أبرز قضايا الشباب المعاصرة
قضايا الشباب في المجتمعات العربية
الشباب هم عصب أي أمة لان لديهم من الطاقة والحماس والرؤى والأفكار المختلفة والذي يساهم في بناء المجتمعات، لذلك تعاني أوروبا من الشيخوخة، لقلة عدد الشباب مقابل المسنين، ويواجه الشباب في العالم العربي مشكلات كثيرة، وتعتبر هذه المشكلات من القضايا الحيوية التي تهتم بها المجتمعات، لأن الشباب لديهم الطاقة البشرية والثقافة مما يساعد في نهضة الأمة.
وتتنوع المشكلات ما بين تعليم وتربية وقيم دينية واجتماعية، تمثل نسبة الشباب في العالم العربي 30% من مجمل السكان بمقدار 50 مليون من الشباب في الوطن العربي، وهذه النسبة تحتاج إلى الاهتمام بكل ما يحيط بهذه الفئة من مشكلات ومتطلبات وطموحات، لأن الشباب ثروة تحمل مستقبل الأمم، كما أن أغلب المشكلات التي يعاني منها الشباب تأتي بسبب خلل في سياسات التنمية والإعلام والتشغيل والتربية والتعليم والتنشئة، لذلك يجب وضع استراتيجية مستقبلية تتبنى الشباب في الوطن العربي وتساعده على تجاوز أي عقبات.
أبرز قضايا الشباب في الوطن العربي
بسبب التغيرات التي حدثت للعالم في العصر الحديث، حدث خلل في الأسرة نواة المجتمع بسبب العولمة وانتشار الثقافات بين الدول وهذا غير من شكل العلاقة الأسرية فضاعت قيم كثيرة في ظل تلك التطورات، وهذا أثر بشكل مباشر على فئة الشباب في المجتمعات لذلك يتم عقد مؤتمرات كثيرة لعمل
حوار عن قضايا الشباب
تساهم في رصد أغلب القضايا التي تحيط بالشباب في المجتمع.
تعرض الشباب للفراغ التربوي بسبب الإنفصال بين أفراد الأسرة
حيث أن الترابط الأسري أصبح يعاني من الهشاشة ويعتبر
قضية من قضايا الشباب
التي تم عمل دراسات كثيرة عنها، حيث أصبح أفراد الأسرة الواحدة يتعاملون كسكان الفندق، لا يجمع بينهم سوى فترات الليل وقت النوم والعلاقة أصبحت علاقة جوار، حيث أن الروابط الأسرية التي اكتسبناها من الدين تغيرت بسبب الثقافات الغربية، وتعرض الشباب للفراغ التربوي انعكس على حالتهم النفسية والعقلية وغير من توجهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية.[1]
تعرض الشباب لأزمات في التعليم
التعليم في الوطن العربي يعاني من التدهور والتردي فأصبح هيكلا مترهلا، لذلك يجب تطويره وسد العجز فيه وحل جميع مشكلاته لأنه يؤثر على الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، فإذا استطاعت الدول أن تحقق تعليماً فعالاً يواكب التطورات في العالم ويلبي الطموحات التي تتم من خلال خطط التنمية.
إذا تم حل مشكلات التعليم فإن ذلك سيحدث ثورة اجتماعية واقتصادية ويعالج التراجع الذي يحدث ومتوقع زيادته في العالم العربي، لأن أزمة التعليم تجعل الشباب عبء على المجتمع بدلا من أن يقود المجتمع إلى الأمام وذلك لأن الدولة ستكون غير قادرة على خلق فرص عمل مما يزيد مش مشكلة البطالة.[1]
البطالة و
الآثار المترتبة عليها
البطالة هي حالة يعاني من أغلب المجتمعات العربية، وتطلق كلمة بالة على الفئات القادرة على العمل ولكن لا يجدون فرص عمل ويبحثون طوال الوقت عن فرص تحقق لهم أمان مجتمعي، أخذت مشكلة البطالة اهتمام الباحثين لما لها من أثر كبير في المجتمعات، لأن المجتمع يكون قويا عندما يكون قادرا على الإنتاج ولا يوجد إنتاج إذا لم تتواجد فرص عمل تحقق التنمية داخل المجتمع، ويتم تحديد حجم البطالة من خلال حساب الفارق بين قوة العمل داخل الدولة وحجم المشتغلين.
كما تحدد نسبة البطالة بأن يتم قسمة حجم البطالة على قوة العمل مضروب في مائة (نسبة البطالة =(حجم البطالة /إجمالي قوة العمل) × 100)، وللأسف فإن نسبة القوى العاملة في العالم العربي من أقل النسب مقارنة بالدول المتقدمة، حيث أن نسبة القوى العاملة في الدول المتقدمة تقريبا نصف السكان في تلك الدول، ولكن العالم العربي نسبة العامليم فيه الربع ولا يتجاوز نسبة الـ26.5 % من اجمالي عدد السكان.[1]
تأثير البطالة على الجانب النفسي
إن ازدياد نسبة البطالة في المجتمعات تعرض الشباب لحالة من الاضطراب النفسي والسلوكي والاجتماعي، فيشعر أغلب من يعانون من البطالة بالعجز وعدم الرضا وانعدام الكفاءة إضافة إلى التعاسة، مما يؤدي إلى تعرضهم لأمراض نفسية وضغوط بسبب الحالة المادية المتردية.[1]
تأثير البطالة على الجانب الأمني
أغلب الدراسات التي تم العمل عليها لبحث كل ما يجري في المجتمعات من مشكلات والتي من ضمنها مشكلة البطالة أكدت أن هناك علاقة واضحة بين نسبة البطالة ومعدل الجريمة، فإذا زاد معدل البطالة يرتفع معها معدل الجريمة، ومن بين الجرائم التي تكون شائعة في المجتمعات التي يعاني شعبها من البطالة هي السرقة، القتل، الاغتصاب، السطو ، البلطجة، إضافة إلى ظهور ظاهرة العشوائيات التي تعتبرمناخ مناسب لتجارة المخدرات والسلاح.[1]
تأثير البطالة على الاقتصاد
تعتبر الموارد البشرية عصب الإنتاج في المجتمع، لذلك نمو الاقتصاد في أي دولة يعتمد على زيادة الإنتاج والذي بدوره يعتمد على الطاقة البشرية الموجودة داخل المجتمع، لذلك تتجه المجتمعات في العقود الأخيرة إلى الإهتمام بتنمية الموارد البشرية، لتتمكن المجتمعات من إعداد الإنسان علميا وعمليا حتى يتمكن من أداء دوره في المجتمع، لذلك فإن البطالة تضعف الإقتصاد لأن نسبة كبيرة من الطاقة البشرية لا تجد فرص عمل مما يقلل الإنتاج وبالتالي هشاشة الإقتصاد داخل الدولة.
كما أن هناك ما يعرف بالبطالة المقنعة، وهي أبشع أنواع البطالة فهي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية مما يضعف الإقتصاد، والبطالة المقنعة عبارة عن أنه توجد قوة عمل تعمل بالفعل ولكنها لا تؤثر بشكل فعال في الإنتاج وتتسبب في تدني الإنتاجية، ومن أمثلة البطالة المقنعة:-
الذين يعملون في مجالات لا يرغبون في العمل بها لأن الخيارات المتاحة ليست كثيرة فيضطر الشباب إلى أن يعملوا في مجالات لا تشبع رغباتهم في تطوير الذات، إضافة إلى النظرو المجتمعية الخاطئة ببعض المهن مثل المعلم المجتمع لا يعطيه قدره ويقلل من قيمته، وهذا يؤثر على مستوى عمله.
الذين يعملون في تخصص غير تخصص دراستهم، وهذه المشكلة شائعة في المجتمعات العربية فلا أحد يعمل في اختصاصه.
الشباب الذين يعانون من الفراغ التربوي لا يقدمون نتسجة فعالة في العمل، حيث أن هذا يجعلهم لا يقومون بالعمل بشكل جيد.[1]
تفشي الإدمان والأضرار التي يسببها في المجتمع
الإدمان مشكلة خطيرة عانت منها المجتمعات العربية، ويعتبر آفة اجتماعية لها آثار اجتماعية خطيرة على الفرد والأسرة، كما أنها تعتبر مشكلة قانونية لما يترتب عليها من جرائم فقد يلجأ المدمن إلى السرقة أو حتى القتل لكي يتمكن من الحصول على المال ليشتري المخدرات، وللأسف أكثر الفئات العمرية المعرضة للإدمان هم الشباب.
ومن الأسباب التي تجعل الشباب يقبل على الإدمان هي بعض الأفكار والمعتقدات لدي الشباب من أوهام حول السعادة والشعور باللذة، حيث أن افكارهم تدور حول نسيان الهموم والشعور بالسعادة بسبب أنهم يتوقفون بسبب الإدمان عن التفكير في مشكلاتهم، كما أنها تنشطهم جنسيا، وتجعل الفرد يعيش في عالم الأحلام ويهرب من الواقع، كما أنها تجعله يعمل لفترة طويلة دون الشعور بالتعب.
وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين الإدمان والجريمة مثل السرقة والاغتصاب والقتل، كما أن الإدمان يتسبب في حوادث الطرق، كما أن المدمن يصاب بخلل عقلي لا يتمكن بسببه من تحديد كمية المخدرات التي يتناولها مما يتسبب في موت الكثير بسبب جرعات زائدة، إضافة إلى ضعف صحة المتعاطي جسمانيا ونفسيا، وكل هذه المشكلات تسبب للمجتمع حالة من الإنفلات الأمني وإهدار طاقته البشرية.[1]
تعرض الشباب لمشكلات خاصة بالزواج
مجتمعات كثيرة تعاني من ازدياد مشكلتي العنوسة والطلاق، وذلك بسبب خلل واضح في مفاهيم المجتمع فيما يخص الزواج وهي ضمن مشكلات اجتماعية يجب دراستها وعمل دراسات كاملة عن
مشكلات اجتماعية أسبابها وحلولها
ومن تلك المشكلات ما يلي:-
مشكلة اختيار الشريك المناسب للزواج
الحب من أول نظرة والزواج بناء على هذا الحب، يحدث مشكلات حول اختيار شريك الحياة، لأن عادة ما يكون هذا الحب هو حالة من الانبهار المؤقت وغالبا لا يكون هناك توافق في الشخصية مما يجعل الفرد يشعر باختلاف كبير بعد الزواج، وعادة يفشل الزواج.
كما أن مقاييس اختيار الشريك للزواج إختلفت فلم تعد تعتمد في المقام الأول على الأخلاق والتربية، فأصبحت الماديات والمناصب والقوة هي المقاييس التي يتم عليها اختيار الشريك، فمثلا إذا كان مستواه المادي مرتفع فهذا الشخص يكون مثالي خاصة في ظل تردي الظروف الاقتصادية لذلك تحدث مشكلات كثيرة تصل إلى الطلاق.[1]
العنوسة وتأخر سن الزواج
تأخر الزواج لا يكون للإناث فقط فقد أصبح نسبة كبيرة من الذكور تتزوج في سن متأخر، ومن أسباب تأخر الزواج الضائقة المالية وزيادة متطلبات الزواج والظروف الاسرية، فالظروف المادية تكون من الأسباب الرئيسية للعنوسة وذلك بسبب عدم قدرة الشباب على تكاليف الزواج.[1]
الإضراب عن الزواج
الإضراب عن الزواج ظاهرة مضرة جدا للمجتمع ويؤثلر على نسبة الشباب في المجتمع مستقبلا، وأسبابها كثيرة منها:-
- أسباب نفسية منها: تجربة مؤلمة ، وفقدان الثقة
- أسباب صحية منها: ضعف الصحة العامة والصحة الجنسية
- أسباب مهنية منها: الاهتمام بالعمل وتفضيل النجاح عن تكوين أسرة، أيضا عمل المضيفات في مجال الطيران لا يشجع على الزواج
- ارتفاع تكاليف الزواج ، وصعوبات السكن.
- ظروف أسرية مثل انفصال الأبوين مما يعطي نظرة سلبية عن الزواج.[1]
الصراع بين الأجيال وتهديد طموح الشباب
لا يتمكن الشباب من اقتناص الفرص بسبب عدم ترك الأجيال التي تسبق الشباب للمقاعد ولا يتركون فرصة لتحقيق الطموح، وهو ما يسمى بصراع الأجيال، وفي عالمنا العربي تزداد الفجوة بين الأجيال، حيث أصبح الكبار ينظرون بعقلية الوصاية كما أن غالبية الآباء أصبحوا لا يفكرون في شيئ إلا توفير متطلبات الحياة لأبنائهم، من تعليم وصحة وعيش، وتخيلوا أن هذه الأشياء هي كل ما يحتاجه الشباب لذلك فإن التفاهم أصبح نادر بين الشباب والكبار في مجتمعاتنا العربية.[1]
ضياع الهوية الإسلامية وتبني الشباب للثقافة الغربية
الغزو الثقافي الذي حدث بسبب العولمة أثر بشكل خطير على توجهات الشباب فأصبحوا فريسة للأوهام والاغتراب، وعدم قدرة المجتمع على احتواء الشباب يؤدي بالضرورة إلى انتشار معلومات مضللة بين الشباب، مما يجعلهم ينجرفون نحو تبعية تلك الأفكار وترك التراث العربي حتى أنها وصلت للغة.
ففي بعض المجتمعات العربية أصبحت اللغة العربية هي اللغة الثانية، حتى ان من شروط العمل هو إجادة لغة ثانية، وهذا يهدد من بقاء اللغة العربية والانجراف وراء الثقافات التي تجعنا مجرد مستهلكين وتابعين لكل ما يصدر لنا من معلومات وثقافات قد تودي بالمجتمع إلى الهلاك، هذا بالإضافة إلى تطور التكنولولجيا مما جعل الشباب يقضون ساعات طويلة على هاتفهم المحمول أو مشاهدة القنوات الفضائية.
كما أن إضعاف العقيدة عن طريق بث الصراعات الفكرية، وإثارة الشبهات، ونشر الأفكار والمبادئ الهدامة كالماسونية والبهائية والماركسية وغيرها وتزييف التاريخ الإسلامي والتشكيك فيه أثر بشكل واضح على توجهات الشباب.[1]
المصادر الرئيسية لمشكلات الشباب
بالتأكيد لم تظهر كل تلك المشكلات التي يعاني منها الشباب بالصدفة ولكن هناك أسباب رئيسية ومصادر أنتجت هذه المشكلات ومنها:-
غياب القيادة الحكيمة والقدوة
إذا أردت إسقاط أي مجتمع، فعليك إسقاط القدوة، وتفكيك الأسرة، وتهميش العلماء، هذه القاعدة معروفة لأن هذه النقاط الثلاث هم عماد أي مجتمع، وغياب القدوة والقيادة الحكيمة التي تعمل على دعم الشباب وإشباعهم بالطاقات التي تحثهم على العمل بإيجابية يتسبب في تشتيت افكارهم وضياع طاقاتهم.[2]
غياب ثقافة الحوار بين الآباء والأبناء
غياب دور الآباء أيضا يمثل مشكلة تواجه الشباب، ويتسبب في تفكيك الأسرة، كما أن غياب الحوار بين الآباء والأبناء يقلل من عملية التوجيه والإرشاد التي يحتاجها الشباب من الآباء، فيستبد الآباء برأيهم المنفرد ولا يعطوا فرصة لأبناهم لمناقشة الموضوعات المهمة معهم مما يخلق حاجز بين الآباء والأبناء وجعل الشباب يشعرون بالتهميش،[2]
عدم استثمار أوقات الشباب
من الأسس المهمة للنجاح هو حسن إدارة الوقت، ولكن غاب هذا العنصر في مجتمعاتنا العربية، فلم يعد استثمار الوقت ضمن أساليب الحياة للشباب، واهتم الشباب بالمسلسلات والأفلام ومواقع الإنترنت والمباريات الرياضية، واهملوا في المقابل العمل والتخطيط والطموح والنجاح.[2]
علاج مشكلات الشباب
يجب أن تتضافر الجهود لحل كل تلك المشكلات ومن سبل العالج ما يلي:-
- ايجاد القيادة الحكيمة التي تقوم بدعم الشباب ومنحهم الفرص لتحقيق الذات
- عمل مشروعات اقتصادية تساهم في خلق فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة وتوفير المستوى المادي الجيد
- عمل برامج توعوية لإصلاح ما أفسدته الأفكار المضللة التي سيطرت عليهم
- غرس الأخلاق والقيم في نفوس الشباب عن طريق التربية التي تعتمد على تعليم القيم الدينية التي تساعد الشباب على معرفة الخطأ والصواب، وتطبيق الثقافات الصحيحة والتجارب الإيجابية التي تقوي دعائم المجتمعات الغربية وليس الثقافات التي تعاني منها الدول الغربية ذاتها.[2]