اختراعات ” إيليا مكوي ” وأبرز انجازاته

هناك الكثير من الاختراعات التي غيرت تاريخ البشرية وعملت على تحسين أنماط الحياة بدرجة كبيرة بالرغم من أننا لا نعرف عنها شيء، ولا نعرف حتى أسماء من لهم الفضل في اختراعها، ومن بين المخترعين الذين لم يحصلوا على الشهرة أو الاعتراف اللائق بإنجازاته بعض المخترعين من الأمريكيين السود الذي قدموا

الاختراعات التي ساهمت في تقدم البشرية

، ومن بين هؤلاء كان المخترع الأمريكي  من أصل أفريقي” إيليجا مكوي” أو إيليا مكوي والذي حصل على ما يقرب من 60 براءة اختراع على مدار حياته.

كانت غالبية اختراعات مكوي تتعلق بأنظمة التزييت ، وقد طور أيضًا تصميمات لطاولة الكي ورشاش العشب ، وآلات أخرى، على الرغم من الاعتراف بإنجازات مكوي في وقته ، إلا أن اسمه لم يظهر على غالبية المنتجات التي ابتكرها عند تسويقها تجاريًا، وذلك  نظرًا لافتقاره إلى رأس المال اللازم لتصنيع مواد التشحيم الخاصة به بكميات كبيرة ، لذلك اضطر لمنح حقوق براءات الاختراع الخاصة به إلى أصحاب العمل أو باعها للمستثمرين مقابل المال، وفي عام 1920 ، وقرب نهاية حياته ، أسس مكوي شركته الخاصة والتي تحمل اسم شركة ” إيليجا مكوي للتصنيع” Elijah McCoy Manufacturing Company لإنتاج مواد التشحيم التي تحمل اسمه.

سيرة حياة إيليا مكوي

كان والدا إيليا مكون من العبيد الذين ولدوا في الولايات المتحدة وهما جورج وميلدريد ماكوي لكنهما فرا من الولايات المتحدة بحثًا عن حريتهما مثلما فعل كثير من العبيد في ذلك الوقت، وعبر نفق السكة الحديد الذي استخدمته حركات التحرر لتهريب مئات العبيد إلى كندا.

وهناك التحق جورج مكوي والد إيليا بالقوات البريطانية ، وفي المقابل حصل على 160 فدانًا من الأرض مقابل خدمته بالجيش،وقد ولد إيليا مكوي في 2 مايو 1844 في كولشيستر بأونتاريو وكان لإيليا 11 أخًا وأختًا، وعندما كان إيليا في الثالثة من عمره عادت العائلة للولايات المتحدة استقرت عائلته في ديترويت بولاية ميشيغان، ثم انتقلوا لاحقًا إلى إبسيلانتي ، ميشيغان ، حيث افتتح مكوي الأب شركة تبغ، ، وحتى عندما كان طفلاً صغيرًا ، كان إيليا مكوي يستمتع باللعب بالأدوات والآلات وتجربة طرق مختلفة لإصلاحها وتحسينها، وأظهر اهتمامًا كبيرًا بالميكانيكا.

لذلك رتب له والده ثم مغادرة مكوي الولايات المتحدة إلى أدنبرة باسكتلندا ليدرس وهو في سن الخامسة عشر وقد حصل بالفعل على شهادة في الهندسة الميكانيكية، وبعد حصوله على الشهادة عاد إلى ميشيغان ليبحث عن وظيفة في نفس مجال دراسته ومع ذلك ، واجه ماكوي مثل غيره من الأمريكيين السود في ذلك الوقت تمييزًا عنصريًا كبيرًا، فلم يستطيع الحصول على أي وظيفة تناسب مستوى تعليمه المهني.

كانت الوظيفة الوحيدة التي وجدها هي رجل إطفاء بقاطرة ومزيت للسكك الحديدية المركزية في ميشيغان، وكانت وظيفة رجل إطفاء القاطرات في القطارات في ذلك الوقت تشمل تزويد المحرك البخاري بالوقود وأيضًا كان هو الشخص المسئول عن صيانة المزيتة ، التي تشحم الأجزاء المتحركة للمحرك وكذلك محاور القطار ومحامله.

وبالرغم من أن مستوى الوظيفة التي حصل عليها مكوي لم تناسب تعليمه إلا أنها كانت تناسب اهتماماته، وكانت هي السبب في أول اختراع طوره مكوي، فقد استطاع أن يدرس بالتفصيل أوجه القصور المتأصلة في نظام محاور التزييت الذي كان يستخدم في القطارات في ذلك الوقت، فكان اختراعه للكوب الذي يوزع زيوت التشحيم بالتساوي على جميع الأجزاء المتحركة بمحرك القطار، وقد حصل على أول براءة اختراع باسمه عن هذا الكوب عام 1872م.

ولمعرفة أهمية اختراع مكوي يجب أن نعرف أن القطارات في ذلك كانت القطارات يجب أن تتوقف بشكل دوري حتى لا ترتفع درجة حرارة المحرك بدرجة تؤثر على القطار، ثم يتم تزييتها قبل أن تواصل رحلتها مرة أخرى، وكان تزييت المحركات البخارية في ذلك الوقت صعبًا، حيث كان يتطلب الكثير من البدء والتوق، وكانت وظيفة مزعجة تستغرق الكثير من الوقت ، وكان المحرك في خطر في أي وقت يتم فيه إهمال التزييت، وهذا بالتالي أيضًا كان يجعل رحلات القطار تستغرق وقتًا طويلًا، لكن بعد ن أدخل مكوي هذا التحسين على نظام التزييت، بات بإمكان القطارات أن تسير لفترات طويلة توقف.

بدأ مكوي بتجربة مواد التشحيم الأوتوماتيكية، وكانت الحيلة هي إنشاء آلة بخزان كبير يغذي الزيت في المحرك دفعة واحدة في كل مرة.

وكان جهاز مكوي الذي وفر تدفقًا متسقًا ومستمرًا لزيوت التشحيم عبر المحركات لجعلها تدور بكفاءة أكبر دون أن تتعرض لمشاكل الحرارة أو غيرها من مشاكل قوة الاحتكاك، صالح أيضًا للاستخدام في معدات التعدين ومعدات التنقيب عن النفط وأدوات البناء وغيرها.

وقد بدأ اختراع مكوي الأول يعمم في جميع تصميمات الأجهزة الجديدة التي ظهرت بعده، وحصل على خمسة براءات اختراع لأنظمة تشحيم أخرى أكثر كفاءة وتطورًا، وتمت ترقيته في وظيفته ليصبح مدرب على اختراعه الجديد في سكك حديد ميشيجان المركزية، وفي وقت لاحق تم تعيينه كمستشارًا لصناعة السكك الحديدية.[1]

حياة إيليا مكوي الخاصة

تزوج ماكوي آن إليزابيث ستيوارت عام 1868، وتوفيت بعد أربع سنوات من زواجهما، وفي عام 1873 تزوج ماكوي مرة أخرى من ماري إليانور ديلاني، في عام 1922م تعرضت عائلة مكوي لحادث سيارة، وعلى إثره توفت زوجته ماري، بينما أصيب إيليا بجروح خطيرة لم يتعاف منها تمامًا وظل يعاني من آلام جسدية ونفسية وأيضًا مشاكل مادية، حتى نهاية حياته .

وقد توفي ماكوي في مستوصف إيلوسي في ديترويت بولاية ميشيغان في 10 أكتوبر 1929 وكان عمره حينها 85 عامًا، ودفن في ديترويت ميموريال بارك إيست في وارن بولاية ميشيغان.

إنجازات إيليا مكوي

أصبحت اختراعات مكوي التي ارتبطت معظمها بأنظمة التشحيم ضرورة في جميع القطارات لتوفير كثير من الوقت والمال المهدر في الرحلات، كما تصف اختراعاته أيضًا بأنها منقذة للحياة بسبب زيادة الأمان الخاص بالقطارات

ونظرًا لأن اختراع  مكوي كان تطورًا وابتكارًا مثيرًا للاهتمام  بدأ الكثير من المهندسين في تقليد منتجاته لكن بجودة أقل، لذلك بدأ العديد من المهندسين في التساؤل قبل الشراء “هل هذا مكوي حقيقي؟” وهكذا أصبح اسم مكوي مرتبط حتى اليوم بالمنتجات الجيدة الأصلية.

وقد حظي مكوي خلال حياته باحترام مجتمع المهندسين الميكانيكين بالرغم من أنه عانى أيضًا طوال حياته من العنصرية التي مورست ضد الأمريكين من أصول أفريقية، حتى أن كثير من المؤرخين قد تجاهل ذكر أهمية اختراعاته، حتى أن إسمه لم يذكر في أشهر الكتب التي تحدد أسماء الرواد في مجال تزييت القاطرات .

في عام 2001 ، تم وضع اسم مكوي في قاعة مشاهير المخترعين الوطنية، كما تم تسمية مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة في ديترويت باسم مكتب إيليا مكوي على شرفه.[2]

كما تم وضع اسم إيليا مكوي في كتاب  اعترف” قصة الزنجي” لبوكر تي واشنطن باعتباره المخترع الأمريكي من أصل أفريقي الأكثر حصولًا على براءات اختراع، وكتاب قصة الزنجي هو كتاب يروي قصة الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية قبل وبعد العبودية.