هل لـ ” الأم أجر في تربية الأبناء ؟ “
هل تؤجر الأم على تربية أبنائها
جاءت أم سلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت ” يا رسول الله هل لي من أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا، إنما هم بني؟ قال رسول الله : لك أجر ما أنفقت عليهم.
وإذا قامت المرأة بالإهتمام برعاية أولادها وتربيتهم تربية حسنة فإن لها أجر عظيم بالإضافة إلى
أجر الأم على الرضاعة
فإنها تؤجر على مجهودها.
وتعليم الأبناء هو أمر بالغ الأهمية ويجب تعليمهم أمور الدين وما يلزمهم من العلوم الشرعية والقرآن.[1]
دور الأم في تربية الأبناء
إنه من الواجب على كل أب وأم مسلمين أن يهتموا بالتربية الدينية والشرعية لأبنائهم ولا يقتصر اهتمامهم على تغذية أبنائهم فقط.
- يجب توجية الأولاد للخير والعمل على إرشادهم دائما نحو أسباب النجاة وذلك عن طريق تعليمهم وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة والسلوكيات الحسنة.
- الاهتمام بتعليمهم قراءة القرآن الكريم وتدبر معانية والإستفادة من ذلك في الحياة اليومية.
- ترغيب الأولاد في مصاحبة الأخيار والبعد عن أصدقاء السوء لأن ذلك يساعد على تقوية سلوكياتهم الإيجابية ويضمن صلاح القلوب.
- الإهتمام بتعليم الأبناء ما ينفعهم في الدنيا والآخرة مع توجيههم لما فيه الخير، الغذاء مفيد لصلاح الأبدان والتربية الدينية مفيدة لصلاح القلوب.[2]
-
يجب أن تكون الأم في علاقة عاطفية قوية مع الطفل.
حيث تعتبر الأم أول شخص يتعرف عليه الطفل ويحاول التواصل معه خاصة بعد الولادة، فالأم هي مصدر الحنان وهي من تقدم الرعاية لطفلها والطريقة التي تتعامل بها مع طفلها في السنوات الأولى وتؤثر كثيرا على نفسية وسلوكيات الطفل ويتضح ذلك كثيرا في البيئة العاطفية والاجتماعية التي يعيش فيها الطفل. -
توفير بيئة مناسبة لتطوير نمو الطفل.
حيث تعتبر الأمهات مسؤولة عن البيئة التي يعيش فيها الطفل ويجب عليها توفير بيئة مناسبة له لكي ينمو بشكل صحي وسليم وتوفير مساحة كافية له للإبداع والحركة واللعب وتنمية مهاراته. -
تطوير الطفل السلوكي.
لاشك أن الأم هي أكثر من تعرف طفلها عن أي شخص أخر، فهي من تلاحظ تطور سلوكيات طفلها فهي تراقب طفلها بإستمرار وتستمع إليه وتعرف ما يحدث له وما يفكر فيه. -
غرس الثقة والأمن.
تستطيع الأمهات أن تعلم طفلها معنى الثقة وكيف يصبح جدير بها وبمجرد تفهمة لهذه المعاني فإنه يستشعر الأمن العاطفي والدعم الذي يساعدة على أن يكون الأفضل. -
وجود الترابط الأسري.
تعتبر الأسرة هي العمود الفقري الذي تستند إليها العائلة، والأسرة المترابطة تكون أطفال إيجابية وسلوكهم سوي على عكس الأسر التي تكثر بها الصراعات والنزاعات تظهر مشاكل نفسية عند الأطفال. -
أن تكون الأم لطيفة ومهتمة بطفلها.
إذا كانت الأم لطيفة مع طفلها وتهتم به في سلوكياته وأنشطته اليومية فإن ذلك يجعلها محبوبة من طفلها ويبقى له تأثير إيجابي عليه حتى عند الكبر. -
تعليم الطفل الإيجابية.
لابد أن تعلم الأم الطفل أن يتعامل دائما مع المواقف التي تقابله بشكل إيجابي حيث يمكنها أن تناقش معه مشاكلة وتشرح له كيف يمكن علاجها. -
تعليم الأبناء الانضباط في الحياة.
يجب على الأم أن تساعد طفلها في الحفاظ على نمط حياته في مراحله الأولى حتى يكون قادرا بعد ذلك على إدارة شؤونه بشكل يتبع نمط الروتين اليومي براحة وسهولة. - دعم الطفل على النمو بشكل صحي.[3]
أضرار ابتعاد الأم عن تربية أبنائها وتركها للخدم
قد يحدث ضررا بالغا من ترك تربية الأبناء للخدم وخاصة إذا كان الخدم غير مسلمين لأنه من المهم جدا أن تتولى الأم عملية تربية أبنائها وتشملهم بحنانها وعطفها عليهم.
مادام الزوج قادر على أمور المنزل المادية فإنه لا داعي لعمل المرأة والأولى لها مراعاة أبنائها أما إذا كانت قادرة على التوفيق بين الأمرين فإن الأمر يرجع لها ولكن المهم أن تهتم بتربية الأبناء وتوجيههم لما فيه الخير وتقديم ذلك على أي وظيفة أو عمل أخر.
ورعاية الأبناء أهم من أي وظيفة مهما كانت تدر الكثير من الأموال.[4]
من الجيد أن تكوني دائما في المنزل عندما يحتاج اليك طفلك فهذا أفضل لكما بدلا من أن تكوني في حجرة عمل بعيدة عنهم وعن رؤية تطور سلوكياتهم.
وتشعر كثير من الأمهات الغير عاملات عند الإعتماد على كونهم ربة منزل بأنهم محاصرين وليس لديهم الوقت لأنفسهم ولذلك فإنه يجب عليكي أن تعلمي أهمية الوقت الذي تقضيه مع أطفالك، كما يجب أن تأخذي قسط من النوم للحصول على الراحة الكافية بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن وصحي والقيام بتمارين الإسترخاء.
وجودك بالمنزل مع طفلك يشعرك بأنك لست وحيدة فأنت وطفلك في هذه الحالة لن تعاني من الوحدة أبدا فأنتم معا دائما ولكن يجب أن يكون لذلك حدود حتى يستطيع الطفل أن يتركك ويذهب إلى الحضانة أو المدرسة دون أن يشعر بفقدانك.
نصائح للأبوة والأمومة
لا يجب أن يكون الأباء الجيدون أشخاص مثاليين فلا يوجد أحد كامل كما لا يوجد طفل كامل أو مثالي أيضا.
أما الأباء الجيدون هم الذين يسعون لإتخاذ القرارات الصحيحة التي تتوافق مع مصلحة الطفل.
لذلك يجب وضع معايير لنا كأباء ثم وضع معايير لأطفالنا لأن الأباء هم قدوة الأطفال، ومن أهم النصائح التي تجعلك أم أو أب جيد ما يلي:
-
أن يكون الأباء قدوة جيدة.
حيث أنه لا عليك أن تخبر الأبناء ما يجب عليهم فعله ولكن عليك أن تقدم لهم السلوكيات الصحيحة وتدعمها بتصرفاتك، وحينما تقوم بفعلها بنفسك إنهم يقلدونك ويحذو حذوك، لأن الأطفال يشاهدون ما يقوم الأبناء بفعلة بعناية شديدة لذلك كن الشخص الذي تود أن يكون طفلك عليه وإحترم سلوكيات طفلك وأظهر له التعاطف والمشاعر الإيجابية والسلوك الإيجابي في المواقف حتى يسير على نهجك. -
أظهر حبك لهم.
يمكنك إظهار الحب من خلال الإحتضان أو التقبيل أو الإستماع إلى أحاديثه ومشكلاته بعناية حيث أن إظهار أفعال الحب تؤدي إلى إطلاق هرمون السعادة فتأثر إيجابي على الناحية النفسية للطفل .
ويصبح طفل سوي غير معقد نفسيا وتعطي له إحساس بالدفئ العاطفي والهدوء والرضا بالإضافة إلى أنه تقوي علاقتك بطفلك. -
امنح طفلك تجارب إيجابية وسلبية.
حتى توفر على طفلك مجهود كبير امنحه تجاربك الإيجابية التي يستطيع أن يطورها بنفسه وامنحه أيضا تجاربك السلبية حتى يتعلموا كيف يتعاملوا مع المواقف المختلفة ويظهر عندهم الانضباط السلوكي. -
تقبل طفلك وكن ملاذا له.
دع طفلك يشعر بوجودك دائما وانك ملاذ أمن له بالإضافة إلى دعمه دائما كفرد حتى يستطيع أن ينمي مهاراته الإجتماعية ويتمتع بصحة عقلية أفضل. -
التواصل الجيد مع طفلك.
يعني بالتواصل مع طفلك هو حسن الإصغاء إليه حين يتحدث، وتحدث معه أيضا حتى يشهر بالإهتمام، كما يساعدك ذلك على الإستمتاع بعلاقة أفضل مع طفلك وسيكون لهذا التواصل تأثير إيجابي عميق على تفكيره مما يساعده على تكوين شخصية سوية بدون أي تعقيدات نفسية أو نوبات صرع. -
خصص وقت للراحة.
من الجيد أن توفر الوقت لنفسك للراحة والاسترخاء حتى تستطيع أن تحافظ على صحتك و سلامتك الجسدية والعقلية.[5]