لماذا سميت قبيلة قريش بهذا الاسم

قبيلة قريش في الجاهلية

لقد كانت قبيلة قريش من أشهر القبائل العربية في زمن الجاهلية وزمن صدر الإسلام، فقد كان لها شهرة وصيت واسع بين جميع القبائل في ذلك الوقت، وقد كان لها شأن عظيم حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان من أحفاد قبيلة قريش وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافٍ القرشي .

لقد سكنت قبيلة قريش مكة المكرمة، وكان لها شهرة واسعة فكانت تسقي الحجيج حين يأتون إلى مكة المكرمة، وقد اشتهرت قبيلة قريش بالكرم، وإكرام الضيوف، وكانت في ذلك الوقت من أكبر القبائل العربية في التجارة.[1]

لماذا سميت قبيلة قريش بهذا الإسم

لقد ذكر العديد من المؤرخين العديد من الأسباب لتسمية قبيلة قريش بهذا الاسم، فقد قال بعض المؤرخين أنها سميت بذلك الاسم لأن قصي بن كلاب قد غلي على قريش، وذلك لأنه جمع قريش على رحلة الصيف والشتاء لذلك سمي بالمجمع، وقد قيل أيضاً أنهم كانوا يتقرشون العديد من البياعات ويشترونها لذلك سموا قريشاً، وقد قيل أيضاً أنهم كانوا من أهل التجارة يبيعون ويشترون لذلك قد أطلق عليهم  قريشاً، ولم يكونوا من أهل الضرع والزرع، فقد كان أهل قريش يجمعون المال أو بمصطلح آخر يتقرشون المال، وكانت هذه صنعة وحرفة أهل قريش، وأيضاً من الأقوال الأخرى حول تسميتهم بهذا الاسم أنهم قد نسبوا إلي الدابة البحرية، وكانت تعتبر هذه الدابة من مخلوقات البحر تُعرف بدابة قريش، ولقد كانت قبيلة قريش سيدة قبائل في الجزيرة العربية، وقد قالوا أنها سُمت بذلك نسبة إلى النضر بن كنانة ففي يوم تجمع في ثوبة، فقال عنه أنه تقرش،أو لأنه قد دخل يوماً ما عليه قومه فقالوا عنه إنه جمل قريش أي أنه شديد.[1]

انقسام قبائل قريش



لقد انقسمت قبيلة قريش إلى قسمين هما قسم قريش البطاح، وقسم قريش الظواهر، وبالنسبة ل قريش البطاح هم أولاد قصي بن كلاب، وبنو كعب بن لؤي، وكانوا من أكثر قبائل قريش في الغنى والثروة،حيث كانت قريش البطاح تسيطر على التجارة، وأيضاً كانوا مسئولين عن الحرم والحجاج، وكان قريش البطاح  أكثر تمدناً من قريش الظواهر، فقد كانت قريش الظواهر تعيش في ظواهر مكة لذلك كانوا أقل تمدنا ولقد كانوا يغيرون على القوافل التجارية وذلك لحاجتهم وفقرهم وذلك لتأمين قوت يومهم من الطعام.

المقصود بـ كلمة قريش في اللغة



يُقصد بمعنى كلمة قريش في اللغة هي الكسب والجمع والضم، وتُعرف ب قرش يقرش قرشاً، ومعنى تقرش القوم هو تجمعهم، والمقرشة تعني السنة الشديدة والتي يتجمع فيها الناس فينضم فيها قواصيهم وحواشيهم، والتقريش هو الاكتساب، وقد جاءت تسمية قبيلة قريش من هنا، وهي قبيلة من قبل العرب التي عاشت في منطقة شبه الجزيرة العربية وقبيلة قريش من نسل مضر، واختصت هذه القبيلة بالاهتمام بخدمة الحجاج، وقد كان لقبيلة قريش رحلتان تجاريتان رحلة في الصيف، ورحلة في الشتاء، ويوجد سورة في القرآن الكريم اسمها قريش. [2]

كفار قريش

يُعرف مصطلح الكفر في اللغة بأنه الجحود والانكار، ولكن في الشرع يُعرف أنه رفض الإسلام، وعدم الإيمان به وتكذيبه، وذلك بالاصرار والعمد،او من الممكن يكون التكذيب نتج عن جهل أو كبر.

وبالنسبة لكفار قبيلة قريش فهم مثلهم مثل غيرهم من كفار العرب فقد شهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاشوا معه، ولكن كانوا يكذبون النبي ولم يؤمنوا به ويصدقوه، وقد كانوا ينكرون حديثه، وقد كفروا بما جاء به النبي مت توحيد الله سبحانه وتعالى، والإيمان باليوم الآخر.

ولقد كان كفار قريش في وقت دعوة الرسول الكريم يستهزئون به، ولقد كانوا يقسمون أن الله سبحانه وتعالى لن يبعث من يموت، وكانوا يدعون ذلك رغبة في تكذيب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ)، وقد قال الله سبحانه وتعالى أيضاً: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، وعلى الرغم من أن كفار قبيلة قريش تميزوا بإيذاء النبي وأصحابه، إلا أن كفار قريش لم يكونوا في مكانة واحدة في السوء والكفر، وايضا لن يكونوا في ميزان واحد عند عذابهم يوم القيامة، ولقد كان أبو جهل من أشد الناس عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد عُرف بأنه فرعون الأمة، وقد مات أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر،ولكنه كان ينصر الرسول و يعينه،ويحميه من كفار قريش، لذلك سيكون أخف عذاب يوم القيامة كما قد أخبرنا به الرسول الكريم.[3]

مقاطعة كفار قريش للرسول

لقد استمر كفار قريش في مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم، واستمروا في صده عن دعوة الإسلام بل وكانوا يشككون في دعوته، حتى انتشر الإسلام بين العديد من القبائل العربية، وقد علا أمر الإسلام بإسلام سيدنا عمر بن الخطاب، وسيدنا حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنهما، وقد هاجر المسلمين إلي الحبشة فقد كانت الملاذ الأمن للمسلمين ففي آنذاك الوقت كان يحكمهم ملك عادل،كان يحمي المسلمين من أذى كفار قريش، ولقد لجأت قبيلة قريش في ذلك الوقت إلى أسلوباً آخر وهو قيامها بمقاطعة كل بنو هاشم وبنو المطلب سواء المؤمن منهم والكافر وذلك باستثناء عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبو لهب، وقد قاموا بكتابة العديد من قرارات المقاطعة على صحيفة قد ختموها بأختامهم وقد علقت على الكعبة وذلك بهدف أن يضمنوا احترام الكل لها،و الوفاء بهذه الصحيفة، وأيضاً لكي يمنعوا التمرد عليها، فمن يتمرد عليها يعتبر خرج عن تقاليدهم وعقيدتهم التي يؤمنون بها.

ومن القرارات التي علقوها في الصحيفة الآتي:

  • منع الزواج من المسلمين أو من حلفائهم.
  • الامتناع عن الزيارات فيما بينهم.
  • عدم الشراء والبيع منهم، وكذلك عدم الرعي في المراعي الخاصة بهم.
  • عدم مجالسة المسلمين والاختلاط بهم وذلك بأي شكل من الأشكال، وتسير هذه القرارات لحين يتم تسليم الرسول الكريم لهم لكي يقتلوه.

ونتيجة لهذه القرارات قد اضطر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الانتقال إلى شعب يُعرف بشعب أبي طالب،هو ومن معه من المسلمين، وقد انحاز لرسول الله كل بني هاشم، وبني المطلب ما عدا عم النبي أبو لهب وذلك لشدة كره أبو لهب ل  النبي، ولقد تحمل المسلمين في ذلك الوقت الجوع والظلم والحرمان الي أن انتهت هذه المقاطعة.[3]