كيف يخرج الصوت من الحنجرة

كيف ينشأ الصوت

يستخدم الإنسان طرق عديدة للتعبير عن نفسه ، ومن ضمن هذه الطرق الكلام ، والكلام ما هو إلا صوت يخرج بطريقة معينة لإيصال معنى ما ، والصوت ليس في الكلام فقط ، وإنما هو طاقة وظاهرة موجودة في الطبيعة حولنا، وخلقت له آلية عمل في أجسامنا، فـ


كيف ينشأ الصوت عند الإنسان


؟!

ينشأ الصوت عن اهتزاز جسم ما ، وبالتالي تهتز جزيئات الوسط المحيط به من ماء ، وهواء.. إلخ، حيث تتحرك هذه الجزيئات فتصطدم بالتالي بجوارها فتهتز أيضًا  ، وتصدم جزيئات أخرى، حتى تنفذ الطاقة التي تجعلها تصطدم فتتوقف ، وهكذا تنتقل على شكل موجات يمكننا سماعها إذا كانت الأذن ضمن حيز هذه الاهتزازات المتنقلة .

ومن هنا ننتقل إلى الموجات الصوتية ، والتي ينقسم إلى مناطق ضغط عالي ، ومناطق ضغط منخفض ، وهي موجات تتكرر لذا تسمى موجات دورية .

كيف يخرج الصوت من الحنجرة

وعن إنتاج الصوت من الإنسان ، فإن الصوت يخرج أثناء التنفس خلال عملتي الشهيق والزفير ، وهناك العديد من الأعضاء المسئولة عن هذه العملية ، منها :

  • الحنجرة (صندوق الصوت) : تقع الحنجرة في أعلى القصبة الهوائية من الجهاز التنفسي ، وبها طيات تسمى بالأحبال الصوتية ، وهذه الأحبال الصوتية عبارة عن عدة طبقات من الأنسجة مترابطة مع أنسجة في البلعوم ، وهذه الطيات -أو الأحبال- تهتز لإنتاج صوت .
  • البلعوم (الحلق) : للبلعوم مخارج ثلاث هي :
  • الحنجرة البلعومية : توجد فوق الحنجرة مباشرة .
  • البلعوم الفموي : يتصل بالفم .
  • البلعوم الأنفي : يتصل بالأنف .
  • القصبة الهوائية : هي أنبوب يعمل كممر للهواء بين البلعوم والرئة ، تحوي القصبة الهوائية غضاريف تبقيها مفتوحة .
  • العمود الفقري .
  • الحجاب الحاجز : يوجد الحجاب الحاجز تحت الرئتين مباشرةً متخذًا شكل قبة ، ويعمل على التحكم في التنفس .
  • الجهاز العصبي : توجد مراكز تنفسية داخل الدماغ .

وبعد أن تعرفنا على الأعضاء المسئولة عن إخراج الصوت من الحنجرة دعونا نعرف  ، كيف تعمل معًا ليحدث هذا :

  • يخرج الهواء من الرئتين عن طريق القصبة الهوائية .
  • يمر الهواء الخارج من القصبة الهوائية ، خلال الحنجرة فتهتز طياتها (الأحبال الصوتية) .
  • عند اهتزاز الأحبال الصوتية ينطلق الهواء من الحنجرة بصورة مناوبة ، وليست دفعة واحدة .
  • تعتبر كل دفعة هواء خارجة من الحنجرة إلى البلعوم موجة صوتية جديدة .
  • يخرج الهواء من الفم محدثًا الصوت .

من الجدير بالذكر أن بعض أصوات الحروف لا تهتز لها الأحبال الصوتية بل تخرج باستخدام الفم  ، فقط عن طريق اللسان والأسنان والشفاه ، كما أن


الحبال الصوتية


، لا تهتز عند الهمس  ، لأن الشخص يحرص على استخدام لسانه وشفتيه فقط .


ولكن ما دور الجهاز العصبي في عملية إخراج الصوت ؟!

ينظم الجهاز العصبي الحركات التنفسية ، ومن هنا نجد أن الحالة العصبية للإنسان تؤثر على نبرة صوته ، فصوت الإنسان الغضبان ليس كصوت الذي يشعر بالفرح ، أو الحزن  ، أو الكآبة .[1]

بدائل الحنجرة

هل يوجد بدائل للحنجرة و


كيف ينتقل الصوت


خلالها تنتشر مؤخرًا بعض إصابات سرطان الحنجرة مما يستدعي إزالتها ، وخصوصًا للمرضي في منتصف العمر ، وكبار السن ، وبعد هذه العملية يصبح الصوت الخارج من المريض غير مفهوم ، لذا يلجأ الأطباء إلى تأهيل المريض لإخراج الصوت من المريء بدلًا من الحنجرة ، وللأسف ينجح بتعلم هذه العملية حوالي ثلث المرضي الذين تعرضوا لإزالة الحنجرة تقريبًا ، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب منها فقدان السمع ، أو الأمية ، أو العوائق اللغوية  ، وغيرها من الأسباب .

ومن هنا يظهر بديلًا آخر للحنجرة  ، وهي الحنجرة الاصطناعية ، ويوجد للحنجرة الاصطناعية عدة أنواع منها :

  • الحنجرة الميكانيكية .
  • والحنجرة الهوائية .
  • الحنجرة الكهربائية .

والنوع الأكثر هو الأشهر والأكثر استخدامًا ، حيث تكون عبارة عن حافظة بلاستيكية بها مكان للبطاريات ، ومصدر الصوت ، ورأس هزاز ، يتم تثبيت الرأس الهزاز في الحنجرة  ، حيث يعمل على تنظيم دخول الهواء إلى البلعوم  ، بدلًا من الحنجرة الطبيعية ، وبذلك يخرج الصوت مفهومًا .

هناك تجارب طبية أخرى لزرع مصدر الصوت داخل أنسجة الرقبة بصورة مباشرة ليكون الصوت الخارج أكثر طبيعية .[2]

لماذا يختلف الصوت من شخص لأخر

يختلف الصوت من إنسان لآخر  ، والذي يسمى بنبرة الصوت  ، اختلافًا تامًا فيما يسمى بـ(البصمة الصوتية) ، وذلك تبعًا لأمرين بشكل أساسي :

  • سماكة الأحبال الصوتية وطولها : تبلغ طول الأحبال الصوتية عند الرجل 16 ملم تقريبًا ، بينما عند الأنثى يصل طولها إلى 10 ملم فقط .
  • حجم الحنجرة وقوة عضلاتها .

إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى المؤثرة في هذا الأمر مثل ، حجم الجيوب الأنفية ، حجم منطقة فوق المزمار ، الفم ، اللسان ، الشفاه ، شراع الحنك والأسنان .

حيث تلعب هذه التجاويف دورًا هامًا في اختلاف رنين الصوت من إنسان لآخر ، ولذا فإن وجود أي خلل في هذه التجاويف يؤدي إلى خلل في مخارج بعض الحروف ، وهذا ما يفسر اللدغة  ، أو صعوبة نطق بعض الأحرف عند بعض الناس .[1]

كيف يمكن تحسين الصوت

إن عذوبة الصوت هي في المقام الأول موهبة من الله سبحانه وتعالى ، يولد بها الإنسان دون اكتسابها  ، فإذا ما وجد جمال الصوت عند الشخص هنا تبدأ إمكانية تحسين الصوت وصقله وتطويعه ، ولأن الصوت يعتمد بشكل أساسي على عملية التنفس فإن التعليم الصوتي يبدأ بتمارين تنفسية منتظمة ، ثم يتم العمل على تحسين الصوت العذب عن طريق التمارين الغنائية التي يطلق عليها (الصولفيج) في علم الموسيقى ، فالصوت العذب يحتاج إلى تلك التمارين ليصبح راكزًا ، ومتناسقًا أكثر مع أنغام الموسيقى ، فيعطي نمطًا موسيقيًا طربًا ، وهذا ما يطلق عليه صقل الصوت  ، حيث يظل الصوت مع هذه العملية لامعًا براقًا  ، مثل الذهب  ، والفضة .

ومع تقدم التكنولوجيا في عصرنا الحديث وجدت وسائل أخرى لتحسين الصوت ، وهي المحسنات الإلكترونية ، وتتمثل هذه المحسنات في عدة صور بداية من مكبر الصوت الذي يفخم الصوت ويضخمه ، إلى البرامج  ، والتطبيقات  ، مثل تطبيق (autotune) ، الذي يقلل أو يزيل النغمات الناشزة من الصوت .

والهدف الأساسي من جميع هذه المحسنات  ، هو الوصول إلى صوت أكثر عذوبة يرتاح لسماعه المستمع .[2]