دعاء الصائم عند السحور

دعاء السحور

الدعاء عبادة عظيمة، ومستحبة ولا مانع من أن يمارسها العبد في كل حين سراً وجهراً نية وقلباً وعقلاً، في الصلاة وفي كل حين ولكل أمر في الدين دعاء ذكره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهناك دعاء لدخول المنزل وركوب الدابة وللزواج وللجماع وللرزق وللصباح والمساء، وهناك دعاء للفطار في شهر رمضان العظيم، ولكن لا يوجد دعاء مخصص للسحور، وهذا لا يعني أبداً أن لا يدعي المرء في سحوره، خاصة وأن


دعاء الصائم


لا ترد[3].

ورجح أهل العلم عدم وجود دعاء ثابت للسحور لأن وقت السحر الذي أشتق منه اسم السحور هو وقت لاستجابة الدعاء، فيسمي العبد بسم الله ويدعوا ما استحب لقلبه وما تمناه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم” ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى الثلث الأخير من الليل ويقول تبارك وتعالى””من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له””[4].

بمعنى أن وقت السحر في أي يوم في العام هو وقت لاستجابة الدعاء يمكن للعبد أن يدعوا الله بالبركة في العمر والبركة في الرزق والبركة في الذرية والمال، ويقول العلماء أن يجب على المرء أن يغتنم السحر في شهر رمضان فهو أعظم من كل أيام العام، بتلاوة القرآن والاستغفار وما أعظم القيام، فيقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز سورة الغسراء آية 78 ” أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”.

والسحر هو سهام القدر، قد يغير الله حال عبد من شقي لسعيد بدعائه لنفسه، فالله تبارك وتعالى يحب أن يسمع صوت عباده ولا يردهم خائبين ويراضيهم وهناك


أدعية يقولها الصائم عند السحور


جميلة ترفع البلاء وتنقي القلب وتطهر النفس،” ربي لا تجعلني بدعائك شقياً وكن بي حفياً رحيم رؤوف يا عظيم العطاء يا حنان يا منان، رب توب علي من خطايايات وطهرني من الذنوب”

اللهم أعني على حسن الصيام وحسن القيام وحسن الاستغفار اللهم تقبلني من التائبين العائدين إليك بقلب سليم، اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همي ولا مبلغ علمي، وأجعلني في الاخرة من المقبولين وأجعل لي شربة هنيئة مريئة من يد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

اللهم اسألك الفرج من كل كرب، والسعة من كل ضيق، اللهم اغفر لي كل ذنب وكل خطيئة، وأجعلني نقياً تائباً مقبول، اللهي أنت تسمعني وتعلم ما يخفي صدري فعليك بضيق قلبي يا مفرج الهموم يا رحيم.

يا من قلت أدعوني استجب لكم جئت إليك معترفاً بذنبي متزللاً إليك معترف بضعفي وقلة حيلتي مؤمناً بالله وبقدره وملائكته ورسله، يا غافر الذنب يا قابل التوب اغفر ل وأرحمني وأسترني ونجني من نفسي ومن زلاتي ومن وساوس الشيطان.

كما يجب أن يقول العبد عن تناول طعام السحور بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وأطعمنا خيراً منه، وبارك لنا فيه وزدنا منه، كما يقول عند انتهائه من الطعام الحمد لله الذي أطعمنا ورزقنا من غير حول لنا ولا قوة فلك الحمد يا الله حمداً كثيراً طيباً مبارك فيه.

دعاء الصيام

يقصد بدعاء الصيام، هو الدعاء الذي يقوله المرء عند نهاية صومة، ويكون مكانة هذا الدعاء كبيرة في الحسنات، ومثابته لا مثيل لها، إذ يكون العبد أحوج لرشفة ماء أو تناول الطعام، بعد أنقطاع دام قرابة النصف يوم وأكثر أبتغاء لمرضاة الله عز وجل، فتكون فرحته بصيامه، وهو يدعي ربه الذي أطعمه وآمنه ومن عليه بنعمة الصيام والإفطار[1][2].

يقول العبد عند فطره بعد صيامه، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرك وعليك توكلت وبك أمنت””ذهب الظمأ وأبتلك العروق وثبت الأجر إن شاء الله”، كما يمكن للصائم أن يدعوا قبل فطره أي دعوة في خاطره، فدعاء الصائم بأذن الله لا يرد بأذن الله.
ولكن كما ذكرنا فالارجح النية في القلب، وقد يحدث أحياناً سوء فهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له”، فالمقصد النية والنية محلها القلب وهذا أمر متفق عليه، ولكن لا مشكلة في وقل الدعاء ولا يعد بدعة فكل أمر ذكر فيه الله دون رياء ولا أبتغاء سمعة فهو خير وزيادته أمر جميل.

دعاء نية الصيام

يتسائل الكثير من المسلمين عن دعاء نية الصيام، ويظن البعض أن يجب التلفظ به، وقول اللهم إني نويت الصيام، ولكن في الواقع هذا أمر شائع، فالنية محلها القلب، ولا يجوز التلفظ بها باللسام، حيث يقول الإمام بن تيمية” من خطر في قلبه أنه صائم غداً فقد نوى”[5].
أما هناك فريق أخر من العلماء يقول أن هناك دعاء يفضل أن يقوله العبد في اول ليلة من ليالي الصيام، بعقد النية على الصوم للشهر كاملاً، حيث يتقبله الله تعالى حتى وإن تعذر أن توفى فهو يحتسب له الأجر، إذ يقول العبد” اللهم إني نويت أن أصوم شهر رمضان كاملاً لوجهك الكريم، إيمانا واحتسابا، فاللهم تقبله مني واجعل صومي مقبول وذنبي مغفور”

دعاء الصباح

الدعاء من أحب الاعمال لله عز وجل، كما إنه من أجمل العبادات للمؤمن، فهو يتوكل على الله، ويدعوه بكل ما في خاطره، إذ أن الدعاء هو الدليل على أن لا سبيل ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصباح هو بداية جديدة لكل فرد، يمكن أن يبدأ فيه حياة جديدة وأعمال جديدة، لذا فمن المستحب أن يبدأ العبد يومه بسم الله، ثم يقول “اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور” ثم يدعوا الله “اللهم إني اسألك العفو والعافية، والستر والبركة، اللهم عافني في بدني وفي ديني وفي أهلي وذريتي، ربي اسألك العفاف والغنى والتقوى، اللهم لا تجعلني ظالم ولا مظلوم، ولا تكلني لنفسي طرفة عين، اللهي استعيذ بك من كل شر ومن كل سوء ومن كل أمر أجهله وتعلمه، اللهم أمني وسلمني وراضني وأرضى عني” يتبعها بعد ذلك بأذكار الصباح وهذا أفضل دعاء وذكر يحفظ المرء في نهاره إلى أن يقول أذكار المساء.

أدعية مستحبة في شهر رمضان

شهر رمضان شهر مخصوص بالبركة والبر، فكل الحسنات فيها مضاعفة، وفيه الأجر ثابت بأذن الله كما أنه شهر صلة الرحم والتوبة والغفران وأطعام المساكين والشعور بالجيران والأخوة، وهناك الكثير من الأشخاص التي تخصص

ادعية لأيام شهر رمضان


،

تتمثل فيها أمانيها ورغباتها، طامعين في عفو الله وكرمه وعطائه.

خير ما يدعي به المرء لنفسه، في شهر رمضان هي ما خص الله بها الشهر الكريم، فأوله الرحمة وأوسطه المغفرة وأخره العتق من النيران لذا يقول العبد:
  • اللهم أجرنا من النار وعذاب النار.
  • اللهم أغفر لنا ما تقدم وما تأخر من ذنب.
  • اللهم يا علي يا قدير برحمتك استغيث فغفر لي ذنوبي واستر عيوبي وتقلبني من التائبين.
  • اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ومن علينا بالبركة والتوبة والمغفرة.

كما يجب أن يدعم العبد دعائه بالعمل الصالح فالله تعالى يحب المتصدقين، وشهر رمضان خير شهر يساعد فيه الناس بعضهم البعض، فكانت دوماً


اعمال الصحابة في رمضان


طيبة ومضاعفة، فهو شهر الغنائم وخير غنائمه الخروج منه لا ذنوب، ومن أحب


اعمال ايام شهر رمضان


افطار صام وستر مسلم، والصدقة الصدقة، والتهجد والصيام والقيام وصلة الرحم وبر الوالدين.