هل تعلم ” لماذا وصف القرآن بالكريم ؟ “
معنى
القرآن
الكريم
معنى القرآن في اللغة أنه: المصدر من قرأ يقرأ، ومعناها تلا، فيكون من باب إطلاق المصدر وقصد مفعوله، فالقرآن بمعنى مقروء أي متلو، وقيل كذلك أنه: المصدر من قرأ ومعناها جمع، فيكون من إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل، أي: قارئ بمعنى جامع، ولا مشكلة في الجمع بين الرأيين.
وقد قال الله عز وجل: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) [القيامة: 17، 18]، أي: قراءته. [1]
وصف القرآن بالكريم
منذ أن
ابتدأ نزول القرآن الكريم
وهو مصحوب بكلمة الكريم، وهي تكون نعت للقرآن المعرفة إذ تطابقت معها في التعريف، وكذلك تطابقان في التنكير، في قوله عز وجل: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) {الواقعة:77}.
في حين أن التعريف بأل فقط لا يدل على التفضيل، حتى يتوهم التعارض بينه وبين وصف الله (بالأكرم)، وفي قوله عز وجل: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) {العلق:3}، فالقرآن لم يتم وصفه بالتفضيل، كما أن الله تعالى قد وُصف بالأكرم، فتلك العبارة تُشير إلى التفضيل، ومن الممكن أن تكون بمعنى الكريم.
إذ جاء في الأسماء والصفات للبيهقي ما يلي: ومنها: الأكرم “قال الله عز وجل: {وربك الأكرم} [العلق: 3] ورويناه في خبر الأسامي، عن عبد العزيز بن الحصين، قال أبو سليمان: هو أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله فيه نظير، وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم، كما جاء الأعز بمعنى العزيز.
ونظرًا لأن القرآن من كلام المولى عز وجل، وكلامه من صفاته، والله عز وجل من صفاته (الأعز الأكرم) سبحانه وتعالى، فلذلك يُقال عن القرآن إنه كريم. [2]
أوصاف
القرآن
الكريم
-
أحسنَ الحديث:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ) [الزُّمر: 23]. -
قصصُه أحسنَ القصص:
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ) [يوسف: 3]. -
لا عوجَ فيه:
والذي يتبعها يكون على حق، وذلك هو وصف القرآن الذي جاء في قوله تعالى: (الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا) [الكهف: 1، 2]، إذ أنه كتاب لا يوجد به عوج إطلاقًا، لا من ناحية الألفاظ، ولا من المعاني، وكلامه كله صادق، ووصف بموضع آخر بقوله عز وجل: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) [الزُّمر: 28]. -
صدق وعدل:
في قوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) [الأنعام: 115]، والقرآن كلمة الله عز وجل.[3]
أكثر أوصاف القرآن الكريم التي ذكرت
على مدار
مراحل نزول القران الكريم
قد آتى وصف القرآن الكريم بنصوص الوحي على كونه هدى، شفاء، رحمة، موعظة، وغيرها من الأوصاف وجميع تلك الأوصاف كان إتيانها يدل على معاني القرآن الكريم، ومن أكثر الصفات التي تم ذكرها هي أن القرآن هدى إذ جاء اللفظ في الكثير من الآيات بالسور المختلفة ومنها التالي: [4]
- قوله عز وجل: (هَذَا هُدًى) {الجاثية : 11}.
- قوله عز وجل: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) {البقرة: 2}.
- قوله عز وجل: (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) {النمل: 2 }.
- قوله عز وجل: (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) {لقمان: 3}.
- قوله عز وجل: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) {فصلت: 44}.
- قوله عز وجل: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ) {الأنعام: 88}.
- قوله عز وجل: (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) {البقرة: 185}.
- قوله عز وجل: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) {الأعراف: 52}.
فقد تم وصفه بالهدى في تلك الآيات وبغيرها إذ أنه يهدي الناس ويقوم بإرشادهم لطريق الحق ويضئ قلوبهم بضوء الإيمان والعلم، فيسعدون به في الدنيا والآخرة.
كيف
وصف
الله تعالى
القرآن
الكريم
القرآن له العديد من الأوصاف، ومن الجدير بالذكر أن أوصاف الشيء تزيد إذا زادت منافعه، والبشرية لا تمتلك شيء أنفع من القرآن، في حين أن أكثر الخلق لا يدركون: (لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 24]، ومن تلك الأوصاف أنه (فرقان)، وفي عدة أحاديث أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الفرقان العظيم، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1].
وتم وصفه بذلك لأنه نزل مُفرقًا، ولم ينزل مرة واحدة كما تم نزول التوراة والإنجيل، وفي ذلك يقول الله عز وجل: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) [الإسراء: 106] فعلل الله تعالى كونه قرآنا حتى يقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم على الناس، وكان تعليل الله عز وجل لتفريق نزول القرآن لكي يقوم الناس بقراءته على مكث، بحيث تصبح كلماته ومعانيه أكثر ثباتًا في قلوب الأشخاص مما لو نزل عليهم دفعة واحدة.
وتتمثل فوائد نزول القرآن مفرقًا في: [5]
- ثبات قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بقصص من سبقوه، ولكي يصبر بأخبار الصابرين، ويتسلى بآيات النصر المبين (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان: 32].
- حتى يرد على شبهات اليهود والمشركين، وكشف أصحابها، وذلك كثير في القرآن (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان: 33]، ومعناها: لا يأتونك بشبهة أو بسؤال عجيب من أسئلتهم إلا أتيناك بالجواب الحق الذي لا محيد عنه، وبما هو أحسن معنى ومؤدى منه.
- لكي يتدرج في الأوامر والنواهي، حتى لا تكون ثقيلة على الأشخاص، وذلك من رحمة الله تعالى على عباده، وزيادة حبهم في الإيمان.
وقد تم تسميته بالفرقان لتفريقه ما بين الحق والباطل، ومن ذلك المعنى قول الله عز وجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]، ومن الجدير بالذكر أن
أول من سمى القرآن بالمصحف
أبو بكر الصديق.
وصف القرآن
بانه نور
قد قال الله عز وجل عن القرآن أنه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) [النساء: 174]، كما أنه سبحانه تعالى قام بوصف نفسه بأنه نور: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [النور: 35]، وأن حجابه عز وجل نور وكلامه نور. [6]
فضل
القرآن
الكريم
إن حامل القرآن يكون من أهل اللّه وخاصّته، فعن أنس بن مالك أنه قال: “قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ للّه أهلين من النّاس، قالوا يا رسول اللّه من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل اللّه وخاصته” صحيح ابن ماجه (179)، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخير والرفعة في من تعلم القرآن وقام بتعليمه، فقال: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ” صحيح البخاري، و”إنّ اللّه تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين” صحيح الجامع.
وذلك يتم إحساسه ومشاهدته بين الأشخاص، ويأتي القرآن ليشفع إلى أصحابه بيوم القيامة، ويجعلهم مع السفرة الكرام البررة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران” صحيح مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له، مع السّفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران” (متفق عليه)، أما من انشغل عن الدنيا بالقرآن فيعوضه اللّه أفضل مما تركه، ومن لا يوجد بقلبه شيء من القرآن كان مثل البيت الخراب. [7]