دعاء ” اللهم اجمع بينهما في الخير “

يعد دعاء للعروس ” اللهم اجمع بينهما في الخير “، من خير ما قيل للمباركة للعروس، والزواج أحد المناسبات الإسلامية التي تتوج بطابع ديني في علاقات الرجل والمرأة، حتى تصبح العلاقة بغطاء شرعي، والتي يسبغ عليها الإسلام طابع ديني، لتخرج العلاقة من مجرد مشاعر ورغبات إلى حياة وأسرة نواة للمجتمع ككل.

وكما هي العادة جرت أن لكل باب في الحياة يكن الإسلام والدين جزء منها أو طابع يتركه فيها، كان كذلك هناك دعاء للعروس ” اللهم اجمع بينهما في الخير ” ولهذا الدعاء أصل وهو في حديث سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ.

ويعد هذا الدعاء

دعاء اللهم اجمع بينهما في الخير

شامل لعدة معاني هامة، متناسبة مع الحالة أو موافقة لها مؤكدة عليها في المعنى والمضمون، وتبدأ المباركة بالدعاء بكلمة بارك الله لكم ، وهي دعوة بالبركة، والتي تعد من أهم ما يحتاج له الزوجان في بداية حياتهما حيث يجمع بيت بين شخصان غريبان عن بعضهما مختلفان الأذواق والطباع والأفكار، ويحتاجون لحدوث الألفة والتفاهم إلى البركة.

أما الجزء الثاني من الدعاء وجمع بينكما في خير، هو دعوة عامة وشاملة للزوجين أن يجتمعا دائمًا على الخير وفي الخير، والخير جاءت هنا نكرة بدون تعريف لتكون كلمة عامة لا تخصيص فيها لنوع خير معين ومحدد، تشمل خير الدنيا ومتاعها، وخير الآخرة وجزاءها، وكل أنواع الخير التي ترد على خاطر وفهم المستمع.

أما فيما يخص الدعاء الذي يقوله المتزوج عندما تزف له المرأة التي أصبحت زوجته هو اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه، و هو كما ورد في الحديث جاء في سنن أبي داود عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً، أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ.

وهذا الدعاء أيضاً يشتمل على عدة معاني، أولها دعاء الشخص لنفسه في كل أمر، ودعاءه في الأمور السارة حيث لا يقتصر الدعاء على ما أهمه أو أحزنه، أو على الابتلاءات فقط، ويشير الدعاء إلى أن الإنسان عامة جبل على أمور بالفكرة وكذلك المرأة جبلت على أمور خير فيسأل الزوج ربه أن يعطيه خير ما جبلت عليه، ويستعيذ به من شر ما جبلت عليه.

ومن خير ما جبلت عليه المرأة كمثال لذلك حب الزينة، وسؤال الرجل أن يؤتى خير زوجته في أمر الزينة، وهو من أهم ما يميز النساء، وجزء مما يحبه الرجل في زوجته، كما أنه من شر أمورها إن كان التزين لغير المحارم فيكون هو بعينه شر ما جبلت عليه، وغيرها من الأمثلة.

وكما لأغلب مناحي الحياة أداب على المسلم مراعاتها فإن كذلك للدعاء أداب على المسلم أن يراعيها، لا سيما إن كان الدعاء في أمور بها من السرور، ما يستوجب الانتباه ومراعاة الآداب. [1]

شرح حديث بارَكَ اللَّهُ لَكَ وبارَكَ علَيكَ وجمعَ بَينَكُما في خيرٍ

في شرح الحديث الذي ورد فيه دعاء للعروس ” اللهم اجمع بينهما في الخير “، وهو نوع من

عبارات تهنئة للعروس قصيرة

حيث كان أهل الجاهلية، وقبل ظهور الإسلام، عند الكفار إذا تزوج أحدهم وأرادوا أن يباركوا له ويهنئونه، على هذا الزواج فإنهم يقولون له بالرفاء والبنين.

وكانت تلك العبارات المتداولة بينهم في ذلك الوقت، نوع من المباركة والتهنئة المتعارف عليها بينهم بشكل عام قبل الإسلام، حتى جاء الإسلام مقدمًا لهم ما يخالف ذلك وهو أفضل من تلك العبارات، وهو دعاء مليء بالخير والبركات للزوجين معًا، وهو حديث به دعاء البركة لهما وعليهما، وأن يجمع الله بينهما في الخير والعافية والسعادة ، والصحة، وطاعة الله، والبركة، وحسن المعاشرة، وطيب الحياة.

أجمل عبارات التهنئة للعروس

يعد دعاء للعروس ” اللهم اجمع بينهما في الخير ” ، هو من أجمل عبارات التهنئة التي يمكن أن يقدمها المهنئين للأزواج، و هناك أيضاً عبارات أخر. تهنئة يمكن استخدامها، مثل

ألف مبروك لأجمل عروسين.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
مبارك لأحلى عروس.
ربي يجعل جمعتكم في الخير.
أسأل الله أن يبارك لكما ورزقكما من الخير كله.
مبارك عليكم جمعتكم في الحلال.
اللهم اجعلنا متحابين فيك، وارزقنا حب يدوم لاخر العمر.
اللهم اجعل في وجه كريمتنا نور الجوهرة.
اللهم ارزقهم بالأبناء الصالحين.
اللهم افتح عليهم من خيرات السماء والبركات.
اللهم اجعل في كل يوم من أيامهم بركة وسعادة.
مبروك ملكة متوجة على عرش حياتك، أدام الله الحب بينكما.
أحباب إلى الأبد إن شاء الله.
اللهم لا تحرمهم برمة الحلال، واكتب لهم السعادة والمودة الدائمة.
اللهم ارزقهم بيت مليء بالحب والرحمة، والود، والوئام د، والسعادة.
اللهم اجعلهما متحابين في طاعتك.

آيات وأحاديث الزواج

وكما أن للزواج نصيب من دعاء للعروس ” اللهم اجمع بينهما في الخير “، كذلك فإن لكثير من الخير الذي يمر بحياة الناس، ومن مناسباتهم نصيب من الذكر سواء في آيات القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، كان للزواج نصيب من الذكر أيضاً ومن تلك الآيات والأحاديث التي يجمل ذكرها الآتي

سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36].
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1].
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]،

أما عن الأحاديث التي تخص الزواج، وتحببه إلى الشباب، وتدعوا إليه ، على اعتبار الفضائل التي تعود على المجتمع ككل من الزواج، وعلى الفرد نفسه يمكن ذكر ما يلي:

روى البخاري (5066) ومسلم (1400) عن ابن مسعود قَالَ : ” كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ).
هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) . [2]