كيفية مواجهة ” الغزو الثقافي ؟ “


مفهوم الغزو الثقافي

يعتبر


مفهوم الغزو الثقافي


هو سرعة انتشار الأفكار الثقافية الغربية والغريبة عن أفكار المجتمع المحلي ، والأفراد وسيطرتها على عقول الشباب ، وجميع أفراد المجتمع ، وتتمثل هذه الأفكار في المنتجات والأفلام ، والملابس ، والمطاعم ، وأكثر من ذلك وكل هذا يشير إلى العملية التي يتم من خلالها نشر تجارب وقيم ، وأفكار ثقافة واحدة في جميع أنحاء العالم .

نجد أن مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية ، وماركات الملابس موجودة في كل مكان في العالم فذلك لا يعني أن الغزو الثقافي يتخذ طريق ذا اتجاه واحد ، حيث أن في الولايات المتحدة يوجد الكثير من الثقافات ، والتقاليد ، والتي تشمل المأكولات الأجنبية مثل الطعام الصيني ، والتايلاندي ، والمكسيكي .

ونجد أن الأشخاص في أوروبا يستمعون إلى الموسيقى من مختلف البلدان الأوروبية على الرغم من اختلاف اللغات .

وبشكل عام يتضمن الغزو الثقافي لأي بلد من البلدان انتشار اللغة ، والفنون ، والطعام ، والافكار التجارية ، والتكنولوجيا ، وبالتالي فإن تأثير ذلك الانتشار يشعر به الجميع في كل أنحاء العالم . [1]


كيف يستطيع الغزو الثقافي السيطرة على المجتمعات

يعمل الغزو الثقافي في أي مجتمع على نشر الأفكار ، والقيم ، والمعتقدات ، والسلع التي تساعد على تغيير عادات وتقاليد المجتمع المحلية . [1]

نجد أن هذه الأفكار يمكنها أن تنتقل بين رجال الأعمال ، والأشخاص الذين يسافرون من بلد إلى آخر حيث يتلقون مجموعة متنوعة من الأفكار ، والمعتقدات التي يمكن أن تؤثر على ثقافتهم ، وتعمل على تغيير أفكارهم بمرور الوقت وظهور


اثار الغزو الفكري


.

ومن الأمور المهمة التي تنتقل بها ثقافة معينة في المجتمع ، وبين أفراده هي وسائل الاتصال المختلفة ، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة المشاهير الغربيين الذين يستطيعوا الوصول إلى جمهور من الملايين حول العالم بآرائهم حول الموضة ، أو الصور لما ، هو أحدث طراز من الملابس وأجدد صيحات الموضة . [2]


مظاهر الغزو الثقافي

يوجد العديد من


مظاهر الغزو الثقافي


في جميع المجتمعات فيتمثل مفهوم الغزو الثقافي في سيطرة أفكار وثقافة بلد على بلد أخرى ، ونشر أفكارها الثقافية ومعتقداتها بسرعة كبيرة داخل ذلك المجتمع والسيطرة على أفكار ، ومعتقدات أفراده ، ومن ضمن مظاهر الغزو الثقافي على مستوى العالم الآتي :

  • أستوديوهات الأفلام الأمريكية بشكل عام تعتبر من أكثر الأستوديوهات نجاحًا في العالم ، وذلك ليس فقط بسبب نماذج أعمالها ، ولكن لأن مفهوم هوليوود أصبح أحد السمات المميزة لأعمال السينما العالمية الحديثة ، حيث يمكن الآن للشركات متعددة الجنسيات ، وغير الحكومية أن تقود الثقافة العالمية.
  • المؤسسات الثقافية الأجنبية استطاعت أن تتبنى نماذج أعمال أمريكية ناجحة ، والشركات مستعدة بشكل كبير لفعل أي شيء يجعلها تحقق أكبر قدر من المال في سوق معين ، سواء كان ذلك يعني إعطاء السكان المحليين فرصة في صناعة الأفلام ، أو صنع أفلام متعددة الثقافات .
  • يميل الغزو الثقافي إلى رؤية الثقافات على أنها كيانات مفردة ، ومتحجرة بشكل كبير ومحدودة وطنيًا ، حيث أن التلفزيون الأمريكي يؤثر على إيران تأثير كبير ، وبالتالي ينظر إلى الثقافة الوطنية بأنها موقع للمنافسة .
  • يقوم الغزو الثقافي بتسليط الضوء على الطريقة التي يتم بها مواجهة ضغوط التحديث بتوجيهات ، وممارسات محلية معينة فـ الغزو الثقافي الذي يحمل قيم غربية يجعلها مخفية وراء مجموعة من العمليات العالمية ، والمجردة التي تبدو محايدة لكن الطريقة الدقيقة التي تتم مواجهتها وفهمها ، والتعامل معها تختلف من بلد إلى آخر . [2]


نتائج الغزو الثقافي

  • أدى الغزو الثقافي إلى تفاقم الفوارق الاقتصادية بين البلدان ، ولم يضع حد للقمع السياسي ، حيث تتضمن التدفقات المعاصرة تحركات ضخمة لرأس المال والأشخاص .
  • أصبح العمل في وسائل الإعلام يميل إلى التركيز على وسيط واحد في البداية ، كان يعتبر التلفزيون هو المسيطر بشكل أساسي ، وقد تحول ذلك الآن بشكل كبير إلى التركيز على شبكة الإنترنت .
  • أصبح تداول المعلومات يتم على الإنترنت بدون رقابة ، أو عقاب وفي المقابل يتم حظر الصحف ، وعدم نشر كل المعلومات بها مثل في تونس ، ومصر ، وإيران . [3]


الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات

يعمل الغزو الثقافي في أي مجتمع على تدمير وتغييره ثقافته ، ونشر أفكار ، وثقافة أخرى داخل المجتمع حيث أن للغزو الثقافي العديد من المخاطر على المجتمعات التي يهيمن عليها ، ويسيطر على عقول أفرادها ، وخاصة الشباب فقد تنتشر أفكار سلبية وعادات خاطئة ، مثل شرب المخدرات ، والكحوليات .

تلك الأمور قد تدمر العديد من المجتمعات وخاصة المجتمعات الشرقية ، والإسلامية التي تلتزم بعادات ، وتقاليد مختلفة عن الغرب .

من مخاطر أيضًا الغزو الثقافي على المجتمعات النامية بشكل خاص ، هو تدفق وسائل الإعلام من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية ، حيث يتم التحكم في وسائل الإعلام بشكل كامل من قبل شركة أو مالك واحد ، وهو الذي يقرر ما سيتم عرضه أو يخضع للرقابة .

قد تكون هذه الوسائط متحيزة للغاية ، وغير جديرة بالثقة وبما أنها تخلق نوع من التبعية الثقافية بين البلدان المتقدمة ، والنامية فإن التحيز يعني أن الدول الأصغر سيتم التحكم فيها ، واستغلالها بشكل كلي .

بالإضافة إلى ذلك جاءت الرأسمالية لتعيد فرض السيطرة الإعلامية ، والنظام الرأسمالي المعاصر الذي تخلقه باعتباره القوة الدافعة الأساسية ، وراء الغزو الثقافي . [4]


كيفية مواجهة الغزو الثقافي

لكي نستطيع مواجهة قضايا الغزو الثقافي ووضع


حلول


الغزو الثقافي


لابد أن نفهم أن ذلك لا يعني أننا يجب أن نرفض بشكل دائم مثل هذه الظواهر الثقافية ، حيث أنه في بعض الأحيان يوجد ظاهرة يمكننا أن نقبلها ، وأخرى يجب رفضها وفقًا للدين والعادات والتقاليد .

أسوأ شيء قد يفعله الشخص عند مواجهة الغزو الثقافي هو تبني موقف سلبي ، حيث أن تلك الثقافات التي تهاجمنا يجب ألا تجعلنا نتخذ موقف سلبي ، لأن ذلك يعتبر استسلام للغزو الثقافي .

يجب أن تواجه المؤسسات المجتمعية والسياسية والثقافية ذلك الغزو ، حيث أن هناك العديد من الأنشطة الإجرامية ، وذلك يعتبر دور المنظمات الحكومية المختلفة في مواجهة مثل هذه الأنشطة .

يوجد العديد من الأنشطة التي تتعلق بالعقل والقلب ، وتلك لا يمكن حلها من خلال المواجهات الأمنية والعسكرية ، حيث أنها تتطلب أدوات فعالة أخرى لمواجهتها .

مثل بعض الأفكار حول الدين والعقيدة تحتاج لرجال الدين ، وعلماء الدين ، والشخصيات الحكيمة في مجال الدين لعلاجها ومناقشتها ، وتوصيل الأفكار السليمة لعقول الشباب بشكل خاص . [5]