فضل ليلة النصف من شعبان ” ابن عثيمين “
حكم ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان
إن ليلة النصف من شعبان هى من الليالي الوترية، وقد ورد عن فضلها عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها ما يحتج بها ومنها ما لا يحتج، ولقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه”، ولقد روى ايضاً عن أبي موسى رضي الله عنه قال “رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن”، وقد قال عطاء بن يسار عن فضل ليلة شعبان ” ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم”.
ماذا يجب على المسلم فعله في النصف من شعبان
فيجب على المسلم العبد أن يستغل هذه الليلة الوترية ليلة النصف من شعبان، وتجهيز نفسه للشهر المبارك وهو شهر رمضان، وأن يستغفر و يدعى إلى الله والتقرب منه فإنها ليلة يترفع فيها الأعمال إلى الله فإن الطاعة تقرب العبد وتؤهله لمغفرة الرحمن، وترك المعاصى والذنوب التى تحبه عن مغفرة الرحمن، وهناك ذنوب كثيرة يجب الابتعاد عنها مثل:
- الشرك بالله وأن الشرك أنواع كثيرة ليست فقط أن تشرك أحداً مع الله، فإن الشرك هو مانع للمغفرة و لكل خير.
- الحقد والحسد والشحناء على كل من المسلمين لبعضهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا”.
- ولم يثبت فى حديث أو نص أن هناك صلاة معينة بخصوص هذه الليلة، أو دعاء معين ندعى به، وكان التابعين هم أول من ظهرو بذلك، ولكن لم يثبت عن النبي ولا الصحابة شيء من دعاء معين ولا صلاة معينة.
-
ولقد قال ابن رجب في لطائف المعارف: ( وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها. وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قَبِلَه منهم ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز) ، ويحتفل المسلمين بليلة النصف من شعبان ويطلق على هذه العادة
الشعبنة
.
ما هو فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين
ولقد ذكر الكثير عن
فضل شهر شعبان ابن عثيمين
، في أحد الخطب، وتكلم فيها عن الأخلاق السامية و الآداب الإسلامية، حيث يجب على المسلم على الإكثار من صيام و الأعمال الصالحة الأخرى في شهر شعبان، و قال {أيها المسلمون ، أننا في شهر شعبان وهناك ستة نقاط يجب علينا أن نتعرف عليها و نشرحها ، و نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم علما نافعا و عملا صالحا }، وتحدث عن الشهر الكريم
فضل شهر شعبان ابن باز
، وتحدث ايضاً عن
فضل ليلة النصف من شعبان ابن باز
، لقد روى عن فضل صيام ليلة النصف من شعبان، عن عائشة رضي الله عنها قالت” فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: «يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله!»، فقلت وما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال «إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب -وهو اسم قبيلة»
وايضاً قد روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه ” قال قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ»، ولقد كان هناك حديث شريف ينص على فضل الصيام، “قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، لقد ذكرت دار الإفتاء المصرية، أن ليس هناك مانع شرعًا من صوم يوم الجمعة إذا وافق يوم النصف من شعبان، [وَيُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ، إلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ؛ مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ، أَوْ آخِرِهِ، أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ، وَنَحْوِ ذَلِك].[1]
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
ولقد كان هناك حدث كبير فى ليلة النصف من شعبان ولقد تم في ذلك الليلة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة فى مكة المكرمة، ولقد قال بعض المؤخر أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في اليوم الخامس عشر من شعبان في السنة الثانية للهجرة، وهذا كان يوافق نوفمبر 623م، وهناك بعض المؤرخين يقولون أن و تحويل القبلة كان في منتصف شهر رجب، وقد قال المؤرخين فيه أن الله سبحانه وتعالى كرم نبيه صلى الله عليه وسلم في ذلك الليلة من النصف من شعبان بأن الله طيب خاطر النبى بتحويل القبلة لتقر عينه ولأن قلبه كان معلق بمكة المكرمة كثيراً.
أدعية ليلة النصف من شعبان
هناك كثير من الأشخاص لا يعلمون الصيغة المناسبة للدعاء، ولا يعرفون فضل الدعاء وهناك أدعية كثيرة مثل:
- “اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ”
- “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: “يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ”
- “إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ،وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ”
وهناك أدعية وردت في القرآن الكريم ومن المستحب للمسلمين أن يرددها فى هذه الليلة الكريمة مثل:
- “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ”.
- “رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “.
- ” رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ “.
- ” رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ “.
- ” رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا “.
- ” رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا “.
- ” رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ “.
- ” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ “.[2]