قصة ” فتى الزرقاء “


ما هي قصة ” فتى الزرقاء “

تعرض شاب أردني يُدعى صالح حمدان، منذ فترة، لاعتداء وحشي أثار حالة كبيرة من بين كافة أوساط الأردني انتهى بقرار محكمة أمن الدولة بإصدار حكمًا على خمسة محكومين بالإعدام وبراءة آخرين وهو ما قابله فتى الزرقاء بالرضا.

وتروي القصة أن طفلاً يبلغ من العمر 16 عامًا ويدعى صالح، تم إدخاله إلى مستشفى الزرقاء، يعاني من إصابات خطيرة إثر تعرضه لهجوم من قبل بعض الأشخاص بعد اقتياده لمكان غير مأهول بالسكان انتقامًا من قريب له ارتكب جريمة قتل سابقة، وقاموا بقطع يديه وفقء إحدى عينيه.

وعلق فتى الزرقاء على الحادث قائلاً إن الله منحه القوة وقت الاعتداء عليه من قبل المجرمين، مؤكدًا أنه لم يشعر بأي ألم في يديه أو في عينيه.

وبشأن تفاصيل الحادث قال: “أعرف سبب تضامن الشعب الأردني مع قصتي، لقد قضيت ليلة الحادث أصلي قيام الليل، كما صليت ركعتين لقضاء الحاجو ثم صليت الاستخارة، وبعد ذلك نمت ثم استيقظت وقت صلاة الفجر وذهبت إلى المسجد وعدت بعد ذلك”.

وتابع: “بعد ذلك ذهبت لشراء الخبز وبمجرد أن رأيت إحداهم ركدت حيث عرفته قبل ذلك، وذهبت إلى السيارة كطريق للفرار، لكن بعد أن فتحت باب السيارة وجدت أنها ملكهم وبداخلها 10 أشخاص، ثم اقتادوني إلى مكان مجهول وقاموا بالاعتداء علي بالضرب بشكل جماعي”.[1]

الحالة الصحية لـ “فتى الزرقاء”

وقال الدكتور مبروك السريحين مدير مستشفى الزرقاء، أن حالة صالح مستقرة وحياته ليست في خطر، وأشار إلى أن إحدى عينيه في حالة جيدة جدًا ويمكنه الرؤية، مضيفًا أنه لا بد أن يكون لديه أطراف صناعية وأنه يحتاج أيضًا إلى عملية إعادة تأهيل.

وقال المتحدث باسم مديرية الأمن العام العقيد عامر السرطاوي، في 13 تشرين الأول/ أكتوبر ، “نقلت صبي يبلغ من العمر 16 عامًا في حالة سيئة إلى مستشفى الزرقاء الحكومي بعد تعرضه للضرب وبتر ذراعيه وفقء عينيه”.

وأوضح السرطاوي، أنه بعد الاستماع إلى إفادة الصبي، قال: “بعد أن ارتكب أحد أقاربه جريمة قتل في وقت سابق، قامت مجموعة من الناس بسد طريقه واقتادوه إلى منطقة خالية وضربوه واعتدوا عليه بأدوات حادة”، وأشار إلى أنه بعد ورود التقرير بدأ التحقيق لتحديد هوية الأشخاص الذين اعتدوا عليه والقبض عليهم.[2]

رد فعل الشعب الأردني على حادثة “فتى الزرقاء”

“كيف أصبح حال الناس بهذه القسوة؟ ماذا أصبحنا؟ هذا مقرف”، بهذه الكلمات غرد أحد مستخدمي تويتر في الأردن عن الجريمة، وطالب بإعدام مرتكبي الجريمة بتفعيل الهاشتاغ، كما علق أحد المواطنين الأردنيين: “ما أبشع الواقعة، وما  أبشع المرتكب، ما أبشع من قام بالتصوير، وما أبشع الإنسان”.

بينا قالت إحدى المشاركات في الهاشتاغ، معبرة عن غضبها: “حسبي الله ونعم الوكيل، أصبح الوضع مخيفًا وسنفقد الأمان الذي كنا ندعو به سابقًا، الله ينزل الصبر على قلبه وقلب ذويه، ويعينهم على مواجهة هذه الكارثة، أرجو أن يكون قرار المحكمة صارم ضد منفذي هذه الجريمة التي أوجعت كافة قلوب الشعب الأردني”.[1]

العاهل الأردني يتدخل في قضية “فتى الزرقاء”

ومن جهته، وجه العاهل الأدرني الملك عبد الله الثاني، المعنيين بتقديم العلاج اللازم للطفل الذي تعرض لجريمة بشعة في محافظة الزرقاء، كما أمر جلالة الملك للشاب البالغ من العمر 16 عاما بتلقي الرعاية الصحية اللازمة.

وكان جلالة الملك يتابع تفاصيل العملية الأمنية الدقيقة لمديرية الأمن العام – قوة الشرطة الخاصة في منطقة مزدحمة وشعبية، وأسفرت عن اعتقال مرتكبي الجريمة بحق الصبي.

وشدد جلالة الملك على أهمية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الصارمة بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم ترعب المجتمع، لافتاً إلى أهمية أن يشعر المواطنين بالأمن والاستقرار.

وعلقت الملكة رانيا على الحادثة عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلة: “كيف نعيد لك ما انتزعه المجرمون، وكيف نجمع رفات والدتك وأقاربك؟، كيف نحمي أطفالنا من عنف وقسوة من استضعف الناس دون ردع أو رقابة؟”.

وأضافت: “حادث مروع بكل تفصيله قلوبنا معكم، فأنت ابن كل بيت أردني.. وأضيف صوتي إلى الأصوات المطالبة بتوقيع أقسى عقوبة على الجناة”. [2]

قرار المحكمة في قضية “فتى الزرقاء”

قررت محكمة أمن الدولة، الأربعاء، الحكم بالإعدام شنقاً لستة من منفذي جريمة فتى الزرقاء، أحدهم أدين غيابياً، بينما قضت المحكمة ببراءة سبعة آخرين.

كما قصت المحكمة بالسجن لمدة 10 أعوام على متهم واحد، و15 عاما لآخر،  والسجن لمدة عام لاثنين آخرين.

وبدأت المحكمة، بالاستماع إلى 17 متهمًا، أحدهم هاربًا من العدالة، في قضية الاعتداء على صبي الزرقاء قبل نحو 6 أشهر، مما تسبب في بتر يديه، وفقء إحدى عينيه.

ووجهت المحكمة للمتهمين تسع تهم، منها الإرهاب، وترويع المجتمع، وتشكيل عصابات، وهتك العرض، والاختطاف الجنائي، والإعاقة الدائمة، وحيازة سلاح ناري غير مرخص، ومعارضة أفراد الأمن العام، والشروع في القتل.

وفي غضون خمسة أشهر، استمعت المحكمة إلى 26 من شهود النيابة ومحامي الدفاع الذين قدموا أدلة دفاعهم، وقررت المحكمة تأجيل الجلسات إلى وقت سابق من هذا الشهر لإصدار الحكم.

وتتلخص أحداث واقعة “فتى الزرقاء” في اختطافه من مدينة الهاشمية واقتياده إلى منطقة مهجورة شرق محافظة الزرقاء، وهاجموه وبتروا يديه وعموا إحدى عينيه وجرحوا الأخرى، وتركوه في منطقة خالية على بعد أربعة أميال من أقرب مستشفى.

وبدأت محكمة أمن الدولة، يوم 29 نوفمبر 2020، الجلسة الأولى لشهود النيابة في قضية الصبي، بحضور 26 شاهدًا بينهم الضحية، فيما كانت الجلسة الأولى في القضية يوم الأربعاء 25 نوفمبر 2020، وعدد المتهمين الذين اتهموا في القضية 17، ومن بينهم هارب حوكم غيابياً.

وفي 21 تشرين الأول/نوفمبر 2020 ، تسلمت نيابة أمن الدولة، ملفات صبي الزرقاء، بعد أن قرر وكيل نيابة المحكمة العليا القاضي عبد الإله العساف إحالة ملفات جريمة الزرقاء إلى محكمة أمن الدولة.

وكان رئيس المحكمة موفق المساعيد، قال في وقت سابق، إن جلسات المحكمة في هذه القضية ستنتهي على التوالي بمعدل جلستين أسبوعيا، وفقا لقانون أصول المحاكمات الجزائية الأردني.

وفي 7 كانون أول / ديسمبر 2020، استمعت المحكمة لشهادة المجني عليه “صالح” الذي قام المتهمون بقطع يديه، وفقء إحدى عينيه، برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري المقدم موفق المساعيد وعضوية القاضي المدني عفيف الخوالدة، والمقدم القاضي العسكري عامر الهلسة، إلى شهادة شاهد النيابة المجني عليه (صالح).

وخلال جلسة علنية في 6 ديسمبر / كانون الأول، قررت المحكمة رفض الدفاع الذي قدمه محامو الدفاع لعدم اختصاص المحكمة بنظر القضية، ورفض جميع الدفوع والمضي في إجراءات القضية بشكل مناسب، وفي الجلسة ذاتها، استمعت المحكمة إلى ثلاثة من شهود النيابة عن القضية.

وخلال الجلسة العلنية الأولى، استمعت المحكمة إلى شهود النيابة في القضية، التي جرت يوم الأحد، 29 نوفمبر / تشرين الثاني، بحضور مدعي عام أمن الدولة.

وعند سؤالهم عن الاتهامات، قال 16 متهمًا إنهم غير مذنبين، كما قضت المحكمة بتعيين محام للدفاع عن ثلاثة متهمين على نفقة الخزينة، بسبب عدم قدرتهم المالية على تعيين محامين للدفاع عنهم.

وصادق النائب العام لمحكمة أمن الدولة العميد الركن القاضي العسكري حازم المجالي على لائحة اتهام النائب العام لأمن الدولة القاضي العسكري الكبير يوسف خريسات في قضية “الفتى الأزرق” التي نسب إليها لائحة اتهام 17 متهماً. [2]

تعليق “فتى الزرقاء” على الحكم

ومن جانبه، أعرب “فتى الزرقاء” عن ارتياحه بعد أحكام الإعدام الصادرة عن محكمة أمن الدولة في الأردن للمتورطين في الهجوم عليه، وقال:  “أشعر أنني بحالة جيدة للغاية، لا أستطيع الوصف، كنت أنتظر هذا اليوم، ليس لدي سبب آخر للتفكير في الأمر بعد صدور هذا الحكم”.

وقال الصبي،  إنه انتهى من تدريب الأطراف الصناعي  وينتظر وصولها من ألمانيا، وتابع: “الأردنيون والعرب دعموني نفسيا ومعنويا، معنوياتي مرتفعة بسببهم “، كما توجه بالشكر للعاهل الأردنى، قائلا: “دعمني كثيرا.. وأشكر أيضا كل شعب الأردن والدول العربية”.[1]