ما هي آثار؟ ” التدخين على الفرد صحياً وإقتصادياُ
ما هو التدخين
التدخين هو فعل يتم فيه استنشاق زفير أبخرة المواد النباتية، وتتجلى هذه المواد في الماريجوانا وغيرها، ولكن هذا الفعل غالباً يكون مرتبط بالتبغ حيث أنه يتم تدخينه عن طريق السيجارة أو الغليون، وإن مادة التبغ تحتوي على النيكوتين وهي مادة قلويد تسبب الإدمان وتكون لها تأثيرات نفسيه محفزة ومهدئة، وإن تدخين التبغ انتقل إلى أراضينا وانتشر حول العالم بوسطة كريستوفر كولومبوس ومستكشفين آخرين حيث أنه بدأ في ممارسته الهنود الحمر لفترة طويلة ثم انتقل إلى أوروبا، وانتشر بعدها إلى مناطق عديدة من العالم.[3]
ما أضرار التدخين على الفرد اقتصادياً
هناك آثاراً سلبياً للتدخين على الصعيد الاقتصادي التي يتكبدها الفرد المدخن حيث أن تكون التكلفة المالية كبيرة بسبب التدخين، حيث أنه يتم صرف مبلغ كبير بشكل شهري على السجائر والتدخين وهذا المبلغ يعادل سعر تذكرة طيران، وممكن أن يتم صرف هذا المبلغ الذي ليس بالقليل في أمور تفيد الفرد ويكون ذو قيمة، وإن التدخين يؤدي إلى مشاكل صحية تؤدي إلى تكاليف إضافية حيث أنهم معرضين للأمراض المزمنة والتي تكون خطيرة أكثر من غيرهم.
وإن تكاليف التدخين صنفت إلى تكاليف مباشرة وتكاليف مباشرة حيث أنه بعض الدراسات بينت أن حوالي 15 بالمائة من إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية ويكون ذلك في البلدان ذو الدخل المرتفع إلى التدخين، أما في الولايات المتحدة فإن نسبة الإنفاق تتراوح بين 6 بالمائة و18 بالمائة على الرعاية الصحية المنسوب إلى التدخين، وقد قُدرت التكاليف المباشرة الناتجة عن التدخين في المملكة المتحدة والتي تقوم بتحملها هيئة الخدمات الصحية الوطنية حوالي 2.7 مليار جنيه إسترليني و 5.2 مليار جنيه، ونجد أنه يعادل هذا حوالي 5 بالمائة من إجمالي ميزانية NHS كل عام.[1]
ما أضرار التدخين على الصعيد العالمي اقتصادياً
نجد أن أضار التدخين لا تقتصر على الجانب الصحي وإنما تتعدى الجانب الاقتصادي، حيث أن مادة التبغ المواجدة في السجائر هي السبب الرئيسي للعديد من الأمراض التي تسبب الوفيات المبكرة، حيث أنه يفرض التدخين تكاليف صحية وغير صحية هائلة على الأفراد المتضررين بالإضافة إلى أرباب العمل والمجتمع ككل، وإن منظمة الصحة العالميةWHO قدرت أن التدخين يتسبب على مستوى العالم في أضرار جسيمة على الصعيد الاقتصادي حيث أنها تزيد عن 500 مليار دولار أميركي كل عام.
وإن العبء الاقتصادي للتدخين يُقدَّر من حيث الناتج المحلي الإجمالي أن التدخين يمثل حوالي 0.7بالمائة من لناتج المحلي الإجمالي للصين، بالإضافة إلى أنه يتراوح حوالي 1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة كجزء من التكاليف غير المباشرة والتي تكون غير متعلقة بالصحة نتيجة التدخين، وإن الخسائر الإنتاجية الإجمالية الناتجة عن التدخين قد قُدرت في العام الواحد بـ 151 مليار دولار أميركي.
ما أضرار التدخين على الفرد صحياً
نجد أن التدخين لا تتوقف أضراره فقط على الرئتين بل تتعدى آثاره السلبية على جميع أجهزة الجسم وأعضائه، فهنا في هذا المقال سنطرق إلى التأثيرات السلبية الناتجة عن التدخين من الناحية الصحية للفرد وهي:
تأثير التدخين على الجهاز العصبي المركزي
حيث أننا كما نعلم أن التبغ هو المادة الرئيسية في السجائر وهي مادة مخدرة تسمى بالنيكوتين بالإضافة إلى أنها تعمل على تنبيه الجهاز العصبي المركزي حيث أنها مادة منبهة، وإن مادة النيكوتين هي المادة الأساسية التي تحول الفرد إلى إنسان مدمن على التدخين، حيث أنها تدخل إلى الجسم مباشرة عن طريق الرئتين، ويمتص الدم هذه المادة الذي يكون محمل بالأوكسجين ويتم نقلها عبر الدم إلى القلب، وبعدها يتم ضخها إلى الأوعية الدموية حتى تصل إلى الدماغ، حيث أنها تُشعر هذه المادة المدخن بشعور المتعة عند دخولها إلى الجهاز العصبي ولكن عندما تتلاشى يُستبدل هذا الشعور بشعور غير مريح وقد يؤدي إلى تلاشيها إلى عدة أعراض منها:
- مشكلة في التركيز.
- التوتر الدائم والعصبية.
- وجع في الرأس.
- زيادة الشهية.
- الشعور بالدوار.
- القلق.
- الشعور بالإكتئاب.
- تسبب الأرق ومشاكل في النوم.
تأثير التدخين على الجهاز التنفسي
نجد أن في لحظة حرق السيجارة يتم استنشاق مواد ضارة تذهب مباشرة إلى الرئتين، ومع التدخين الطويل تتضرر الرئتين وممكن أن تظهر مضاعفات عديدة منها:
- الانتفاغ في الرئتين حيث أن هذا التأثير يكون ناتجاً عن انتفاخ التجويفات الهوائية في الرئتين.
- يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية وهو التهاب وتنبيه في الجهاز الوعائي وهو المسؤول عن دخول الهواء إلى الرئتين.
- ممكن أن يسبب سرطان في الرئتين.
لهذا ينصح أن يتم الإقلاع عن التدخين بسبب الأضرار الجسيمة الناتجة عنه، مع العلم أن الإقلاع عن التدخين ممكن أن يسبب في بداية الأمر احتقان مؤقت وبالتالي عدم الشعور بالراحة في الجهاز التنفسي، وأيضاً يتم نفس الأعراض في الرئتين والمجاري الهوائية ولكن هذا إن دل على شيء إنما يدل على بداية التعافي والسير في طريق العلاج، بالإضافة إلى وجوب التنويه أن زيادة المخاط بشكل مباشر بعد الإقلاع عن التدخين هو علامة إيجابية وليست سلبية حيث أنه يدل على أن الجهاز التنفسي يبدأ في التعافي.
تأثير التدخين على أنظمة القلب والأوعية الدموية
إن مادة النيكوتين لها تأثير سلبي كبير على القلب فهي تسبب في :
- في تضيق الأوعية الدموية مما يسبب هذا إلى إعاقة في تدفق الدم.
- تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الناتج عن استمرار التضييق في الأوعية مما يؤدي إلى مرض يدعى بالشريان المحيطي، وهو أحد أمراض تصلب الشرايين.
- يسبب في رفع ضغط الدم بالإضافة إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية.
- يزيد من فرصة إصابة الدم بتجلطات والذي يؤدي إلى السكتة الدماغية.
تأثير التدخين على الجهاز الهضمي
إن التدخين يؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الفم والحلق بالإضافة سرطان المريء والبنكرياس، وإن للتدخين تأثير على الأنسولين، حيث أنه يقوم الجسم بمقاومة الأنسولين بسبب مادة النيكوتين، وهذا الأمر كفيل في حدوث مرض السكري من النمط 2 في الجسم.
تأثير التدخين على الجهاز التناسلي
حيث أن مادة النيكوتين تؤثر على تدفق الدم إلى المناطق التناسلية، سواء للرجال أو للنساء، ويتجلى تأثيرها السلبي في التأثر الجنسي والقدرة الجنسية للرجال بينما عند النساء فالتأثير السلبي يتجلى في عدم قدرة المرأة للوصول إلى النشوة الجنسية وبالتالي عدم الرضا الجنسي.
الحلول للحد من التدخين وآثاره
بناء على الآثار التي يسببها التدخين على الفرد والمجتمع على كافة الأصعدة بالإضافة إلى
اثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية
وغيرها من الأضرار الجسيمة الناتجة عن التدخين تم البحث عن حلول وتدابير للعمل على الحد من التدخين وانتشاره ومن هذه الحلول هي:
- زيادة الضرائب على التبغ حيث أن هذه الوسيلة هي أكثر الوسائل فعالية حتى يتم الحد من التدخين، حيث أن الضرائب تؤدي إلى زيادة أسعاء السجائر بنسبة 10 بالمائة في أي مكان في العالم، وهذا ما يؤدي إلى تقليل انتشار التدخين بنسبة تكون ما بين 4 و8 بالمائة، ونجد أن الفوائد العامة الصافية من ضريبة التبغ تبقى إيجابية في حال تراوح معدلات ضريبتها بين 42.9% و 91.1%.
- إقامة ونشاء فصول الإقلاع عن التدخين والتي بينت فعاليتها في التدابير المجتمعية، حيث أنها تؤدي للوصول إلى معدل ما يقارب 35 % من الإقلاع عن التدخين، ولكن تحتوي على سلبية واحدة وهي أنها تحتاج إلى تكاليف عالية لأنها تقوم على أدوات المساعدة الذاتية للإقلاع عن التدخين، حيث أنها تتراوح تكاليفها بين 500 و614 دولاراً أمريكياً.
- إن وسائل الإعلام والاتصالات بالإضافة إلى التداخلات الأخرى التي تكون قائمة على التكنولوجيا يكون لها تأثيرات إيجابية للحد من انتشار التدخين وخاصة عندما تُدمج ليتم إيصال رسائل الإقلاع عن التدخين ويتم دعمها بالإستشارات.
- برامج انتشار التدخين التي تتواجد في المدارس لها وقعها في تقليل انتشار التدخين على المدى القصير ويكون هذا بنسبة 30% إلى 70%.[2]