اهم اكتشافات البيروني


لمحة تاريخية عن البيروني


عند الحديث عن أهم اكتشافات البيروني العالم والمكتشف ، لابد من الحديث عن تاريخ المسلمين، كان للعرب وللمسلمين في صناعة الحضارة والعلوم والتاريخ يد وباع طويل ، فلم يكن العرب والمسلمين عيال على العالم، يستفيدون من تقدمه وحضارته ، ولا يقدمون شيئاً.


والتاريخ الإسلامي على مر العصور مليء بالنماذج والأسماء المشرفة التي صنعت للعالم حضارة ، وقدمت للإنسانية العلوم والاكتشافات، والتي بنت أوروبا مجدها على أثره، بل إن المسلمين قدموا للحضارة والأخلاق والإنسانية ما لم يقدمه غيرهم على مر العصور ، سواء في شكل فردي من علماء والنابغين أو بشكل جماعي في بناء حضارة وتصدى لجماعات مثل التتار والمغول بما أفسدوا به الأرض.


والقارئ في تاريخ المسلمين وحضارتهم سوف يجد الكثير من الأسماء المشرقة التي لمعت و تلألأت  في سماء العلوم والمعارف ، وقدمت ما لم يسبقها إليه أحد ، ووثقت باسمها اختراعات واكتشافات كثيرة هائلة في شتى المجالات من الفلك للطب ، ومن الفن إلى الجغرافيا في كل مجال كان لهم باع طويل، ومن تلك الأسماء التي يذكرها التاريخ للمسلمين والعالم كان العالم العظيم البيروني.


من هو هذا العالم البيروني، البيروني هو ليس عالم بذاته بل هو موسوعة علمية شاملة شتى العلوم والمعارف، هو أبو ريحان البيروني أو محمد بن أحمد أبو ريحان البيروني الخوارزمي ، وكانت شهرته أبو ريحان البيروني ، من مدينة خوارزم التي فتحها المسلمون وانتشر فيها الإسلام وساد سنوات طوال قبل ضياعها، والتي منحت المسلمين من رجالها الكثير منهم العلماء وغيرهم من الفقهاء والأدباء.


والكنية أبو ريحان وله من الألقاب الكثير كلها تصب في مكانته الفذه وقدره العلمي فهو الأستاذ وهو عظيم الأمة الإسلامية، وهو عالم علماء العالم، وكل تلك الألقاب أطلقت عليه ليس على مستوى المسلمين فقط بل بشكل عام لما كان له من نبوغ وعلم مدهش، ذكره المؤرخين والعلماء الغربيين في كتبهم وأشادوا به. [1]


اكتشافات البيروني


أما عن اهم اكتشافات البيروني فقد كان لذلك العالم المسلم الكثير من البصمات العلمية الواضحة ، والتي وضعته في الصدارة العلمية حيث كتب عنما لم يسبقه إليه أحد من قبل ، وقدم الجديد المبهر في العلم ومن ما قدم للعلوم والبشرية ما يلي [2]


  • كتب عن عمر الكرة الأرضية وما مرت به من حركات وظواهر من براكين وزلازل.

  • تكوين القشرة الأرضية، وقد قدم فيها نظريات.

  • قدم وصف لظواهر طبيعية كبيرة مثل مثل كسوف و خسوف الشمس.

  • وصف الخصائص الفيزيائية للماس والتي لازالت تستخدم على أساس وصفه حتى اليوم ، والتي يعتمد عليها في بعض الصناعات.

  • قدم في الوزن النوعي الأبحاث.

  • قدم نتائج بحث فيما يخص الحفريات وفسرها على أنها عبارة عن بقايا آثار الكائنات الحية التي وجدت على الأرض من زمن بعيد، والتي أثبتت صحتها الدراسات والأبحاث الحديثة من علماء متخصصين في علم الجيولوجيا.

  • وصف حركة دوران الأرض وأنها تدور حول محورها، سابقًا في ذلك العالم جاليليو وغيره من العلماء.

  • قرر أن القمر جسم معتم وليس مضيء، كما كان يعتقد الناس.

  • توصل إلى أن سرعة الضوء هي الأكبر من سرعة الصوت.

  • صاحب قاعدة حسابية لتسطيح الكرة، وهو ما يعني طريقة نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطح مسطح ونقلها بالعكس كذلك ،  مما سهل على العالم وضع ورسم الخرائط الجغرافية فيما بعد.

  • قدم تفسير سلوك السوائل في الأواني المستطرقة وحركتها.

  • قدم شرح لطريقة عمل الآبار الارتوازية و الينابيع الطبيعية.

  • صاحب الفضل على الثورة الصناعية في أوروبا بمؤلفاته واكتشافاته، وما قدمه.

  • حدد خطوط الطول وخطوط العرض بشكل دقيق.

  • استخرج الكعاب والأضلاع وغيره من مراتب الحساب.

  • قدم خصائص فيزيائية لبعض المعادن مثل الزئبق والأحجار الكريمة والذهب وخشب الأبنوس.

  • قدم مباديء في الجاذبية الأرضية.

  • فسر المد والجزر و تمدد وانكماش المعادن بالحرارة والبرودة.


ولم يقف العالم الكبير البيروني عند حد الاكتشافات والإسهامات العلمية ووضع النظريات والاستنتاجات والتفسيرات العلمية بل أنه قدم كذلك من العلوم والفنون كتب ومؤلفات ومن مؤلفاته وكتبه الآتي :


  • كتاب تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمور من الأرض.

  • تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن.

  • تصحيح التواريخ.

  • الزيج المسعودي.

  • قانون المسعودي في الهيئة.

  • كتاب الأرقام.

  • الاستشهاد باختلاف الأرصاد.

  • الآثار الباقية عن القرون الخالية.

  • استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الإسطرلاب.

  • اختصار كتاب بطليموس القلوذي.

  • الجماهر في الجواهر.

  • تعبير الميزان لتقدير الأزمان. [1] ، [2]


قصة حياة البيروني


تعد قصة حياة

البيروني

، رغم قلة ما وصل إلينا عنها ، مثال علمي وإنساني يحتذي به الناس وتحاكيه الأجيال ، ولد أبو الريحان البيروني في مدينة بيرون القريبة إلى مدينة تسمى مدينة كاث وهي مدينة من مدن خوارزم ، وخوارزم في وقتنا الحالي تتبع جمهورية أوزبكستان.


ولد البيروني في عام ثلاثمائة واثنان وستون هجرية في شهر ذي الحجة الموافق لشهر سبتمبر في عام وتسعمائة وثلاثة وسبعين ميلادية ، ولد لأب تاجر وأم تجمع الحطب، عمل مبكراً لإعالة والدته وذلك لأن أبوه مات وهو في الصغر.


كان لديه شغف شديد بالتعلم وحين قابل عالم يوناني قدم إليه عرض قبل به العالم اليوناني ، وكان العرض هو أن يعمل البيروني عنده بشرط أن يعلمه العالم من العلوم ، ويعطيه أجر يعينه وأمه على الحياة.


وافق العالم اليوناني ، وخاصة لما وجد من نبوغ البيروني في تعلم اللغات فقد وجده على علم باللغة العربية، واللغة الفارسية، مما دفعه لتعليمه اللغة اليونانية، والسريانية، وكان لتعلم تلك اللغات أثر في علمه، حيث استطاع فهم علوم تلك اللغات ، حتى أصبح عالم في الفلك والجغرافيا والفيزياء والرياضيات، والصيدلة، ومترجم وفيلسوف.


كان لعشقه الثقافة والعلم منذ صغر سنه عامل كبير في حياته ، فقد اهتم بمطالعة الفلسفة الهندية واليونانية، رحل في فترة من فترات حياته إلى بلاد الهند، وبقى فيها فترة ، وقدم كتب في تلك الفترة مثل كتاب الهند، ثم رحل إلى جرحان، وكتب إبداعات في بلاط السلطان الذي عرف قدره وقربه منه، ثم عاد وطنه بدعوة من أميرها الذي أراد أن يوليه من أمور البلاد لحسن تدبيره. [1]


لماذا سمي البيروني بهذا الاسم


كما اتضح أهم اكتشافات البيروني ، و جزء من مسيرة حياته ، تستعرض السطور التالية سبب تسمية محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي بذلك الاسم.


والاسم في لغة أهل خوارزم يقصد بها من جاء من خارج البلاد أو الغريب عنها، وكما قال الإمام السيوطي، أنها تعني باللغة الفارسية البراني.


وقد لقب بذلك وسمي بهذا الاسم نظراً لأنه رحال لا يستقر به المقام في موطنه خوارزم، ويطلق أهلها هذا الاسم على من يعتبروه غريب عن بلدتهم.


أما يقوت الحموي فقد قال أن الاسم معناه البراني وهو مستمد من بيرون باللغة الفارسية والتي تعني بر ، وأن قلة مقامه في موطنه خوارزم ، وأهل خوارزم عندهم عقيدة تعتبر أن من تطول غيبته عن موطنه كثيراً يعد غريب حتى وإن كان من أهلها. [1]