مقدمة عن بر الوالدين

في

مقدمة عن بر الوالدين

؛ بر الوالدين هو أقل و أبسط شي ممكن إن يقدمه الأبناء إلى والديهم ، و بر الوالدين ليس مجرد شيء يقدم للوالدين ، بل بر الوالدين هو واجب على كل ابن ، لا يوجد في هذه الدنيا شيء يمكن إن يفي في حق الوالدين ، و واجب بر الوالدين هو أقل شيء يمكن إن يقدمه الابن لهم .

بر الوالدين هو أقل درجات الإحسان التي يجب إن تقدم للوالدين ، فهم موجودين طوال العمر مع ابنائهم ، حتى و إن بلغوا يبقى الوالدين في قلق و خوف و حرص دائم على أبنائهم ، و يحاولون مساعدتهم في كل الطرق الممكنة ، و خاصة في الدعاء ، دعاء الوالدين هو الذي ينقذ الإنسان من جميع متاعب و مصاعب هذه الدنيا ، دون دعائهم لما أستطاع الفرد العيش بكل آمان ، لما استطاع إن يخطو خطوة واحدة في حياته دون دعائهم ، و بلأخص دعاء الأم . و ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تدعو إلى بر الوالدين ، و لا سيما احاديث النبي محمد صلى الله عليه و سلم .

آيات في القرآن الكريم عن بر الوالدين

ذكر الله سبحانه و تعالى ، في القرآن الكريم العديد من الآيات عن بر الوالدين ؛

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا .(سورة الإسراء آية 23) . في آية الوصايا ، ذكر الله سبحانه و تعالى في افتتاحية الآية ، التوحيد ، و ختمها بالوصية على بر الوالدين ، و الإحسان.
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . سورة (لقمان ، آية 14).
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ .(سورة ابراهيم ، آية 39-40).
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.[1]

احاديث نبوية عن بر الوالدين

قال نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم العديد من الاحاديث النبوية ، التي تصف فيها واجب بر الوالدين على الابناء ، و كم بر الوالدين مهم في الدنيا و الاخرة ؛

قال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ؛ سخط الله في سخط الوالدين و رضاء الله في رضاء لوالدين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، حيث قال ؛ جاء رجلا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ، يسأل و قال ؛ يا رسول الله من أحق الناس في حسن صحابتي ؟ قال رسول الله ؛ أمك . قال الرجل ؛ ثم من ؟ قال رسول الله ؛ أمك . قال الرجل ؛ ثم من ؟ قال رسول الله أمك . قال الرجل ؛ ثم من ؟ قال رسول الله أبوك . رواه البخاري و مسلم

.
عن ابن مسعود حين سأل رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ؛ أي العمل أحب إلى الله سبحانه و تعالى ؟ قال رسول الله ؛ الصلاة على وقتها ، قلت ثم أي ؟ قال رسول الله ؛ بر الوالدين . قلت ثم أي ؟ قال رسول الله الجهاد في سبيل الله . رواه البخاري و مسلم.
عن أبي بكرة نفيع بن الحارث حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛

أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ؟

ثلاثًا ، قُلنا: بلَى يَا رسولَ اللَّه ، قَالَ:

الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، و عُقُوقُ الْوَالِدَيْن .
قال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ؛ مِنَ الْكَبائِرِ: شَتْمُ الرَّجلِ والِدَيْهِ. [2]

كيف يمكن للابن ان يبر والديه

أهم الاعمال التي يمكن إن يبر الأبن بها والديه ، هو إن يدعو لهما دوما ، بالهداية ، و بالرحمة و المغفرة ، و في حفظ جسدهما عن أي مكروها قد يصيبهم ، و حرسهم من كل الأذى ، و رضا الله سبحانه و تعالى عليهم .
الصدقة الجارية ، من المهم جدا إن يفعل الأبن لوالديه عمل ينتفع به مثل الصدقة الجارية ، و هي على شكل بناء مساجد ، بناء مدارس ، معاهد لحفظ القرآن ، و توزيع القرآن على الناس بأسمهما . الصدقة الجارية تنفعهم حتى بعد وفاتهم ، و كذلك هي من الأعمال العظيمة في بر الوالدين .
توفير الراحة التامة لهما ، و توفير كل شيء يحتاجونه ، حتى دون إن يطلبوا ذلك .
احترام الوالدين ، هو أهم واجب للأبن ، يجب إن يظهر و يبالغ الأبن في احترام والديه ، و كذلك توقير الوالدين ، مثل تقبيل اليد ، و تقبيل الرأس .
حسن الاصغاء اليهما ، عند التحدث و أخذ بكلامهما ، و عدم خلفه ، و احترام جميع قرارتهم.
يجب على الأبن إن يأخذ برأيهما و احترام جميع ارائهم في جميع أمور حياته ، كالزواج ، و الدراسة ، و الأمور الاخرى البسيطة و المهمة .
أهم عمل و أكثر عمل محبب ، هو إداء الأعمال عنهما بعد وفاتهما ، مثل الحج و العمرة .

عقاب من لا يبر والديه

عقوبة من لا يبر والديه ، عقوبة شديدة و هي إن تزول جميع البركة و الخير و الرزق من حياته بأكملها ، و عدم استجابة أي دعاء له ، و كذلك عدم حساب أي عمل خير له لا في الدنيا و لا في الاخرة . قال سبحانه و تعالى ؛ ثلاثة لا يدخلون الجنة ؛ العاق لوالديه ، و المدمن على الخمر ، و المنان بما أعطى . و غالبا ما يكون سبب عقوق الوالدين هو ؛ الرفقة السيئة ، عدم تربيتهم على أساس الدين ، و الجهل .

خاتمة عن بر الوالدين

و في النهاية بر الوالدين هو حسن التصرف و الإحسان إلى الوالدين ، و محاولة إرضائهما هي احد الطرق التي يمكن إن تكسب الإنسان الجنة . و يجب عدم الإساءة لهما بأي شكل من الأشكال و في أبسط التصرفات ، فعقوق الوالدين مصيرها النار ، و الحرمان من العيش في راحة في الدنيا ، و المصير يكون النار . من يصبح عاقا على والديه يخسر حياته بأكملها ، و كل ما يفعله إلى والديه من إساءة ترد إليه في المستقبل من خلال ابناءه . يجب على الابناء إن يبروا والديهم و إن يفعلوا كل شيء في هذه الدنيا حتى يكسبوا رضائهما ، فمن يكسب رضاء والديه يعني كسب رضاء الله سبحانه و تعالى .