ما هي ” مبطلات الاعتكاف ؟ “
من مبطلات الاعتكاف
يختلف تعريف الاعتكاف في الاصطلاح عن اللغة، فالاعتكاف لغويًا، هو أن يقصر الإنسان نفسه على شيء ويلزم نفسه به، سواء كان ذلك الشيء مباحًا أو معصية، بينما يُعرف في الاصطلاح الشرعي عل إنه التزام المسجد لعبادة الله تعالى، ويعتبر
العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف
.
واعلم أن الاعتكاف صحيح ولو لم يكن هناك صيام، وهو مستحب وسنة، وقد ثبت شرعيته في الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء، وكثرة الأحاديث وآيات القرآن تؤكد شرعية الاعتكاف عموماً، وقد وردت أحاديث كثيرة تكرر فيها اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة في العشر الأواخر من رمضان، وأبلغ إجماع أكثر من عالم على أن الاعتكاف من السنة والمندوب والمستحب.
,يتساءل الكثير من الناس حول
متى ينقطع اعتكاف المُعتَكِف
، وبالفعل هناك عدة أمور تبطل الاعتكاف إذا تم اتباعها وفعلها المسلم خلال أوقات الاعتكاف، ومنها ما يلي: [1]
- الجماع: اتفق الفقهاء على أن الجماع يفسد الاعتكاف، والنظر مباشرة إلى المرأة أي لمسها أو شيء من هذا القبيل بدون رغبة اتفق العلماء على أنه لا ينقض الاعتكاف، بينما اقروا تحريم ذلك إذا باشر الرجل زوجته بشهوة، واعتقد جمهور الفقهاء أنه لن يكون باطلاً إلا إذا أُنزل وذهب المالكيون إلى بطلان الاعتكاف في كل الأحوال.
- الجنون والإغماء: اختلف أهل العلم حول اعتبار الجنون والإغماء مبطلين للاعتكاف، وذهب جمهور العلماء إلى عدم اعتبارها باطلة للاعتكاف، لأن الإغماء كالنوم والجنون ليس له خيار آخر، وقال الحنفية إذا حدثا بطل الاعتكاف.
- الردة: إذا ارتد المسلم بطل اعتكافه بإجماع الأئمة، لأن الردة تبطل كل عبادة، ومن ينكر ذلك ليس من أهل العبادة، كما أن الإسلام شرط من شروط الاعتكاف.
- السُكر: أعلن جمهور الفقهاء بطلان الاعتكاف إذا أكل بغير عذر أو شرب ما يُسكر، فهو في هذه الحالة لا يعتبر من أهل المسجد لسُكره، ولأنه فعل ما هو أسوأ من ترك المسجد.
- قطع نية الاعتكاف: اختلف الفقهاء في بطلان الاعتكاف إذا نوى المسلم الخروج من الاعتكاف، فقال البعض أنها باطلة لمجرد نية المقاطعة، وقال آخرون إن اعتكافه باطل بنية الخروج من المسجد وبنية التردد، وهو من المذهب الحنبلي، بينما قال علماء الشافعية إنه لا ينتقض اعتكافه بمجرد نية الخروج من المسجد.
نية الاعتكاف
يجب أن يحضر المسلم نية الاعتكاف فور دخوله المسجد، وهي إحدى
شروط الاعتكاف
، لأن النية هي الأصل في كل عبادة، ولا تصح بدونها، ولكن عند الحنفية نية العبادة هي البدء في العبادة.
بينما رأى الشافعيون وجوب إحضار النية قبل البدء في العبادة، من أجل الحصول على
فضل الاعتكاف
والأجر الذي يسعى المسلم لكسبه من الاعتكاف، وأكد أهل العلم أن المعتكف عليه أن ينذر نية الاعتكاف عند دخول المسجد، كما طلبوا من اي شخص يحاول دخول المسجد أن ينذر بالاعتكاف طيلة مكوثه في المسجد.[2]
مكان الاعتكاف
اتفق أهل العلم على أنه لا يصح للرجل اعتكاف إلا في المسجد، واستدلوا على ذلك بآيات القرآن الكريم عن الاعتكاف وبفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، واتفقوا على أن المساجد الثلاثة أفضل من المساجد الأخرى، وهم: المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم الأقصى، ثم المسجد الذي تقام فيه الجماعة.
واختلف أهل العلم على شروط المسجد الذي يصح فيه الاعتكاف، حيث يعتقد الحنفية والحنابلة أن الاعتكاف لا يصح إلا في مسجد جماعة، وأما المالكيون والشافعيون فقالوا، إن الاعتكاف يصح في أي مسجد، إلا أنهم يعتقدون أن الاعتكاف أفضل في المسجد الجامع للخروج من الخلاف، ولكثرة جماعته، وعدم ترك محل الاعتكاف لصلاة الجمعة.
ويجوز لمن حدد مسجداً معيناً أن يعتكف في غيره ولا يشترط فيه الكفارة، وبما أن الله تعالى لم يخصص مكاناً معيناً لعبادته، فلم يكن النذر مطلوباً إلا إذا نذر الاعتكاف في أحد المساجد الثلاثة “المسجد الحرام، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى”، فيجب في هذه الحالة أن يفي بنذره لفضل العبادة بهم عن غيرهم، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا تشتد الرحال إلا نحو ثلاثة مساجد، بيت الله الحرام، والمسجد الاقصى، والمسجد النبوي.[2]
حُكم الاعتكاف للمرأة والرجل
اختلف الفقهاء في حكم اعتكاف الرجل والمرأة، وقرار الاعتكاف في رمضان عنه غير رمضان، لأنه يعتبر من السنة في رمضان، ولا سيما العشر الأواخر منه، وهو قول جمهور الفقهاء، كما أنه عند جمهور الفقهاء سنة في غير رمضان، وجائز عند المالكية.
والاعتكاف هو أيضا سنة للرجل، ودليل ذلك إجماع العلماء على أنه لا يجب على الناس إلا من ينذر الاعتكاف فيكون واجب عليه، واختلف أهل العلم في الحكم حول اعتكاف المرأة على قولين هما: [3]
- القول الأول: أن الاعتكاف سنة للمرأة كالرجل، وأقر جمهور العلماء بذلك.
- القول الثاني: أن الاعتكاف مكروه للمرأة الشابة، وهذا رأي جمهور العلماء من الحنابلة.
أحكام اعتكاف المرأة
هناك مجموعة من الأحكام الواجبة على اعتكاف المرأة والتي رأى جمهور العلماء أنها واجبة لتحقيق
الحكمة من الاعتكاف
وهو عبادة الله دون ذنب أو معصية، ومن هذه الأحكام ما يلي: [3]
إذن الزوج لزوجته
اتفق أهل العلم من الحنفية والشافعية والحنبلية على اشتراط إذن الزوج لزوجته بالاعتكاف حتى يصح حتى لو نذرت على نفسها الاعتكاف، بينما يرى المالكيون أن اعتكاف المرأة يصح بغير إذن زوجها، إلا أنها تأثم عليه.
مكان اعتكاف المرأة
اختلف أهل العلم على اعتبار المسجد شرطًا لصحة اعتكاف المرأة على النحو التالي:
جمهور الفقهاء: اتفق الشافعيون والحنابلة والمالكية على أن المسجد شرط أساسي لصحة اعتكاف المرأة، واعتبرها الشافعية مثل الرجل لا يصح اعتكافه إلا في المسجد، ويعتقد الحنابلة أن تعتكف في المسجد، إلا أنهم فضلوا أن تستتر اقتداءً بأمهات المؤمنين، عائشة وحفصة وزينب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكون اعتكافها في مكان بعيد عن الرجال.
بينما رأى المالكيون أن كل شرط من شروط الاعتكاف يربط الرجل، فهو ملزم للمرأة بالتساوي، ولهذا يجب المسجد على المرأة أن تلتزم المسجد إذا أرادت الاعتكاف.
أما الحنفية يعتقدون أن اعتكاف المرأة يصح في بيتها، فقالوا إن المرأة يمكن أن تعتكف في مسجد بيتها، أي مكان صلاتها في بيتها، ومنهم من قال إنها تحدد مكانا في بيتها وتعتكف فيه عندما لا يكون لها مكان معين للصلاة، بينما قال البعض الآخر أنه لا يصح لها الاعتكاف في البيت مع عدم تخصيص مكان له.
سُنن الاعتكاف وآدابه
اتفق جمهور العلماء على أنه لا يوجد وقت محدد للاعتكاف، ومن الأفضل ألا يقل عن يوم بليلة، وهو ما يوضح الإجابة على تساؤل البعض حول
متى يبدأ الاعتكاف ومتى ينتهي
، وعلى من اعتكف أن يحرص على تطبيق السنة في اعتكافه، ويتحدث فقط في الخير، ويؤدّي الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، ويختار أفضل المساجد للاعتكاف، وهناك مجموعة من الآداب التي يجب على المعتكف التمسك والالتزام بها أثناء اعتكافه، ومنها: [3]
- أن يحسب الأجر والثواب عند الله تعالى ويستحضر نية الاعتكاف.
- يشعر بالحكمة من الاعتكاف، وهي خلوه للعبادة فقط وتوجيه قلبه إلى الله تعالى.
- ألا يترك مكان اعتكافه إلا للضرورة.
- مراعاة السنن والأذكار ليلا ونهارا، والتنويع بين العبادات المختلفة من ذكر، وحمد، ودعاء، وصلاة، وقراءة القرآن، وطلب العلم.
- التأكد من استعدادك للصلاة قبل وقتها حتى يؤديها بخشوع.
- التقليل من الطعام والنوم والكلام، حتى يكون قدرًا على الخشوع والحرص على طهارته طوال مدة الاعتكاف.
- إن يتحلى بالصبر مع تقديم النصائح للمُعتكفين، والدعوة إلى التعاون على البر.