حياة روربرت نويس العملية
كان يعمل روبرت نويس مهندس أبحاث بشركة تسمى فيلكو بولاية فيلادلفيا، لمدة ثلاث سنوات ثم قدم أستقالته بعدها، وفي عام 1956 انضم للعمل في مختبر (شوكلي) المتخصص بأشباه النواقل في ولاية كاليفورنيا.
وأستمر للعمل به فترة وبعد ذلك استقال منه، وكان قرار أستقالته ليس قرار خاص به وحده فقد قام 7 من زملائه بتقديم الأستقالة مثله، وذلك بسبب المشاكل التي مواجهتهم مع إدارة المختبر فاطلق عليهم المختبر الثمانية الخائنين.
كانت شخصيته تتصف بالعزم، فبرغم المعقبات التي واجهت ربوبرت نويس لم يستسلم للسلبيات التي كانت سبب تكرار أسقالته في فترات متقاربة في بداية حياته المهنية، في بداية حياته أعتمد على روح الفريق والعمل الجماعي فقد عمل مع زملائه واتحدوا لكي يقنعوا شركة فيرتشايلد بفكرة تأسيس شركة إلكترونيه
لأشباه الموصلات
.
أول
اختراع لروبرت نويس
كانت أول بوادر نجاحه وأضافته في عالم التكنولوجيا بدايتها في شركة فيرتشايلد لأشباه النواقل، وكانت أضافته هي المشاركة في إنتاج الترانزستور، وابتكارات أخرى التي أساس صناعتها هي رقائق السيليكون، التي تعتبر تمهد الطريق لروبرت نويس لكي يخترع رقاقات الدوائر الكاملة.
وكان الابتكار بدايته من العناصر الأخرى المجمعة على رقاقات من سيليكون كبيرة، حيث قام روبرت نويس بقص مكونات من الرقاقة ثم قام بربطتها فيما بعد بالمكونات الفردية في الأسلاك، وقتها وجد نويس صعوبة في اللحام بسبب زيادة عدد في الوصلات المساحات بينهم أصبحت أصغر، حاول حل المشكلة فوجد أن قطع الرقاقة غير ضروري وقرر أن يجرب إذا كان يمكنه تصنيع دائرة كاملة مع الترانزستورات والمقاومات وعلى رقاقة سيليكون واحدة، فنجحت التجربة وظهرت الدائرة المتكاملة على رقاقة واحدة.
كانت رقائق الدوائر الكاملة بمثابة ثورة كبيرة في مجال أجهزة الكمبيوتر الشخصية فهي أساس تطورها، وبالتالي كان يستحق عن جدارة بعدها نيْل براءة اختراع مع جاك كيلبي عن أختراع رقاقة الدوائر المتكاملة، فبادرت أكبر شركات التكنولوجيا في ذلك الوقت للاستعانة بها وتطوير أنتاج شركاتهم.
تأسيس إنتل
كانت البداية لشركة إنتل في عام 1968، قرر روبرت نويس و زميله جوردون مور ترك شركة فيرتشايلد المتخصصة في أشباه الموصلات بعد التخطيط لإنشاء شركة خاصة بهم، وبعدها قرر أندرو جروف الانضمام لهم ويكون شريكاً في شركتهم.
وبدء العمل في تأسيس شركة متخصصة للإلكترونيات أسمها “إنتل”. كانوا يعملون سوياً كفريق مترابط متكامل، كل فرد له دوره المؤثر في بناء كيان الشركة بشكل سليم، فقد كان دور روبرت نويس هو الرؤية الملهمة، ودور مور هو الأبداع في مجال التكنولوجيا، ودور أندرو هو الجانب التقني والإدارة العملية لشركتهم الناشئة.
وخلال فترة قصيرة بالعمل الجاد للفريق قدرت الشركة عام 1971 على تقديم أختراع غير مسبوق النظير في مجالهم التكنولوجي، وهو أول معالج تجاري على رقاقة سيليكون واحدة في العالم، بالإضافة إلى رقاقات تخزين ومعالجة البيانات، ونجحت الشركة نجاحاً مبهراً فاعتبرت شركة إلكترونيات متكاملة متخصصة بإنتاج رقاقات ومعالجات الكمبيوتر وذلك في فترة وجيزة لا تتعدى الثلاث سنوات، في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا.
اعتبرت رقاقات تخزين ومعالجة المعلومات من الاختراعات الأساسية التي تمثل جزء من العوامل المساعدة في تطور التقنيات الحديثة، تطورت شركة إنتل واستمرت في النجاح إلى أن أصبحت الشركة هي المنتج الرئيسي للرقائق المعالجات الدقيقة.
كان يعمل روبرت نويس بالشركة كرئيس لها وأستمر في عمله الإداري حتى عام 1975 وبعد ذلك وصل لمكانة كبيرة فصار رئيساً لاتحاد صناعة أشباه الموصلات (SIA) في عام 1978.
كان سر من أسرار نجاح إدارة روبرت نويس بالشركة، هي سياسته المرنة الذكية في التعامل مع الموظفين، فقد كان قائداً وليس مديراً نمطياً يعطي الأوامر والتعليمات ويتعسف في تعامله معهم، وقيادته كانت روح لفريق العمل التي سببت وجود ألفة وشعور الموظفين بالانتماء للشركة.
مما عمل على شعورهم بمشاعر إيجابية بالعمل مما أدى إلى زيادة أنتاجيتهم ونجاحهم في أداء مهامهم بالجودة المطلوبة، فأصبح بذلك مديراً محط للأنظار من قبل الشركات الأخرى التي تعتمد على ثقافة ثابتة في أسلوب الإدارة، والذي هو عكس إدارة نويس التي جعلت موظفيه يشعرون أنهم عائلة متحدة.
وظهرت مرونة إدارته في منح الموظفين الفرص، ووضع نظام واضح للمكافآت لجعله حافزاً لكل موظف لزيادة الإنتاجية، وبطريقته الذكية شجع روح العمل الجماعي، ويحاول جاهداً على تقديم الدعم لكل الموظفين بكل الأشكال الممكنة، فقد كان يركز على شعور الموظفين بالراحة في بيئة العمل فأصبح مديراً مختلف مصدر للإلهام لكل المديرين للشركة من بعده.
إنجازات روبرت نويس
كانت حياة روبرت نويس حياة مليئة بالإنجازات فقدم للبشرية تطوراً فارقاً في حياتنا اليومية، وتمثل في أكثر من 16 براءة اختراع، فحصل على عدد من الجوائز والتكريمات العظيمة:
-
ففي عام 1987 أعطاه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ميدالية علمية وطنية تعتبر الأعلى في مجال التكنولوجيا.
-
ودخل إلى البيت الأبيض بقاعة المشاهير بتصريح من جورج بوش رئيس أمريكا الأسبق في عام 1989.
-
وفي عام 1990، حصل روبرت نويس على وسام الإنجاز مدى الحياة وليس وحده بل برفقة زميلاه جاك كيلبي وجون باردين.
-
رغم إنجازاته المهنية، أصبح بطلاً في الغوص عام 1979.
وفاة روبرت نويس
في عام 1990 توفى روبرت نويس بعمر 63 عاماً تقريباً، بسبب أزمة قلبية، وترك لنا حياة مؤثرة، تعد من سير الحياة الملهمة بعد أن ترك منهجاً للحياة، بالإضافة إلى الكثير من الإنجازات، وبراءات الاختراع.[1]