خصائص المجتمع الاسلامي

ماهو المجتمع الإسلامي

المجتمع الإسلامي تميز عن غيره من المجتمعات بمجموعة من الخصائص التي جعلته مجتمع فريد ومتميز،لم تكن البشرية تعرف مجتمع مثله يحمل كل هذه الصفات والخصائص الحميدة، ليظل المجتمع الإسلامي لوقتنا هذا مثال يحتذي به جميع البشر ومن خصائص المجتمع الإسلامي أنه:

اهم خصائص المجتمع الاسلامي

  • مجتمع موحد بالله تعالى، تعد هذه الخاصية أعظم ميزة يتميز بها المجتمع الإسلامي، حيث أنه ملتزم بشرع الله تعالى في جميع الأمور، و كذلك موحد بأن الله سبحانه وتعالي هو الرازق والمدبر والقادر علي كل شئ، هو الذي يستحق أن نعبده ونخضع له ونخشع له في كل الأمور،وقد قال الله تعالي في سورة الأنعام،(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
  • مجتمع تربطه كل أواصر الدين والمحبة،متجمعين دائما لا يفرق بينهم أحد وقد حذر الله سبحانه وتعالى المؤمنين من التفرق،وذلك في قوله تعالى في سورة الروم (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وكذلك أمر الله سبحانه وتعالي عباده بالإعتصام والإتحاد مع بعضهم البعض وذلك في قوله تعالي في سورة آل عمران ، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).
  • مجتمع يتميز بالرحمة والمودة، فالعالم بأجمعه لم يعرف مجتمع متراحم مثل المجتمع الإسلامي وذلك لأن من وضع قواعد وأسس هذا المجتمع هو رب العالمين جميعا، حيث شرع الله سبحانه وتعالي كل ما يناسب أحوالهم، وقد أمرهم بالرحمة والمحبة والتعاطف فيما بينهم وذلك للحفاظ علي استقامة حياتهم، و حرم علي المجتمع الإسلامي الظلم كما ورد في الحديث القدسي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفَـاريّ-رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا)، وكذلك حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين علي ضرورة التعاون فيما بينهم بالرحمة والمودة، وذكر ذلك في العديد من أحاديث النبي فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص-رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا)، وعن جَرِيرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ-رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ)، وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ).
  • مجتمع طاهر، يكون بعيد كل البعد عن الأخلاق الغير محمودة، عفيف، لا يسود فيه مظاهر الهرج والمرج والغناء المحرم، لا يبيح الإختلاط بين النساء والرجال، محافظ علي نسبه وعرضه، وقد قال الله سبحانه وتعالي في سورة الإسراء {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، وكذلك حذر الله سبحانه وتعالي المسلمين بضرورة الابتعاد عن الفواحش وذلك في قوله سبحانه وتعالي في سورة الانعام {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }، وأيضاً ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: (مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ).
  • مجتمع آمن، وذلك لأن الشعور بالأمان ضرورة من ضروريات الحياة فلا يمكن الإستغناء عن الطعام والشراب وكذلك لا يمكن الإستغناء عن الشعور بالأمن والطمانيية لكي يستطيع الانسان أن يعيش في هناؤء وسعادة ويستطيع النوم وهو قرير العين، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ)، وكذلك قال (خَيْرُكُمْ مَنْ يُرجى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يرجى خيره ولا يؤمن شره).

العوامل التي تحقق الأمن في المجتمع الإسلامي

  • الاعتناء بتنشئة جميع الأفراد تنشئة سوية صالحة، وذلك لأن المجتمع يتكون من مجموعة من العديد الأفراد على اختلاف مستوى خلقهم، فالإنسان المسلم يكون عند رهبة وخوف من الله تعالى أن يرتكب أي جريمة أو يقوم بايذاء غيره، وذلك لأنه يسير على نهج الله سبحانه وتعالى،وبالتالي يُحفظ المجتمع من أي شر ينشأ عن هذا الفرد، لذلك حث الإسلام المسلمين علي تنشئة البيت من البداية تنشئة صحيحة، وذلك من خلال توجيه الدين الرجال الي الزواج من ذوات الدين، فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم ( تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ)، وكذلك قال-صلى الله عليه وسلم-: لولي المرأة وللمرأة: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)، وبالتالي إذا كان الزوج والزوجة أصحاب دين وخلق فإن الأبناء سوف يتأثرون بهم ويتأثروا بالجو الصالح الذين يعيشون فيه مما يؤدي إلي الحفاظ علي أمن المجتمع.
  • العناية والإهتمام بالأسر التي تكون المجتمع، وذلك لأن هذه الأسر هي التي تمنح الأفراد الذين يعيشون في المجتمع السلوك الصحيح الواجب اتباعه وقد وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى ضرورة حماية الأفراد،وكذلك قد قال الله تعالى في سورة التحريم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)،فيقع علي الأسرة واجب ضرورة تربية الأفراد،ويقع علي المجتمع مسئولية ضرورة الحفاظ علي هذه الأسر التي تشكل تكوين المجتمع.
  • ضرورة توجيه الأفراد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبالتالي تكون مسئولية المجتمع الحفاظ على جميع الأجواء الصالحة في المجتمع،وقد قال الله تعالي في كتابه العزيز في سورة آل عمران، (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)، وقال الله تعالي في سورة التوبة (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، فضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مسئولية جماعية تقع علي كل أفراد المجتمع .
  • العقوبات في شريعة الدين الإسلامي تحافظ علي أمن الأفراد جميعاً، وذلك لأن هناك مجموعة من الحدود الشريعة والعقوبات التي تفرض علي المجتمعات المسلمة مما تعمل علي حفظ المجتمع وانتشار الأمن فيه، فالسارق تقطع يديه، والقاتل يقتل ولو بعد حين، و المحاربين المفسدين في الأرض يكون عقابهم إما القتل أو الصلب وغيرها من العقوبات الاخري مثل الذي يعتدي علي عرض رجل أو إمرأة يقام عليه حد القذف، والعديد من العقوبات التي تحافظ علي أمن المجتمع وسلامته، ققد قال الله تعالي في سورة ال بقرة (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون).