لماذا تتغير رائحة فم الصائم
إن الصيام بالرغم من فوائده الكثيرة، إلا أنه بالطبع يسبب رائحة كريهة في الفم، وهذه الرائحة قد حدثنا عنها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف” والذي نفس محمدًا بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان هذا الحديث يدل على أن الصيام يقرب العبد من ربه أقرب من قرب المسك إلينا، إلا أن فيه أيضًا فيه إخبار أن الصوم ينتج عنه رائحة ليست محببة في الفم، وهذه الرائحة مرتبطة بالصيام وأيضًا بأنظمة الصيام المتقطع ونظام الكيتو التي تستخدم لفقدان الوزن، وهذه الأنظمة معروفة بقدرتها على تخليص الجسم من السموم والمساعدة في حرق الدهون وزيادة التركيز بدرجة كبيرة ، لكن أحد آثارها هو رائحة الفم الكريهة فهل تلك الرائحة علامة على أن وجود أضرار للصوم؟ أم أنها علامة جيد؟
لماذا تتغير رائحة فم الصائم
في الواقع إن رائحة الفم الكريهة هي علامة على أن الصوم يؤتي ثماره من ناحية فوائده للجسم، فنفس الصائم يكون مليء بالكيتون” وهو يعطي رائحة تشبه رائحة بعض الفواكه المخمرة، فعند انهيار دهون الجسم تطلق الكيتونات وهي عبارة عن مركب جسدي غازي.
وتأتي رائحة الفم الكريهة بشكل خاص من تحلل البروتينات إلى أحماض أمينية وفضلات منتجات تسمى مركبات الكبريت المتطايرة (VLC)، وهذه المركبات هي روائح رائحة الفم الكريهة.
وعلى الرغم من أن تلك الرائحة هي أمر روتيني يحدث مع الصيام لأنها علملية أيضية طبيعية ، إلا أنها تزداد لدى الأشخاص الذين ليس لديهم روتين صحي مناسب للأسنان.[1]
فقد يزيد من الرائحة الفم الكريهة في رمضان:
- سوء نظافة الفم وتراكم اللويحات البكتيرية وهي أحد أشهر أسباب رائحة الفم الكريهة، وأيضًا فإن البكتريا هي أحد أسباب تسوس الأسنان وأمراض اللثة، والتي تزيد بدورها من رائحة الفم الكريهة.
- سوء التغذية : فقد يؤدي تناول بعض الأغذية في فترات الإفطار إلى تفاقم الرائحة في أوقات الصيام، ومن تلك الأطعمة الثوم والبصل وبعض أنواع البهارات.
- جفاف الفم: إن جفاف الفم في فترة الصيام هو أحد الأسباب التي تزيد من سوء رائحة النفس.
- بعض مشاكل الجهاز الهضمي: وأيضًا مشاكل الجيوب الأنفية أو اضطرابات الأنف الأخرى قد تزيد من الرائحة.
- التدخين: خلال فترات الفترات سوف يؤدي إلى زيادة رائحة النفس الكريهة خلال ساعات الصوم.
نصائح لتخفيف رائحة الفم الكريهة في رمضان
كما ذكرنا فإن رائحة فم الصائم تأتي بالأساس نتيجة عملية الأيض الطبيعية التي تحدث داخل الجسم، فلا يمكن التخلص منها نهائيًا، لكن يمكن تخفيفها من خلال اتباع بعض النصائح التالية:
- نظف أسنانك جيدًا بالفرشاة والمعجون بعد السحور ولمدة دقيقتين على الأقل.
- نظف لسانك باستخدام كاشط اللسان أو فرشاة أسنان منفصلة.
- استخدم غسول الفم الخالي من الكحول بعد السحور.
- استخدم السواك عند كل صلاة.
- اشرب كثير من الماء عند الإفطار.
- قلل من التدخين وشرب مدرات البول مثل القهوة والشاي والصودا وجميع المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
فوائد السواك للصائم
إن كنت تبحث عن طريقة أمنة لتنظيف أسنانك في نهار رمضان فعليك باستخدام السواك، فهو سنة عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد أثبتت الدراسات أيضًا أن له فوائد كثيرة لا تعد ولا تحصى لصحة الأسنان لذلك يمكن اعتباره من الطب النبوي ،حيث أظهر عدد من الدراسات العلمية أن المسواك (Salvadora persica) يمتلك خصائص مضادة للجراثيم ، ومضادة للفطريات ومضادة للفيروسات ومضادة للتسرطن ومضادة للبلاك، وقد وجدت العديد من الدراسات أيضًا أن للسواك تأثيرات مضادة للأكسدة ومسكنات ومضادة للالتهابات.
كما أن استخدام السواك له تأثير فوري على تكوين اللعاب، أكدت العديد من الدراسات السريرية أن فعالية التطهير الميكانيكي والكيميائي لعصي السواك متساوية وفي بعض الأحيان أكبر بكثير من تلك الخاصة بفرشاة الأسنان.
السواك عبارة عن عصا مضغ تقليدية محضرة من جذور وأغصان وساق سلفادورا بيرسيكا والتي تسمى بشجرة الآراك، وقد تم استخدامها كطريقة طبيعية لتنظيف الأسنان في أجزاء كثيرة من العالم منذ آلاف السنين، كما تم صنع أول معجون أسنان في منتصف القرن التاسع عشر باستخدام أعواد السواك، وترجع فائدة السواك للعناصر النشطة الموجودة به، في حين أن معظم المطهرات الفموية مثل معاجين الأسنان ، وغسول الفم ، ومساحيق الأسنان ، تبني حملات إعلانية كاملة حول مكون أو اثنين فقط من المكونات الرئيسية مثل السيليكا ، يحتوي السواك على مجموعة من 19 مكونًا نشطًا تعزز بفعالية أسنانًا أقوى ، مع الحفاظ أيضًا على صحة الفم، وهذه المواد تشمل:
- قلويدات – سلفادور ، تريميثيلامين – وهي لها تأثير مضاد للجراثيم.
- السيليكا وهي تعمل كمادة كاشطة طبيعية ، تزيل البقع من الأسنان.
- الكالسيوم والكلوريدات والفلوريدات وهي مواد مهمة للعناية بالأسنان، حيث يساعد الفلورايد في إعادة تمعدن بنية الأسنان.
- الكبريت
-
فيتامين سي
- الراتنجات وهي تشكل طبقة واقية فوق المينا لمنع تكون التسوس
- العفص وهو ذو خواص فينولية ويعمل كمادة قابضة طبيعية ويحفز إنتاج اللعاب
- السابونين والفلافونويد والستيرول بكميات صغيرة.
- الزيوت الأساسية والتي تضفي طعمًا ورائحة لطيفة على الفم، وتحفز إنتاج اللعاب ، وتساعد على تهدئة انتفاخ البطن.
واحتواء السواك على كل تلك المواد يجعله يتفوق على كل معاجين الأسنان التجارية التي تباع بالأسواق، حيث أنه:
يحارب تسوس الأسنان، وخاصة أن السواك يعمل على إفراز اللعاب وهو أهم وسيلة للقضاء على تراكم الأحماض على الأسنان وهذه الأحماض تعمل على تآكل طبقة مينا الأسنان وتسبب التسوس.
يعمل السواك على منع تراكم الجير وهو ما يسمونه بطبقة البكتريا عديمة اللون، وهي تتراكم على الأسنان واللثة مع نمو البكتريا وتكاثرها وتسبب أمراض اللثة، لكن بفضل خصائص السواك المضادة للبكتريا فإنه يساعد في القضاء عليها.
يزيل رائحة الفم الكريهة، حيث أن رائحة الفم تحدث ليس فقط بسبب الصوم لكن كما ذكرنا فإن تراكم البكتريا وأمراض الأسنان الأخرى تزيد من تلك الرائحة، لكن نشاط السواك المضاد للبكتريا بالإضافة لخصائصه في تعزيز إنتاج اللعاب يعتبر علاجًا للتقليل من رائحة فم الصائم.
بالإضافة إلى ما سبق ، فإن المكونات النشطة الموجودة في السواك لها خصائص مسكنة للألم وتساعد في التعامل مع الالتهاب والألم ، خاصة في اللثة، فإذا كنت تعاني من ألم بأسنانك ولا تستطيع تناول المسكنات في نهار رمضان، فينصح باستخدام السواك وفق الضوابط الشرعية للتخفيف من هذا الألم.
من الفوائد الرئيسية لاستخدام السواك مذاقه المنعش ورائحته، فهو غني بمجموعة كاملة من المركبات العطرية المتطايرة التي تحدث بشكل طبيعي ، لذلك فإن استخدام السواك يعزز الشعور بالنظافة ورائحة الفم اللطيفة التي يمكن مقارنتها بأي غسول للفم متوفر تجاريًا.[2]
هل يجوز تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون في حال الصوم
يجوز للصائم أن ينظف أسنان في نهار رمضان بالفرشاة والمعجون كما يجوز له أن ينظفها بالسواك، لكن بشرط أن يتحرز من ابتلاع بعض الماء أو نزول بعض المعجون في جوفه، واستعمال السواك لتنظيف الأسنان هو من السنة في كل الأوقات سواء في رمضان أو في غيره، لذلك يمكن للصائم أن ينظف أسنانه بالفرشاة والمعجون بعد السحور، ثم يستعمل السواك بعد ذلك خلال فترة الصوم ليس فقط للتخلص من رائحة الفم الكريهة لكن للاستفادة من فوائده الكثيرة للفم. [3]