أول الكائنات الحية على الأرض

أقدم حيوان يعيش على الأرض

لقد تم العثور على أقدم حيوان عاش على اليابسة وكان ذلك قبل 425 مليون عام، حيث أن الباحثون في جامعة تكساس في مدينة أوستن قد أجروا دراسة علمية جديدة أكدت وجود بقايا متحجرة في اسكتلندا، وهي بقايا لنوع من الحشرات المنقرضة التي عاشت قبل 425 مليوم عام، حيث أن هذه البقايا التي تم العثور عليها تعود إلى أقدم حيوان قد عاش على اليابسة، بالإضافة إلى أن العينة الأحفورية تعود إلى نوع من الحشرات المنقرضة التي تُعرف باسم كامبيكاريس أوبانينسيز وهي تشبه الديدان ذو الألف قدم.

فنجد أن الدراسة الجديدة أكدت أن هذا الكائن هو أقدم حيوان بري قد تم العثور عليه، وقد يكون هو فقط الذي يعيش على اليابسة قبل 425 مليون سنة، في حين أن الكائنات الحية الأخرى كانت لا تزال تتمركز حياتها في الماء، وإن الباحثون يقولون أن هذا الكائن غالباً ما كان يتواجد على ضفاف البحيرات حتى يتغذى على النباتات المتحللة، وحتى يتم التوصل لمعلومات أدق استخدم الباحثون الزركون حتى يتم تحديد عمر هذه الأحافير، والزركون هو عبارة عن حبيبات معدنية حيث أنها تكون متينة وصغيرة بالإضافة إلى صلابتها، وتتكون من عناصر السليكون والأوكسجين بالإضافة إلى الزركونيوم، ونجد أن هذه المادة تحتوي على عناصر مشعة كالثوريوم واليورانيوم.

وقد استخدمت هذه التقنية في مواقع ثلاث وهذه المواقع كانت معروفة بأنها تحتوي على عينات الاسلاف من الديدان الألفية، فقد استخلص الباحثون أن العينات المتواجدة في اسكتلندا هي الأقدم وتعود إلى 425مليون سنة، بينما تعود العينات الموجودة في المنطقتين الأخريتين إلى ما بين 420 إلى 414 مليون سنة.[1]

نشأة الحياة على الأرض

إن مسألة الحياة تعتبر مسألة في المجال الكيميائي العضوي، حيث أن أساسها هي مركبات الكربون والتي قد رُتبت وكونت من ذرات وجزيئات دقيقة، واستمرت نحو أربع مليارات ونصف مليار سنة، فنجد أن الحياة الأولى للمخلوقات كانت قد تكونت ونشأت على الأرض، ثم تطورت من مواد كيميائية كانت منتشرة في الجو والمحيطات إلى الكوكب الأرضي، وسنستعرض بعض الحقائق التي توحي بهذه الفرضية وهي:

  • إن العضويات الحية جميعها التي تكون على وجه الأرض تعتمد على نوعين من الجزيئات الأساسية للحياة، وتتجلى في الأحماض الأمينية بالإضافة إلى النيوكليوتيدات.
  • إن بعض الكيميائيين قاموا بصناعة قطع جزئية البانية للحياة في المختبر، وقد استخدموا الغازات التي ملأت الأرض في بداية النشأة.
  • إن العلماء قد اكتشفوا جسم صغير يشكل مرحلة وسطى حيث أن هذه المرحلة تتمركز بين نواة الذرات والجزيئات و بين العضويات التي تكون معقدة في عالم الأحياء والتي تُعرف باسم الفيروس، حيث أنه يقع على الحدود ما بين المادة الميتة والمادة الحية.

ونجد أن قصة الحياة على الأرض قد بدأت بتشكلها من تكاثف الغاز والغبار المتواجدة بين المجرات من 4.5مليار ونصف مليار سنة، ونستطيع أن نعرف هذه المعلومة بواسطة الأحافير التي تم العثور عليها، وقد حدث نشوء الأرض قبل أن يتم فقدان غاز الهيدروجين من جو الأرض، فإن ما حدث على الأرض هو النموذج للتطور في أي كوكب آخر، ففي بادئ الأمر كانت الأرض تشهد البرق الذي يومض في جوها الغازي حيث أنه يسبب في حدوث التفاعلات والاتحادات الكيميائية بين المكونات الغازية المتواجدة، وقد تم انحلال النواتج الكيميائية التي كانت قد تولدت في المحيطات، وكان ذلك قبل حوالي أربع مليارات سنة، وإن بعض هذه الجزيئات غدت بانتاج جزيئات أخرى غيرها، وتم هذا الانتاج عن طريق عملية التكاثر الغير التام الذي انتقل من جيل إلى آخر، حيث أن هذه الأجيال التي نتجت لم تكن نسخاً طبق الأصل على والديها وأشقائها، وإن هذه الفروق التي أصبحت بين الأجيال سببت في قدرتها على التلاؤم والتكيف بين العضوية الوليدة وبين الوسط المحيط بها، أي مع البيئة التي تم تواجدها فيها، بالإضافة إلى استمرارية الانتاج والتغير الإحيائي”الطفرة”.[2]

نشأة الكائنات الحية وتطورها

نجد أن عمر الأرض بشكل تقريبي حوالي 4.5 مليار سنة، وقد مر منها تقريباً 540 مليون سنة بدون وجود أي شكل من أشكال الحياة، حيث أن الأرض كانت فقط مجرد صخرة كبيرة وكانت مغطاة بالماء، ولأن الأرض كانت تشكل محيط مائي لا نهائي لهذا نجد عدم توفر صخور نستطيع من خلالها الاستدلال إذا كان هناك شكل من أشكال الحياة وقتها أم لا، إلا أننا واثقون من المعلومة التي تنص على أن كان هناك حياة منذ حوالي 3.5 مليار سنة وهي أقدم حقبة زمنية.

وإن الموقع الأميركي قد صرح على أن كان أول كائن حي تم إيجاده على كوكب الأرض هو كائن يتألف من وحيد الخلية، حيث أنه من نوعية بدائيات النواة، وهو الشكل الأولى لأشكال البكتريا، ويكون خالي من النواة ومن بعض المكونات الخلوية الأساسية التي تتواجد في البكتريا في يومنا الحالي، فكانت هذه البكتريا تلتصق بالجزيئات التي كانت تواجهها في وسط الماء، وقد تطورت حتى غدت قادرة على إجراء عملية التمثيل الغذائي، ويقصد به بأنه عملية تحويل ضوء الشمس إلى طاقة، فكان لهذه البكتريا الفضل الأكبر في إنتاج الأوكسجين وهذا ما أدى إلى ظهور أشكال أكثر تطوراً من هذه الكائنات الحية.

وإن هذه الكائنات وحيدة الخلية مر بمراحل عديدة من التطور، حيث أنها استمرت في التطور حتى ظهرت الأشكال الأولى للكائنات الإسفنجية بالإضافة إلى ظهور طحالب البحر والشعب المرجانية، وقد كان هذا التطور في بادئ الأمر محصوراً في المحيط المائي ولم تنتقل إلى اليابسة، ولكن من المؤكد أنه قد تم الانتقال في وقت ما من الحياة داخل الماء إلى الحياة على اليابسة، وإن هذا الانتقال سمي بالانفجار الكامبري، وسمي بالانفجار لأنه يشمل عدداً كبيراً من الكائنات الحية، وإن هذا الانفجار أدى إلى ظهور أول أشكال الحياة النباتية والحيوانية مثل الحشرات والديدان وغيرها من الكائنات البرمائية.

وإنه عندما انتقلت الحياة من الماء إلى اليابسة نكون هنا في مرحلة متجددة حيث أنها قد ساعدت بتسارع التطور وبالتالي تم ظهور كائنات أكبر وأكثر تعقيداً في البر والبحر، وظهور النباتات والحيوانات حتى تم وصولها إلى هذا الشكل الذي نراه في واقعنا الحالي.[3]

ما التغيرات التي حدثت على شكل الأرض منذ ملايين السنين حتى وقتنا الحالي

إن المهندس إيان ويبستر قد صمم بجوجل خريطة تفاعلية نستطيع من خلالها العودة إلى الماضي وأن نكتشف ونرى كيف كان كوكبنا قبل ملايين السنين حيث أن القارات قد انقسمت وأصلحت بينما المحيطات أصبحت تتقدم وانحسرت عبر 600 مليون سنة، وإن ويبستر كان يعمل في قاعدة بيانات

Asteroid

فى ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا وقد قال لـ

MailOnline

: “أريد أن يتعلم الناس أن الأرض لديها ماض طويل يتحدى الخيال تقريباً، إذ مرت الأرض بمراحل عديدة كانت فيها مختلفة جوهريًا عن الشكل التى هى عليه اليوم، فالبشر مجرد علامة فى التاريخ”.

فهذه الخريطة نستطيع من خلالها أن نرى الكوكب عندما ظهرت أول حياة متعددة الخلايا ويتم ذلك من خلال نقاط رئيسية في تاريخ الارض، بالإضافة إلى قدرتنا على التنقل بين انقراض الديناصورات إلى ظهور أشباه البشر، وإن الملخصات الخاصة تكشف كل فترة وما قد حدث فيها في مراحل مختلفة مثل الفترة المتأخرة في العصر الترياسي الذي كان قبل 200 مليون سنة، بالإضافة إلى أنها سلطت الضوء على نهاية العصر الطباشيري وانقراض الديناصورات ففي ذلك الوقت كانت افريقيا تتألف من محيط هائل يقطع حدودها الشمالية والشرقية، بينما كانت قارتي أستراليا والقارة القطبية الجنوبية على وشك المساس فيما بينهما.

أول الكائنات الحية على الأرض