مستويات الفهم القرائي


تعريف الفهم القرائي


الفهم القرائي هو فعل فهم ما تقرأه وعملية تفاعلية مقصودة ونشطة تحدث قبل وأثناء وبعد قراءة الشخص لقطعة معينة من الكتابة، والقراءة والفهم ركن من أركان القراءة فعندما يقرأ الشخص نص أدبي أو علمي فإنه ينخرط في مجموعة معقدة من العمليات المعرفية كما إنه يستخدم وعيه وفهمه في نفس الوقت للأصوات الصوتية “القطع” الصوتية الفردية في اللغة والصوتيات (الاتصال بين الحروف والأصوات والعلاقة بين الأصوات والحروف والكلمات) والقدرة على فهم أو تكوين المعنى من النص، هذا المكون الأخير من فعل القراءة هو فهم القراءة والذي  لا يمكن أن تحدث بشكل مستقل عن العنصرين الآخرين للعملية، في نفس الوقت هو الأصعب والأكثر أهمية من الثلاثة، ه


ناك نوعان من العناصر التي تشكل عملية القراءة والفهم هما معرفة المفردات و فهم النص.


من أجل فهم النص يجب أن يكون القارئ قادر على فهم المفردات المستخدمة في القطعة المكتوبة، فإذا لم تكن الكلمات الفردية منطقية فلن تكون القصة الإجمالية كذلك، يمكن للأطفال الاعتماد على معرفتهم السابقة بالمفردات لكنهم بحاجة أيضاً إلى تعليم كلمات جديدة باستمرار تحدث أفضل تعليمات المفردات عند نقطة الحاجة، ويجب على الآباء والمعلمين أن يقوموا بتدريس الكلمات الجديدة التي سيواجهها الطفل في النص أو مساعدته في فهم الكلمات غير المألوفة عندما يكتشفها في الكتابة، بالإضافة إلى ذلك القدرة على فهم كل كلمة مميزة في النص يجب أن يكون الطفل أيضاً قادراً على تجميعها معًا لتطوير تصور شامل لما يحاول قوله، وهذا هو فهم النص ويعتبر فهم النص أكثر تعقيداً وتنوعاً من معرفة المفردات. يستخدم القراء العديد من استراتيجيات فهم النص المختلفة لتطوير فهم المقروء، وهي تشمل مراقبة الفهم والإجابة وتوليد الأسئلة والتلخيص والإدراك واستخدام بنية النص للمساعدة على الفهم.[1]

ما هي مستويات الفهم القرائي

للفهم القرائي ثلاثة مستويات رئيسية وهي ما يلي:


  • القراءة الحرفية:

    يقصد بها فهم السطور المكتوبة.

  • الاستنتاج والفهم:

    ويقصد بها فهم ما بين السطور.

  • الاستجابة والتوظيف:

    ويقصد بها فهم ما وراء السطور.


خطوات الفهم القرائي


تبدأ عملية فهم النص قبل أن يتمكن الأطفال من القراءة فعندما يقرأ شخص ما كتاب مصور يستمعون إلى الكلمات ويرون الصور الموجودة في الكتاب


وقد يبدأون في ربط الكلمات الموجودة على الصفحة بالكلمات التي يسمعونها والأفكار التي يمثلونها، و


من أجل تعلم استراتيجيات الفهم يحتاج الطلاب إلى النمذجة والممارسة والتغذية الراجعة يتم وصف استراتيجيات الفهم الرئيسية كالتالي:[1]


  • استخدام المعرفة السابقة أو المعاينة:

    عندما يقوم الطلاب بمعاينة النص فإنهم ينقرون على ما يعرفونه بالفعل ويساعدهم على فهم النص الذي هم على وشك قراءته يوفر هذا إطاراً لأي معلومات جديدة يقرؤونها.

  • التنبؤ:

    عندما يقوم الطلاب بعمل تنبؤات حول النص الذي هم على وشك قراءته فإنه يضع التوقعات بناءً على معرفتهم السابقة حول موضوعات مماثلة أثناء قراءتهم قد يراجعون عقلياً تنبؤاتهم أثناء حصولهم على مزيد من المعلومات.

  • تحديد الفكرة الرئيسية والتلخيص:

    يتطلب تحديد الفكرة الرئيسية والتلخيص أن يحدد الطلاب ما هو مهم ثم يضعونه في كلماتهم الخاصة تحاول ضمنياً في هذه العملية فهم غرض المؤلف في كتابة النص.

  • الاستجواب (العصف الذهني):

    يعد بطرح الأسئلة والإجابة عليها حول النص استراتيجية أخرى تساعد الطلاب على التركيز على معنى النص يمكن للمدرسين المساعدة من خلال تقديم نموذج لكل من عملية طرح الأسئلة الجيدة والاستراتيجيات للعثور على الإجابات في النص.

  • الاستدلالات أو (الاستنتاجات):

    من أجل عمل استنتاجات حول شيء غير مذكور صراحة في النص يجب أن يتعلم الطلاب الاعتماد على المعرفة السابقة والتعرف على القرائن في النص نفسه.

  • التصور أو (التخيل):

    أظهرت الدراسات أن الطلاب الذين يتخيلون أثناء القراءة يتذكرون بشكل أفضل من أولئك الذين لا يتخيلون ذلك (برسلي 1977)، حيث يمكن للقراء الاستفادة من الرسوم التوضيحية المضمنة في النص أو إنشاء صور أو رسومات ذهنية خاصة بهم عند قراءة نص بدون رسوم توضيحية.


مهارات الفهم القرائي


يمكن أن يكون فهم المقروء أمراً صعباً للعديد من الأسباب، لأن الفهم القرائي ينطوي على معرفة مهارات الفهم القرائي، والتي تساعد القارئ لفهم الهدف المنشود من النص وهي ست مهارات أساسيةفما يلي:[2]


  • فك التشفير:

    يعتبر فك التشفير خطوة حيوية في عملية القراءة، حيث يستخدم الأطفال هذه المهارة لنطق الكلمات التي سمعوها من قبل ولكنهم لم يروها مكتوبة والقدرة على القيام بذلك هي الأساس لمهارات القراءة الأخرى، يعتمد فك التشفير على مهارة لغوية مبكرة تسمى الوعي الصوتي، يتيح الوعي الصوتي للأطفال سماع الأصوات الفردية في الكلمات (المعروفة باسم الصوتيات )، كما يسمح لهم “اللعب” بالأصوات على مستوى الكلمة والمقطع، يعتمد فك التشفير أيضاً على ربط الأصوات الفردية بالحروف، ما الذي يمكن أن يساعد: يكتسب معظم الأطفال المهارة الواسعة للوعي الصوتي بشكل طبيعي، من خلال التعرض للكتب والأغاني والقوافي، ولكن بعض الأطفال لا يفعلون ذلك، في الواقع إحدى العلامات المبكرة لصعوبات القراءة هي مشكلة القافية أو عد المقاطع أو تحديد الصوت الأول في الكلمة، وتعد أفضل طريقة لمساعدة الأطفال في اكتساب هذه المهارات هي من خلال إرشادات وممارسات محددة، حيث يجب تعليم الأطفال كيفية التعرف على الأصوات والتعامل معها، ويمكنك أيضاً بناء وعي صوتي في المنزل من خلال أنشطة مثل ألعاب الكلمات والقراءة لطفلك،

  • الطلاقة اللغوية:

    يحتاج الأطفال إلى التعرف على الكلمات على الفور  بما في ذلك الكلمات التي لا يمكنهم نطقها  تعمل الطلاقة على تسريع معدل قراءة النص وفهمه من المهم أيضاً عندما يواجه الأطفال كلمات غير منتظمة مثل of و the والتي لا يمكن نطقها، وقد يستغرق نطق كل كلمة أو فك تشفيرها الكثير من الجهد التعرف على الكلمات هو القدرة على التعرف على الكلمات بأكملها بشكل فوري عن طريق البصر دون سماعها، عندما يتمكن الأطفال من القراءة بسرعة ودون ارتكاب الكثير من الأخطاء فإنهم يصبحون قراء “بطلاقة”، والقراء بطلاقة يقرأون بسلاسة وسهولة وبطريقة معبرة كما يقومون بتجميع الكلمات معاً للمساعدة في تحديد المعنى ويستخدمون النغمة المناسبة في صوتهم عند القراءة بصوت عالٍ، الطلاقة في القراءة ضرورية لفهم القراءة الجيد، ما الذي يمكن أن يساعد: يمكن أن يكون التعرف على الكلمات عقبة كبيرة أمام القراء المتعثرين، يحتاج القراء العاديون إلى رؤية الكلمة من أربع إلى 14 مرة قبل أن تصبح ” كلمة مرئية ” يتعرفون عليها تلقائياً قد يحتاج الأطفال المصابون بعُسر القراءة على سبيل المثال إلى رؤيته حتى 40 مرة، يعاني الكثير من الأطفال من طلاقة القراءة كما هو الحال مع مهارات القراءة الأخرى يحتاج الأطفال إلى الكثير من التعليمات والممارسات المحددة لتحسين التعرف على الكلمات، الطريقة الرئيسية للمساعدة في بناء الطلاقة هي من خلال التدرب على قراءة الكتب، من المهم اختيار الكتب ذات المستوى المناسب من الصعوبة للأطفال.

  • المفردات:

    لفهم ما تقرأه عليك أن تفهم معظم الكلمات في النص، يعد امتلاك مفردات قوية عنصرًا أساسيًا في فهم القراءة ويمكن للطلاب تعلم المفردات من خلال التعليمات، لكنهم يتعلمون عادةً معنى الكلمات من خلال التجربة اليومية وأيضاً من خلال القراءة، ما يمكن أن يساعد: كلما زاد عدد الكلمات التي يتعرض لها الأطفال وأصبحت مفرداتهم أكثر ثراءً. يمكنك المساعدة في بناء مفردات طفلك من خلال إجراء محادثات متكررة حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، وحاول تضمين كلمات وأفكار جديدة يعد إلقاء النكات ولعب ألعاب الكلمات طريقة ممتعة لبناء هذه المهارة، تساعد القراءة معاً كل يوم أيضاً في تحسين المفردات، عند القراءة بصوت عالٍ توقف عند الكلمات الجديدة وحددها ولكن شجع طفلك أيضاً على القراءة بمفرده، حتى بدون سماع تعريف لكلمة جديدة  يمكن لطفلك استخدام السياق للمساعدة في اكتشافها، يمكن للمعلمين المساعدة أيضاً، يمكنهم اختيار كلمات مثيرة للاهتمام بعناية لتدريسها ثم إعطاء تعليمات واضحة (تعليمات متخصصة ومباشرة)، يمكنهم إشراك الطلاب في المحادثة، ويمكنهم جعل تعلم المفردات أمراً ممتعاً من خلال لعب ألعاب الكلمات في الفصل، لمزيد من الأفكار شاهد كخبير يشرح كيفية مساعدة القراء المتعثرين في بناء مفرداتهم.

  • بناء الجملة والتماسك:

    قد يبدو فهم كيفية بناء الجمل بمثابة مهارة كتابة، لذلك قد يتم ربط الأفكار داخل الجمل وفيما بينها وهو ما يسمى بالتماسك، ولكن هذه المهارات مهمة لفهم القراءة أيضاً وتساعد معرفة كيفية ارتباط الأفكار على مستوى الجملة الأطفال في الحصول على معنى من مقاطع ونصوص كاملة، كما أنه يؤدي إلى شيء يسمى التماسك أو القدرة على ربط الأفكار بأفكار أخرى في جزء كتابي شامل، ما يمكن أن يساعد: التعليمات الصريحة يمكن أن تعلم الأطفال أساسيات بناء الجمل، على سبيل المثال يمكن للمدرسين العمل مع الطلاب على ربط فكرتين أو أكثر من خلال الكتابة والقراءة.

  • المنطق والمعرفة الخلفية:

    يربط معظم القراء ما قرأوه بما يعرفونه، لذلك من المهم أن يكون لدى الأطفال خلفية أو معرفة مسبقة عن العالم عندما يقرؤون، يحتاجون أيضاً إلى أن يكونوا قادرين على “القراءة بين السطور” واستخراج المعنى حتى عندما لا يتم توضيحه بشكل حرفي، خذ هذا المثال: طفل يقرأ قصة عن أسرة فقيرة في الثلاثينيات، يمكن أن توفر المعرفة حول الكساد الكبير نظرة ثاقبة لما يحدث في القصة، يمكن للطفل استخدام تلك المعرفة الخلفية لعمل الاستنتاجات واستخلاص النتائج، ما يمكن أن يساعد: يمكن لطفلك بناء المعرفة من خلال القراءة والمحادثات والأفلام والبرامج التلفزيونية والفن، الخبرة الحياتية والأنشطة العملية تبني المعرفة أيضاً عرّض طفلك لأكبر قدر ممكن، وتحدث عما تعلمته من التجارب التي مررت بها معاً وبشكل منفصل، ساعد طفلك على إجراء اتصالات بين المعرفة الجديدة والمعرفة الحالية. وطرح أسئلة مفتوحة تتطلب تفكيرًا وتفسيرات، يمكنك أيضاً قراءة نصيحة المعلم حول استخدام مقاطع الفيديو المتحركة لمساعدة طفلك على عمل الاستدلالات.

  • ذاكرة العمل والانتباه:

    هاتان المهارتان كلاهما جزء من مجموعة القدرات المعروفة بالوظيفة التنفيذية، إنهما مختلفان لكنهما وثيقتي الصلة عندما يقرأ الأطفال يسمح لهم الانتباه بأخذ المعلومات من النص، تتيح لهم ذاكرة العمل الاحتفاظ بهذه المعلومات واستخدامها لاكتساب المعنى وبناء المعرفة مما يقرؤونه، القدرة على المراقبة الذاتية أثناء القراءة مرتبطة أيضاً بذلك، يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على التعرف عندما لا يفهمون شيئاَ ما ثم يحتاجون إلى التوقف والعودة وإعادة القراءة لإزالة أي ارتباك قد يكون لديهم، ما يمكن أن يساعد: هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة في تحسين الذاكرة العاملة لطفلك، لا يجب أن يشعر بناة المهارات بأنهم يعملون أيضاً وهناك عدد من الألعاب والأنشطة اليومية التي يمكنها بناء ذاكرة عاملة دون أن يعرفها الأطفال، للمساعدة في زيادة انتباه طفلك، ابحث عن مواد القراءة الممتعة أو المحفزة، على سبيل المثال قد يحب بعض الأطفال الروايات المصورة شجع طفلك على التوقف وإعادة القراءة عندما لا يكون هناك شيء واضح وضح كيف “تفكر بصوت عالٍ” عندما تقرأ للتأكد من أن ما تقرأه منطقي.


الفرق بين الفهم القرائي والاستيعاب القرائي


الهدف من القراءة هو اكتساب المعلومات سواء كان ذلك ما يحدث للشخصيات في القصة أو التعلم عن العالم طلاقة القراءة هي سرعة ودقة فك تشفير الكلمات الفهم القرائي هو القدرة على فهم ما تقرأه يعتبر الطالب قارئاً ماهر عند القراءة بطلاقة وفهم القراءة على مستوى الصف،


من المهم تحقيق التوازن الصحيح بين القراءة بطلاقة وفهم القراءة.


سيركز بعض الطلاب الذين يعانون من صعوبة تعلم القراءة بشكل أكبر على آليات القراءة (فك التشفير) ويفقدون فهم ما يقرؤونه، ويمكن للطلاب الآخرين فهم ما يقرؤونه بسهولة على الرغم من صعوبة فك التشفير،


من المهم تطوير كل من طلاقة القراءة والفهم القرائي لدى جميع الطلاب، تجعل مهارات القراءة الانسيابية القراءة أسهل وأكثر إمتاعاً يتيح الفهم القرائي للطالب اكتساب المعرفة واتباع خط القصة، عندما يكون هناك فرق كبير بين الطلاقة ومهارات الفهم فمن الحكمة معالجتها بشكل منفصل.[3]