ما هي أسطورة ” كيوبيد “
كيوبيد
كيوبيد هو إله الحب الروماني القديم، ويكون نظير الإله اليوناني إيروس، وفقًا للأسطورة كان كيوبيد رسول الآلهة المجنح فغالبًا ما كان يظهر كطفل مجنح يحمل قوسًا وجعبة من السهام وكان يصور أحيانًا وهو يرتدي درعًا ربما ليشير إلى أوجه تشابه بين الحرب والرومانسية أو يرمز إلى الحب الذي لا يقهر.
قصة كيوبيد وباسيكي
فى يوم من الأيام التى كان الليل فيها هادئًا والنسيم عليل والبدر ساطع فى السماء ذهب كيوبيد و هو ملئ بالغيظ وفى يده سهامه ليقوم بقتل ابنة الملك التي تدعى “باسيكي” التى أهانت كبرياء امه “أفروديت” بجمالها، حيث أن الناس كانوا يعبدون أفروديت الهة الجمال ويقدسون جمالها حتي ولدت “باسيكي” و صارت شابة جميلة فهوى الناس إليها وخفقت قلوبهم بحبها وآثروها على “أفروديت”
كان لـ “باسيكي” اختان جميلتان، ولكنهما لم يكونا يقارنان بجمالها، فقد كانت عيونها جميلة لدرجة أنها تغرق من ينظر اليهما في حبها، وكان غموض جمالها هو ما يجذب الناس اليها، فقد افتتن الناس بها وانصرفوا اليها ولعبادتها عن كل ربات الجمال، فقامت “أفروديت” الهة الحب و الجمال بدعوة ابنها اليها، وقامت بإثارة العداوة فى قلبه و وضحت له ما سيحصل له و لأمه اذا ما انصرف عن عبادتها لهذه المخلوقة و قالت له: “أيرضيك يا بني أن نكون أنا و أنت من آلهة الاولمب و لا يكون لنا أي من العباد المخلصين؟، أيرضيك أن يتغامز بي الآلهة كلما مررت بهم؟، فيقولون ها هى أفروديت التى أذلت كبريائها و صرفت الناس عن عبادتها امرأة من البشر؟ اذهب يا بني وتربص بها واصب قلبها بسهم يقضي عليها و دعها تذهب لعالم الموتى” فقام كيوبيد بالذهاب لقصر الملك فوجد الطريق مليئًا بالورود وبرائحة البنفسج و النرجس واختلط كل ذلك بضوء القمر فجعل كيوبيد يشعر بالذنب لقتله فتاة بريئة، كل ذنبها جمالها، وأقصي ما فعلته من اثم انها ظهرت للناس ففتنوا بها.
شعر كيوبيد بالذنب لمجرد التفكير بأنه سيحول الجنة التي تعيش بها تلك الفتاة الى جحيم يمتلئ بالجريمة و يعج بالالآم، فجلس تحت شجرة يتأمل ضوء القمر الذي انعكس علي الزهور من حوله، ثم قام الآله الصغير وحمل قوسه وسهمه و مضي بجناحيه الصغيرين فأصبح فى حديقة القصر، ثم صعد على السلم الرخامي دون أن يلمحه الحرس، ثم دخل لغرفة بسيشيه و قام بالاختباء خلف الستائر الحريرية ويلتقط قوسه وسهمًا من حقيبته ليصيب الفتاة غير مهتمًا بشعوره بالذنب
كيف اجتمع كيوبيد وباسيكي
تقدم كيوبيد نحو الفتاة فوجدها نائمةً ورأسها الصغير نام مستسلمًا لأحلام الشباب الحلوة ثم تسلل من النافذة شعاع من ضوء القمر و كأنه رسالة من “ديانا” الهة القمر تقول له فيها:”مكانك ي كيوبيد! ماذا فعل لك جمال تلك الفتاة لتقتله؟! افتح لها قلبك يا كيوبيد فإنك لن تجد من ربات الأولمب من تخلص لك الحب كما ستفعل تلك الفتاة!” فخطا كيوبيد خطوتين للوراء ونظر في وجه “باسيكي” وإلي شعرها الذى انسدل بجانب رأسها وأصابه ضوء القمر فجعله أكثر جمالًا و بهاءً، فتراجع كيوبيد وهو مشتت الذهن وموزع الفكر لا يعلم ما الذى حل به فأمسك السهم الذي كان سيصيب به الفتاة ليرجعه لحقيبته، وشاء القدر أن يخدشه سهم ذهبي من سهامه و هو يفعل ذلك فأصابه عشق “باسيكي” فنظر اليها بحب وقبلها ثم عاد للأولمب غير مباليًا بغضب وسخط أمه “أفروديت”، و انقضى الليل و أتى الصباح فذهبت “أفروديت” لتستمع للبكاء على “باسيكي” التى كانت تظن أن ابنها كيوبيد قتلها، ولكنها بدلًا من ذلك وجدت باسيكي تمرح فى حدائق القصر، و حوريات الماء حوالها يداعبنها ويتمازحن معها، فغضبت آلهة الجمال و الحب “أفروديت” غضبًا شديدًا و أقسمت أنها ستجعل كل مباهج الحياة ظلامًا فى أعين تلك الفتاة فسلطت عليها الأشباح لتقوم بإخافتها ، وجعلت الخفافيش السوداء تهاجمها ،وسخرت عليها الرياح الحارة لتصهر روحها، فخافت “باسيكي” المسكينة و هربت لداخل القصر و هى تصرخ، ولا يفهم أحد سبب صراخها وذعرها، واجتمع حولها ابوها وامها واخوتها والخدم و هم ينظرون اليها ولا يدرون ما الذي حل بها وفاموا بأخذها وذهبوا بها الى المعبد ليصلوا للآلهة حتي يقوموا بشفائها، و لكنها لم تكن تزداد الا شكاة وألمًا.
وذهبت “باسيكي” للجبل لكي تنتحر لعلها تستريح مما بها، فرآها كيوبيد و هي تقف على حافة الجبل وتنظر للدنيا نظرة مودعة وتهم بالقفز من على الجبل، ولكن كيوبيد قد شعر بما ستفعله حبيبته فقال لـ”زفيروس” إله الرياح ان يتلقاها بيديه و ألا يجعلها تموت في النهر و أن يقوم بنقلها للجزيرة المجاورة فوافق “زفيروس” وأنقذ “باسيكي”، وهي بدورها قد تفاجئت عندما وجدت طيفًا يبرز من الماء فجأة ويقوم بالتقاطها و يمشي فوق النهر ليضعها فوق الجزيرة، فجلست “باسيكي” علي ضفة النهر متفاجئة، لا تدري ان كانت ماتت أم انها في حلم، ثم أدركت أنها لا تحلم غندما وجدت الشمس فوقها، فدار الموتي ليس بها شمس و لا ضياء، والذي أنقذها هو واحد من الآلهة، فتمشي “باسيكي” فالجزيرة فوجدت قصرًا كبيرًا أبوابه مفتوحة علي مصرعيها فدخلت ذلك القصر و هي محتارة و متعجبة.
اللغز حول كيوبيد
دار حديث بينها وبين طيف لا تراه:
- -لما تحتفلون بي وتكرمونني؟، ولم لا أستطيع رؤيتكم؟ هل تلبسون خوذة هرمز؟
- لا،لقد أمرنا ألا ننكشف لك
- من أمركم بذلك؟
- نهانا أن نقوم بذكر اسمه
- انتم كرام حقًا ولكنكم تضايقونني، هل لي بجولة في القصر؟
- بالتأكيد!
وتجولت الفتاة في القصر ولفت نظرها تلك اللوحات المرسومة ببراعة، وتلك التماثيل التي من شدة روعتها تكاد تنبض فيها الحياة، وفي أول الليل سمعت الباب ينفتح ودخل بعدها شاب جميل، يحييها ثم يستأذن ليجلس بجانبها، ومن شدة الظلام لم تستطع “باسيكي” أن تتبين وجهه وأحست في صوته بدموعه وأنه يريد أن يقول لها شيئًا لكن حيائه يمنعه و جلسا سويًا يتسامران الليل كله، و مرت الأيام و كان هذا الفتي يزور “باسيكي” كلما أقبل الليل و يبقي معها طول الليل ثم يعود في اليوم التالي، و”باسيكي” راضية بذلك و لا ترغب بمعرفة شكله أو اسمه
وفي يوم من الأيام و هي تتجول علي الشاطئ وجدت اختيها قادمتين لها من زورق من النهر، فأخذتهما لتتجولا في القصر وقصت عليهما قصتها منذ أن نوت الانتحار حتي لقيت حبيبها، و لكن اختاها شعرا بالغيرة منها و أخذتا تخبرانها أن هذا الحبيب من الممكن أن يكون غولًا او وحشًا و قاما باعطائها خنجرًا مسمومًا وأخبراها أن تطعنه فى نومه و تعود معها الي البيت، واقتنعت “باسيكي” بكلام اختاها و أخذت الموقد و الخنجر وذهبت لتقتله، و لكنها عندما اقتربت بالخنجر منه وجدت أجمل مخلوق على وجه الأرض، وسقطت نقطة من زيت الموقد على ذراع الحبيب فأيقظته فوجد الجنجر فى يد حبيبته، فقفز قفزة هائلة وقال لها أنه لن يلتقي بها بعد اليوم.
وما أن خرج كيوبيد من القصر حتي امتلئ بالأرواح الشريرة التي أخذت تهاجم “باسيكي” فهرولت مسرعة لخارج القصر فوجدته قد اختفي،فاستلقت “باسيكي” على ضفة النهر من كثرة الاعياء و نامت، و عندما استيقظت تذكرت كل ما حدث وأخذت تبكي و تصرخ، وبقيت فى الجزيرة منتظرة عودة حبيبها و لكن بلا جدوي، وذهبت تشكي للحوريات عن قلبها المكسور وتحدثهم عن حبيبها و تصفه فتقول:”كان اذا عانقني اوعانقته شعرت بجناحين صغيرين ناعمين علي ظهره، واذا سألته عنها ما صرفني عن هذا الحديث” فدهشت الحوريات و قلن لها:”انت اتعس مخلوقة على وجه الأرض اذا قمت بعصيان أوامر كيبوبيد”، فدهشت الفتاة لانها لم تكن تعلم أن حبيبها هو كيبوبيد وذهبت تبحث عنه فى كل ضفاف الارض وذهبت لتسأل “بان” اله الصيد عرف على الفور أنها غريمة أفروديت و نصحها أن تذهب ل”بيرسفونيه” الهة الربيع ولكنها وجدت “ديميتر” ربة الخيرات بدلًا منها ونصحتها أن تتقرب الي أفروديت حتى تسامحها.
وفعلت باسيكي ذلك ولكي تختبرها أفروديت قامت بارسالها لدار الموتي واخبرتها ان تلتقي ببيرسفونيه و هادس و ان تقوم بسؤالهما عن صندوق الطيب الذي اذا دهنت منه العجوز يرتد اليها صباها ففعلت باسيكي ذلك و لكن بيرسفونيه كادت ان ترفض لها طلبها لولا انها اخبرتها ان أفروديت هي من أرسلتها فأعطته للفتاة و هي تحذرها من فتحه، فأخذت باسيكي الصندوق و هي تعلم أنها عندما نسلمه لافروديت ستسرد حبيبها، وتذكرت أن هذا الصندوق يعيد للعجوز شبابها وتذكرت ايضًا كل تلك الليالي التى قضتها تبكي على فراق حبيبها ففكرت أن تضع منه علي وجهها حتى تعود جميلة كما كانت، و لكنها عندما فتحته غطت في نوم عميق[1]
نهاية أسطورة كيوبيد وباسيكي
كان يتجول كيوبيد فى الارجاء فوجد حبيبته فهزم الوحش الذي خطف روح باسيكي وقام بانقاذها وأعلنها كزوجة مباركة له.[2]