تعريف الأسوة الحسنة وصفاتها


تعريف الأسوة الحسنة



معنى الاسوة

الحسنة هي وجود شخص أو داعي أو معلم يحتذى به في كل ما يقوم به من قبل أشخاص آخرين وقد ذكر الله تعالى الاسوة الحسنة في القرآن الكريم حيث قال “قدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ” [الممتحنة: 4] ويتضح

الفرق بين القدوة والأسوة

أن الأسوة هي اتباع من مافعله القدماء مثل اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.


ويعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم خير مثال على الأسوة الحسنة في حياتنا فهو خير معلم وقدوة لجميع البشر ، ويمكن أن نعتبر الشخص الداعي بالتعليم الإسلام  السنة النبوية ايضاً مثالاً على الأسوة  الحسنة.


الأسوة الحسنة في التربية


للأسوة الحسنة دور كبير في تربية الأطفال  فكلما كان للطفل شخص جيد يقتدي به على مدار حياته مثل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيؤثر ذلك على حياته بشكل جيد مما يجعله شخص صالح يقوم بالصفات الجيدة التي اكتسبها من القدوة الحسنة ، ويصبح الطفل في المستقبل شخص متعلم يعرف كل تفاصيل دينه ويقوم بتعاليم الإسلام  والقيام  بأفعال  الرسول  صلى الله عليه وسلم.


وقال الله تعالى في كتابة العزيز “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” [الأحزاب: 21] ، ويتضح من هذه الآية الكريمة أن الله ينصح كل مسلم أن يتخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة حسنة فهو يمتلك جميع الصفات الجيدة التي يمكن لأي شخص أن يقتدي بها طوال حياته.


فكل شخص يقتدي ويأخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة له أجر عظيم ويتضح ذلك من تبشير رسولنا الكريم للمسلمين لاحدى الطوائف في هذا الحديث فقال صلى الله عليه وسلم ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال  ))


وأيضاً وروى مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة  ))


وروى البخاري ومسلم عن معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك )) [1]


صفات الأسوة الحسنة


  • يجب أن يكون الأسوة الحسنة على يقين تام بما يدعوا إليه ، وقدرته على تفل الفكرة التي يريد إيصالها ، فقال الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ”( النسائي 6/ 25)، فإذا خالط العمل رياءً فسد.

  • يجب تحلي الأسوة الحسنة بالأخلاق الجيدة وحسن التعامل مع الآخرين ، ويجب أن يكون يتعامل بكل الأخلاق الجيدة مثل العفو والرحمة والتسامح مع الآخرين.

  • الأسوة الحسنة يجب أن يكون شخص مؤثر وله دور فعال في المجتمع من خلال أعماله الجيدة.

  • يجب كل الشخص الذي نتخذه أسوة حسنة أن يمتلك علم جيد ومعلومات إيجابية يمكن الاستفادة منها.

  • من الشروط الأساسية في الأسوة الحسنة أن يتحلى بالثبات على المبادئ.

  • يكون لديه القدرة على تحقيق التوازن بين العلم النافع والعمل الجيد.

  • يجب أن يكون قادر على نقل المعلومات  الصحيحة فقط ، ويجب أن يتأكد  من صحة الأحاديث والنصوص التي يقوم بطرحها على الآخرين.

  • يكون شخص جيد وغير متكبر.

  • أن يعترف عندما يخطئ فكل انسان معرض للخطاء.

  • اخلاص النية فذكر في إحدى الأحاديث أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ: “مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ  فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَالِ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ”،  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ”، “وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ” قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ”


أهمية الأسوة الحسنة


  • يحتل الأسوة الحسنة مكانة جيدة بداخل المجتمع ، فيكون له تقدير ومكانة كبيرة من جميع الناس.

  • تساعد الأسوة الحسنة في زيادة الخير والمحبة وزيادة درجات الكمال الأخلاقي في المجتمع ، مما يحسن من الصفات العامة للمجتمع.

  • الأسوة الحسنة تكسب الأشخاص الفضائل  والأخلاق  الحسنة وتجعلهم يشعرون أن التحلي بهذا الصفات من الأمور السهلة.

  • هي ضرورية في زيادة تنمية العقل ، كنا تساعد في إنشاء جيل جديد جيد ومتفتح ويتبع تعليم الدين الإسلامي الصحيحة.

  • يحتاج كل شخص إلى نموذج جيد يقتدي به في حياته.

  • للأسوة الحسنة دور كبير في التربية فهي تساعد الأطفال على تعلم الأشياء الجيدة ، والابتعاد عن الانحرافات والأشياء الغير صحيحة.

  • تعتبر الأسوة الحسنة من أحدى  وسائل إرسال الدعوة الصحيحة.

  • تساعد المسلم في جذبه لكل ما يخص الإسلام،  كما تجعل الشخص يبتعد عن المعاصي وزيادة أخلاقه الحسنة.


كيفية اتخاذ أسوة حسنة جيدة


  • اتباع والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث يجب اتباع صفاته وأفعاله الواردة في السيرة النبوية والأحاديث الصحيحة.

  • يجب إرشاد الأطفال من صغرهم القدوة الحسنة والصحيحة لتساعد الطفل على النشأة الجيدة واتباع تعاليم الإسلام والسنة النبوية.[2]


شخصيات القدوة الحسنة


  • مريم بنت عِمران


تعتبر السيدة مريم هي خير الشخصيات النسائية التي يمكن اتخاذها قدوة حسنة فقال الله تعالي :﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 42، 43].


فهي كانت من النساء التي  صدقت واتقنت الإيمان بالله عز وجل.


  • امرأة فرعون


امرأة فرعون ذكرت في القرآن الكريم وتتضخ قصتها من خلال اعتناءها بالطفل الصغير التي أراد أن يقتله فرعون لأنه من بني إسرائيل فقال – تعالى -: ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [القصص: 9].[3]


مقومات القدوة الحسنة


  • الإخلاص

  • حسن الخلق مثل  الصدق والصبر والتواضع والعفة والرضا.

  • استقلال الشخصية

  • الاعتدال

  • تنظيم الوقت


آيات قرآنية عن الأسوة الحسنة وصفاتها


  • قال الله تعالى- (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء: 41]

  • فقال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة: 24]

  • قال الله تعالى-: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) [الأنعام: 90].

  • قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب:21].

  • (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود: 88].