أحداث فيلم نومادلاند
يبدأ الفيلم بعد الانكماش الاقتصادي لشركة “Company City “في ريف نيفادا، شعرت فيرن السيدة التي بعمر الستينيات لصدمة في غضون ستة أشهر، وبعد تم إلغاء الرمز البريدي تماماً. وفي هذه الحالة الكابوسية، تأثر زوجها بالأحداث وتوفى زوجها وتركها وحيدة تماماً بلا مأوى، وفي حالة الحزن تلك قررت فيرن (الممثلة: فرانسيس مكدورماند) جمع حقائبها والعيش في شاحنتها وتنطلق على الطريق لاستكشاف الحياة خارج المجتمع التقليدي كبدو رحل في العصر الحديث، وفي طريقها سوف تبحث عن عمل كموظفة في Amazon Center، فتجد جماعات مثلها ترافقهم وتحدث أحداث بسيطة تجسد حياة العجائز ومحاولات فيرن لتأمين حياتها، التي عاشت معهم وجمعتهم مشاهد رائعة من الود والألفة بحبكة تعتمد علي البساطة.
مراجعة فيلم نومادلاند ” Nomadland “
هو فيلم رائع يشبه الحلم فكل تفاصيل الفيلم من حيث الحوار واللقطات والموسيقى والأحداث والممثلة الرائعة بملامحها التي تعكس الشخصية المتجسدة بالفيلم، وأيضاً لا يركز فقط على الأحداث بل يميزه الطريقة التي يلتقط بها جمال هذا البلد، وكان تركيز الفيلم على عكس حياتهم وكأنك تصور بالفيديو وتعش اللحظة معهم، تصوير الفيلم والموسيقى التصويرية تشبه الأفلام الوثائقية.
هذا الفيلم الروائي الثالث للمخرجة كلوي تشاو، (NOMADLAND)، يظهر فيه بدو رحل حقيقيون (ليندا ماي وسوانكي وبوب ويلز ) كموجهين ورفاق فيرن بينما تستكشف المناظر الطبيعية الشاسعة في غرب أمريكية. تصوير الفيلم كأنه عرض خاص يعبر عن الطبيعة الأمريكي المميزة.
وترتكز قصته حول نوع الشخص الذي لا نراه عادة في الأفلام، ونوع بسيط غير متكلف وهنا العبقرية في أداء الدور، فبتركيزك مع الأحداث قد تشعر أنه واقع صوره أحدهم كفيلماً وثائقياً يحرك كل مشاعرك الأنسانية، هناك نسخة أصغر بكثير من القصة الحقيقية لـ “Nomadland”، استنادًا إلى كتاب من تأليف Jessica Bruder، تروي تفاصيل الرواية كل هذا، وتتحول قصة فيرن إلى قصة خلابة، لا تعتقد فيرن بطلة الفيلم أنها بحاجة إلى التعويض أو الإنقاذ.
والمخرجة لا تحاول أستفزاز مشاعر المشاهد أو تحاول أن تجعلك تشعر بالأسف تجاه البطلة، ولكن الحقيقة التي يعكسها الفيلم ستحرك مشاعرك رغماً عنك عندما ترى بطريقة ما الشعور بالوحدة والحزن بسبب وضعها، والنتيجة فيلم له إحساسه يستمده من الواقع دون آي مبالغة، فسر نجاح الفيلم هو مدى بساطة تعرضه وعمق المعنى في صور الفيلم، فما ستشعر به يأتي من تعاطف حقيقي وصادق أكثر من أي شيء آخر.
ومن عناصر نجاح الفيلم هو الاختيار الموفق للبطلة، فهذا كان من المستحيل حدوثه مع وجود أقل من (فرانسيس مكدورماند) في كل مشهد تُرسخ الأداء. الفيلم يجعلك تشعر كما لو أن البطلة McDormand هي التي تٌريك عالمها من خلال أداءها، ويعتبر هذا الدور هو الأفضل والأكثر دقة في حياتها المهنية وهو أحد أرقى العروض، فشخصية البطلة فيرن صعبة فهي امرأة معقدة. وبشكل مثير للدهشة، شخصيتها يمكن أن تكون مضطربة لدرجة أنها تشعر بالتخريب الذاتي ولكنها أيضاً طيبة وحنونة بشكل لا يصدق ومنفتحة مع شعبها، يمكنها تكوين صداقات في كل مكان تذهب إليه، مثل الرجل الذي تسلط الضوء عليه، تقوم McDormand كثيراً بنظرة ساخرة أو ابتسامة بحيث لا يستطيع الممثلون الآخرون نقلها بمونولوج كامل. نرى حياة كاملة في هذا الأداء. كل نبضة قلب وكل خيار له تاريخ وراءه، بالفعل إنه أحد أفضل العروض المهنية لواحدة من أفضل الممثلات.
ما حصلت عليه المخرجة تشاو من McDormand في “Nomadland” مع براعتها التكنولوجية المذهلة في صنع الفيلم. تلتقي مرة أخرى مع جوشوا جيمس ريتشاردز، المصور السينمائي في “The Rider”. تأخذها رحلة فيرن إلى أماكن بعيدة فوصلت إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ويثير Chow و Richards عظمة العالم من حولها من خلال لقطات طويلة في الأفق، يتم تصوير معظمها في” Magic Hour” الساعة السحرية. إنه فيلم رائع فقط لتجربه بنفسك، ولا يختصر فقط في النظر إلى “Beauty Shots” (لقطات الجمال).
فكل ما يخص اللغة المرئية آي المشاهد في فيلم لـ “Nomadland” أكثر من رائعة، فالطريقة التي تم بها العرض من جانب (ريتشاردز وتشاو) الأماكن الطبيعية بها الكاميرا ببطء مع فيرن من خلال مجتمع من سكان فان الأصليين يمكنهم الشعور بالفن بينما لا يفقدون الحقيقة والعزم، من الصعب معرفة ذلك كيف صنعت تشاو مثل هذا الفيلم الجميل في مكوناته، التقى معظم الناس بالبطلة فيرن على طول الطريق في “Nomadland” والمفاجأة أنهم لم يكونوا ممثلين بل الناس الذين يعيشون هذه الحياة على الطريق بالفعل، والوجه المألوف الوحيد الآخر ينتمي إلى (David Strathairn)، الذي تم إتقانه لدور رجل صديق لفيرن.
ظهرت الطريقة الطبيعية مرتجلة لمحادثات فيرن وتفاعلاتها التي تشكل أساس الفيلم، يروي هؤلاء الرحل الحديثون قصصاً عن عدم رغبتهم في الموت مع أحلامهم بالسفر إلى البلاد الفارغة، ففي تجمعهم يحدث مشاركة بالنصائح حول كيفية عيش الحياة بأمان على الطريق وتناقل الخبرات، وكذلك دعم بعضهم البعض تجد من الصعب أن ما يفعلها الجيران الذين لديهم منازل تقليدية. أصبح فيلم “Nomadland” أكثر من مجرد سرد خيالي لامرأة رائعة لأنه يذكرنا بحياتنا ببعض الأشخاص الموجودين بقصص نرويها وأحلام لم تتحقق.
ومع ذلك، فهو لا يغرق في الحزن واليأس، بالطبع الحزن موجود دائمًا ولكن علينا التعامل معه، قد يكون هناك تفسير لـ “Nomadland” على أنها قصة لامرأة تهرب من الحزن الموجود بداخلها، وغير مرتبطة بالمجتمع بعد كل ما عرفته واختفت جزء من هذا صحيح ولكنه أيضًا قصة العديد من الأمريكيين الذين يشعرون بالضياع هذه الأيام، فهم غير متأكدين إلى أين سيذهبون بعد ذلك تجد في”Nomadland” الصور التي تبدو كإجابات للاضطراب والقلق في عام 2020، هي تلك التي تحتوي على الكثير من الجمال حول أبسط الأشياء كابتسامة صديق، أو غطسة منعشة في نهر، أو لفتة لطيفة من شخص غريب.