العوالم الافتراضية في التعليم


ما هي العوالم الافتراضية

العوالم الافتراضية هي بيئة تمكن الأشخاص من التفاعل الإجتماعي والالتقاء مع الأشخاص الأخرين عبر الإنترنت، ويتم تصميمها بواسطة الاشخاص حتى يستطيعوا التفاعل مع العالم الذي تم تصميمه خصيصا لهم.

ويتم التفاعل بين المستخدمين في العالم الإفتراضي عن طريق استخدام نماذج رسومية متنوعة ثلاثية الأبعاد أو ثنائية الأبعاد أو نصية ويطلق عليها ” الصور الرمزية”.

ويستطيع الأشخاص التحكم في صورهم الرمزيه من خلال أجهزة الإدخال الخاصة بالحاسب مع لوحة التحكم والقيادة المصممة داخل العوالم الإفتراضية.

توجد العوالم الإفتراضية المختلفة لعدة أغراض متنوعة مثل التعليم، الترفية، التدريب والعديد من الأغراض الأخرى.

ويعتبر العالم الإفتراضي عالم رقمي يساعد المستخدمين على التفاعل وإكتشاف المستخدمين الأخرين وقدراتهم ودراسة الطبيعة البشرية.

في البداية كان العالم الافتراضي مقتصرا على مشاركة الوثائق والنصوص مثل رسائل الدردشة  وكان له تأثيرا إيجابيا واضحا في الناحية التعليمية في ذلك الوقت لأن الطلاب يحبون التعليم الذي يأخذ طابع إجتماعي تفاعلي مثل الشبكات الإجتماعية  وحديثا أصبحت صور رمزية أو ما يعرف بإسم الأفاتار وذلك بعد التقدم الذي شهدته تقنيات عرض الرسومات ثلاثية الأبعاد فأصبح العالم الإفتراضي مشابه للواقع بنسبة كبيرة.[1]


أنواع العوالم الإفتراضية

توجد العديد من الأنواع للعوالم الإفتراضية ويمكن تصنيفهم كالتالي:

  • عوالم افتراضية ترفيهية: وهي تكون عبارة عن ألعاب تفاعلية ثلاثية الأبعاد يقوم المستخدمون باللعب من خلالها عن طريق الصور الرمزية الخاصة بهم ويتأثر العالم الإفتراضي بالخيال العلمي بشكل كبير وأغلب العوالم الإفتراضية التي توجد حاليا هي عوالم إفتراضية ترفيهية.
  • عوالم افتراضية إجتماعية: وهي قائمة على التفاعل الإجتماعي وتعتبر من أكثر التجارب انفتاحا لأنها تقوم بالتركيز على تفاعل المستخدمين واستخدامهم للمحاكاة والمغامرة مع المجتمعات مثل اكتشاف المناظر الطبيعية أو التواصل مع الأخرين أو التعليم داخل حجرات تدريبية.

    وتعتبر العوالم الإفتراضية الإجتماعية أصغر من العوالم الإفتراضية الترفيهية ولكن العوالم الإجتماعية تتميز بكثرة شعبيتها خاصة في المجالات التعليمية والتجارية والسياسية.


العوالم الافتراضية في التعليم

العوالم الإفتراضية تساعد الأفراد على التفاعل مع مجموعات مختلفة من بيئات الإنترنت وكل فرد يكون لديه القدرة على بناء بيئته التي يتنقل من خلالها في شكل ثلاثي الأبعاد ويتفاعل مع الآخرين في جو من المشاركة والتعاون حتى يصل لما يريده.

وتتوفر العوالم الإفتراضية للعديد من الأعمار ولكنها تكون متخصصة حيث توجد عوالم إفتراضية للكبار وأخرى للمراهقين وغيرهم للأطفال.

توجد العديد من العوالم الافتراضية التعليمية للكبار مثل السكند لايف، كانيفا، المريخ الأزرق، الكون الانتروبيا، بناء السوربون، مفتاح التراث، العلوم، الكون التعليمي للعوالم النشطة.

وتهدف هذه العوالم إلى تشجيع الإستكشاف والمشاركة والمساهمة ويتم إستخدامها في العديد من المجالات المتنوعة مثل العديد من الأعمال والتعليم والترفيه والعمليات الجراحية الطبية.

حيث أن العالم الإفتراضي يفتح فرص متنوعة من التعلم التي تمكن الطلاب من التعاون والتفاهم بطرق جديدة يصعب توفرها في الواقع، ويعتبر السكند لايف أكثر شعبية في البيئات الإفتراضية التعليمية.[2]


العوالم الافتراضية في تعليم الأطفال

توجد العديد من العوالم الافتراضية التعليمية المخصصة للأطفال والتي تستخدم الألعاب كإحدى الطرق التعليمية في دراسة المواد المختلفة مثل التاريخ والجغرافيا والعلوم وغيرهم.

ومن أهم أمثلة هذه العوالم Miamiopia والتي فيها يكسب الطلاب عملات معدنية إفتراضية تعتبر مكافآت لهم ويمكن استخدامها في الشراء من خلال الإنترنت.

وتعتمد اللعبة على الفضول والمرح الذي يتميز به الأطفال وحب التجربة وذلك دون الخوف أو القلق.

وتكمن الفكرة من التعليم هنا أن الأطفال يحبون ألعاب الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة، فيتم استخدامها كإحدى الوسائل للمساعدة في التعليم وتعتبر هذه الطرق مشجعة على التعليم بشكل أفضل حيث يعتبر الأطفال أن الكتب والأقلام التقليدية ليست جذابة مقارنة بأجهزة الكمبيوتر الذي يقدم لهم الواقع الإفتراضي الملئ بالتشويق والمغامرة.

العوالم الإفتراضية تتسم بالمتعة حيث يطلب منهم تنفيذ مهام والقيام بأنشطة والاشتراك في مسابقات مما يساعدهم على التعلم.[3]


مميزات العوالم الافتراضية في التعليم

  • جذب انتباه المتعلمين بدرجة كبيرة تساعد على الحماس والتحفيز وبعيدة عن الملل وهو جزء إيجابي للطالب والمعلم في وقت واحد، حيث أن دافعية الطالب للتعلم تزيد دافعية المعلم وحماسة يزيد بسبب الحماس الذي يراه في المتعلمين مما يجعل البيئة الإفتراضية تعتبر تجربة أفضل للتعلم والتفاعل والمشاركة وليست مجرد نقل معلومات تقليدية مثل الفصول الإفتراضية العادية.
  • أن العالم الإفتراضي يتميز بقدرته على النمو والتكيف وفقا للتغيرات التي تطرأ على التكنولوجيا والتعليم ويتوافق مع احتياجات الطلاب المختلفة.
  • تقوي دافعية الطلاب للتعلم وحب المعرفة والمشاركة في المعلومة.
  • يوفر الوقت والجهد وعدم الحاجة للإنتقال أو السفر.
  • توفير العديد من الأموال، حيث أن التعليم الإفتراضي مجاني وحتى التعليم الإفتراضي المدفوع يكون بمقابل رمزي لا يضاهي تكلفة السفر والانتساب لدورة تدريبية حقيقية تعادل ما يتم تعلمه من خلال الإنترنت.


التعليم من خلال

Second Life



السكند لايف هو عالم إفتراضي يتفاعل فيه الأفراد من خلال الصور الرمزية ويقومون بالعديد من الأنشطة التي تمكنهم من اكتشاف العالم حولهم.

التعليم من خلال

الحياة الثانية Second Life

يكون من خلال القيام بالعديد من الأنشطة الإجتماعية الإفتراضية مثل التعليم عبر مدرسة إفتراضية أو دورة تدريبية أو من خلال التعليم في جامعة افتراضية، والهدف من التعليم هنا بناء مجتمع تعليمي يشارك فيه مجموعة من الطلاب للحصول على التعليم بشكل أفضل.

توجد العديد من الجامعات الافتراضية داخل السكند لايف والتي يمكن استخدامها في إلقاء المحاضرات المتنوعة وتمكين الطلاب من العمل واكتساب المهارات.

ويعتبر التعليم الإفتراضي مفيد للأشخاص الغير قادرين على الإنتساب فعليا لإحدى الجامعات فإن  هذا النظام يوفر لهم تعليم عن بعد ويعتبر فرصة لهم لمقابلة الطلاب الآخرين والمشاركة والتفاعل معهم في إنجاز المهام.

يتحمس العديد من الطلاب بفكرة التعليم الذي يتضمن تفاعل إجتماعي أو يعتمد على الشبكات الإجتماعية والمواقع الافتراضية حيث يعتبرونها مثل اللعبة وتمثل تحدي فيقبلون التعليم من خلاله بحماس شديد.


مميزات التعليم عبر

Second Life



  • يعد فرصة كبيرة للتعليم والتطور بالعديد من الطرق المختلفة التي تعتبر غير ممكنة في الواقع.
  • يبعد الطلاب عن العديد من المخاطر وذلك من خلال توفير العديد من المختبرات المختلفة التي تمكنهم من تجريب الإختبارات المعملية ورؤية النتيجة في الواقع الإفتراضي بدلا من القيام بها في الحقيقة وحدوث أي مخاطر.
  • يوفر الوقت والجهد والمال فلم تعد الحاجة إلى السفر والذهاب إلى الجامعات وهي من أهم مزايا التعليم عن بعد.
  • تمكن البيئات الإفتراضية إجراء العديد من الإتصالات المختلفة بين الطلاب للتعرف على المفاهيم والنظريات المتنوعة.
  • تعطي البيئة الإفتراضية فرصة كبيرة للتجربة دون الخوف من الفشل أو التعرض لأي إحباط أو عدم تقدير للذات.[4]


العوالم الافتراضية والتعليم عن بعد

بعد انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) تم إغلاق العديد من المدارس لفترات متفاوتة ولم تعد الدراسة من خلال فصول حقيقية أمنه بالنسبة لصحة الطلاب خوفا من انتشار الفيروس مما تدعم الحاجة التعليم من خلال الإنترنت.

تعتبر العوالم الإفتراضية البيئة المثالية للتعليم عن بعد، وذلك بعد انتشار فيروس كورونا  وذلك نظرا لإمكانية التعلم واكتساب المهارات والمعارف والعلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين بشكل غير حقيقي مما يضمن سلامة الأشخاص ولا ينتج عنه أي مخاطر صحية عند التعامل مع الأخرين.