض وعائلته بأن هذه الحالة غير مزمنة وأنها سوف تتحسن مع التقدم في العمر، لأنه مع مرور الوقت تقل عدد دورات ظهور الأعراض، وفي أغلب الأحيان تختفي الأعراض بعد 8-12 سنة من تاريخ ظهور المرض

.

لا يمكن لأي شخص التكهن بالإصابة بهذا المرض، بل يجب على الطبيب المختص القيام بذلك، لأن هناك بعض الحالات التي يصاب فيها الشخص بالنعاس المفرط أثناء النهار، ويرجع ذلك لعدة أسباب، بالتالي لا يمكن الخلط بين الأمرين، ومن أهم أسباب الشعور بالنعاس باختصار ما يلي:

  • أهم سبب لزيادة الشعور بالنعاس أثناء النهار هو عدم الحصول على عدد الساعات الكافية للنوم أثناء  فترة الليل، وهذا السبب يعتبر شائعاً جدًا لدى العديد من الناس، وهذا السبب يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله، بالتالي فإن العلاج يكمن في تعديل نمط الحياة، ووضع روتين صحي لحياتك كي تزول هذه المشكلة

    .
  • الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.

عند الإصابة بهذه المتلازمة فإن مجرى الهواء العلوي يُسد بشكلٍ متكرر أثناء فترة النوم بصورة كاملة أحيانًا أو بصورة جزئية، بالتالي يحدث للمريض انقطاع للتنفس أثناء النوم، وأحيانًا تحدث عملية التنفس بشكلٍ غيرِ فعال، وهذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث تقطع أثناء النوم، وهذا التقطع قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالنعاس أثناء النهار، ومن أهم أعراض المرض زيادة النعاس أثناء النهار أو الشعور الخمول والتعب، وأيضًا الشخير، أحيانًا توقف عملية التنفس أثناء النوم، والشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ جراء صعوبة عملية التنفس.[1]